حـم لا يُنصرون: إلى أقطاب الثورة الشامية الكبرى |
|
حـم لا يُنصرون:
إلى أقطاب الثورة الشامية الكبرى
الحمد لله القائل: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنودٌ فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيراً. إذ جاؤوكم مِن فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا. هنالك ابتُلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً)، والصلاة والسلام على رسول الله قائد المجاهدين وإمام الغر المحجلين، القائل صلى الله عليه وسلم:"إن بيَّتكم العدو فقولوا: حم، لا يُنصرون"، أما بعد؛
هذه رسائل على عجل إلى جميع مقومات الشعب السوري الأبيّ، لتكن منها رصاصات تنطلق لتستقر من أنظمة الإجرام الطاغوتي بمقتلٍ بإذن الله:
• الرسالة الأولى لعلماء سوريا: قال الله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لَتُبيِّننَّه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون)، وقال تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى مِن بعد ما بينَّاه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيَّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم)، وقال تعالى: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمَثلُه كمَثَل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون). لقد أخذ الله تعالى عليكم العهد أن تحفظوا الأمانة وأن تؤدوها إلى أهلها، ولئن كانت كلمة الحق وديعةً لديكم على مدى عقودٍ مضت، فإننا اليوم نطالبكم برد الأمانة، ونقسم عليكم بالله العظيم أن تسددوا أول سهمٍ إلى صنم البعث الطاغوتي ورموزه لتكونوا أسوةً للناس يستنون بكم، لا تكن النساء والأطفال بأوفى للعهد وأحفظ للأمانة منكم، ولا يكن لكم من الآيات السابقة نصيب في حين يدعوكم الله تعالى بهذه الآيات: (وكأيِّنٍ من نبيٍّ قاتل معه رِبيّون كثيرٌ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين. وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين)، فقوموا إلى منابركم وقولوا كلمة حق لا تخافوا فيها أحداً إلا الله، عسى أن يمحو الله تعالى بها ما تراكم علينا من عفن السنين وخصال السوء حيث سبُّوا الله تعالى، وسبُّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعنوا أصحابه الكرام، وفتحوا البلاد على مصراعيها لقذفة عائشة الطاهرة المطهرة من المجوس الأرذال، أما آن أن تقولوها: لا حكم في سوريا إلا لله، ولا بعث في سوريا إلا لدين الله.
• الرسالة الثانية لشعب سوريا: نحن أمة واحدة، يدين مسلموها لحكم الله تعالى عقيدةً وحكماً، ويدين أهل الكتاب فيها بما اعتقدوه تحت ظل الإسلام حكماً لا يجبرون على غير دينهم، ولا يُنتقص من ذمتهم شيء، دماؤكم معصومةٌ بذمة الله ورسوله كدمائنا ما حفظتم العهد، وأعراضكم وأموالكم معصومة بذمة الله ورسوله ما حفظتم العهد، فنحن أمةٌ واحدةٌ باعتبار الكيان السياسي الإسلامي العام، أسراكم كأسرانا، وسجناؤكم كسجنائنا، والمظلومين منكم كالمظلومين منا، فكونوا معنا على الحق، وطالبونا بما لكم بالحق، ولسوف تعلمون حين تنجلي الغمة ويقوم حكم الله تعالى في أرض الشام الحبيبة أن ما اختاره أسلافكم من العيش الآمن تحت ظل الإسلام هو الاختيار، فلا يكن نصيبكم من حفظ العهد بأقل من نصيبهم، وليكن المسمى الجامع بيننا وبينكم مسمى المواطنة فلا مشاحة في الاصطلاح، ثم لنتجادل بالتي هي أحسن فيما نختلف فيه بعد أن نطهر الشام مما علق بهوائها ومائها من رجس، لنتنسم معكم عبق الياسمين حين نتحاور، ونستقي من ماء بردى العذب حين تظمأ حناجرنا من جدال بالحق يراد به الحق للحق، لا ظلم ولا عدوان، بل عدلٌ ومظلة إيمان. وأما أنتم أيها المسلمون، فالله الله وأنتم تنظمون صفوفكم كتائب الحق، صححوا النية لله، وامشوا على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تقطعوا شجراً، ولا تهدموا بيتاً، ولا ترعبوا أحداً، ليحترم الصغير الكبير، وليعطف الكبير على الصغير، احفظوا أعراضكم، وصونوا أموالكم، ولا تدمروا سلاحكم ومنشآتكم وبلدكم فإن أمامنا معركة كبرى بعد تطهير الشام، وإن احتفالنا لن يكتمل حتى نطل على دمشقنا الحبيبة من قاسيون ومن أبعد من قاسيون، نعم من جبل الشيخ الحزين، ألا فلتؤذنوا بالرحيل بني صهيون، فقد انفسخ عقد البيع، ولم يعد لكم بيننا وكيل ولا عميل.
