إليـك يـا صـمّــام الأمـــان

 

إليـك يـا صـمّــام الأمـــان

تحيّة الأمّة إلى رجال الحسبة وفقهم الله..

شعر: م. صالح بن علي العمري

للهِ أنتَ.. فما أثني وما أذرُ؟!.. *** وأنت َ فوق الرؤوس الشمسُ والقمرُ

للهِ أنتَ.. فما أحصي وما أذرُ؟!.. *** وفي يمينـــكَ نــورُ اللهِ.. والأثرُ

وفي جهادكَ –والرّحمنُ قدَّره- *** خيريّة ُ الأمّةِ العصمــاءِ والظفـــرُ

اخترت َ في ذات ربّي مسلكا وعرا *** وفي رضا اللهِ يحلو المسلكُ الوعرُ

أرى بدربِك أخبارَ النبيِّ وما *** أتى عن الصحبِ وازدانتْ بهِ السورُ

وفيك صبرُ أبي بكرٍ ورقـّتُهُ *** والرفقُ يوعظُ.. والعقبى لمن صبروا

وعند حزمِكَ فرقانٌ تقلـّـــدهُ *** فينا عليٌّ.. وذو النورين.. والعمــــرُ

وفي سبيلِكَ أجيــالٌ مبــــاركةٌ *** على المدى تكبحُ الباغي.. وتنتصـــرُ

كالروحِ للجسم..أو كالشهدِ فيه شفا.. *** مثل النجومِ ازدهتْ والليلُ معتكـــرُ

يا مطفيء النارِ في حبٍّ ومرحمةٍ *** وإن تطاير من حسّـــادكَ الشــــررُ

نُصرت بالذعرِ.. كم باغٍ طغى وبغى *** باغتـّــهُ فكـــأن المـــوت مبتــــدرُ

يا صائن البرِّ والأخلاقِ في زمنٍ *** إن لم تـُصــنْ فيهِ تهــوي ثم تندثرُ

ففيك للأمّةِ الشمــــاءِ مرحمـة ٌ *** وعصمةٌ إن تمادى الفسقُ والبطرُ

أحييتَ سنّةَ خير الرُّسل من درَسٍ *** وما فشتْ بدعةٌ إلا بمـا هجــــروا

وقمت تدعو لآدابٍ مكرّمـــــةٍ *** وقد تغــــرّب عن أفيائها البشـــرُ

فكم ترصّدَ بالأخلاقِ من سَفِـــلٍ *** فشت على كيدهِ الأفلامُ والصورُ

وكم شكت حُرّةٌ من ماردٍ بَجِحٍ *** أمّنتَها، بعد أنْ أودى بها الضجرُ

وكم فضحت هنا من ساحرٍ لَجِجٍ *** مدرعٍ بالشياطينِ الألى كفـــروا

وكم شفيتَ بإذن الله من عـــلل ٍ *** فأبطلَ الله بالأذكارِ ما سحـــروا

وكم أطحت بسمسارٍ.. بضاعتُـــهُ *** وكرُ الدعارةِ.. والتدجيلُ والسَكَرُ

أنت المجاهدُ في ساحاتِ وحدتنا *** وإنما أنتَ – إنْ عنَّ الخطا – بشرُ

فليعلمْ القـــومُ أنَّا أمّــةٌ ظهــرت *** بالدين ِ نعلو.. ونستعلي.. ونفتخرُ

نـُهْدى ونهدي.. ونستهدي بشرعتِنا *** وننتهي عن مناهيهـــا ونأتمـــرُ ..

لتضحيــــاتِكَ فينا ألفُ منقبـــةٍ *** والذنبُ من مُسْبِغِ الأفضال ِ مغتفرُ

وفي المدينةِ أفّاكونَ ذو شطـــطٍ *** يهذون من قبلِ أن يُستيقنَ الخبــرُ

فإن يُصبكَ بلاءٌ عارضٌ فرحــــوا *** وإن غنمتَ أشاحوا عنكَ أو سخروا

فاصبر ولا تبتئسَ باللمزِ من سَفِهٍ *** فاللهُ حسبُكَ.. لا ضَعفٌ ولا خَـــوَرُ

في النقدِ نفعٌ وإن هاجتْ عواصُفُهُ *** والريحُ في رَوْحها يُستنزلُ المطرُ

وفي هُراء المجافي ما يفيدُ، ومِنْ *** حَوْمِ البعوضةِ قد يُستلقحُ الثمـــرُ

فسر بربّك لا تحفلْ بما هَرَفــــوا *** إن الشياطينَ تهذي ثم تندحــــرُ

إن كانَ في الأمنِ ِ للأوطانِ معتصمٌ *** فأنتَ صمّامُهُ والسمعُ والبصـــرُ

10 / 6 / 2009م


الكاتب: م. صالح بن علي العمري
التاريخ: 16/06/2009