إلى الذين اغتروا بهذا الحزب ..

 

ورد في كتب التفاسير عند الشيعة والآثار المزعومة..ما يشي بالباعث الحقيقي وراء تسمية (حزب الله!) بهذا التركيب الإضافي الموفق!

وأقتبس من تفسير البحراني الرافضي المتوفى سنة 1107ه ما يقوله عند الآية الكريمة "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون\"55-المائدة..

قال ما نصه(إن رهطا من اليهودأسلموا,منهم عبد الله بن سلام وأسيد بن ثعلبة وابن يامين وابن صوريا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا:يا نبي الله إن موسى أوصى إلى يوشع بن نون فمن وصيك يا رسول الله ؟ومن ولينا من بعدك؟ فنزلت هذه الآية\"-أي المذكورة آنفا -\",قال رسول الله صلى الله ليه وسلم قوموا,فقاموا وأتوا المسجد فإذا سائل خارج فقال: يا سائل,ما أعطاك أحد شيئا؟ قال نعم هذا الخاتم, قال من أعطاكه قال أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي, قال: على أي حال أعطاكه فقال راكعا,فكبر النبي وكبر أهل المسجد .

فقال النبي صلى الله عليه وسلم:علي بن أبي طالب يليكم بعدي فقالوا:رضينا بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وعلي بن أبي طالب وليا فأنزل لله\"ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم ا لغالبون\" فروي أن عمر بن الخطاب قال :والله لقد تصدقت بأربعين خاتما وأنا راكع لينزل الله في ما نزل في علي بن أبي طالب عليه السلام فما نزل)!!!انتهى

دعك من علة السند فالفجوة في هذه الرواية كغيرها من روايات الشيعة تبلغ آمادا بعيدة باعترافهم أنفسهم معللين صحةالنقول بعصمة الأئمة وعدالة الرواة..مع أن تدوين الآثار لم تمارسه الشيعة إلا بعد نحو أربعة قرون من الهجرة.في محاولة تقليد أهل السنة..أهل الإسناد والرجال...! أما متن الرواية فخلاصته أن عليا رضي الله عنه ولي المؤمنين من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بخلاف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-

وزمرته فأنى لهم هذا الشرف العظيم!حتى لو أظهروا ولاءهم لعلي وذيلوا ذكر اسمه بقولهم \"عليه السلام\"ومهما عملوا صالحا فلن ينالهم مغفرة وأجر عظيم وذلك أن الله يقول \"وقدمنا إلى ما عملوا ن عمل فجعلناه هباء منثورا\"!! وجو الرواية يشير بإصبع الاتهام إلى التأثير ا ليهودي القديم الذي كان رائده عبد الله بن سبأ في صياغة الملامح العامة لعقيدة الرافضة ولم يكن ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه دون غيره عبثا فهو الصحابي الذي قوض دولة فارس و الذي أجرى الله الحق على لسانه في الموافقات المشهورة .

وأرى أن التنبيه على ما ينبغي أن يكون عليه موقفنا من الشيعة وجيه من حيث إن المخدوعين في أصالة إسلامهم كثر ولم يسلم بعض علمائنا من ذلك . وتحرير القول في هذا أن استقراء تاريخهم القديم والحديث يبين بجلاء أن القوم يكيلون لنا حقدا دفينا..,كيف لا وهم يبغضون كبراءنا وعلماءنا ولم يستطيعوا أن يتخلصوا من هذه اللوثة رغم محاولات أهل السنة في القرن الماضي وقبله للتقريب بين السنة والشيعة .

فهذا المحقق الإسلامي الكبير في خطوطه العريضة يسجل لنا أحداث المؤتمر قبل نحو ثلاثة قرون والذي عقد في إيران بين وفد من علماء الإسلام ونظرائهم من شيوخهم المعتبرين حيث انفض المؤتمر عن إعلان الشيعة انتهاءهم من القدح في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها -وهو كفر-ونبذهم سب الصحابة والشيخين خاصة-وهو كفر أيضا-..

وقدر الله تعالى أن يسمع الوفد خطبة الجمعة قبل سفرهم فكان أن بدأها عالمهم المتقن للغة العربية بقوله وًأصلي وأسلم على محمد وآله وعمرٍِ-هكذا بالتنوين-فصرف لفظ\"عمر\"ليعدل به من كونه علما إلى نكرة!!ولست بصدد تفنيد مزاعمهم ففي هذا كتب وافية والحمد لله..وإنما أردت التذكير بأن قوما من أصول عقيدتهم التقية لا يوثق بهم حتى يثوبوا فيتوبوا توبة جلية لا لبس فيها ولا مداراة ولا غموض ولا مجاراة وعليه أنصح المعولين على انتصارات( حزب الله) ودعم إيران لهم في دعوى محاربة اليهود أن يفطنوا ويحذروا من محبتهم لأن المحبة إنما تكون في الله كما أن قتال اليهود ليس المعيار الوحيد..ولطالما عودي اليهود عبر التاريخ من أمم شتى كان أخرها أوروبا الحديثة! وما ثارات هتلر عنا ببعيد..

وقد يتأول البعض ما يظهر عبر الإعلام من تعاون بين حركات مجاهدة كحماس وغيرها وتبادل المجاملات مع الحزب ..والحق أن هذا مسوغ باطل..وأمر آخر.. فلا بأس في جهاد الدفع أن يحارب المسلمون مع رايات شتى -دون أن يكونوا تحتها- ضد عدو داهم بل يجب إذا اقتضى الأمر وأمن الجانب أن يحصل هذا التعاون ,وإن كان شكليا في الجملة لكنه يوقع أذى بالعدو المشترك ثم إن سلوك مجاهدي حماس حفظهم الله..له ما يبرره في ظل الأوضاع السياسية الصعبة.

.وفي أسوأ الحالات..فهم ليسوا معصومين..بحيث يكون فعلهم دليلا على الحق كما الكتاب والسنة....

وإذا كانت حركات تتبنى الاتجاه الثوري دون الإسلامي (مع كون أعضائها بالجملة مسلمين في الأصل لم يصح وصفها بحركات إسلامية بل لا تدعي لنفسها تلك الحركات المقاتلة ذلك),كان من باب أولى أن نعزف عن سوق التجربة اللبنانية في دحر الاحتلال على أنها إسلامية وذلك من الدقة بمكان للدفاع عن العقيدة وأصول الإيمان الثابتة في القرآن والسنة وحتى لا تختلط الأوراق لدى الجيل الناشئ في إدراك الهوية والإسلامية الحقة .

ولا يحسن بنا كذلك ونحن أمة العدل أن ننفي نصرا \"لحزب الله\" وغيره في حال ثبوته على اليهود فتلك سنة من سنن الله أن ينتصر المنتفضون إذا توفر لهم من أسباب ذلك ما يكفي ويكفيك من نصرة الله للحق أنه اسم من أسمائه وحسبك أن الفيتناميين لما قاوموا بضرواة..أوقعوا بالأمريكان شر هزيمة..حيث عملوا بأسباب النصر فنصرهم الله

وينبغي أن يعلم أن أي نكال يلحق باليهود فهو أمر مفرح لعموم الأمة وقد قال الله\"غلبت الروم ,\" وجدير بالقول إن ستة عشر شهرا من انتفاضة الأقصى أسقطت من ا ليهود ما نسبته المئوية أضعاف أضعاف ما أسقط \"حزب الله\"في عشرين عاما وذلك من بركة الله وفضله.

وكي يميز الخبيث من الطيب كما هي سنته سبحانه وتعالى\"ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب\" يبقى أن نوجز ما تقدم بأن الاستشهاد بتجربة الحزب-على فرض ثبوتها- لا يتأتى من حيث إسلامية الحزب-إن كان لابد من الاستشهاد به- بل من مواجهة محتليهم لأن الاعتقاد بنزاهة الحزب يفضي إلى المداهنة في الأصول..وتمييع الولاء لله والبراء من الشرك ..واندراس حقيقة هذا الدين..وقد دفع الكثيرين لمداهنة الروافض في خطوط حمر ..خطها رسول الله صلى الله عليه وسلم بل مسطورة في كتاب الله قبل ذلك..

وتبقى الحقيقة التي لا ينكرها موحد ماثلة..وهي أن الشيعة مهما قدموا ..فإن الله نبهنا إلى الاعتبار من التاريخ..وليس يخفى على عاقل أن الإعلام الضخم الذي يقوم الرافضة..في تهويل الانتصارات..وخدمة القضية الفلسطينية ..ليس إلا سيرا حثيثا نحو ما خطه الخميني أخزاه الله..من طموحات لنشر الثورة وتشييع العالم الإسلامي وإعادة أمجاد الدولة العبيدية...دولة الدم والبغي...إلى أن يسمع \"حي على خير العمل\" في الحرم المكي-لا قدر الله تعالى- ولنا في كتاب الله والسنة.. خير ملاذ وعصمة..في هذه الظروف العصيبة..

بين محاولات تنصير وتشييع وتهويد.. وقد حذر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ..من خطر الإعلام المضلل الزائف فقال سبحانه\"وأن يقولوا تسمع لقولهم\" وقال\"فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم\"..إلى آخر الآيات المعروفة.. وآن لنا أن نتدبر ونرجع إلى كتاب الله في زمن الفتن..وإلا فمتى سنرجع؟

الكاتب: أبو القاسم المقدسي
التاريخ: 01/01/2007