المناهج التربوية بين الصناعة والاستيراد |
|
المناهج التربوية بين الصناعة والاستيراد
محمد فلاح الزعبي
في البداية أود الإشارة إلى فكرة أساسية لابد من فهمها تماما ألا وهي انه" ما من نظرية تربوية أو اقتصادية أو اجتماعية إلا وانبثقت عن عقيدة ".
لذلك فالتربية لا يمكن استيرادها من الغير!,
فإذا أردنا أن نربي أبناء المسلمين فلا بد أن نستخلص المناهج التربوية من الإسلام ,والإسلام فقط !
أما أن تكون مستندة الأفكار والمناهج الغربية تارة والشرقية أخرى ,’فلن ينشئ هذا إلا جيلا لا يملك شخصيته المتميزة!.
وهذا احد منظري التربية الأمريكية وهو د.كونانت يقول :"إن عملية التعليم ليست تعاط أو بيع وشراء ,وليست بضاعة تصدر إلى الخارج أو تستورد إلى الداخل ,وإننا في فترات من التاريخ خسرنا أكثر مما ربحنا باستيراد نظرية التعليم الإنجليزية والأوروبية إلى بلادنا الأمريكية".
فإذا كان هذا يتحدث عن استيراد مناهجهم التربوية من بريطانيا إلى أمريكا وهي في نهج عقدي وفلسفي واحد ,فما بالك في استيراد النظريات التربوية منهم لتطبيقها على أبناء المسلمين ؟؟!!
وهنا يجدر بنا الإشارة إلى التعريف البسيط والعميق للتربية والذي أتبناه من بين التعاريف الكثيرة للتربية وهو:
"الجهد الكبير الذي يبذله آباء شعب ومربوه لإنشاء الأجيال التالية على أساس نظرية الحياة التي يؤمنون بها".
إذن فالتربية هي آلية لنقل معتقدات جيل وفلسفة الحياة التي يؤمن بها إلى الجيل الذي يليه ,أما أن نأتي بنظرية يؤمن بها جيل في بلد ما ولم يرها أبناؤنا تظهر علينا بل وتخالف ابسط قواعد ديننا المتوارث عبر أجيال ونحاول زرعها فيه بحجة التطور ,فلن ينشئ هذا إلا جيلا مزدوج الفكر وفي صراع داخلي دائم منسلخ عن أمته .
فالتربية الإسلامية يجب أن تتضمن زرع القيم الإسلامية وتحافظ على الفكر الإسلامي في نفوس الأجيال القادمة وهذا ما عبر عنه النبي عليه السلام بقوله "يولد المولود على الفطرة ,فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ".
وهذا التعريف للتربية يوجد إشارة في القران الكريم له حيث تعالى في لسان المشركين في سبب عدم تقبلهم للإسلام "قالوا إنا وجدنا آباءنا على امة وإنا على آثارهم لمهتدون",فقد كانوا متشربين بلك المفاهيم العقدية من مربيهم فلم يكن من السهل عليهم التنازل عنها,ونحن نريد إيصال الجيل الإسلامي إلى هذا الحد من التمسك بالمفاهيم الإسلامية الحقيقية .
فليست أفكار جان جاك روسو لتربية أبناء المسلمين ,إنما الفكر الإسلامي هو الأساس ,وأسلوب الرسول عليه السلام في التربية وبناء هذه المفاهيم داخل الجيل القادم .
لذلك يجب أن ينبري مربوا الأجيال وقادة الفكر لإعادة صياغة الأفكار والأساليب والنظريات الحديثة المستخدمة في صياغة المناهج التربوية المدرسية وعرضها على الكتاب والسنة وأسلوب الإسلام (والإسلام فقط) حتى لا تفقد الأمة الإسلامية شخصيتها المتميزة .
على هامش المقال:
ومضات تربوية :
*إذا أردنا أن ننشئ المراهق بنفسية وعقلية متوازنة فعلينا أن نوازن بين أحلامه وبين الواقع الموجود ,بين الشيء الذي يريده والشيء الذي نستطيع أن نقدمه له .
*جميل أن ترى هذا الجيل يكبر ويصنع مستقبلا ,والأجمل أن يكون هذا الجيل من تربيتك وصنع يديك.
*إذا أردنا ان ننشئ وطنا حرا فعلينا أن ننشئ مواطنين أحرار.