المكتب الإعلامي يقدم مقالا سياسيا بعنوان .. سجون .. وشجون

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد وآله وصحبه أجمعين

وبعد

التوكل على الله القوي العزيز

يسر إخوانكم في المكتب الإعلامي لجماعة أنصار السنة (الهيئة الشرعية) أن يقدموا لكم مقالا سياسيا بعنوان :

سجون .. وشجون

بقلم الدكتور

عبد الخالق فرحان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

لا زالت ذاكرة المواطن العراقي تنتظر التحقيق في كثير من الجرائم ضد الإنسانية مورست في مجتمع يرنو إلى تحقيق ولو جزءا بسيطا من تلك الوعود التي وعده بها المحتل ، وعوداً بالازدهار والرفاهية، وأخرى بالديمقراطية والحرية، لكنها للأسف جاءت على الطريقة الأمريكية الصفوية، فالوعود الأمريكية بالحرية للشعب العراقي ذهبت سدى من أولى لحظات الاحتلال، وها هو الشعب العراقي يدخل السنة الثامنة للاحتلال، ولم يشاهد إلا الدمار والخراب والانهيار كأحد ملامح الحاضر، ملامح تظهر في كل ركن من أركان العراق الحالي ... فكل هذه المزاعم أثبتت بما لا يدع أي مجال للنقاش زيفها وانكشفت معها قبح المخططات الخبيثة والنوايا الصفيوصليبية التي تم تنفيذها ببراعة فائقة فاقت كل التوقعات ، فالاحتلال جاء ونصب عينيه إزالة كل القيم والمبادىء، لتحل محلها صراعات طائفية يغذيها الاحتلال باستمرار ويلعب على أوتارها سواء جاءت مناسبة لذلك أو لم تأت.

فالعراق تحول إلى سجن تعذيب كبير صار لكل من يقول كلمة الحق أو يتأفف أو يرفض الاحتلال والمحتلين أو التعامل معهم ومع الخونة الأذلاء،هذا السجن فيه اليوم سجون كثيرة بأشكال متعددة، بعضها سرية وأخرى علنية، بعضها أمريكية ،وأخرى حكومية، سجون تابعة لوزارة الدفاع، وأخرى لوزارة الداخلية، وثالثة تابعة للميليشيات الحزبية، ورابعة خاصة بأجهزة أمنية مرتبطة بجهات عليا، وخامسة بأشراف وزارة العدل العراقية هذا إذا كان هناك عدل .... سجون انتشرت في شتى أرجاء البلاد.

والسؤال الذي يطرح وبقوة ما الغاية من كل هذه السجون؟!ولماذا هناك سجون خاصة لوزارة الداخلية والدفاع وأخرى لأجهزة أمنية مرتبطة بجهات عليا؟! أليس من المفروض أن تكون وزارة العدل هي المسؤولة عن السجون ومراكز الاحتجاز؟!...يجيبنا عن هذه الأسئلة المسؤولون عن هذه السجون.

سجون يقطنها آلاف العراقيين الذين مازالوا يُقتادون إلى أماكن غير معروفة، استنادا إلى الشبهات وبغية الابتزاز من دون تهم أو أوامر إلقاء قبض ... سجون يمارس فيها شتى صنوف الظلم والتعذيب والهوان ... سجون تؤكد قبح المبادئ التي تقوم عليها الإمبراطورية الأمريكية المزعومة، التي تصدع رؤوسنا عن احترامها لحقوق الإنسان. .. سجون تؤكد مدى الخسة والتعسف الذي انحدرت إليه الحكومة العميلة وأدواتها المجرمة على الرغم من مزاعم القانون الذي تتبجح به ليل نهار ... سجون تعبر عن مدى عمق الإجرام الذي يسكن هذه النفوس المريضة، وارتباطهم بأجهزة الاحتلال الأمريكية والإيرانية لتصفية وقتل أبناء العراق البررة ... سجون تعبر عن حقيقة حقد طائفي بغيض يجري في دماء وعروق الجلادين المسؤولين عن هذه السجون .

أما ما يجري في هذه السجون فحدث ولا حرج ، ففضائح التعذيب والممارسات اللا إنسانية التي تجري في المعتقلات العلنية والسرية في العراق الجديد، أو عراق دولة القانون بمفهوم السيد نوري المالكي وحزبه الدعوي الإسلامي !! يندى لها الجبين، انتهاكات لم تتوقف،ورائحتها تزكم الأنوف،انتهاكات جسدية وأخرى نفسية ومعنوية، وثالثة ترفيهية بالنسبة للجنود الأمريكيين والعراقيين.

