قصيدة / منــــــــــــاجاة سلطان علمــــــــــاء

 

قصيدة / منــــــــــــاجاة سلطان علمــــــــــاء

شعر / أبو دجانة القحطاني


أيْ ربّي
السِّجنُ أحبُّ إليّ منَ الطّاغوتْ
وفتنتهِ
وسطوتهِ
ودعوتهِ
ولقولُ الحقِّ ونصرتهِ والموتُ فدائهْ
أحبُّ إليَّ من الكتمانْ
منْ نُصرةِ أتبَاعِ الشّيطانْ

ما ضرّني كم ْ مصْلحةٍ لي سَتَفوتْ
ما همّنيْ لوْ أعْطُونِي قصْراً...
بنخيلٍ والبحر وَرَائَهْ
وجوارٍ وعبيدٍ ..
أوْ حتّى أهدوني أغْلى السيّاراتْ
أوْ منَحُونِي أرْضاً هائِلةَ الحَجْمِ تُسَاويْ ...
حجْماً لعقارٍ أوْ دُولاراتْ!
أو منَحُونِي كرْسياً حسّاساً في الدّوْلةْ
وَ سَمَحُولي أخْطُبُ فيْ قناةٍ مِنْ لنْدنَ أو عَمّانْ
كالـ (mbc) وَ الـ(LBC) ..
أو غيرها أرْوي بها آلافَ الفَتْواتْ
لا مَانع كونُ البرنامجِ بين برامج فُسّاقٍ أو مَاسونٍ أو تخديرٍ أو حتىِ برامجَ مُجّانْ
أقْوَالي أيضاً مَجّانْ !
ميمٌ جيمٌ ألفٌ نونٌ كلّها مشتركاتٌ مشتبهاتٌ بلْ مِيمِي الأولى مفتوحة !
فتمعّنْ في هذي الميزات!!!!
من مصلحةِ الدعوةِ أن تُمتَهن الحُرُمَاتْ !
لنبلّغَ هذي الدّعَواتْ !
لأكونَ كمَا المرْجِعِ للعَالَمِ كلِّهِ تَنْقُل خُطَبيْ الكَامِيرَاتْ
وأكُونُ مَكَانَ النّجْمِ ولا يكْفِيني!! بلْ أهْوى مَكَانَ النَجْمَاتْ !
ومقابل ذلك َ أكتُمُ علْمِيْ بالحقِّ وأُحْرِقُ كُلّ الوَرَقَاتْ
وأُطرِّزُ للسلْطانِ فَتَاوَى با (المِتْرِ) وبا (السّمْتِي مِتْرَاتْ)!
بلْ أعْرِضُ أيْضاً خَدَامَاتي للسيدِ (بوشَ) وَ (شارونَ) وأفْتَحُ مَوْسِمَ تَنْزيلاتْ !
فأبيعُ العِرْضَ..أبيعُ الأرْضَ...أبيعُ الدّمّ ..أبيعُ الأرْواحَ المُؤمِنَةَ الصِّدِّيقاتْ
وأبيعُ القْدسَ مَعَ الشّيشّانَ مَعَ الأفْغَانَ مَعَ الفَلّوجَةْ وَ كلّ مكانٍ فيهِ الناسُ يُقَاسُونَ يُعَانُونَ الموْتَةَ تِلْوَ المَوْتَاتْ

يَا حسَراتي يَا حَسَرَاتْ
يَا حسَراتي يَا حَسَرَاتْ

ظُُلماتٌ فوقَها ظُلُمَاتْ
والقبْرُ مليءٌ بالحَيّاتِ وبالويْلاتْ وباللّعَنَاتْ
فماذا بالآخرةِ تَكُونُ الأعْمَالُ بَكَفِّ المِيزَانْ ؟


أيْ ربّي..
رِضَاكَ
رِضَاكَ
رِضَاكَ
رضَاكْ
ولأنتَ... لأنتَ... لأنتَ فقطْ
أغلى منْ كلِّ الأثْمانْ
أغلى منْ كلِّ الأثْمانْ


أيْ ربّي
قدرْكَ ماضٍ مكتوبٌ منْحُوتْ
لكنّي أسْألُكَ ثبَاتاً في وجْهِ الطّوفَانْ
إجْعَلنِي يَا رَبِّي دِرْويشاَ..
مجذوباً في الدّرْبِ وَ يرْقُصُ برِدائِه !
لكنْ جّنبْني أنْ أُصْبِحَ في يومٍ ذَنَباً...
أوْ جزمةْ مِنْ جَزْمَاتِ السُّلطانْ!




محمد القحطاني
جزيرة العرب
27/7/1425 هــ



اشتكى الإمام الثوري رحمه الله من المرض فأخذت عينة من بوله , فقال الطبيب : هذا رجل قد فتت الحزن كبده ...فقد كان مع إمامته وصلاته وعلمه يبكي و يتقطع كمدا من أن يُسلب الإيمان قبل أن يموت [صفحات مشرقة من حياة السلف/سفيان بن سعيد الثوري/ العالم الرباني/ د.محمد الزهراني]

الكاتب: أبو دجانة القحطانــــي
التاريخ: 01/01/2007