نظرية A.B.C بقلم سيد يوســف ..

 

نظرية A.B.C


 


هذى معلومات قد تخفى على كثير من الناس رغم بديهتها


 


نبدأ الموضوع بهذا المثال


 


لنفترض ان هناك شخصين احدهما يدعى (س)


 


والآخر يدعى (ص)


 


أراد كل منهما البحث عن وظيفة فى ظل أوضاعنا الحالية


 


هذا وقد فشل الاثنان


 


لا جرم سيحاولان من جديد


 


حاولا ففشلا أيضا


 


لا جرم حاولا مجددا لكنهما فشلا


 


 أصيب احدهما باليأس والاكتئاب الخفيف من أوضاعنا هذه ولنفترض انه (س)


 


أما الآخر فقد أصابه حزن لكنه سرعان ما تغلب عليه


 


والسؤال؟؟


 


 لماذا يئس (س) ولم ييأس (ص) رغم ان الحدث واحد ؟؟


 


هنا تتدخل نظرية A.B.C


 


لتفسر لنا ذلك


 


حيث ان البنية المعرفية ل(س) يشوبها مجموعة أفكار خاطئة مسبقة


مثل


أنا نحس


مفيش فايدة


ما هى بايظة بايظة


اللى مالوش ضهر ولا واسطة عمره ما هينجح


أما (ص)


فإننا نراه يحدث نفسه بمجموعة من الأفكار الايجابية


 مثل


لا جرم انه الفشل الأول أو الثانى


سأحاول


أكيد ربنا مش هيتخلى عنا


هى حاجة تتضايق بس أكيد ربنا هيسهلها إن شاء الله


وهكذا نجد ما يلى


 


1/ ونقصد بها A


وهى بحث (س&ص) عن العمل


2/ ونقصد بها B


 


مجموعة الأفكار الخاطئة التى يجب تعديلها


 


3/ ونقصد بهاC  


حدث اليأس والاكتئاب


وترى هذه النظرية أن سبب شقاء الفرد يرجع لتبنيه مجموعة خاطئة من الأفكار


وقد رصدت هذه النظرية مجموعة تلك الأفكار فوجدتها فى 11 فكرة وقد أجريت دراسات مكثفة حول مدى صدق وثبات تلك الأفكار فى عدة بلدان على مستوى العالم ومنها مصر فوجد الباحثون مدى صدقها


 


من هذه الأفكار ما يلى


 


1/يجب أن أكون محبوبا من الجميع وان يؤيدني الناس فيما أقول أو اعمله


وخطأ هذه الفكرة هو فى مسألة الوجوب


يستحسن ذلك لكن رضا الناس كلها مستحيل


وكان أولى أن نقدم الحب لا أن ننتظره


2/إن تعاستنا ناتجة عن ظروف خارجة عن إرادتنا


إن الأولى أن نفكر بطريقة إننا مسئولون بجزء ما عن شقائنا


3/يجب أن يشعر المرء بالقلق والخوف حينما تواحهه خطيرة أو سيئة


والأولى أن نحاول أن نقلل من آثار الخطر بدلا من البكاء على اللبن المسكوب


4/ أسهل طريقة لمواجهة مصاعب الحياة هى أن نتجنبها


 


والأولى هو مواجهتها


 


5/يجب على المرء أن ينافس ويتفوق على الجميع


والأولى أن نستمتع بقدرتنا على العمل بأداء جيد


وهناك أفكار أخرى


تذكير


فى الجزء الاول ذكرنا ان من اسباب الوقوع فى الخطأ هو ان يتبنى الفرد مجموعة من الافكار اللاعقلانية وقد ذكرنا بعضها ونجمل الافكار ال11 اللاعقلانية كما وردت عند البروفيسور ellis


وسنضيف اليها بعض الاسهامات العربية ههنا


1/طلب الاستحسان


وهى تدور حول(يجب ان اكون محبوبا ومرضيا عنى من جميع المحيطين بى)


دحض الفكرة: رضا الناس غاية لا تنال.والاستماتة فى طلب رضا الناس يعنى مزيد من الاعتماد عليهم مما يقلل من شعور الفرد بالامان ويعرضه للاحباط عند الفشل


واشد الخطا ههنا من فكرة الوجوب والاولى ان يكون ذلك مفضلا


2/الكمال الشخصى


وهى تدور حول(يجب ان اكون على كفاءة عالية حتى احقق الانجاز وانافس الاخرين وحتى اشعر باهميتى


