صنفان في السياسة ..

 

صنفان في السياسة

". ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل "،

\"ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد\"

بهذا المنطق الفصلي الدقيق تتمايز أصنـــاف السياسيين، وترتب أوراق التصور الفعلي في قراءة كل تحرك بشري على خارطة السياسة ؛

دجل ومناورات تعجب الأذن، وتدور كالرحى لكنها خواء من الحقيقة ، بعيدة عن المصداقية؛ فصاحبها خصيم يلج في باطله ولا يطرح في برامجه ما ينفع الناس بل يدع بمنفعته الذاتية لتكون الحكم في تصرفه فهو عدو الأمة، لا يحمل في جعبته برنامجا إصلاحيا كما يزعم بل هو كتلة من الفساد تتحرك حيث الخراب والإفساد.

وصنف شديد اللصوق بالمصداقية المطلقة فهو بائع ذاتيته في سبيل الحق.

منهجان مختلفان لا يلتقيان؛ هذا عذ ب فرات وذاك ملح أجاج ، هذا منهج جهادي مقاوم منهج ذروة سنامه بيعة مع الله ، صفقة كاملة، الشهادة في سبيله أسها الأول ، ومنهج دعائي منحرف يسعى للفساد وإثارة الأنانية والنعرات الطائفية يهلك الحرث ويهلك النسل ويسعى دائبا لتمرير كل سياسات الإفساد والغطرسة مستعينا بذلك على ذلق اللسان وكذب البيان .

ولو انك سحت مع النص القرآني في آفاقه، ثم هبطت متسائلا أو كاشفا عن طبائع الخطاب لسياسي في فلسطين المحتلة، ودلالات الأحداث التي تجري على واقع التجارب السياسية المختلفة بين هؤلاء وهؤلاء ؛ لوجدت صدى التصور القرآني متألقا في في سماء كل القراءات.

اهل المقاومة والجهاد منشغلون بكليتهم في برنامج البيعة مع الله يطورون قذائف القسام ويسعون ليل نهار في استكمال شروط الصفقة مع الله \" فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا \"

واهل الكلام المعسول سائرون في دربهم النفاقي غير عابئين بدماء تسيل ولا بامة تسحق فليس ذلك شأنهم ، إنما هي مصالحهم الشخصية يهيئون لها كل مافيات الإفساد ومعاول الهدم، ولهذا جاءوا أصلا لا لشيء اخر ، جاءوا لبناء شركة تجارية في كلامهم المنمق تسمى دولة ، بيد أنها في عرف الآية القرآنية منهجية افسادية لإشباع شهوة الحكم والسلطة.

لقد حاول المتخاصمون من خلال كلامهم المعسول وسياسات التضليل التي هي أس النفاق في خطابهم أن يزعموا أن أمر الخلاف قد استتب وان القضية لم تعد مفحلة وان الجهات المعنية حريصة على سلامة المجتمع وحمايته من الفتن ، ولكن نظرة واعية إلى فعلهم السياسي على الأرض ينبئك بأنهم ما زالوا في طغيانهم يعمهون، وان منهج الإصلاح لحالهم لن يتحقق ما يوضع لهم حد من أهل الصلاح من خلال خطاب قرآني مخصص لعلاج مثل هذه الفئة" يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم"

ما لم تتمايز الصفوف وتتجرد النفوس لخالقها في صفقة البيعة الشامل فان احتمالية التوازن السياسي في مجابهة الباطل سيعتريها شيء من النقص، فالمنافقون أصحاب التجارة النفعية لا يمكن أن يكونا مشروعا تحريريا يحمل هم الآمة ويقدم لها الحل ، لا قيمة لأي تصور سياسي لا يتخذ من الإسلام راية وان بدا في ما يعجب ويبهر
الشاعر رمضان عمر

الكاتب: رمضان عمـــــــــر
التاريخ: 01/01/2007