رسالة حامل دعوة لإبنته قبل زواجها |
|
الأخوة والاخوات الكرام
هذه رسالة رجل من اوائل حملة الدعوة في
فرقت بينه وبين عائلته الحكومات الكافرة الفاجرة
وهذه كانت رسالته لاحدى بناته قبل زواجها وهو بعيد عنها
يشرفني أن أنقلها لكم . منصور منصور
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الحبيبة :
سلام الله عليك وررحمته وبركاته .
أطيب التحيات وأجمل السلامات واحر الأشواق أرسلها لك عبر الأثير العاطر سائلا المولى القدير ان تصلك وأنت في تمام الصحة والعافيية والسعادة والهناء انه سميع مجيب .
عروستنا الحبيبة :
وصلتني رسالتك الحبيبة بالأمس وعندما قرأتها انهمرت عيناي بالدموع ولا أدري السبب في ذلك . فلم أتعود أن أبكي لقراءة رسالة . ولم يسبق لي أن طرفت عيني أو تألمت ولكن هذه الرسالة هي الأولى التي هزت مشاعري وأنزلت دموعي وحركت عواطفي ولا أدري أكان ذلك لأنها من حبيبة توشك أن تبدأ حياتها المستقلة عني ؟ أم لأنه من حبيبة أضن وأخاف عليها من نسمة الهواء العليل فكيف وأنا أراها تعبر بوابة حياة جديدة أتمنى من كل قلبي وادعو الله سبحانه وتعالى صباح مساء ان يجعل السعادة والرفاهية تخيم على عالمها الجديد والذي خلقت من أجله . وأدعو الله سبحانه وتعالى أيضا أن يكون رفيق عمرها وحياتها نعم الزوج وخير العشير . وأن يحيطها بالعطف والحنان والرحمة والمودة والحب كما ألفت ذلك في بيتها الذي فيه درجت والعش الذي فيه نشأت وترعرت انه سميع مجيب الدعاء .
ابنتي الغالية :-
يعز علي أن أكتب للك هذه الرسالة وأنت على ابواب حياة جديده ولولا أن الفراق .. فراق بيت الوالدين إلى بيت الزوجية هو سنّة الله في خلقه ؛ وسنّة كتبت على الجميع لما سمحت لأحد في الدنيا ان يفرق بيننا ولكن ما الحيلة والله سبحانه وتعالى أراد ذلك منذ الأزل وستبقى هذذه سنّة الله في خلقه إلى أن يرث الله الارض ومن عليها ولهذا السبب فقط سمحت لغيري أن يحتويك بييته وأن يضمك عشّه .ومهما قلت وكتبت عن ألم الفراق وكيف يعز علي ذلك فإنني لا أستطيع أبدا ان أعبر عما يجول في خاطري أبدا . ولا أستطيع أن أكشف جليا عما يكنه قلبي ولهذا فإنني أكتب لك هذه الرسالة وفيها بعض النصائح التي علمتني إياها الحياة وأنت على ابواب دخول وظيفتك الأصلية وهي أن تكوني أما وربة بيت وتأخذين الاستقلال في الحياة .
ابنتي الحبيبة :-
أود ان أكتب لك بعض النصائح التي إن عملت بها واحسنت التصرف تجاه شريك حياتك فإنني أرجو أن تخيم السعادة والهناء والرفاهية على عشكم الصغير الذي أرجو أن يكبر بالأبناء والبنات الصالحين.وعند قراءتك لهذه الرسالة لا تستعجلي الامور ولا تأخذي المواضيع من اول نظرة بل اقرأيها مرارا وتمعني فيها تكرارا قبل الزواج وبعده فالأيام ستكشف لك الكثير مما سأقوله لك .واكتب لك في هذه العجالة من امري وقد أدركت هذه الملاحظات من سماعي لأخبار الناس بشكل عام ، وبما واجهته ولاحظته وخبرته في حياتي الزوجية لمدة تقرب من الثمانية عشر عاما .
