المسلمون السنة في الساحل السوري أصولهم و توزعهم .

 

الساحل السوري هو الساحل الممتد من لواء اسكندرون شمالاً إلى غزة جنوباً هذا الساحل الذي شهد خلال تاريخ الكثير الكثير من المعارك و الحروب بين الشرق و الغرب و لعل أهم هذه الحروب هي الحروب الصليبية و التي كانت بدايتها من هذا الساحل و نهايته منه و لقد تميز تاريخ الساحل السوري على مر العصور بالغموض و الإهمال ،على ما أظن أن إهمال تاريخه أمر مقصود و هو جزء من مخطط كبير مرسوم للسيطرة على مشرقنا العربي الإسلامي ، و على كل دارس أو باحث أو مهتم أن ينتبه إلى هذه الحقيقة : ساحل بلاد الشام الذي دفع ثمنه المسلمين غالياً من دمائهم الزكية و بنوه بعرقهم اليوم أصبح ساحل غير أسلامي يسيطر عليه النصيريون شمالاً و الموارنة سابقاً و الشيعة اليوم وسطاً و اليهود جنوباً إذاً ساحلنا يتعرض لمخطط متكامل لتغيير هويته الإسلامية من شماله إلى جنوبه اليوم سأقدم دراسة بسيطة و سهلة عن الجزء الشمالي الأكثر غموضاً و الأخطر وضعاً من هذا الساحل إنه الجزء الذي تسيطر عليه الطائفة النصيرية الساحل سوري ، يتألف من أربعة مدن في الساحل هي اللاذقية و جبلة و طرطوس و بانياس و مدينة في الجبل هي الحفة و جميعها مدن أسلامية عاش فيها المسلمون و النصارى جنباً إلى جنب دون كره أو حقد هذه المدن الخمسة تتعرض منذ قرن من الزمن لحملة منظمة لتغيير هويتها الإسلامية و لتهجير أهلها المسلمون السنة و النصارى حملة سيطرت على الأرض و على الإعلام و على هواء وماء و أعراض البشر لدرجة أن هنالك الكثير من أبناء الأمة الإسلامية لا يعلمون حقيقة الغالبية السنية التي تسكن الساحل السوري إلى يومنا هذا رغم كل ما تعرضت و تتعرض له من مضايقات يومية من أجهزة أمن الطائفة النصيرية و من تفقير و تجويع و تقتيل حقاً إنها غالبية صامدة و صامته تستحق الاحترام و التشجيع و الاهتمام و إن هذه الغالبية السنية تنحدر من عدة أصول أهمها :
التركمان : يشكلون 15 % من سكان الساحل السوري و أهم مركزهم برج إسلام و صليب التركمان و ناحيتي القساطل و ربيعة و جميعها قرى جبلية تقع في شمال محافظة اللاذقية و لديهم حي كبير في شمال مدينة اللاذقية هو حي علي جمال و لقد كان للتركمان دور كبير في الماضي القريب و البعيد في حماية الساحل السوري و بناءه و أعماره و لقد أتوا مع جيش السلطان سليم و استقروا منذ ذلك الحين أي منذ 500 عام تقريباً و من أهم الشخصيات التركمانية التي مرت على الساحل السوري شخصية لا يعرفها الكثيرون خارج سوريا و يعرفها الشعب السوري جيداً من علماء الأزهر الشريف رجل الدين الزاهد المتعبد سيد شهداء سوريا الشهيد الدكتور الشيخ ممدوح جولحة ، لم يعوض إلى يومنا هذا للأسف ممدوح جولحة قتل و مثل بجثمانه من قبل عصابات الأجرام النصيرية و الشيخ الشهيد عبد الستار منلا أيضاً أستشهد في أحداث الثمانينات للأسف اليوم تناقص عدد التركمان بشكل ملحوظ و ذلك نتيجة للظروف القاسية التي يعانون منها داخل سوريا من إهمال و عزل ووووو إلخ لدرجة أن أراضيهم سيطر عليها بمرسوم جائر هو المرسوم 59 انتزع منهم ملكية أراضيهم و جعلها من أملاك وزارة السياحة و التي أعادة توزيعها لأبناء الطائفة النصيرية و سبب الثاني في تناقص عددهم هو خطأ استراتيجي تركي ، الحكومات التركية أخطأت بتقديم تسهيلات لمثقفي و أذكياء التركمان ليدرسوا و يستقروا بتركيا مما حول التركمان باللاذقية إلى مجتمع بعيد عن الثقافة و عن أي دور سياسي أو اجتماعي بعدما كانوا أصحاب دور محوري و رائد في الساحل السوري
