المتقاعسون عن الثورة! |
|
المتقاعسون عن الثورة!
كثيرا ما عول النظام القمعي في سوريا على شريحة من الشعب اعتبرها في صفه وراهن على موقفها مكثّرا بها عدده وداعما بها صفه كاذبا. وكثيرا ما ناشد الثوار الأحرار هذه الشريحة من الشعب الخروج عن صمتها والتعبير عن موقفها دون خوف أو وجل وبصوت مسموع ينفي ما ادعاه النظام وما قاله على فضائياته بلا خجل.
وليس - والحق يقال - ثمة فئة من الشعب عانت من النظام الفاسد ما عانت هذه الشريحة العريضة الواسعة إنها شريحة الموظفين في السلك الحكومي من مدنين ومستخدمين وعسكريين.
فالرواتب التي يتقاضونها ليست بما يكفي من أراد الكفاف ولو اعتمد عليها الواحد منهم لتحصيل لقمة العيش له ولأسرته لعاش تحت خط الفقر وهذا ما أدى إلى سبيلين لا ثالث لهما: فإما البحث - إن كان شريفا وحريصا على لقمة حلال يضعها في أفواه أطفاله - عن عمل إضافي يستغرق جل وقته الزائد عن وقت دوامه حتى لا تتسنى له الاستراحة ساعة من نهار أو ليل وأما أن يلجأ إلى الطرق الملتوية في تحصيل رزقه مما يضر بالوطن والمواطن ويجعل منه مواطنا غير شريف.
والحياة التي يحيونها منقوصة الكرامة فما من مناسبة للنظام يريد أن يلبّس بها على الشعب إلا وهم المطلوبون ليكونوا في الصف الأول تحت لهيب شمس الصيف أو صقيع برد الشتاء وعليهم أن يتقنوا فن التصفيق والمديح والصراخ بتأبيد الرئيس والعويل على القضية.
وهم ملزمون يوم توظفوا على الانتساب إلى حزب البعث حتى من يخامرهم شعور بالقرف المفرط حين يسمعون اسمه وكل من تبوأ أقل منصب ألزم بحب بشار وأبو بشار وأم بشار و..... ووضع صورته وصورة أبيه فوق رأسه على أنه من يطعمه ويكسيه! ويرحمه ويؤويه! ويدافع عنه ويحميه!
وهم مراقبون - أسوة ببقية الشعب - قد سلط النظام بعضهم على رقاب بعض مخبرين ومخربين وزادهم تهديدا بالطرد من وظائفهم وبهذا التهديد أمسكهم من تلابيبهم وعدهم من جنوده ومؤيديه وخاف كثير منهم وجبنوا فبقوا عن الثورة متقاعسين وإلى الصمت والسكوت والسكون منحازين.
إنهم متقاعسون عن الثورة وهم أكثر المستفيدين من انتصارها لأنهم سيتحررون من نير من ألجأهم إلى تجويع أطفالهم أو إطعامهم الحرام ولأنهم سيتحررون من نير من استهان بكرامتهم وجعلهم شاءوا أم أبوا في عدده وتحت مشيئته وثمن الاعتراض الطرد والملاحقة ولأنهم سيعودون بنصر الثورة إلى خير عميم سيطال جميع المواطنين وسيكونون كما كان الموظفون الحكوميون في عقود سبقت حكم هذه العصابة أغنياء بما يتلقونه من مال مشروع جراء خدمتهم مواطنيهم ووطنهم.
هؤلاء المتقاعسون ينبغي أن يكونوا في الصف الأول ليس للتصفيق للنظام بل للدعوة إلى إسقاطه وليحرموا هذه العصابة من ادعاءها أنهم مؤيدوها ومساندوها بل ليفضحوها ويظهروا ما يعرفونه من أسرار خيانتها وعمالتها وسرقاتها وجرائمها كما فعل المحامي الشجاع والقاضي الحر عدنان البكور.