وقفات من أجل سورية (6):

 

66- أقسم الطائفيون أمام حافظهم المقبور على استمرار الولوغ في دماءنا في نفس الوقت الذي كانت فيه "دبلوماسية" ممثليهم في العصابة الحاكمة تتحاور فيه مع الجامعة العربية لوقف العنف! أيتها الجامعة العربية إن كنت بهذا الغباء المفرط والغفلة الشديدة فاعتزلينا لا تحسبين علينا رجلا!!!
67- لا شعب أكثر من شعوبنا اتصالا بالآخر بل تأثرا به ايجابا أحيانا وأحيانا كثيرة- للأسف- سلبا؛ فإن كان لأخذ الفوائد وما ينفع فالحكمة ضالتنا وهذه فائدة من الغرب:
لست مضطرا لشكر السياسي إن أصاب فهو لا يعمل من أجلك بل ليرضي ضميره ولك أن تحاسبه حسابا عسيرا إن استغل المنصب لمصلحته الشخصية أو لمصلحة أحد من حوله. ولذلك لم نرى بالروح بالدم نفديك يا .... بل عد إلى بيتك عندما تنتهي مهمتك وإن كنت قد لعبت بذيلك فلا تأمنن محاكمتك ودعنا من تاريخك! وهكذا سنعامل سياسيينا ومن يريدون حكمنا فإن أعجبهم فحيّ هلا وإن لم فبيوتهم خير لهم فيها الدفء والسكينة!
68- فليفهم من لم يفهم بعد! الأمور بالخواتيم؛ لا تخبرني كم قضيت في سجون الظلمة، لا تحصي لي كم سلبوا من مالك، لا تحدثني كم تعثرت حياتك وحياة زوجك وأولادك إذا تغير مسارك وسرت في ركب الحكام الطغاة!
إن بقيت على العهد حفظنا لك كل ذلك ولم ننساه وإن تخليت عنه وتغيرت نسيناك وأهملناك وتاريخك!
فحاضرك حاضرك؛ إن كان مشرقا أضاء في ذاكرتنا كل الحسنات وإن كان مظلما أظلم عليك ماضيك فنسخه فلم نرى إلا سوءا.
69- لو كان عندنا حكومة ونظام حاكم لقدم المجرمين إلى المحاكمة ولكن لدينا: عصابات، قطاع مدن، لصوص دوليون، مجرمون ضد الإنسانية؛ كيف سيسلم رئيس العصابة بشار القذر عاطف نجيب للمحاكمة وهو ابن خالته؟! وكيف سيقدم الحرامي رامي للمحاكمة وهو ابن خاله؟! وكيف يقدم رؤوس الشبيحة للمحاكمة وهم بنو عمه؟! وهلم جرا ...
لو لم تكن الجوقة كلها من عائلته وعصابته لسلم بعضهم وجعلهم قرود فداء ولكن بمن سيضحي وكلهم من أخص قرابته وأخس جماعته!
70- كلما دق الكوز بالجرة تكلم الغربيون بصفاقتهم المعهودة وقالوا: لا نريد أن يصل الإسلاميون إلى الحكم لكيلا يتكرر النموذج الإيراني!!! أهي حماقة وغباء أم جهل بل جهل مركب؟! وما دخل إيران بالإسلام؟ دولة صفوية مجوسية تختبئ وراء الدين الإسلامي ولا تلتقي مع المسلمين بل تسعى لإبادتهم، ودولة صفوية فارسية تريد أن تعيد أمجاد كسرى لا تلتقي مع العرب وثقافتهم بل هم عدوها الأول، ودولة لها منهج في الحكم (ولاية الفقيه بديل الإمام الغائب!) لا الإسلام شرعه! ولا العقل يقبله! فعلام هذه المقارنة؟!
71- بعض المتذاكين من المحللين السياسيين ينسبون كل حركة إسلامية في أقاصي الأرض أو أدناها إلى الإخوان المسلمين! وإن سبقت الإخوان فلجمال الأفغاني ومحمد عبده! -حتى كأن لم يكن في الأرض مجددين سواهم!- ويختصرون كل صوت لسياسي مسلم في هذا المنبت أو ذاك! وهذا هو ضيق الأفق في الرؤية والعي في البحث بعينه؛ الإخوان جزء من الأمة وليسوا كل شيء فلا ندّعي مناقبهم ولا نتحمل مثالبهم وليس لهم في داخل سورية من أتباع ولا في شارعه من وجود إلا ذكريات في أذهان الكهول لا من دونهم من الشبان فليعرفوا قدرهم ولا يتبجحوا بمكانتهم وقدراتهم!
72- كالمرأة المطلقة الثرثارة صارت أبواق العصابة المتحكمة في سورية بعد أن لوحت لها الجامعة العربية بالطلاق؛ فهتكت كل الأستار وبدأت تكشف الأسرار؛ كما اختلف اللصوص فانكشفت السرقة ونحن نتابع وبشغف ما سيخبروننا به عن فضائح للجامعة كانوا سكتوا عليها من قبل ونتمنى من الجامعة أن تخرج عن حلمها المعهود فتغضب وتخبرنا هي أيضا ببعض الفضائح عنهم علّنا ندري ما الذي كان يدور خلف الكواليس طوال عقود!
73- تلعثمت الألسن اللاحنة وارتبكت الحسابات الحزبية وانكشفت الميول الجماهيرية عندما فاز ذوي الاتجاه الإسلامي في الانتخابات في كل بلد عربي جرت فيه هذه الانتخابات أما الغرب فآثر السلامة وأخذ يعترف بالوقائع على الأرض خشية المستقبل المجهول! وربما لا تحمد عقبى مواجهته! وأما من كانت ثقافتهم خارج سرب ثقافتنا، وغاياتهم من نمط ليس كنمط غاياتنا، وأهواءهم خلاف تطلعات شعوبنا فالتفتوا إلى الحكام الدكتاتوريين الذين كانوا يحمونهم فلم يجدوهم إلا مقبورين أو محبوسين أو هاربين! فآثروا -بدل تقويم واقعهم ومعرفة أخطاءهم والبحث عن الصواب- التشكيك تلو التشكيك حتى صرت تعجب من كلامهم لا وزن ولا قافية ولا صورة ولا معنى كالمغضب التيهان!
74- يخاف من الثورة ومما ستأتي به الثورة ليس النظام الآيل للسقوط فقط!! بل كل من ليس له رصيد في الشارع ولا مؤيد من الثوار؛ وهو كل من كان توجهه مغاير لإرادة الجماهير! وكل من كانت مبادئه مخالفة لمبادئ الشعب! وكل من كانت أعرافه محاربة لأعراف الثائرين المتأصلة في ثقافتهم! وكل من كانت مفاهيمه مضادة لمفاهيمهم للوطن والثقافة والدين والثبات والتقدم والمستقبل!
75- (الزعبرة) العفوية في ظل الدول المخابراتية والأنظمة البوليسية أداة مكشوفة مفضوحة لحكومات جبانة تدعي أكثر مما تملك وتغني بأعلى من صوتها وتطير على وجه الأرض تهدد في الصباح وفي المساء فيتردد صوتها قويا مزمجرا وقد رده الصدى في تلك القاعة الفارغة!


الكاتب: منذر السيد
التاريخ: 07/12/2011