قصيدة : سيكتب الله في بغداد ملحمة ..

 

أهلاً حللتمْ أتونَ الجمرِ والغضبِ *** يا أمةَ البغي والتحريفِ والكَذِبِ

جئتمْ إلى الحرْقِ غُزًّى في رواحلكمْ *** والنارُ تحفلُ بالعيدانِ والحَطَبِ

سهلاً نزلتمْ إلى سجّينَ تلفحكــمْ *** ذوقوا العذابَ وذوقوا حمأةَ اللهبِ

أهلُ العراقِ إذا ريعتْ عقيدتهمْ *** طابَ الفداءُ لهمْ والعيشُ لمْ يَطِبِ

لا يجرعونَ كؤؤسَ الذّلِّ ما عمروا ***بلْ يرجمونَ شرارَ الخلقِ بالشُّهُبِ

يستقبلونَ عَتِيَّ الموجِ في ثقـــةٍ *** لا يأبهونَ لقصفِ الرّاعِدِ الصَّخِبِ

مثلُ العفاريتِ إنْ ثاروا بِمَعْمَعَةٍ ***لا يعتريهمْ بها شيءٌ منَ النَّصَبِ

مثلُ الجوارحِ إنْ رامتْ منازلَهُمْ *** بعضُ الزواحفِ ذاتُ السمِّ والعَطَبِ

أَلْفــَتْ هنالكَ أظفاراً مُشرَّعـــةً ***والموت ينزعُ بينَ اللحمِ والعَصَبِ

حتى توارتْ بِجُحْرِ الضَّبِّ مدبـــرةً *** ترجو النجاة ولم تسألْ عنِ الذّنَبِ

والضبُّ يسألُ والأجواءُ ثائـــرةٌ ***مابينَ مبتورةٍ تسعىَ ومضطــــربِ

فاخترْ لنفسكَ درباً أنتَ سالكـهُ *** وابغِ النجاةَ ولاتسألْ عنِ السّبَبِ

إنَّ الصقورَ إذا أبدتْ مخالبَهـَا *** فلا مفـــــرَّ ولامَنْجَا إلى الهَرَبِ

جئنا نرومُ ديارَ العُرْبِ مُنْتَجَعا *** ونطلبُ الأََمْنَ في بغدادَ بالْحَرَبِ

فما لقينَا سوى قصـفٍ وزلزلة *** وما لقينَا سوى الآلامِ والوَصـــَبِ

لجُّوا إلى الْيَمِّ والأمواجُ عاصفـةٌ *** تَذْرُو مراكبَهُمْ في سوءِ مُنْقــَلَبِ

وقدْ تراءَتْ ظلالُ الأَمْنِ وارفــةً *** والجوُّ مبتسمٌ خالٍ منَ السُّحــــُبِ

حتى أطلتْ غيومُ الرعبِ مثقلــةً *** وزمجرَ الريحُ مُحْتَدًّا منَ الغَضَبِ

ولّى هنالكَ ما ألقَوْا وما صنعُوا*** وباطل السحر لا يقوى على الْكُرَبِ

إنَّا كتبنَا على التاريخِ ملحمةً *** (السيفُ أصدقُ إنباءً منَ الكُتُبِ)

وقدْ بنينَا بهارونٍ ومعتصـــــمٍ*** مجداً تشَيَّــــدَ بالأرماحِ والقُضُبِ

لمْ يشهدِ الدهرُ مجداً عزَّ صاحبُهُ *** إلاّ تألقَ بينَ السُّمـــــْرِ والشُّهُبِ

ودولة البغي إنْ داستْ سنابكُه *** أرضَ العراقِ وثارَ النقعُ بالْجَلَبِ

فاليومَ تحصدُ ما بالأمسِ قدْ زرعت *** منْ يزرعِ الخوفَ يجنِ جمرةَ الرُّعُبِ

ذوقوا العذابَ وكأسَ الذُّلِّ مُتْرَعَةً*** لا لنْ تعودوا بغيرِ الذلِّ والتَّعَبِ

قدْ أسدلَ الليلُ في بغدادَ ظلمتَهُ *** وخيّمَ الظلمَ بينَ السَّهْلِ والنَّقَبِ

لكِنَّ شمساً أُضِيئتْ منْ مقاومــــةٍ *** تُجْلِي الظلامَ وشمسُ الحقِّ لمْ تَغـــِبِ

هذي سواعدُ جندِ اللهِ قدْ صنعـــتْ *** بِضُبَّةِ السَّيْفِ عزَّ الدينِ والعربِ

همُ الرجالُ إذا عاينتهمْ خُلُقــاً *** ألفيتهمْ شرفاً أغلى منَ الذَّهَبِ

أهلَ العراقِ بكمْ تشدُو حناجرُنـَا *** وطلعةُ البدرِ تُصْبِي كلَّ ذِي أَدَبِ

وقاصفُ الرَّعْدِ للأبطالِ أغنيـــةٌ *** تُشْجِي القلوبَ وفيهَا نشوةُ الطَّرَبِ

إنْ خابَ ظنِّي بأَهْلِ الأرضِ قاطبةً *** فإنَّ ظنّـــــي بجنــــدِ اللهِ لمْ يَخِبِ

والصِّيدُ عندَ لقاءِ الصَّيْدِ قدْ وثبتْ *** أمّــا الكلابُ ودودُ الأرضِ لمْ تَثِبِ

هاهمْ أولاءِ ذوو الأَحْسابِ فاحتسبوا ***إنَّ الشهادةَ أعلــى ذروةِ الحَسَبِ

إنَّ الولاءَ لخيرِ الخلقِ طاعتــــــُهُ *** ليسَ الولاءُ لآلِ البيــتِ بالنَّسَبِ

إنَّ الوليَّ لَمَنْ لبّى إِهَابَتَـــــهُ *** ليسَ الوليُّ الذّي ولــَّى ولمْ يُجِــبَِ

إنّ المحبَّ لِمَنْ يَهْوَى لَذُو شَغــــــَفٍ *** إذا دَعَاهُ لأَمْرٍ جَدَّ في الطَّلـــَبِ

إنَّا رمينَا سهامَ الموتِ صائبــــةً ***ولو رمينَـــــــا بغيرِ اللهِ لمْ نُصِبِ

سيكتبُ اللهُ في بغدادَ ملحمـــــــةً *** يصُوغُهَا الشِّعْرُ ألحانًا مدى الحِقَبِ

فيها تُداسُ جباهُ الكفرِ مرغمــــةً *** ويغمرُ النورُ فيها أوجهَ العَرَبِ
نقلا عن موقع منبر التوحيد والجهاد

الكاتب: أبو عمر الكويتي
التاريخ: 01/01/2007