( بدها توبة )

 

( بدها توبة )

كلمة رنت في آذاننا ، ولطالما سمعناها من هنا و هناك ، فالخطيب يقرع بها أسماعنا من على منبره ، و الشيخ من خلال درسه ، و نسمعها من الشباب و النساء و الرجال .......
هل سنبقى نسمعها إلى الأبد من دون أن تلامس قلوبنا ، هل ستظل تخرج من فم الخطيب أو الواعظ ثم ترن في آذاننا و لا تتجاوزها
إننا و منذ انطلقت هذه الثورة العظيمة في سوريا و نحن نسمع هذه الكلمة و يقال لنا عن هذه الثورة ما هي إلا بلاء حل علينا ليختبرنا الله و يعلم المفسد من المصلح
لا شك في هذا كله ، و لكني أوجه كلمتي لكل من صعد المنبر و نطق و صاح بهذ الكلمات ، هل قمت أنت نفسك بها ؟أم إن مهمتك هي فقط الكلام و الوعظ ثم الوعظ و الكلام و هكذا ....
لقد كان من حسنات هذه الثورة المباركة أن ميزت الخبيث من الطيب و المفسد من المصلح فلقد وقف أناس كانوا يحسبون عندنا من كبار العلماء موقفا يأباه أصغر وضيع من الناس لقد وقف كثير من مشايخنا مع نظام القمع و الاستبداد و أيدوه في السر و العلن و هو من هو في سفك الدماء و قتل الرجال و الأطفال و النساء ثم يطلع علينا هؤلاء و يقولون ( بدها توبة )

أنا في كلامي هذه لا أنكر على المشايخ الذين وقفوا مع الثورة و أيدوها إن في العلانية و إن في الخفاء و لكنني أقصد أولئك الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا زائل و تاجروا بآخرتهم من أجل لعاعة من الدنيا ثم يطلعون علينا من على منابرهم التي دنسوها بوقوفهم عليها و يقولون ( بدها توبة )

فلهؤلاء أقول : نحن نعلم أن الأمر يحتاج إلى توبة نصوح إلى الله عز و جل و ليس يوجد أحد منا يبرئ نفسه من الزلل و الخطا أو يتناسى أنه في لحظة ما عصى الله نبارك و تعالى و أخطأ في حقه و أي الناس المهذب ، و لكننا لسنا بحاجة لأدعياء منكم يزعمون أن الأمر بحاجة إلى التوبة و هم في أنفسهم غافلين عن الله يقفون مع الظلم و الظلمة و يهادنون من يلغ في دماء الشعب و من يعتقل الشباب و يرمل النساء و ييتم الأطفال

الأمر بحاجة إلى توبة و لكن ليس عن طريقكم يا من ادعيتم التقوى و الصلاح ثم تبرأتم من إخوانكم الذين يقتلون في كل يوم و يذبحون في كل ساعة و يعتقلون في كل لحظة



الكاتب: شمس الدين مطعون
التاريخ: 15/09/2012