أمريكا ماتت فلا تكونوا كجن سليمان !

 

أمريكا ماتت فلا تكونوا كجن سليمان !


الباحث المخضرم فى شئون الجيش الأمريكى الهمجي / عامر عبد المنعم.


لا أدري لماذا تاهت العقول ولم تعد تري حقيقة انهيار أمريكا التي تشبه ضوء النهار، ولا أعرف سببا لحالة العمي التي تسود واقعنا الإعلامي والسياسي تجاه الغرب وأمريكا، والعيش في انكسارات الماضي رغم أن الحاضر يقرع الآذان بحدوث انقلابات لكل الأوضاع الإستراتيجية لصالحنا ويبشر بنهوض الأمة.

أمريكا كقوة إمبراطورية علي فراش المرض، أو بمعني أدق في غرفة الإنعاش، وهي في النزع الأخير، تنتظر لحظة إعلان الوفاة، فالمسألة مسألة وقت ليس إلا.

وهي مشغولة الآن بسحب ما تبقي من أذرعها الطويلة التي تقطعت والتقوقع خلف حدودها وراء الأطلنطي.
وسيكتب التاريخ أن نهاية هذه الدولة المارقة، أكبر دولة إرهابية عرفها التاريخ كانت علي أيدي المسلمين المقاومين في العراق وفي أفغانستان.

فهذه القوي العسكرية الغاشمة التي استخدمت أكثر الأسلحة فتكا في تاريخ البشرية تاهت في أفغانستان أفقر دولة إسلامية، وتدمر جيشها في العراق الخارج من أطول حصار لدولة إسلامية دام أكثر من عقد من الزمان.

الهروب الأمريكي الكبير من العراق، والاستعداد الجاري لهروب مماثل من أفغانستان خروج من حفرتي النار لإنقاذ ما تبقي من جيوش الغرب التي تم تحطيمها وتدميرها في ساحات القتال علي أيدي مجاهدين بأسلحة بسيطة لا تتناسب مع حجم آلة الدمار الصليبية.

من يتابع المعسكر المعادي يجد الأمريكيين وهم يتحدثون عن نكساتهم المتلاحقة، والغربيون ينتقدون أمريكا التي ورطتهم في هذه الحروب الخاسرة.

العسكريون والسياسيون الأمريكيون يهاجم بعضهم بعضا بسبب العجز أمام المجاهدين المسلمين، والتقارير والدراسات التي تعدها أجهزتهم تشير إلي أن الجيش الأمريكي أُنهك بما يجعله غير قادر عن الدفاع عن أمريكا إن تعرضت لهجوم، وهذا الضعف هو الذي يجعل أمريكا عاجزة أمام المشروع النووي الإيراني ولم يعد أمام دعاة الحرب الأمريكيين سوي إسرائيل لتقوم بالمهمة، مع أن إسرائيل هي الأخرى تحت الحصار وليست أحسن حالا بعد هزيمتها في لبنان والرعب الذي تحياه تحت القصف الصاروخي من غزة.

الحرب استنزفت أمريكا، لقد انهار اقتصادها ومعظم دول الغرب التي شاركت معها ولن يتوقف هذا الانهيار علي المدى القريب، ولن تفلح خطط التقشف وضغط الميزانيات التي تحولت إلي موجة غربية.

من يسمع أو يقرأ خطب الرئيس الأمريكي يتأكد أن أمريكا لن تقم لها قائمة أخري.

أوباما يؤكد في كل مناسبة أن أمريكا تعاني علي كل المستويات، بما فيها التعليم والصحة وليس فقط عسكريا واقتصاديا، وتبدو وكأنها من دول العالم الثالث.

إن نجاح أوباما نفسه كرئيس أسود دليل علي أن الحرب تسببت في الضربة القاضية للمجمع العسكري الصناعي الذي يقود أمريكا الذي يريد أن يستعيد عافيته من خلال مليارات الدولارات في صفقات السلاح مع بعض دول الخليج.

ورغم كل ذلك فإن إعلامنا المجرم لازال يحدثنا عن القوة العظمي والسوبر باور والعصر الأمريكي!!


العالم كله يقرأ حقيقة الأفول الأمريكي.

روسيا قرأت وتعمل لاستعادة قوتها.

والصين تتمدد وتريد شغل الفراغ.

وفرنسا تراودها الأوهام في أن تستعيد نفوذها وتحل بدلا من أمريكا فأنشأت قاعدة عسكرية لها في الخليج وتنشط عسكريا في شمال أفريقيا.

إيران تقرأ هذه الحقيقة وتلاعب أمريكا علي مسرح بات مكشوفا.

القاعدة تصارع أمريكا بالكر والفر وتتمدد هي الأخرى.

كوريا الشمالية تتحدي وتتوعد.

فنزويلا وكوبا ودول أمريكا اللاتينية تناطح أمريكا.

