وقفات من أجل سورية (7): |
|
76- من حقنا أن نتهم الجامعة العربية بقتلنا والتآمر علينا! وإلا فلماذا لم تبدأ بالعقوبات السياسية والدبلوماسية على العصابة الحاكمة بدل أن تبدأ بالعقوبات الاقتصادية؟! فالأولى أقوى أثرا وأسرع مفعولا كما أن الثانية أطول نفسا للعصابة وأضر على الشعب الثائر منها على النظام!
77- لن نكشف السر فما عاد بسر! فكما لم يحرك الناتو سلاحه أمام مجازر الصرب في البوسنة إلا بعد أن نظم المظلومون المضطهدون صفوفهم وصارت المبادرة في أيديهم وبدأوا بالدفاع عن أنفسهم! فكذلك حالنا؛ تركونا نُقتل ونُكلم ونُعتقل ونُهان حتى إذا كسرنا القيد وتشكلت كتائب الجيش الحر تدافع عنا وعن شرفنا وكرامتنا صار للأمة العربية جامعة وصار للغرب أعين وآذان وصار لمنظمات حقوق الإنسان مسبار للكشف والتحري وكانت المعادلة التالية:
كلما ازدادت قوة شعبنا وذراعه العسكرية الضاربة ازداد تدخل العرب والغرب والشرق لانقاذ عميلته العصابة النجسة وكلما رأى -فيما يبدو له- خورا وضعفا من الثوار أرخى الحبل عن عنق حمارته البليدة جامعة الدول العربية!
78- المجلس الوطني فهم رسالتنا خطأ؛ قلنا له مثلنا فأوصِل رسالتنا للعالم وطلباتنا للمجتمع الدولي ولم نقل له تصرف من عندك بما لا نعرفه بل ننكره ولا نرضى به!
79- يحق لنا اتهام اليساريين والقوميين بالوقوف إلى جانب النظام المجرم كما اتهمنا إيران وحزب الشيطان؛ حماس وبرغم الضغوط: التزمت الصمت (جهد المقل!) وإيران وذيلها الأصفر أيدوا بل بذلوا في ذلك كل غال ونفيس من كل يوان وباسيج! والقوميون واليساريون في داخل سورية تذبذبوا وكانوا من مدعاة التفرقة ولكن رفاقهم خارج الحدود كانوا صرحاء فوقفوا مع العصابة المجرمة لدعوى أو لأخرى؛ فلنا أنهم قد دلونا على ما يخفيه رفاقهم في الداخل وهذه أقوى قرينة من هكذا قرين!
80- يتهمون شعوبنا بأنها لا تستوعب الديموقراطية! لقد أثبتت أنها أعرف بها من الحكومات الديكتاتورية الغريقة ومن المعارضات التقليدية العريقة! ولكن لأنها شعوب حرة صادقة وجريئة بطلة ومؤمنة مناضلة فهي لا تتقن الكذب واللف والدوران عيوب كلها كمال وجمال!
81- البوذي والهندوسي كافر بديني وأنا كافر بدينه؛ أعطني مسلما (أو قل لمصطلحاتهم: إسلاميا) واحدا يدعو لقتله!!! فضلا عمن هو دونه ممن هو مجوسي أو ذو كتاب!!! فضلا عمن هو دونه ممن هو ذو شبهة أو ذو جهالة!!! نحن لا نحاسب شخصا على اعتقاده ما دام اعتقاده لم يحمله على قتلنا واجتثاثنا والقضاء علينا؛ نقول لمن يصطاد في المستنقع النتن: لا تفترض في عقلك المغرض تصورات فاسدة عنا ثم تبني عليها تخوفات خاطئة ثم تبث بها سموما وتخوف الناس منا بها؛ فللناس عقل وأعين وآذان وهاهم قد اختاروا من يحبونه ويثقون به وكذبوا كل ما تقول وباءت كل مساعيك الشيطانية لشيطنتنا بالفشل الذريع؛ فلك الحمد ربي على نصرك وتأييدك!
82- يخوفوننا من حرب طائفية!!! تبا للحرب الطائفية ولكل عصبية وعمّية جاهلية ولكن؛ أليس ما يجري حربا طائفية ولكن من طرف حاقد واحد؟!
يخوفوننا من حرب طائفية!!! ولكن؛ هل تخوف الأكثرية وقد اتحد أبناءها بعد فرقة وتآلفت قلوبهم بعد تشتت وعادوا إلى رشدهم بعد ضلال وتغييب؟! هل تخوف من أقلية لا يجمعها إلا سرقة المال والإساءة إلى كرامة الوطن والمواطنين وأمراض النقص في بوتقة العصابة الحاكمة؟!
يخوفوننا من حرب طائفية!!! الخاسرون فيها -كما يقال- أكثر من الكاسبين ولكن؛ ألا يعلمون أن 8-1=7!!!
83- البرادعي مزعوج! منزعج! ألغوا أيها المصريون الانتخابات واجعلوه رئيسا عليكم لعلّه يرضى عنكم! ولا تروه من ملابس نساءكم إلا ما قل ودل! ودعوا ابنته تلبس من ثياب البحر ما تشاء أو لا تلبس!
ارحل أيها البائع للعراق وأهله؛ فقد قال الشعب المصري لأمثالك اليوم كلمته: لقد أثبتت الديمقراطية أن ليس لك ولأمثالك من الشارع إلا زاوية مظلمة ولا تحلم بفوز في الرئاسة وقد كشفت أوراقك الإقصاءية لأعرض قطاع في شارعنا الثقافي والجماهيري!
84- الديمقراطية ليست خيرا كلها كما أنها ليست شرا كلها! ففيها من الخير أن نسمع أصوات الجميع، وأن يدلي كل بدلوه، وأن يتنفس من شاء أن يتنفس وليس لأحد أن يحجر على الهواء الطلق. وفيها من الشر -مما يمكن أن نتجنبه- أن كل شيء -كل شيء- قابل للتصويت حتى لو كان يتعلق بالله عز وجل وهذا ما نرفضه؛ المساس بالأحد الصمد وما يتعلق بشأنه وشأن المقدسات التي حرمها. أيها المستوردون من الغرب المبادئ والمثل أيناقش أوربيوكم كل شيء -كل شيء- لتطالبوا بالنقاش حول كل شيء؟!
85- وأخيرا وبعد ثمانية عقود رضي الغرب عن الإخوان! أو قل: غض الطرف عما يراه من خطرهم وعيوبهم التي لا تغتفر!!! فما الذي جرى؟! الغرب لا يؤمن بالمطلق بل بالنسبي؛ ولما كان ما يراه في الساحات هو تيار الإخوان وحسب؛ حاربهم وبالغ في إيذائهم! فلما رأى من هم أشد عليه خطرا وأعظم جندا وأكثر تمسكا بمبادئهم صاروا في عيونه سكرا يمكن ابتلاعه وزيزفونا يحسن شمه!