لهذا فإن ما ساكتب لك يعتبر خلاصة تجارب سنين طويله جدا من الحياة . لانني زكما تعرفين وتعهدين عشت فترة طويلة جدا من عمري للناس وبين الناس استمع لمشاكلهم وأحاول حلها أو تذليل الصعب منها . وفي نفس الوقت فإنني لا اقول بأنني قد أحطت علما بجميع المشاكل التي قد تحدث في الحياة الزوجية بين الأزواج والزوجات لان الإحاطة بكل شيء من صفات رب العالمين ولكنني اقول بأنني اكاد ان أعرف المهم والبارز منها والذي احيانا قد يبدو صغيرا وتافها ولكن له التأثير الكبير على مجرى الحياة الزوجية ويكاد ان يحطمها ويدمرها لولا بعض الحكمة والتذرع بالصبر والأناة وطول البال .وكذلك فإن الحياة متجددة دائما وأبدا وتؤثر الظروف عليها بشكل بارز وفعال وقد تختلف الظروف من عائلةلأخرى ومن بيئة لأخرى ومن بلدة لثانية وهكذا ..ولكن تبقى هناك أشياء بارزة وخطوط عريضة وما عداها يكون منضويا تحتها أو تابعا لها .وبناء على هذه المقدمة او التوطئة المتواضعة فإنني أُجمل لك أهم هذه النقاط التي أوَدّك ان تأخذي بالك منها وتلاحظينها تمام الملاحظة :-..
)- لا بد وان تقوم الحياة الزوجية على التفاهم المتبادل والعطف والحنان .
فلا بد أن يوجد دائما التفاهم والود والعطف والحنان في الحياة الزوجية وألا تفقد معناها والهدف الذي من اجله وُجدت .لهذا فلا بد وان تحيط المراة زوجها بالود والعطف والحنان حقيقة فهذه ليست مجرد كلمات جوفاء يرددها الزوج او الزوجة دائما بل هي الظلال الوارفة التي يتفيّا ظلالها كل من الزوجين .ولا بد ان يشعر كلا الزوجين بحرارة العاطفة وصدقها وعمقها وإياك ثم إياك أن تتصوري أن الحياة الزوجية تقوم على كلمات جوفاء خرساء فقدت معناها مع الزمن وفقدت مفهومها مع تكرار استعمالها بمناسبة وغير مناسبة .. فالعمق والصدق وحرارة العاطفة هما الاصل في الحياة الزوجية .
2)- لكل من الزوجين الذكر والأنثى يا ابنتي العزيزة .. حدود .. يجب أن يلتزم بها كل واحد . ومتى عرف كل من الزوجين حدوده ولزمها هانت جميع الأمور وصارت الصعوبات تذلل اوتوماتيكيا .واول ما يجب أن تعرف الزوجة أن زوجها هو صاحب القوامة على البيت وأنه هو المسؤول الأول والأخير وهو ربان السفينة الماهر الذي يقودها نحو شاطيء الأمان والسلامة . والصلاحيات يجب ان توزع التوزيع العادل الذي امر الله سبحانه وتعالى به .فالمرأة ام وربة بيت .. بيتها هو مملكتها الصغيرة التي تتحكم فيها وتتربع على عرشها والزوج مملكته خارج بيته يقوم بجميع مهماته .وكذلك قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها وعلي كرم الله وجه أن على فاطمة أن تقوم بجميع ما كان داخل البيت وعلى علي ان يقوم بجميع ما كان خارج البيت .
3)_ إياك يا عزيزتي وانت على بوابة حياة جديدة أن تظني أن الزوج او بيت الزوجية هو كالاب أو بيت الأب .. ففي بيت الاب تستطيعين ان تطلبي ما تريدين دون حرج وأحيانا تزعلين وتحردين ولكن في بيت الزوجين لا يمكن أن يكون ذلك على الاطلاق فلهذا ..
