أردنية نصرانية درست اللاهوت والتبشير ووالدها قسيس لأربع كنائس وانعم الله عليها بنعمة الإسلام |
|
ربا هي التي في الوسط نسأل الله أن يثبتها
ربا قعوار أردنية ولدت مسيحية، درست اللاهوت المسيحي، وبدأت بالخدمة في الكنيسة في عمر الثانية عشرة، تقول في إحدى الروايات انها عندما كانت في الصف العاشر، رأت فتاة مسلمة تصلي فركلتها بقدمها ودفعتها وهي ما زالت ساجدة على الأرض.
تقول قعوار أن دراستها المعمقة للإنجيل التي تتحدث عن فطرة الإنسان وعن التوحيد والإيمان بالرسل والإيمان بالكتب، وبالرغم من حذف ونقص كثير من الكلام في الإنجيل جعلتني أتحول من النصرانية إلى الإسلام فعقيدتي التي كنت أبحث عنها في الإنجيل هي نفسها التي وجدتها في الإسلام وهو التوحيد.
إذاعة الحقيقة الدولية" التقت ربا قعوار في برنامج "ابن البلد" وتركناها تتحدث عن نفسها وعن قصتها بالانتقال من المسيحية إلى دين الحق، تقول قعوار:
أنا ربا قعوار والدي قسيس لأربع كنائس موجودة في الزرقاء والزرقاء الجديدة والتطوير الحضري والسلط كنت على الديانة المسيحية ولكن أنعم الله علي بنعمة الإسلام فأصبحت مسلمه في عام 2005 وفي السابق كنت أدرس اللاهوت المسيحي وتاريخ الكتاب المقدس والتبشير وهي كيفية دعوة الناس إلى النصرانية وبعد إسلامي درست إعلام وحصلت على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية .
وتضيف قعوار: هنالك عدة أسباب جعلتني ادخل في دين الإسلام منها أولاً دراسة الإنجيل والتي يوجد فيه كثير من الحقائق التي تتحدث عن فطرة الإنسان وعن التوحيد والإيمان بالرسل والإيمان بالكتب، فبالرغم من حذف ونقص كثير من الكلام في الإنجيل إلا أنه يوجد بعض الحقائق الفطرية الواضحة بين السطور وهي التي جعلتني أتحول من النصرانية إلى الإسلام فعقيدتي التي كنت أبحث عنها في الإنجيل هي نفسها التي وجدتها في الإسلام وهي التوحيد .
ثانياً قراءة القرآن فبعد قراءتي للإنجيل بالتفصيل وجدت المسيح نفسه يوحد الله "وهذه هي الحياة الأبدية بأن الإله الواحد" وهذه العبارة وغيرها موجودة في القرآن الكريم كما انه يوجد في القرآن بيان هوية المسيح عليه السلام كما في سورة المائدة عند قوله تعالى " "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ" " مائدة آية 82.
ثانيا كان في داخلي صراع الهوية وذلك بأنني أردنية و عربية حيث كان المسيحيون يقولون أننا الأقلية ولا يوجد لنا حقوق كما للمسلمين وهذا الكلام أوجد عندي شعور بالنقص حتى في أمريكا كانوا يعتبروننا أقليه مع أنهم مسيحيين وذلك لأني عربية فكان لا بد من تحديد هويتي كما أن هذا الشعور بدأ وأنا في الصف العاشر
وحول تساؤلات البعض حول اسلامها في أمريكا وليس في بلد عربي؟ تقول قعوار: كنت أعيش في أمريكا مع العرب وهم مسلمون فسلوكياتهم كانت تتناغم وحضارتي العربية بشكل يرسم معالم هويتي بالشكل الصحيح لذا يجب أن ننظر إلى الجانب الإيجابي أكثر من الجانب السلبي للعرب ، مع العلم بأن الجانب الإيجابي هو الأكثر في حياة المسلمين وهو تعبير عما في القرآن والسنة وهما المصدر الأساسي فكان لا بد من الرجوع إليهما عندها أصبحت مسلمة وتعلمت تعاليم الإسلام من مصادرها الأصلية فالمصدر هو الوحيد الذي يعتبر كامل لا خطأ فيه ولا نقص كما أنه يجيب عن جميع الأسئلة والمشاكل والصراعات التي تخطر على البال كما أنه يمكن القول بأن الله عز وجل جعلني أنتقل من حضارة إلى حضارة أخرى لأشاهد الحضارات والعادات والتقليد التي ربما تغلق على الإنسان أبواب النظر والتفكر وكذلك الخروج من الحمايل والقبائل والعشائر قد تساعد على التعرف والتوسع في البحث وعدم التقيد.