فالجسدية تتمثل بتكبيل أيدي السجناء لمدة ثلاث أو أربع ساعات في وضعيات مجهدة ،وتعذيبهم بالجلد والماء الحار والبارد والتعليق بالمراوح السقفية وقطع الأصابع وقلع الأظافر وكي بالسجائر والصعقات الكهربائية واغتصاب بالجملة ... ويتناوب عدة أشخاص على المعتقل إمام المحققين وتشويه وتعذيب وتغييب لا احد يعرف عن مصير المعتقل وعمليات إعدام ليلية ودفن الجثث .

والمعنوية تتعلق بالدين بصورة مباشرة، وهي خاصة برجال العلم وأئمة المساجد، مثل تمزيق القرآن الكريم والتعرض للرموز العقائدية كسب الصحابة والنيل من رموز أهل السنة.

والنفسية تتمثل بجلب نساء المعتقلين واغتصابهن أمامهم لإجبارهم على الاعتراف وإجبارهم على ممارسة الأفعال اللا أخلاقية.

والترفيهية هي في حقيقتها ترفيه للجنود الأمريكان والعراقيين مثل إجبار المعتقلين على المشي على أربع كالكلاب أو تقليد صوت الحيوانات أو امتطاء السجناء كالحمير وإزعاجهم ليلا بمكبرات الصوت لمنعهم من النوم أو وضعهم تحت أضواء كاشفة شديدة تشوش النظر.

لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ ** إن كان في القلب إيمان وإسلام

والعجيب من هذا كله أننا نسمع الكثير من التصريحات النارية من بعض المسؤولين في الحكومة،مفادها أنهم سيحاسبون المسؤول عن هذه الانتهاكات،وأنه سيتم تشكيل لجان تحقيق في الأمر.. وهنا نسأل سؤالا: أين وصلت لجان التحقيق التابعة لوزارة العدل وحقوق الإنسان في تحقيقاتها السابقة التي ما لبثنا يوما إلا ونسمع من وسائل الأعلام أنها ستحقق بقضية السجون وما يتعرض له المعتقلون فهذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها قضية السجون ...؟؟!! وهل لفرق وزارة حقوق الإنسان ووزارة العدل دور حقيقي في متابعة ملف المعتقلين ؟؟!!

والجواب: إنكم لم ولن تفعلوا أي شيء تجاه ما يحدث للسجناء والمعتقلين، ففضيحة السجون في العراق ما زالت تتكشف ولكن في كل مرة يتم إجراء التحقيق ثم تغلق ملفات التحقيق وتطوى ليستمر خرق القانون في دولة القانون وتنتهك ابسط حقوق الإنسان في العراق الجديد المحرر.

فقد سمعنا تصريحاتكم مرارا وتكرار، وكأنكم تريدون أن تطبقوا المقولة المشهورة(كذب كذب حتى يصدقك الناس)،فكل الذي تستطيعون فعله هو تصريحات نارية كاذبة تدلوا بها هنا وهناك من خلال وسائل الأعلام ،فلا أحد يستطيع أن ينكر ما صرحتم به فأنتم صرحتم بأن: السجون الرسمية تفتقر إلى ابسط معايير حقوق الإنسان،وأن المحتجزين يتعرضون لانتهاكات صارخة ،وأن والمشكلة الوحيدة التي تواجههم هي اكتظاظ السجون..هذا هو كل ما استطعتم فعله تجاه ما يتعرض له المعتقلون في السجون الرسمية؟؟!!، فماذا أنتم فاعلون إذا ما افتضح أمر السجون السرية ولاسيما أن هناك أدلة رصينة كما جاء على لسان نائب رئيس الجمهورية العراقي(طارق الهاشمي) بأنها وصلت إلى مكتبه،تفيد بوجود عدد من السجون السرية في العراق تعرض بعض معتقليها إلى انتهاكات ووعدت اللجان حينها بالتحقيق ومعاقبة المسئولين ونقل كافة السجون إلى وزارة العدل ؟!، وها هو سجن مطار المثنى السري يطل عليكم، وربما هناك سجون سرية أخرى لم تكتشف لحد الآن فماذا أنتم فاعلون ؟؟؟.

فقد كشفت صحيفة (لوس أنجلس تايمز) أن نوري المالكي أمر بإغلاق سجن سري للسنة في بغداد يخضع لسلطة مكتبه العسكري وليس وزارات الدفاع أو الداخلية أو العدل ، بعد أن قدمت له وزيرة حقوق الإنسان تقريراً خلال الشهر الحالي يؤكد حصول الانتهاكات).

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عراقيين قولهم (الجيش العراقي اعتقل 431 من الرجال السنة في نوفمبر/تشرين الثاني خلال عمليات دهم في محافظة نينوى، استهدفت جماعات سنية ومسلحين آخرين في شمال البلاد).

وأضافت الصحيفة (أن المعتقلين اختفوا لأشهر عدة في السجن السري ببغداد، حيث تعرض العديد منهم للتعذيب بشكل منتظم ..).