إياك ان تكثري من الطلبات ، بل يجب أن تكون الطلبات في حدود المعقول والذي تحتاجين إليه فعلا .ثم هناك مناسبات للطلب .. فليس كل وقت يصلح للطلب .. ولهذا يجب أن تكوني على جانب من الذكاء فتعرفين أنسب الأوقات لطلباتك ، ثم يجب أن تكون الطلبات في حدود المعقول الذي يتحمله راتبه أو دخله او ميزانيته .
ثم إن كثرة الطلبات تؤدي إلى الملل والضجر والشعور بعدم التقدير للمسؤولية او الأوضاع العامة .
)_إن طاعة الزوج من طاعة الله ، ولو كان هناك سجود لغير الله سبحانه وتعالى لكان الزوج احق لناس بسجود زوجته له .
ولذلك لا بد من طاعة جميع ما يطلب الزوج من زوجته حتى ولو منعها من زيارة أمها وأبيها فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا خرجت المرأة من بيت زوجها دون إذن لعنتها الملائكة حتى تعود ) وفي حديث آخر : ( إذا دعا الرجل زوجته لفراشه وأبت باتت تلعنها الملائكة حتى تصبح ) ومن هذا يتبين ما للطاعة من اعتبار في الحياة الزوجية .
وإنني إذ أقول الطاعة فإنني لا أعني الطاعة في كل شيء ولكنها محصورة فقط في الحلال الذي أحله الله سبحانه وتعالى ولا تكون في الحرام أبدا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )
ولهذا يجب أن تكون الطاعة في حدود الحلال ولا تتعداه إلى الحرام مطلقا وإذا امر الزوج أو أي مخلوق بحرام فلا طاعة له على الاطلاق .
5)_ دائما وأبدا يجب الاهتمام بالزوج وإظهار الرعاية والعناية الصادقة به ولا يجوز أن يصرف المرأة عن العناية والرعاية والاهتمام بزوجها أي شيء مهما كان حتى ولو كان الأب أو الأخ أو الابن ، فالزوج أولا ويأتي باقي الناس مهما قربوا ثانيا ، لأن الحياة أصبحت مرتبطة بالزوج لا بالأب أو الأم .وليست كذلك بالإبن أو الابنة .
قد يحدث أحيانا وأن يوجد ضيوف فلا يجوز ابدا يا ابنتي أن تطغى الرعاية بالضيوف على الرعاية والعناية بالزوج فكما قلت وأكرر هو اولا وقبل كل شيء .
6)_ إياك وأن تظهري التذمر والضجر بشكل بارز ومكرر ، إياك ثم إياك . بل لا بد دائما وأبدا أن يراك باسمة المحيا طلقة الوجه بشوشة .. فرحه ؛ تملأ الابتسامة وجهك مهما كانت الايام كالحة أو شديدة .فكثرة التذمر والتضجر تؤدي بالتالي إلى أن يتذمر هو نفسه من تذمرك وأن يضجر من تضجرك مما يؤدي إلى نتائج سلبية وسيئة لا يعلمها إلا الله وذلك يتوقف على حسن مراعاته ومداراته وكبت مشاعره .
)_ ابنتي الحبيبة
إياك أن تظهري النوم أو تنامي قبل زوجك ، بل اجعلي نومك بعد أن يهدا ويذهب إلى فراشه ولا تنامي قبله . بل انتظريه حتو ولو تاخر في الوصول إلى البيت ؛ فقد يحتاج لأشياء منك كأن تحضري له الطعام أو خلافه ..ولا يحب الزوج أن تحضر له الزوجة أشياءه وهي نصف نائمة أو تتثاءب أو كسلانه .. او .. أو بل يجب أن يراها دائما وأبدا نشيطه كل النشاط ، كل شيء فيها ينبض بالحياة .. عقلها .. جسمها .. عواطفها ..