وتؤكد قعوار أن هذا لا يعني التخلي عن هويتي الشخصية فأنا مازلت بنت القعوار وأفتخر بأبي وأمي ولكن هذه حريتي الشخصية فيما أختار وهنالك علاقة أفضل من السابق مع أهلي رغم وجود حساسية في كثير من الجوانب وهنالك باب مفتوح للحوار والنقاش مع عائلتي.
وحول الفرق بين ربا المسلمة وربا السيحية تقول قعوار: يوجد هنالك فرق كبير وواضح بين ربا في المسيحية وربا المسلمة فربا المسلمة تخلصت من العنصرية التي كان يبثها الاتجاه المسيحي نحو المسلمين وعندها أصبحت أتقبل جميع الناس على اختلاف الأطياف وذلك من خلال القيم والأخلاق الإسلامية مما زاد من قوة ربا القعوار تمسك بالإسلام.
وعن الصعوبات التي واجهتها بسبب انتقالها من المسيحية إلى الإسلام قالت قعوار: خفت الصعوبات والمشاكل التي كنت أوجها من غير المسلمين ولكن ما زال يقال لي هذه ربا المسلمة التي كانت نصرانية مما يجعلوني أشعر بأني مختلفة عن المسلمين حتى في التعامل عند طلب الوظيفة أجدهم ينظرون لي على أني شيء غريب لا ينظرون إلى كفاءتي وقدرتي على الإنجاز مع وجود كثير من الخبرات في سيرتي كما أنه يعتقد البعض أني دخلت في الإسلام بهدف حبي لشخص ما أو لطلب الشهرة مع أنني دخلت الإسلام بقناعتي وتفكر ونظر.
وحول الحركات التبشيرية التي تنشط بين المسلمين، قالت قعوار: تستخدم الحركات التبشيرية الكثير من السياسات بالإضافة كونهم أصحاب كنيسة إلا أنه عندهم أهداف سياسية فهنالك كثير من الشركات والمؤسسات التي تدخل بأسماء مستعارة كحقوق الإنسان أو الطفل ويكون الهدف منها التبشير ويكون معهم محفزات تساعد على التبشير منها السفر إلى الخارج أو علاقات حب وغرام أو إعطائهم أموال وهي إغراءات مادية ، كما انه قد يكون هنالك عمل إرهابي أو عنف يؤدي بالشخص ردة فعل فينجر إلى الدخول في النصرانية وعندها تقوم التبشيرية باحتضانه ويعاملونه بالحب المصطنع والمزيف.
وأضافت أن الحركات التبشيرية تنشط أثناء الحروب والأحداث العاصفة كما في العراق وفلسطين وبعد هجمات 11 سبتمبر.
لذا يجب التعامل مع النصرانية في الوطن العربي بصورة الإسلام الحقيقية والصحيحة وليس كما في الحملات التبشيرية فنحن نعيش في قرية واحدة يجب أن نحترم بعضنا البعض وننبذ العنصرية فالتبشيرية تعزز العنصرية.
في فترة إسلامي كثير طلب مني الذهاب إلى المراكز الإسلامية لدعوة فيها وإعطاء محاضرات فيها فكنت أتحدث عن التوحيد أولاً ثم سلامة الفطرة والعقيدة كما أني أحاول الدعوة إلى الله وأسال الله أن تكون قصة إسلامي دعوة وهداية لكثير من الناس كما أنني أحاول تعزيز السلم والسلام بين المسلم والمسيحي كما أن دوري يتمثل ببيان الحقائق لغير المسلم ولا أجبر أحد على الإسلام.
وحول علاقاتها الاجتماعية بعد إسلامها قالت قعوار: بالنسبة لصديقاتي المسلمات الذين تعرفت عليهم في المدرسة زادت العلاقة بهم أما صديقاتي النصرانيات فقد تم وضع جدار وحاجز بيني وبينهم في بداية إسلامي وذلك لتعرضي لمضايقات وإيذاء ورسائل شتم وتجريح لكن بعد دراسة الشريعة الإسلامية فتحت باب الحوار والنقاش والإجابة على الأسئلة التي لم أستطع من قبل الإجابة عنها مما أدى في النهاية أن هنالك من صديقاتي من استمرت بالصداقة ومنهم من ابتعدت عني لذا صديقاتي اللواتي ما زالت العلاقة مستمرة معهم اعتبرهم فعلاً صديقاتي الحقيقيات فعندهم انفتاح في التعامل والانفتاح الذهني فقد أسلم منهم الكثير وسبب في ذلك أنهم يبحثون عن الحقيقة كما كنت أنا أبحث عنها دون وجود عامل الإكراه فلا إكراه في الدين كما أنهم من خلال البحث والدراسة تبين لهم أن الإسلام هو الدين الحق.
المصدر : الحقيقة الدولية - عمان 21.2.2010
الكاتب: أبو المعالي الكويتي
التاريخ: 01/03/2010