الدحض:يستحيل تحقيق ذلكبشكل كامل هذه الروح التى تقف وراء هذه الفكرة تعنى شعور بالنقص وعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة ويتولد عنها شعور دائم بالخوف من الفشل


والعاقل يسعى نحو المنافسة من اجل مصلحته وليس من منطلق ان يصبح افضل من الاخرين


يفعل ذلك ليستمتع بالنشاط الذى يقوم به وليس لمجرد مشاهدة النتائج


3/اللوم الزائد للنفس وللاخرين


وتدور حول(بعض الناس يتصفون بالشر والخسة ولذلك يجب ان يوجه لهم اللوم والنقد)


الدحض:لا يوجد معيار مطلق يتفق عليه كل البشر للصحيح والخطأ والتصرفات غير الخاطئة هى نتيجة الجهل او الغباء وكل البشر معرضون للخطأ واللوم لا يحسن الخطأ ولا يقلل الغباء ولا يزيد الذكاء ولا يمس الحالة النفسية بل بالعكس يؤدى اللوم والنقد الى مزيد من الاضطراب الانفعالى


وبدلا من اللوم ماذا لو حاولنا تفهم ابعاد خطأ الاخرين ومن ثم مساعدتهم للنهوض من اخطائهم...وبدلا من لعن الظلام هلا اوقدت شمعة.


4/ توقع المصائب


وتدور حول(انه لمن النكبات المؤلمة ان تسير الامور على عكس ما يريده المرء لها)


الدحض:هذا تفكير غير منطقى ...فمن الطبيعى ان يتعرض المرء للاحباط ولكن من غير الطبيعى ان ينتج عن هذا الاحباط حزن شديد ومستمر حيث


لا يوجد سبب يجعل الامور تختلف عما هو واقع


ثم ان الحزن لن يغير الموقف بل بالعكس يزيد الامور سوءا


واذا لم يمكنك ان تملك ما تحب فان المنطق يفرض عليك ان تحب ما تملك وبمعنى اخر اذا لم يكن فى وسعك عمل شىء فان العمل المنطقى ههنا هو محاولة التأقلم مع الموقف الجديد تمهيدا للتغيير حسب الوقت والقدر والظروف ومشيئة الله تعالى


والعاقل يتجنب المبالغة فى تصوير الاحزان ويحاول تحسين الموقف السيىء قدر ما يستطيع


ان المواقف المفزعة لا تمثل نكبة الا اذا نظر الفرد لها على انها كذلك


5/التهور الانفعالى


وتدور حول (ان التعاسة تنتج عن ظروف خارجية لا يستطيع الفرد التحكم فيها)


والحق ان تعاستنا لا تنتج من الاحداث الخارجية عنا بقدر ما تنتج من طريقة تفكيرنا حيال هذه المواقف وما نحدث به أنفسنا بعد تلك المواقف كالذى يحدث نفسه لو لم يوفق فى وظيفة بمثل هذه العبارات


انا نحس/ مفيش فايدة/ كله بالواسطة/اللى ماوش ظهر ينضرب على بطنه/ الانتحار هو الحل/انا ماليش قيمة/ محدش يستاهل ثقتى/مقدرش اتحمل الفشل/ انا بخاف قوى من........


ان على المرء اذ يعترف باثر الضغوط الخارجية فان عليه الا يفرط فى التشاؤم وان يحدد ان استجاباته تجاه تلك الاحداث هى السبب الاكبر فيما يعانيه


6/القلق الزائد عن الاهتمام


وتدور حول(ان الاشياء الخطرة والمخيفة تعتبر سببا للانشغال البالغ ويجب ان يكون الفرد دائم التوقع لها


الدحض: ان من شأن القلق ان يمنع التفكير الموضوعى ويؤدى الى تضخيم احتمالية حدوث حادث خطير وهذا القلق لا يمنع من وقوع الحوادث القدريةبل ويجعل الاحداث المخيفة تبدو اكبر من واقعها بكثير


احيانا ما يكون القلق اكثر ضررا مما يخشى المرء وقوعه من مصائب(وقوع البلا ولا انتظاره)


نكتفى ههنا بهذا القدر ونستكمل بقية الافكار اللاعقلانية فى الجزء الثالث


سيد يوسف


ملحوظة هذه الافكار مأخوذة من كتاب


Patterson,C.H(1986)theories&counseling and psychotherapy


(4rd)new york:harper&row


الكاتب: ممدوح أبو العــــلا
التاريخ: 01/01/2007