الأكراد : و يشكلون حوالي 40% من سكان الساحل السوري و يختلفون عن التركمان بأنهم لا يتكلمون الكردية إنما هم فقط من أصول كردية و يشتركون مع التركمان بسحب ملكية أراضيهم منهم على أنها أراضي حدودية !! مع من لا أعلم !!! من أهم مراكزهم سلسلة الجبال المسماة باسمهم جبال الأكراد أتوا إلى الساحل السوري مع صلاح الدين و هنالك البعض منهم أيوبيو النسب ، تركهم صلاح الدين في جبال اللاذقية ليشكلوا فرق عسكرية خفيفة و سريعة الحركة تنهك العدو و تمنعه من الاستقرار في الساحل السوري ريثما تصل الجيوش من الداخل السوري و قد نجحت خطة صلاح الدين في حماية الساحل السوري على مدا 850 عام مضت و هنالك قول مشهور لصلاح الدين : تحرير بيت المقدس يبدأ من اللاذقية كان جيش المسلمين كلما أراد تحرير بيت المقدس يتعرض للهجوم من قبل الصليبيين القادمين من اللاذقية مما اضطر صلاح الدين لتحرير اللاذقية و كان أمامه خياران الأول ترك حامية كبيرة بها لحمايتها و هو خيار اثبت فشله لسببين الأول سهولة الالتفاف عليها و ضربها من جبلة أو البسيط و الثاني سيخسر المسلمون خدمات هذه الحامية في المعركة الأساسية معركة بيت المقدس لذلك لجأ للخيار الثاني و هو التغيير الديموغرافي بزرع أهله بجبالها بعد تحرير قلعة صهيون و كان للأكراد دور بارز بمختلف الأحداث التي مرت على الساحل و لعل أهم أدوارهم هزيمتهم للفرنسيين بعد المجازر التي شهدتها بابنا عام 1918 م و حصولهم على الحكم الذاتي طيلة فترة الحكم الفرنسي لسوريا و نضالهم الشرس و الكبير ضد آل الأسد في الثمانينات و هنالك جزء من الأكراد يسمون الصهاونة لأنهم يسكنون في منطقة جبل صهيون و هؤلاء ليسوا من أصول كردية صافية لأن العثمانيين وضعوا الكثير من الأتراك و أفراد الانكشارية معهم في هذه المنطقة و يعد الصهاونة من أكثر من تعرض للقتل و للمجازر في العصر الحديث من أهم هذه المجازر مجزرة بابنا الشهيرة على يد المقدم علي بدور عام 1918 م بدعم من الفرنسيين ،و قتل المئات من أبناء صهيون في الثمانينات لعل أهمهم برهان الدين عطور نقيب المحامين و الدكتور محمد عكرمة ، الدكتور محمد عاكف رستم و أكراد اللاذقية يتعرضون لأهمل كبير من قبل القومجيين الأكراد لا يعترفون عليهم و لا يذكروهم أبداً و اليوم هنالك خطر كبير يهددهم بتحالف وجهائهم مع النظام حيث أن النظام استطاع و نجح باستمالت الأجيال الشابة من الأكراد و يعتمد عليهم و هم أصبحوا من أكبر مؤيديه من غير النصيرية .
سكان اللاذقية : و هم خليط من عائلات عربية رفيعة النسب معظمها قرشية و من عائلات تركية و كردية و من مماليك و ألبان و من بعض من أسلم من مسيحيي الساحل و من الصليبيين و من الإيطاليين الذين استقروا باللاذقية و أسلموا مع مرور الوقت و معظمهم ممن جاهد و من ثم استقر باللاذقية و هؤلاء جميعهم تعرضوا لحملة تقتيل و تهجير في الثمانينات لم يسلم منها إلا قلة قليلة من العملاء و اليوم يعانون من انتشار الفقر و غلاء بيوت السكن و من العزل و من الجهل لدرجة ترى الفرد منهم يتعاون مع قتلته .
إن المسلمون السنة في الساحل السوري أمانة بأعناق مسلمي العالم و الخوف كل الخوف عليهم من خطرين أساسيين خطر تقتيلهم على يد النصيرية بعد سقوط النظام و خطر تشيعهم على يد الدعاة الفارسيين إن استمر النظام و هما خطرين أحلاهما مر فعلى الأمة الإسلامية جمعاء تقع مسؤولية نشر الوعي لخطورة ما يتعرض له الساحل السوري من مؤامرة كبرى هدفها تغيير هويته و هنالك مثل بسيط ليعلم العالم كله حقيقة المؤامرة على سبيل المثال القساطل قرية تركمانية و على الحدود مع الدولة الأم تركيا و التركمان استقروا بالساحل منذ 500 عام تقريباً و قدموا الكثير من أرواحهم للدفاع عن هذا الساحل و بعد القساطل توجد كسب و هي قرية أرمنية و أرمينيا بعيدة عنها آلاف الكيلو مترات و الأرمن حديثوا عهد بالساحل منذ مئة عام تقريباً و تحالفوا مع الفرنسيين و مع كل من أراد شر لهذا الساحل و رغم كل هذا نرى كسب كأنها جزء من أوربا و القساطل كأنها في العصور الحجرية هل تعلمون لماذا لأن النظام القومجي بسوريا ضد المسلمين السنة فقط لا غير .


الكاتب: ابن اللاذقية
التاريخ: 18/06/2009