تغييب المجتمع أخطر من تغريبه ! |
|
تغييب المجتمع أخطر من تغريبه !
بقلم سلطان الجميري
لابد أن يعرف الناس أن ماهم فيه من تردي سببه الحقيقي هم " التغيبيون " الذين لايألون جهداً في تشتيت الناس بالمسائل الخلافية والفرعيات ويتعامون عن حقوقهم ومايعنى بشؤون حياتهم ! كم عدد المشائخ المسجونين ! فماذا فعل أصحابهم المشائخ الطلقاء المتنعمين لإخراجهم ! ماذا صنعوا لنصرتهم والمطالبة برفع الظلم عنهم ! هل الصمت " ديناً " ! وهل الدين أن يتفشى الظلم ويرمي بالإنسان في غياهب السجون ونتحدث نحن عن " كاشيره " ! لاتقولوا هذه قضية وتلك قضية آخرى .. !
لو رأينا مجموعة نفرت لتلك القضايا وآخرون لتلك ،، لقلنا توزيع وكل ميسر لما خلق له وكل ومايستطيع إنكاره ! لكن الذي يحدث صمت مطبق عن الإنتهاكات والظلم وثائرات عن " كاشيره " مع من لايملك القرار
لا أقول أن المجتمع يمر بمنعطف خطير ، لكنني أقول أن المجتمع غارق في الوحل ، فلاتغريب ولاتشريق يضره اليوم ! حين يذبح الإنسان في داخله فلن يألمه سلخ أحد أطرافه.
كل إنسان في داخله " تغريب " لإنه فاقد لحريته وإنسانيته ! ومنتدى خديجة بنت خويلد ليس قارعة بل هو نتاج للإاردة المسلوبة ولا أدري كيف أصبحنا نتقن فن التمثيل والشعور بالصدمة ! وكأننا لانعرف بناتنا وأولادنا .. !
نحن كمجتمع نقف متكئين كالجثة الهامدة على عصا تشبه عصا سليمان يوم مات ..! لانريد أن يهزنا أحد ويقول " ياجماعة أصحوا من موتكم أو نومتكم " نحن لسنا نحن .. ! المجتمع ملغي ومتغير عن بقية المجتمعات السوية.. ! تغير للأسوأ .. تغير للأفضل.. هذه قضية لا أناقشها هنا .. إنما أناقش أن المجتمع مغيب ويقاد ولايملك لنفسه حرية ولاقرار .. ولايستطيع أن يقول لشيء " لا " إلا إذا كانت من جنس " اللاءات " التي تصطدم بالجدار وتعود على صاحبها ولاتؤثر في أحد ..!
العاطل ليس ذلك الإنسان الذي لم يجد وظيفة ولاعمل ، بل هو الإنسان مسلوب الإرادة والحرية وكل الصفات التي تبقيه آدمياً وكلنا عاطلون ولو بلغ "زعاقنا " عنان السماء .. هو عطل لارجاء منه إلا أن يعود الإنسان في داخلنا بشكل الطبيعي الذي خلقه الله ! كل مانراه اليوم ونعيشه هو " المأذون" فقط ! وليس لك أن تتحرك خارج "المأذون "!
المتفائل جداً هو من يقول لدينا " هامش للحرية " .. ! لاحظوا الطموح بحرية شاملة ليس في الحسبان .. إننا نبحث عن مجرد" هامش " .. لذا سنبقى في الهامش إلى الأبد!
التغيبيون هم السبب !
كل شيخ أو عالم دين يتحدث في كل شيء إلا في حقوق الناس وتحريرهم والمطالبة بإقامة العدل بينهم هو تغييبي أخطر من ألف تغريبي لإنه يشوه الدين ويساهم في تدمير الإنسان بإعراضه عن أساسيات الدين والإغراق في الجزئيات وإهمال مايحتاجه الناس .
عشرات الكتب والمذكرات والمطويات عن المرأة ومثلها في فرعيات الفقه وكتاب أو كتابين عن حقوق الرعية على الراعي والنظام السياسي في الإسلام ! اليس هذا تغييباً !
مئات الآلاف من المحاضرات والكلمات والندوات تكرس الطاعة العمياء والحديث عن " شوفونا أحسن من غيرنا" و " ترى أجدادنا كانوا يقتلون بعضهم " وتغييب شامل لقوامة الأمة وعزة المسلم وكرامته وواجبه تجاه الظلم والفساد والنفاق والإعتراض عليه!
التغيبيون ذابت وترهلت أقدامهم من كثرة المشي على بلاط السلطان الفاخر ولن تقوى تلك الأقدام الناعمة على المشي مرة آخرى على تلك الأرض القاحلة التي يمشي عليها الناس ، ويكفي أن يؤلف للناس الذين تقض مضاجعهم العذابات والظلم والإنتهاكات كتاباً يقال لهم فيه" لاتحزنوا " !
لابد أن يعرف الناس أن ماهم فيه من تردي سببه الحقيقي هم " التغيبيون " الذين لايألون جهداً في تشتيت الناس بالمسائل الخلافية والفرعيات ويتعامون عن حقوقهم ومايعنى بشؤون حياتهم !
كم عدد المشائخ المسجونين ! فماذا فعل أصحابهم المشائخ الطلقاء المتنعمين لإخراجهم ! ماذا صنعوا لنصرتهم والمطالبة برفع الظلم عنهم ! هل الصمت " ديناً " ! وهل الدين أن يتفشى الظلم ويرمي بالإنسان في غياهب السجون ونتحدث نحن عن " كاشيره " !