العالم يتغير إلا العرب الذين يعيشون في الذل والهوان، بسبب حكامهم، الذين أخلدوا إلى الأرض بين عميل وخائن وجبان ومستضعف، وبعضهم يدمر نفسه ويخوض الحروب الحرام ضد فئات من الشعب من أجل أمريكا والغرب تحت شعار "مكافحة الإرهاب" المفضوح.

وحدهم حكام العرب الذين يركعون للصنم المنهار، ويعبدون الوهم.

الإعلاميون العرب يتصنعون الغباء والعمي وهم أشبه بشهود الزور
الذين يرون الحق ويقولون الباطل ويدافعون عن الحرام.

النخب الفاسدة في الدول العربية ترفع شعارات الإصلاح في الصباح،
وتجلس مع الأمريكيين في المساء تطلب ودهم ودعمهم، وبعضهم يسافر إلي واشنطن يعرض عمالته.

السياسيون الضالون الذين يملأون الدنيا ضجيجاً، الذين يعشقون الكاميرات ويشغلون الأمة بقضايا بعيدة عن قضية الأمة الأصلية وهي التحرر من الاحتلال الأمريكي والغربي.

الأمة اليوم تحتاج إلي من يقودها لتحقيق التحرر الذي لم يتم.

الاحتلال لازال قائما ويعمل من خلال أعوانه علي الاستمرار ومقاومة كل جهد وطني مخلص.

يسأل البعض سؤالا استنكاريا: من أين نبدأ ؟

هل تستطيع الكويت وقطر والإمارات وليبيا مواجهة أمريكا؟

هل يستطيع الأردن ولبنان؟

هل يستطيع السودان؟

هل وهل وهل؟

علي الجميع أن يواجه معا، ولم يعد هناك سببا للتردد، فالمشروع العسكري الغربي انكسر والثور الهائج مذبوح علي الأرض، وجاءت الفرصة التي طالما حلم بها المسلمون للتخلص من الإرهاب الغربي.

علي مر التاريخ كانت القوة العربية تتمثل في 3 دول كبري: العراق والشام ومصر.

الأولي دمروها ومزقوها، والثانية قسموها، والثالثة هي التي لازالت هي الأمل رغم ما حل بها ورغم أنهم يطوقونها.

مصر هي الأمل وهي القادرة علي قيادة الأمة في معركة التحرير، فهي دعوة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، وبها خير أجناد الأرض، لكن مصر تحتاج إلي قيادة واعية بدلا من القيادة الحالية التي سلمت مصر للأعداء.

مصر تحتاج إلي مقاتل مسلم يعرف قدر مصر ويخلصها من الخزي الذي تعيشه، وينهي عصر الإجرام الذي حارب الإسلام وعبد الشيطان.

ما ضاعت الأمة وعلا الأعداء إلا لأن مصر غائبة.

مصر هي محور أي إصلاح في الأمة وهي كالقلب إن تعافت صلحت الأمة وإن فسدت فسدت الأمة، ولن تنصلح مصر إلا بالكفر بأمريكا وقطع علاقة التبعية والتمرد علي الهيمنة الغربية.

مصر تحتاج إلى تجديد إيمانها، فكلمة "لا اله إلا الله" اليوم تعني البراءة من عبادة أمريكا قبل الإيمان بالله، فلا يمكن الإيمان بأمريكا وبالله الواحد في نفس الوقت.

ولكن إلى أن تستيقظ مصر، علي كل فرد في الأمة أن يعمل علي إنهاء الاحتلال الغربي، كل قدر استطاعته، وليكن الشعار الذي يحكم حركتنا هو "التصدي للحلف الأمريكي الصهيوني".

علينا دعم روح الصمود والمقاومة في الأمة وإحياء فريضة الجهاد ضد الغزو العسكري لبلاد الإسلام.

علينا دعم الصمود الفلسطيني بكل الوسائل إلي أن يظهر صلاح الدين جديد يحرر بيت المقدس.

علينا كشف عملاء وأعوان وأبواق الاحتلال الغربي في العالم الإسلامي وفضحهم وإبطال المكر السيئ، فهؤلاء هم طلائع الغزاة الأمامية التي تهدف إلى تحطيم إرادتنا وإضعاف مناعتنا.

علينا دعم صمود أطراف العالم الإسلامي واستعادة تركيا إلي الأمة ليقوى القلب ويستعيد عافيته ليضخ الدماء في جسد المارد الإسلامي النائم منذ قرنين أو ثلاثة فقط، ليعيد التوازن إلي العالم الذي خربه الغرب أثناء هذه الغفوة الطويلة.

الأمم والشعوب في انتظار شيء واحد للخلاص وإنهاء الظلم، هو دحر الاستعمار الغربي وإنهاء سيطرته علي العالم.


الكاتب: آسير
التاريخ: 03/08/2011