8)_ لا يجوز أبدا التعب أمام الزوج مهما لاقت الزوجة من متاعب النهار من غسيل وطبيخ و..و
لانه هو نفسه يكون تعبانا منهك القوى ، عائدا من عمله لا يريد من يزيده تعبا على تعبه . وهما على همه ؛ بل يريد من ينفض عنه التعب ويزيل عنه الهموم ويشعره بالراحة والطمأنينة والسكينة .لأنه في نظري مهما كد الزوج وتعب أثناء النهار فإن ابتسامة حلوة وكلمه رقيقة تنسيه كل تعبه وهمومه لأن الأصل في البيت انه سكن والسكن مأخوذ من السكينه والطمانينه وإن لم يجدها الزوج في بيته ومع زوجته فمع من سيجدها وأين سيجدها على المقهى ام في الشارع ؟؟!!
9)_ إياك يا بنيتي والإلحاح على زوجك ليقدم لك تفقريرا مفصلا عما حدث معه أثناء النهار في عمله وعلاقاته مع الناس ، فالحياة الزوجية ليست تقارير تقدم آخر النهار وأول الليل ، وليست كشف حساب على الزوج ان يقدمه لزوجته .
فإن فاتحك بشيء فاقبلي منه وهوني عليه وإلا فلا حاجة لك بالسؤال .. فكثير من الرجال بل معظمهم لا يحب أن يطلع على بعض أسراره أقرب المقربين إليه حتى ولو كانت زوجته ، فإن فعلت ذلك وألححت عليه سئم منك أو أخذ يدور ويلف ويراوغ ، فلا تدفعيه بإلحاحك إلى هذا الموقف أبدا .
10)_ إياك يا بنيتي ان تجلسي معه بعد رجوعه إلى البيت لتقدمي له تقريرا مفصلا عما حدث معك أثناء النهار وماذا قالت فلانه وماذا تكلمت علانه ، او ماذا لبست الجارة الفلانية وماذا اشترت أو ماذا أحضرت من السوق .!!
فكثير من الرجال لا يحبون سماع هذه الأمور وإن سمع منك لاول مره فإنه يسمع على مضض . وإن سألك المزيد فقد يسأل مجاراة لك محاولا تفهمك ولكنه بالتالي سيقول لنفسه إنها انسانه تافهة لا كلام لديها إلا حديث الجيران وكلام الناس فوق ما في هذا من غيبة ونميمة وكشف لأسرار الناس .فإن سمعت يا ابنتي شيئا أو تكلم أمامك أحد بشيء فليكن ذلك في وقته ثم ضعيه في زوايا النسيان من الدماغ ..
)_ إن الحياة الزوجية يا بنيتي قد تكدرها أشياء فلا تعطيها اهتماما كبيرا وإذا كان الزوج غضبان وتكلم بكلمات قد لا تكون في موضعها فاسكتي أنت إلى أن يهدا وعندما يهدأ فإنه سيبدأ بمحاسبة نفسه وسيرجع إلى الحق مهما كان عنيدا .
أما إذا تكلم هو وتكلمت انت ازدادت المشكلة تعقيدا فالحبل لا يشد من الطرفين فإن غضب فابعدي عنه .. اذهبي إلى المطبخ واعملي فنجان قهوة .. قدميه له بابتسامه حلوه واعتذار لطيف .. وهكذا ستكبرين في عينه .. وتزداد مكانتك في قلبه رسوخا .
12)_ إذا ضمتكم جلسه واحده وكان يتكلم فلا تحاولي مقاطعته او الكلام بالنيابة عنه فهذا يغضبه ويزعله ، بل اسكتي حتى ينتهي من كلامه فإذا كان عندك ما تضيفين زيادة على ما تكلم تكلمي وإلا فالكلام من فضة والسكوت من ذهب .
هذه يا بنيتي بعض النصائح أكتبها لك بالإضافة إلى وصية الأعرابية لابنتها يوم زواجها ففيها الكثير الكثير من المعاني والتي أسال الله تهالى ان تبقيها نُصب عينيك دائما وأبدا .
وختاما أمنياتي القلبية ودعواتي إلى الله أن يوفقك وأن تخيم السعادة على بيتك الجديد وإلى اللقاء إن شاء الله في رسالة بعد الزواج
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .