عظمت رغبات الدنيا وكثر طالبوها..لاسيما في هذا الحاضر المليء بالفتن والمعاصي..
أكثر الناس سكارى بالطرب*** وحيارى في متاهات اللعب
ليلهم سهو ونوم جاثـــــــــــم*** ونهار في حطــــــام ونشب
فهم أكسل شيء في التقـــــى***وعلـى اللذات كالليث الهرب
ما كأن الوحي يتلى بينهـــــم***ولهــــــــــــم منه حياة وأدب
استفحل الشر والهوى..وكثرت فئة المحادين لله والرسول صلى الله عليه وسلم.. أما المتشككون فحدث عنهم ولاحرج.. يتهافتون على منابر الإعلام المرئية و المقروءة ( بلباس التقوى والورع).. ويتوعدون بالعذاب والنار لفئة ((صدقوا ما عاهدوا الله عليه))..
لأنهم لم يعاهدوا الكفر والطغيان..ولأنهم رفضوا المذلة والخنوع للصليب .. ولأن دعوتهم جهاد وشهادة في سبيل المولى..
وهذا أعظم مغنم.. وأعظم ربح .. فأين المريد.. وأين السالكون لهذا الطريق؟؟
دم خط فوق الثوب أن مسيرنا*** بغير دم وهن من الذل مجهد .
سمعنا عن المتشدقين بالمعاهدات.. والمواثيق الدولية (الشيطانية) البعيدة كل البعد عن كتاب الله ومنهج الرسول..يوادعون النصارى واليهود.. ويوادون الرهبان والقساوسة ( احتراماً للأديان )!! (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ))
إن تكلمت هيئة الأمم صفقوا لها ..وأجزلوا لها العطاء تلو العطاء.. وإن تكلم قادة الجهاد.. ُوصفوا بالخروج والردة والإرهاب... عجباً..
كيف يصدق صليبي حقير .. وكيف يكذب مسلم موحد.. فعلا انقلبت الموازين والحقائق.. لكن أنى لهم التمييز وقد واروا إسلامهم تحت غطاء الغفلة والبعد عن الدين.. حتى ازداد القهر والإدلاج في الظلم..ووسع رداء الذل والألم..
وعند مشاهدتهم لتلك المشاهد الدموية للمسلمين.. يصابون بقوة عجيبة وغريبــــــــــــة.. فبدلاً من حمل السلاح والدفاع عن المستضعفين .. يحملــــون ( الميكرفون) ذاك السلاح الفتاك ..ويبدأون بالشجب والإنكار.. ولا يزيدون في الثوب إلا ترقيعا!!
أما أهل الجهاد.. فأبوا إلا النصر.. ومهما كانت النتيجة.. سواء كانت دماءً متدفقة.. أو أجساداً متقطعة..فلا شيء يمنع من الجهاد..ولا شيء يوقف قوافل السالكين..
كم حنطوا بالدم القاني ملابسهم***لمجدهم من رؤوس الخصم تيجان
كم ملحد ماجن ظن الحقوق لـه***زفوا لــــــه الموت مراً وهو مجان
وهاهي الضربات تتوالى وتتحول إلى الحمم (( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)) ..وتثخن في العدو ..حتى تتلاشى قوى الكفر بإذنه تعالى عن أرض الإسلام والمسلمين..
بلاد أعزتها جنود محمد *** فما عذرها ألا تعز محمدا
لله درهم .. يتوقون إلى الشهادة .. ولقاء الأبرار في الجنان.. وهذا أعظم وسام في صدر كل مجاهد..( وقد برر مسؤول عسكري أمريكي فشلهم في أفغانستان بوجود قوى تقاتل من أجل الموت)..خابوا وبعدوا.. ليس الموت هو المطلب والرجاء.. إنما النصر أو الإستشهاد..فكيف بالله.. لخنزير نصراني أن يعرف ماهية الجهاد والإستشهاد؟؟؟!!!
ما الجهاد إلا مغنم عظيم..ومسلك قويم.. يتثاقله الكثير من المسلمين..متناسين نعيم الجنة ..ومتجاهلين حسن الحور وجمالهن (( وكواعب أترابا)) ..
تولد نور النور من نور وجهها
فمازج طيب الطيب من خالص العطر
فلو وطئت بالنعل منها على الحصى
لأعشبت الأحجار من غير ماء قطر
ولو شئت عقد الخصر منها عقدته
كغصن من الريحان ذو ورق خضر
ولو بصقت في البحر شهد لعابها
لطاب لأهل البر شرب من البحر
فأين مبتغي الجمال؟؟ وأين خطاب الحور؟؟
أما الجنان.. فنعيمها دائم ووارف ..وما أعده الله من الخيرات والخيرات .. لا تعد ولا تحصى.. وهي بصفات مما لا تكون إلا في الجنة ..
اخوة الإسلام .. الطريق واضح وبين .. ومسلكه لا يحتاج سوى مجاهدة للنفوس.. ومهما اختلفت الاتجاهات (الجغرافية) .. فالمنهج واحد.. والغاية واحدة.. فتوكل على الله .. واملأ نفسك يقيناً وإخلاصاً.. بأن العزة والنصر للإسلام والمسلمين..مهما تخاذل المرجفون.. ومهما تقاعس المنافقون.. ومهما تدافعت الكروب ..ومهما اشتدت الخطوب..فإن النصر آت بإذنه تعالى بوجود روح الحمية والإقدام وحب التضحية (( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين))..
استهينوا بهذه النفوس وقدموها رخيصة و ذليلة للمولى عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم* تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)) فتنالوا الفضل المأثور و المجد الموفور..أعيدوا لنا تاريخ الأمجاد.. ونهضة الكفاح..وقبل هذا وذاك..أعيدوا لنا منهج الغزوات والفتوحات..حتى يكون واقعاً حياً ينبض في حياتنا اليوم.. وغداً ..
وأخيراً : انهلوا من معين الصحابة الكرام مورد الشجاعة والإقدام..
منا أبو بكر والفاروق يعضده***كذا أبو حسن والشهم عثمان
كما خالد في سماء المجد تنبته*** صحراؤنا لدماء المجد ظمآن
ولا تنسوا أبطال وقادة هذا العصر فهم الشوكة في حلوق الأعداء والمنافقين .. لن يستطيعوا إزاحتها إلا بالدم أو الموت..
فلترسموا خطى الجهاد.. وامشوا عليها بثبات ويقين ..ولا تلتفتوا إلى الوراء لأن الدنيا قد تعرقلكم عن المسير.. وتشل أقدامكم.. لذا سيروا بعون الله واحتجبوا عنها..وفي ذلك المغنم الكبير..والربح العظيم (( وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون)).. الكاتب: أم حذيفـــــــة التاريخ: 01/01/2007