وقال مصدر قريب من التحقيقات أن ((علامات التعذيب ظهرت على أجساد أكثر من 100 شخص"، مبيناً أنه "تم استخدام الضرب والكهرباء والأكياس البلاستيكية لخنق المعتقلين، فضلاً عن أساليب مختلفة)).

إن الكشف عن سجن مطار المثنى السري أدى إلى تداعيات تتعلق بوجود سجون سرية أخرى تديرها عناصر ترتبط بالمالكي وزمرته المجرمة.فبعد يوم واحد من الكشف عن سجن المثنى السري في بغداد ، أزاح مصدر حكومي الأربعاء الستار عن سجن سري جديد بالعاصمة العراقية يضم نحو 700 سجين تعرضوا لأشد ألوان التعذيب...وهلم جراً.

والغريب أنّ المالكي قال في مقابلة مع صحيفة (التايمز) البريطانية إنه لم يكن على علم بالانتهاكات التي تمارس في السجن السري في مطار المثنى القديمة، غرب العاصمة العراقية بغداد، الذي تديره قوات تابعة لقادته الأمنيين مباشرة.

ونقول للسيد المالكي :

أن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

و(إذا لم تستح فأصنع ما شئت).

ولعل السائل يقول من هو المسؤول عن تلك الجرائم ؟؟؟ وما هو دور القوات الأمريكية المحتلة في هذا الأمر؟ .

إن ما يحدث في السجون من تعذيب وانتهاكات من قبل الأحزاب العميلة لإيران يجري على مرأى ومسمع الاحتلال الأمريكي، فمشكلة العراق تكمن في قوات الاحتلال، فلولاها لما حدث هذا الشيء البشع في العراق، فأمريكا قامت باحتلال العراق ثم قامت بتقديمه على طبق من ذهب إلي إيران، ولولا الاحتلال الأمريكي لما كانت لإيران أن تتغلغل بهذه الطريقة وتسيطر على مفاصل الحياة في العراق، فأجهزة الأمن الإيرانية لها وجود مؤثر في وزارة الداخلية والأمن الوطني والدفاع والمالية والنفط بمعني سيطرتها الكاملة علي كل مقدرات العراق الاقتصادية والمالية والسياسية والأمنية وهنا يبرز الدور العربي المغيب عما يحدث في العراق بعد أن تركوها فريسة سهلة للإمبراطورية الفارسية .

والحقيقة أن الذي يقف وراء ذلك هو كل الجهات المساهمة فيها قولاً أو فعلاً أو سكوتا، كل من ساعد الاحتلال الأمريكي حكومات كانت أو مؤسسات بواجهات مختلفة أو منظمات أو شركات أو أفراد، وكيفما كانت المساعدة بالمال أو الرجال أو المعلومات أو الفتاوى أو في تبرير العدوان بشتى الوسائل والحجج، وإن محاولة تبرئة أي طرف من هذه الأطراف بمثابة ظلم كبير للشعب العراقي.

ولعل السائل يقول أيضا ما السر في الكشف عن السجن في هذا الوقت؟، وهل الهدف من الكشف عن سجن سري في مطار المثنى هو إسقاط الحكومة ؟؟ أو أن المراد منه تشويه الحقائق والإساءة إلى المالكي شخصيا ؟!.

والجواب: أن الأيام القليلة القادمة كفيلة بالجواب عن هذا السؤال..

وختاماً نقول إن الجرائم النكراء بحق السجناء الأبرياء لابد ألا تمر علينا مرور الكرام ولابد من محاسبة كل الجهات الضالعة فيها بدءاً من قوات الاحتلال والحكومة العميلة، وإن كل هذه الأطراف ارتكبت ومازالت جرائم لن تطويها صفحات التاريخ، ولن تموت وستبقى حية وشاهدة على الوجه البذيء للاحتلال الصفيوصليبي الهمجي الوحشي الذي يحكم العراق الآن، وإن فضيحة سجن مطار المثنى السري الذي تم الكشف عنه وما يتم فيه من أساليب بشعة ضد المعتقلين هو الوجه الآخر لجرائم الحكومة العميلة وفرق الموت التابعة لها التي تستهدف المواطنين وتفتك بهم في عمليات إجرامية واسعة النطاق.و أن وجود مثل هذه السجون يعني أن لقوات الأمن صلاحيةَ انتهاك حقوق الإنسان دون ملاحقة.


وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


تحميل نسخة pdf

http://usershare.net/gafg4su9anfs



http://www.fileflyer.com/view/3kkGkBG



http://www.zshare.net/download/75301551cb6adf04

/


المكتب الإعلامي

لجماعة أنصار السنة (الهيئة الشرعية)

10جمادى الأولى 1431 هـ

23 نيسان 2010 م
www.ansar11.org


الكاتب: علي العنزي
التاريخ: 11/05/2010