لاتقولوا هذه قضية وتلك قضية آخرى .. !
لو رأينا مجموعة نفرت لتلك القضايا وآخرون لتلك ،، لقلنا توزيع وكل ميسر لما خلق له وكل ومايستطيع إنكاره ! لكن الذي يحدث صمت مطبق عن الإنتهاكات والظلم وثائرات عن " كاشيره " مع من لايملك القرار !
أنا سألت عن " المشائخ " ماذا صنعوا لإخوانهم المشائخ لعلهم يفهمون اللغة الشرعية الخاصة بينهم .. ! أما عامة الناس فلن ينصرهم أحد ولن ينادي بحقوقهم أحد !
الكل قرر أن يكتفي بـ " السلامة " لايعدلها شيء !
هذا جزء من التغييب .. تغييب الناس عن أولوياتهم حتى أصبحوا لاينكرون على الظالم ولايعتقدون أن هناك مثلب في الإسلام كبير ..! كل إنسان ساهم في تدمير هذه الأولويات لدى أفراد المجتمع هو " تغييبي " ينبغي مواجهته وفضحه!
يجدر بنا مواجهة خطر التغيبيين ليعود الإنسان في البلد إلى وضعه الطبيعي ، ينبغي تجريد الأحاديث والأقوايل الضعيفة التي دعم بها الإستبداد منذ التأريخ الأموي إلى يومنا الحاضر لإن التغيبيين خدروا بها الناس وأجبروهم على الركوع لغير الله بطريقة غير مباشرة !
كل أطياف المجتمع فقدت قوتها وخصائصها الإجتماعية وبقيت تتنظر مايقرر لها من السلطان ، إنها لاتقوى ولن تستطيع أن تدفع التغريب إذا كان الخيار بيد غيرها… كل ماتفعله ستصيح والصياح أصبح نغمة معروفة لم تعد تخيف أحد ولاتضر أحد ، وبشخطة قلم يمنع الشخص حتى من الصراخ في داخله ، ويحضر الصارخون أو بعضهم موائد السلطان من الغد فإذاما سمح لهم بالحديث قالوا :أيها الوالي الصالح خليفة عمر بن عبدالعزيز!!
إذا كان للتغريب " عملاء " فإن للتغييب " عملاء " لايقلون خطراً ،، بل هم أشر،، لإنهم يشرعنون الإستبداد ويتترسون بالنص الشرعي ويطفؤن كل من يشعل شمعه لإنه يحاول إخراج الناس من سراديب الظلام !
إنني أقول للتغيبين للأسف أنتم تخوضون المعركة الخطأ ومع الناس الخطأ!
لو أنفق من الخطابات على رفع الظلم وحريات الناس ربع من أنفق على مقاومة التغريب لربما عادت للمجتمع قوته وإنسانيته وقدرته على رفض مالايريده ! وبعدها سيعلم التغييبيون أن الطريق الأسهل لإقامة شرع الله هي " الحرية والعدل بين الناس " وستصبح المراهنة على المجتمع " المتدين " ذات معنى .. ومدلول يقره العقل ويصدقه الواقع..!
المراهنة على أن المجتمع يرفض التغريب ليس له أي معنى ولاجدى لإن المجتمع ليس له حق الإختيار ! ليس له حق الرفض ولا الموافقة .. حين يفرض عليه شيء سيتم وسيقع رغماً عن كل اللحى التي تصطف قريباً من صانع القرار كديكورات لم يعد لها قيمة…!! أكثر من ذلك سيتم إستخراج نصوص شرعية لتدعيم مايراد حدوثه ولن يقوى أحد على رده أو رفضه ..!
لا نريد من أحد أن يخبرنا بخطر التغريب إذا لم يكن لديه إستعداد أن ينزع الخطام من أفواه الناس الذين يقادون كالمواشي لاتدري مايخفي لها القدر!
أسوأ مافي التغييب والتغيبيين أنهم يعتقدون في الممارسات التغيبيية " دينا " يجب نشره بين الناس ومكتسباً يجب الحفاظ عليه ! إنه إفساد للدين والدنيا معاً ..
فكرة " التغييب" فكرة موروثة .. فيجب إعادة قراءة التأريخ الصحيح وفحص الشخصيات مرة آخرى .. فليس بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم نبي آخر ، وكل صنم بنته أقوال الرجال وتوارثه الناس لابد أن يهدم .. ويعطى قدره الطبيعي وتعرض أقواله وأفعاله ومناسبتها لحال الناس وأوضاعهم ..
نحارب الدارونية كمصطلح ونرضاها كواقع نعيشه ! الدارونية جعلت الناس طبقات ومراحل .. ونحن لنا سنوات لم نتطور ليس لإن هناك من يرانا آدميين ويحرم النظرية.. بل واقعاً نحن في حال يشبه حال الحيوانات ! لكن مايطبق علينا أسوأ من نظرية داروون ! فتلك النظرية سمحت بالتطور .. أما النظرية التي طبقت علينا فأبقتنا كالبهائم !
فلا الإنسان المكرم الذي خلقه الله بقينا .. ولا الإنسان القرد الذي يتطور … أصبحنا!
أرأيتم كيف صرنا نحلم … ! نحلم بالتطور .. نريد أن نصبح مع الأيام " بني آدم " مكرمين