الــــــمصــــــــيدة

 

هي الأمور كما شاهدتها دولٌ ... من سره زمن ساءته ازمان
وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ... ولا يدوم على حالٍ لها شان

الحمد لله مخزي الجبابره مهين القياصره مذل الأكاسره والصلاه والسلام على من بعثه ربه ليخرج العباد من ظلام الجهاله الى نور الهدايه وبعد:

إني لأعجب أشد العجب من الإحباط الذي سرى في الأمه بعد القبض على مجرم العراق الطاغيه سفاك الدماء الكافر بفتوى من العلامه الشيخ عبدالعزيز بن باز البعثي الضال المضل صدام حسين عليه من الله ما يستحق لماذا الاحباط والحزن الذي سرى في عالمنا العربي لماذا الدهشه والذهول لماذا الحيره لماذا لماذا لماذا ؟؟

أمور كثيره صدمت بها عندما شاهدت رده فعل العالم العربي والاسلامي بعد القبض على هذا المجرم أو تناسى العالم العربي ما فعله هذا المجرم بشعبه في حلبجه أو تناسى العالم العربي إفتعاله الحرب مع ايران والقتلى الذي تجاوزت أعدادهم الملايين من أجل غروره أو تناسى العالم العربي غزوه لجارته الكويت وسفكه لدماء شعب مسلم ؟! أو تناسينا كل هذا وتذكرنا أن من قبض على هذا التعيس هم الأمريكان فقط عجباً كيف نجعل من هذا السفاح المجرم بطلا قوميا اسلاميا وعجبا كيف ننظر اليه بعين الشفقه والرحمه إن أمثال هذا حسابهم على ربهم تعالى هو إن شاء يغفر لهم أو يعذبهم.

ولكننا لا يجب أن نخلط الأمور وندمج الأفكار فالمواقف يجب ان تكون واضحه فالموقف حيال الغزو الأمريكي على العراق يختلف عن موقفنا إزاء القبض على صدام ولا يجب أن نضع هذين الأمرين في إناء واحد.

إخواني الأفاضل كل كان يتمنى أن تكون نهايه الطاغيه على يد شعبه وكلنا كنا نتمنى أن يحاكم ويعاقب لجرائمه التي إرتكبها ولكن ماكل ما يتمناه المرأُ يدركه .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ
الذي نتمناه لم يتحقق لنا ماذا نصنع نجعل من صدام حسين بطلا لا هذا هو الخطأ بعينه والله لقد صدمت عندما صوت في إستبيان طرحه موقع الاسلام اليوم للشيخ سلمان العوده وكان السؤال على النحو التالي :

ماهو شعورك لحظه القبض على صدام ؟! (حزين-سعيد-لم أتأثر) ، اتدرون ماهو شعور زوار هذا الموقع على الأقل ؟! 80% كانوا حزينين على القبض على هذا الطاغيه؟!! أيعقل هذا والله إن عقلي كاد يقف عن التفكير .

إن القبض على طاغيه مثل هذا أمر مطلوب لأخذ القصاص منه سواءا قصاص الناس أو قصاص الدين وأقصد أنه بعثي كافر يقول:

أمنت بالبعث رباً لا شريك له ...وبالعروبه ديناً مالهُ ثاني مثل هذا الشخص يجب أن نحمد الله تعالى انه تم القضاء على شره وعلى تشريده لشعبه وعلى جره أمته لويلات حروب وما نحن فيه الآن بعد قدر الله تعالى انما هو بسبب حماقاته هو من غزا الكويت وأدخل القوات الأمريكيه الى قلب الجزيره والخليج بعد أن كان تحاول دخولها عن طريق شراء بعض الجزر مثل جزيره بوبيان في الكويت فهو سببٌ رئيسي فيما يجري من أحداث في محيطنا العربي .

وإستغرب عندما قارن بعض الناس بينه وبين هتلر وليس هناك وجه تشابه بينهما سوى أنهما سفكا الكثير الكثير من الدماء ولكن هتلر كان محبوبا من شعبه أما صدام فلا وهتلر كان يحارب من أجل هدف وغايه الى وهي إعلاء الجنس الألماني على بقيه الأعراق والأجناس أما صدام فكان يحارب من أجل نفسه لذلك نرى الفرق في النهايه ان صدام إستسلم ذليلا خاضعا وهتلر إنتحر بمجرد محاصرته فليس هناك مقارنه.

إن من السذاجه ان نعتقد ان المقاومه التي كانت في العراق كانت من ترتيب صدام حسين وحزبه فهذا امر باطل ولعل لحزب البعث يد ولكن هناك جماعات عديده لها يد في هذه المقاومه فتنظيم القاعده والجماعات السنيه والجماعات الوطنيه العربيه كلها ترفض هذا الاستعمار.

وهذا ليس بغريب على شعب العراق فبالرغم ان بريطانيا في ما مضى كان مستعمره الخليج العربي لم نجد لها مقاومه الى في العراق فالعراق شعب لا يرضى أن يكون تحت حكم أجنبي وهذا امر مركب فيه منذ القدم وليس وليد اللحظه, والغريب في الأمر أن معظم المحللين السياسيين العرب وعوام الناس إنشغلوا في كيفيه القبض على صدام والتدقيق بالصور وهل كان صدام مقبوضا عليه منذ مده أم تمت العمليه في نفس اليوم وهل يثمر نخل العراق في الشتاء أم لا وهل كان صدام لحظه القبض عليه مخدرا أم لا؟!

بالله عليكم أهذه امور تشغل المثقف ورجل الشارع العربي الى اي مدى وصلنا انا اعتقد أن توقيت القبض على صدام جاء في وقت فقدت إداره جورج بوش شعبيتها في أوساط الشعب الأمريكي وجاءت كحبل النجاه للغريق فقدت أظهرت آخر إستطلاعات الرأي الأمريكي تدنى نسب التأييد لجورج بوش وصعود فرص الحزب الديمقراطي ولعل ما يدلل على هذا زياره السيناتور هيلاري كلينتون الى أفغانستان والى العراق والكويت والادلاء بتصريحات فيها تلميح لفشل ادراه بوش للحرب وكذلك إشاره الى القتلى والأموال الباهضه التي صرفت وليس لها أي عوائد فهم حتى بالقبض على صدام لم يهتموا بأي شئ سوا مصالحهم فبالله عليكم متى نستفيق؟؟!!

الكاتب: عبدالرحمن الإبراهيــــــــم
التاريخ: 01/01/2007