كاتب يفضح قناة المنار التابعة لحزب الله في وقوفها مع طغيان النظام السوري

 

قرأت لأحد الكتاب الجزائريين مقالا أعجبني :

استطاع حزب الله خلال مرحلة ما قبل الثورات العربية أن يجد لنفسه مكانا عظيما في وجدان الإنسان العربي، الذي خذله حكامه، وجعلوا الهزيمة لصيقة بمخياله وشعوره … وزدنا تضامنا معه بعد معركته الأخيرة مع العدو الإسرائيلي …..

   وبدا لنا حزب الله مناصرا للشعوب والمظلومين حين غطت قناة المنار أحداث تونس ومصر ….. لكن ما ذا حدث بعد ذلك ؟؟؟؟

  لقد تحولت قناة المنار إلى قناة تساند البطش والقهر، وتحمي الطغاة وتُنظر لهم، وتُشرعِن أفعالهم، وتدافع عن أفكارهم، لقد تحول النظام السوري إلى نظام مظلوم والشعب السوري إلى شعب ظالم عُتل وزنيم ….. وأعلنت القناة أن سوريا تكونت بها 17 إمارة إسلامية …. وأن الجيش السوري المغوار لا يقتل الشعب وإنما يؤدي واجبا مدنيا يتمثل في الدفاع عن النفس وعن الشعب …..

    إن هذا التّحول في أجندة حزب الله له ما يُبرره، فسوريا هي الممر الوحيد بينه وبين إيران، وأغلب الأسلحة تمر عبر هذه البوابة … وقوته تكمن في بقاء النظام العلوي في سوريا …. إن حزب الله مستعد لقتل الشعب السوري بقواته في سبيل بقاء النظام الطائفي في سوريا …. لقد سقطت الأقنعة ….. وذهبت المبادئ التي كان يتشدق بها نصر الله مع ريح الثورة العربية ….. لقد تجلى الوجه النفعي الذرائعي في برامج قناة المنار …. ومارس الحزب التّقية …. وضحك علينا ردحا من الوقت …. حتى دخلنا معه في لعبته القذرة والمتمثلة في ضرب الدّولة اللبنانية من الداخل …. لقد ناصرناه ضد تيار المستقبل لما سمعنا تلك الخطب الرنانة ذات الوهج الإسلامي ….. لكننا نقولها اليوم بصراحة لقد سقط حزب الله في مزبلة التاريخ مثلما سقطت الأنظمة العربية ……

   إن حزب الله يتهم الشعب السوري بتشكيل إمارات إسلامية …. ونحن نقول هل نسي حزب الله نفسه ؟؟؟ هو ذاته شكل إمارة إسلامية شيعية مسلحة تسليحا لا تستطيع دولة مثل موريتانيا أو جيبوتي أن تتسلحه … لقد أعطى من حيث لا يدري الشرعية للدولة اللبنانية اليوم أن تحاربه وتطالبه بتفكيك إمارة حزب الله … أم أن حزب الله يعمل بالمقولة التالية : حرام على غيرنا وحلال علينا ….. 

  واجب على الدولة اللبنانية اليوم أن تُنزل دباباتها وجيشها لتزيل كل الإمارات الإسلامية والمسيحية بلبنان أسوة بالنظام السوري الذي بارك حزب الله وحركة أمل فعله في سوريا ….

   لقد سقط حزب الله عندما انساق وراء الطائفية، وناصر نظاما طائفيا يقتل شعبه ….. 

 لقد أضحكني أمر غريب آخر، حين دأبت قناة المنار على ترسيخ فكرة أنه لا ينبغي طرح مسألة الجولان اليوم، فالنظام السوري وجه دباباته نحو شعبه لا نحو القوات الإسرائلية لأن خطر الإمارات الإسلامية المزعومة أخطر من إسرائيل.

   لقد ظلمت سعد الحريري شخصيا، وظلمت الشعب اللبناني المناهض لسوريا منذ أمد …. لقد تبين اليوم من غير لبس درجة النفاق الذي تمارسه إمارة حزب الله في لبنان. 


الكاتب: أبو المعالي الكويتي
التاريخ: 15/05/2011