ناجٍ من نفق الموت يحكي قصته بالكامل قصة مؤثـرة جدا وإنا لله وإنا إليه راجعون

 

السلام عليكم
قصة مؤثرة فعلا انظر الي قصوة قلوب الجيش المصري هل ياتري لو يهود كان عاملهم هاكذ !!؟
حسبنا الله ونعم الوكيل

غزة – صفا
"لم يستطع أحد الاقتراب منا لوجود الغاز السام بكثافة في أجواء النفق يودي بحياة من يستنشقه بأقصى سرعة ممكنة"، كلمات قالها الشاب عبد الله حجازي بصوت مختنق خلال حديثه لوكالة "صفا" حول ما جرى داخل "نفق الموت" الذي قضى فيه عدد من زملائه.

جانب من تشييع الشقيقين أبو جاموس (صفا)
حجازي (23 عاماً) خرج لتوه من المستشفى بعد تلقي العلاج إثر إصابته باختناق شديد خلال عمله في نفق على الحدود المصرية جنوب قطاع غزة، وذلك عقب ضخ الأمن المصري كميات من الغاز بداخله، ما أدى كذلك إلى وفاة أربعة من زملائه وإصابة آخرين.

ويقول: "كنا أربعة شبان نعمل داخل النفق في سحب البضائع القادمة من الجهة المصرية، وفجأة بدأنا نستنشق رائحة غاز كريهة جعلتنا نفقد توازننا وتركيزنا".

ويضيف أن الغازات السامة بدأت بالانتشار داخل النفق بشكل سريع، مما أدى إلى وقوع أصدقائه على وجوههم نتيجة فقدانهم للتنفس لضيق النفق وطوله".

ويشير إلى أنه وبعد سقوط زملائه على الأرض بدأوا يخرجون "أصواتاً غريبة" أثناء تنفسهم، واصفاً ما جرى بأنه صعب ومؤلم للغاية.

الأنفاق شريان حياة غزة مستمرة رغم المصاعب (صفا)
ويكمل حجازي حديثه بصعوبة نتيجة الصدمة وضيق التنفس الشديد التي تعرض لها خلال مشاهدته أصدقاءه وهم يفارقون الحياة شيئاً فشيئاً.

ويقول: "كنا على مسافة 200 متر من فتحة النفق على الجانب المصري، ولم نستطع الخروج نتيجة عدم وضوح الرؤية في الداخل".

غاز وجنود
ويضيف "بدأت بالتقدم نحو أصدقائي لسحبهم إلى منطقة آمنة، لكن صعوبة التنفس لم تساعدني على ذلك وبعدها أصابتني غيبوبة جعلتني لا أستطيع رؤية أحد داخل النفق".

ويذكر أن قوة تأثير الغاز حتى طالت اثنين آخرين من العمال جاءا لإنقاذ المصابين، لكنهم استنشقوا الغاز السام فوقعوا أرضاً كذلك.

ومن داخل النفق الذي يبلغ طوله 800 متر، استلقى عبد الله مع رفاقه بانتظار المساعدة من الخارج في ظل حالة من الموت البطيء نتيجة الغاز الذي يحيط بهم.

مصر تكثف الجهود لإكمال الجدار الفولاذي (صفا)
وفجأة لاحظ تقدم أحد الجنود المصريين وهو يقول لزملائه الآخرين الذين بدأوا بتفحص الضحايا: "اتركوهم لقد ماتوا بالتأكيد".

ويبين أن الجنود وفور سماعهم أصوات القادمين من جهة القطاع للإنقاذ قاموا مسرعين بالانسحاب تجاه الطرف الآخر من النفق، موضحاً أن الجنود أغلقوا الفتحة بعد خروجهم من النفق.

ويكمل: "بعد رؤية أفراد الدفاع المدني القادمين لإنقاذنا، ارتحت قليلاً وأغمي علي ولم أذكر شيء بعد ذلك سوى استيقاظي وأنا ممدد على سرير المستشفى".

ويؤكد حجازي أن دافعه الوحيد للعمل في الأنفاق هو ضيق الحال وسعيه لمساعدة عائلته لتوفير لقمة العيش، خاصة في ظل الوضع الإنساني الصعب في القطاع، والحصار المشدد منذ نحو أربعة أعوام.


نضال الجدي
أما جمال الجدي والد الشهيد "نضال" الذي لقي حتفه نتيجة استنشاق الغاز السام داخل النفق أثناء ممارسة عملة الشاق، أكد أنه كان يتوقع ذلك الخبر نتيجة علمه بأن ابنه يعمل في "مهنة الموت"، كما وصفها.

أكثر من 150 فلسطينيًا قضوا بالأنفاق (صفا)
وينوه الوالد المكلوم لوكالة "صفا" إلى أن ابنه قتل بسلاح أمريكي موجود بأيدٍ عربية مسلمة تحارب من يسعى إلى كسب المال بالحلال ويتحدى صعوبة الحياة، موضحاً أن قلة العائد المالي هو السبب الوحيد الذي دفع ابنه للعمل في الأنفاق.

ويلفت إلى أن نضال اعتقل قبل شهر من استشهاده في سجون أمن الدولة المصري أثناء عمله على إحدى فتحات الأنفاق في الجانب المصري، قائلاً إنه تعرض "للضرب والتعذيب والتحقيق الشديد في مصر لمدة تزيد عن الشهر".

ويوضح أن ابنه كان يغيب فترات طويلة خلال عمله لتوفير لقمة العيش لأسرته، وغاب عن البيت لأكثر من أسبوع قبل وصول خبر استشهاده.

ويدعو مصر والدول العربية إلى الإسراع بفك الحصار عن غزة، حتى ينعم الشباب فيها بحياة كريمة بعيداً عن اضطرارهم إلى وسائل تهدد حياتهم بحثاً عن رزقهم.

والسلام عليكم


الكاتب: ابوعمر المصري
التاريخ: 30/04/2010