صمت المعتمرين!!! |
|
صمت المعتمرين!!
كتب الله لي قبل شهر رمضان المبارك عمرة؛؛ وكان بصحبتي في هذه الرحلة الإيمانية ابني الحبيب..
كنت في صالة مطار الرياض وكالمعتاد وكغيري في استقبال موسم ما أو الإقبال على عبادة موسمية ما أخذت معي كتيبات أراجع منها كيفية العمرة وفضائل الأعمال فيها وما كتب الفقهاء والوعاظ حولها متتبعة هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في عمرته؛؛ أقرأ قليلا ثم ألتفت إلى ابني أحثه وأذكره ببعض الواجبات و السنن الخاصة به في هذه الرحلة الإيمانية ومن ذلك: رفع صوته بالتلبية من ساعة عبور الميقات حتى يبتدئ بالطواف وأيضا التكبير حين الصعود والتسبيح حين النزول في كل موطن؛ ويا بني اجعل ذكر الله شغلك الشاغل وأنت محرم وارفع صوتك بقدر تسمع فيه من بجانبك...
بعد ساعة من الانتظار نادى المنادي برقم رحلتنا فتوجهنا إلى الطائرة ومعنا جمع من إخوة الإيمان وقد ارتدوا إحرامهم حتى بدت لهيئتهم هيبة و وقار وقام في قلب المؤمن تعظيم أمر شعيرتهم وشأنها داعيا الله أن يتقبل منهم صالح العمل ويغفر زلـلـه ويجبر نقصه..
صعدنا إلى الطائرة
مررنا بالميقات
نزلنا من الطائرة
ركبنا الحافلات
نزلنا منها
تفرقنا
و لم نسمع من هذا الجمع الطيب ذكرا لله لا تلبية ولا تكبيرا ولا تسبيحا وإنما صمت منهم عجيب كأنهم موتى يتحركون!
وحين استقلينا بسيارة خاصة عاتبتُ ابني على صمته وأين التلبية وذكر الله وأين التكبير في صعود السلم والتسبيح في نزوله؟ قال استحييت وما فيه أحد رفع صوته وهم رجال وملتحين فكيف أرفع صوتي أنا!!
غياب القدوات أزمة نعيشها في فضائل كثير من السنن و في كثير من عظائم الفرائض فهل من محيي للسنن ومجدد للفرائض؟!
سلمى القحطاني