• الرسالة الثالثة للجيش السوري: إن العار الذي سطره النظام المجرم مستخدماً أدوات الجيش السوري لا يطهره إلا الجيش السوري بإذن الله، فيا أفراد جيشنا السوري الشهم الأبي: لا تسفك دماً حراماً فإنما هو دم أخيك، ولا تهتك عرضاً حراماً فإنما هو عرض أختك، ولا تنهب مالاً حراماً فإنما هو مال شعبك، ولا ترخص دمك في غير سبيل الله فإن غير الله لا يستحق أن ترخص له دماً، نحن نريدك جيشاً مؤمناً سالماً عزيزاً أبيَّاً نرفع به بعد الله هامنا، ونستعيد به بعد الله كرامتنا، فأنت أيها المقاتل البطل عنوان فخر هذه الأمة عندما تصوب سلاحك إلى نحر صهيوني حقير، نريد أن نمشي وراءكم يا ضباط الجيش العربي السوري المسلم من دمشق إلى القدس، فالله الله لا تضيعوا هذا الحلم الكبير بوعود كاذبة ممن لا يملك لمن لا يستحق، واعلموا أننا فداء لكم متى استقمتم على الحق، واعلموا أن ما قاسيتموه من الذل والهوان على يد سفاحي النظام المجرم قد وقعت مرارته منا بمكان، فعٍزُّكم عِزٌ لنا، وذُلكم ذلٌ لنا، وما لنا ولكم إلا التوجه بقلوبٍ صادقةٍ مؤمنةٍ لله تعالى أن يرأب صدعنا، ويوحِّد صفنا، لتكون دماؤنا من بعض، وأعراضنا من بعض، قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)، فالله الله، لا تفجعونا بكم، ولا تُشمتوا بنا الأعداء، ولا يكن منكم ما يُغير علينا عدو الخارج المتربص وعدو الداخل المخذِّل، فوالله ثم والله لا يُنصرون ما تمسكنا بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "وكونوا عباد الله إخواناً؛ المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا – ويشير إلى لا صدره ثلاث مرات – بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه"، ولا تنسوا شعارنا بين بعضنا في هذه المحنة: حم، لا يُنصرون...
هذه ثلاث رسائل على عجل، أكتبها وأنا في شوقٍ إلى يوم الجمعة الخامس والعشرين من آذار 2011 للميلاد، الموافق العشرين من ربيع الآخر 1432 للهجرة النبوية الشريفة، فلتكن منابر الجمعة مشاعل نور، ولتكن خطب الجمعة رصاصات الإعدام لهذا النظام القمعي المجرم، ولتكن هبَّة شعبنا زوالاً للظلم وإبادةً لمنظومة العصابات الجاثمة على صدورنا، ولتكن صحوة الكرامة محواً لعار الذل الذي تؤسر فيها بناتنا ونساؤنا ويُهان فيه شبابنا وشيباننا، والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
حم، لا يُنصرون...
وكتب
اأبو حفص الشامي
23 آذار 2011 الموافق 18 ربيع الآخر 1432 هـ