قرآن أمريكـــــــي ..

 

بينما تتزاحم أوراق الأنظمة العربية في أروقة وزارات الداخلية بقضايا \"الإرهاب\"..

والقضاء عليه..والمسارعة الحثيثة اللاهثة في إرضاء أمريكا..وبينما كثير من شباب المسلمين..منشغلون عن نصرة الإسلام ..في متابعة كأس الأمم الأوربية..ومنغمسون في أوحال متابعة البرامج الرذيلة..

يقوم أجناد الشيطان..من قدام الكواليس..-لا من خلفها- من اليهودوالصليبيين..بإعداد كتاب..قوامه 368 ..من القطع المتوسط..وقد وسموه بـ\"الفرقان الحق\"..

مشاكلة لما وصف الله تعالى به قرآنه حيث قال سبحانه\"تبارك الذي نزل الفرقان على عبده\"

وقد أوحى إليهم الشيطان في القرآن الصهيوني بسبع وسبعين سورة..

تحمل أسامي يحاكي بعضها مصطلحات أو أسماء سور للقرآن الكريم..ومنها:

الفاتحة..الزنى..الجنة..العبس..الصلب..االماكرين..الرعاة..الثالوث. الشهيد...الروح!

ومما ورد في سورة الروح هذه\"يا أيها الذين ضلوا من عبادنا: إذا سئل أحدكم عن الروح قال: الروح من أمر ربي. فما أوتيتم من العلم كثيراً أو قليلاً وما سألتم أهل الذكر الذين بشروا بالروح قبل جاهلية ملتكم بمئات السنين.

وإذا استشهدتم في سبيل جنة الزنى فقد نعم فرة الروم قبلكم بجنة تجري من تحتها الأنهار يلبسون فيها ثياباً خضراً وحمراً متقابلين ومتكئين على الأرائك يطوف عليهم ولدان ونساء بخمور ولحم طير وما يشتهون وهم الكافرون\"..

وأرجو ألا يستغرب القاريء الحصيف من غياب علامة التعجب..هاهنا..بعد سرد هذا المقطع..لأن الله تعالى أزال العجب حين قال\"قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر\"

وإذا كان هذا هو مما بدا من أفواههم وسطرته أقلامهم..فحق لكل مؤمن أن يتساءل:ترى ما هو الأكبر الذي تخفيه صدورهم؟!

دعك من ركاكة التراكيب المصوغة من كلمات ورد ت في كتاب الله تعالى.. وتأمل ..كيف عبر الكلام عن بعض أهدافهم الخبيثة..من وراء هذه المحاولة الأثيمة لمحاربة القرآن..وأهل القرآن..

فالمجاهدون..وفقا للقرآن الصهيوأمريكي..يقدمون أنفسهم رخيصة للتمتع بممارسة الجنس مع حوريات الجنة!

ولاشك أن كل سورة تحمل رسالة ودلالة..لهدم الإسلام ومحاولة درس العقيدة في نفوس العامة عبر التشكيك في قدسية الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..

وقد صدر القرآن الجديد عن مطبعة في ولاية تكساس..

ويتألف إلى الآن من ثنتي عشر جزءا..ويتوقع أن يكتمل في غضون أربع سنوات..

وهو مطبوع باللغة العربية والإنجليزية..وقدم له اثنان..سميا نفسيهما \"المهدي\" و\"الصفي\"!!

وهما من نصارى العرب

وجاء في المقدمة \"الى الامة العربية خاصة، والى العالم الاسلامي عامة: سلام لكم ورحمة من الله القادر على كل شيء.

يوجد في اعماق النفس البشرية اشواق للايمان الخالص. والسلام الداخلي، والحرية الروحية والحياة الابدية.. واننا نثق بالاله الواحد الاوحد بأن القراء والمستمعين سيجدون الطريق لتلك الاشواق مـــن خلال \"الفرقان الحق\"!!

واللافت للنظر أن اسميهما الاستعاري..تفوح منه رائحة رافضية!!

وتقوم المنظمات اليهودية حاليا بترويج الكتاب..في شتى أنحاء العالم....رهبة من خروج العفريت \"الأخضر\" من القمقم!

خصوصا مع تنامي تعداد الداخلين في دين الله أفواجا..رغم كل الجهود الكنسية الجبارة..والبث الإعلامي الرهيب المشوه لصورة الإسلام..على قدم وساق منذ أحداث سبتمبر

ومن جهودهم في هذا السياق..المبالغ المهولة المقدمة لبعض رؤساء تحرير الصحف العربية..حيث ذكر وليد رباح صاحب صحيفة صوت العروبة أنهم عرضوا عليه مليوني دولار! كرشوة..أو بلغة الحداثة:هدية..أو حرية..أو تبادل ثقافي!

وللأسف فقد وافق المحرر..غير أنه اشترط بإزاء ذلك عقد مناظرة بين الراشي وأحد المشايخ المسلمين..كل ينافح عن قرآنه

وعرضوا على كثير غيره..فوافق بعضهم..ورفض الآخرون رغم بهاظة الثمن..ربما خوفا من الله تعالى..فلله درهم..وربما خوفا من ردود الأفعال..فهم عقلاء بهذا المنحى..على أية حال..

وممن عرض عليه فأبى ..أصحاب صحيفة \"دنيا الوطن\" الفلسطينية..على الشبكة العنكبوتية..فلما أبوا..لجأوا لغيرهم وهكذا..ومازالو يحثون الخطى..لنشر الكتاب في الأوساط الفلسطينية..وبخاصة بين فلسطينيي 48 وصدق عمر رضي الله عنه إذ قال\"اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة\" ..

وكما قال ربنا جل وعز \"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين\"

ونحن على ثقة تامة وإيمان جازم لا يخالطه شك..أن الله لابد آت بنيانهم من القواعد..وسيخر السقف عليهم..من فوقهم..إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا..

وإنما العبرة في دورنا كأمة مسلمة..إزاء هذه الحرب الضروس المعلنة على الله تعالى..هل نكون من جنده الذابين عن دينه؟

وهل سنكون ممن يشهد لهم القرآن يوم القيامة بين يدي الله فيقول هؤلاء ذبوا لتكون كلمتك هي العليا؟

وهل سنكون ممن يصافحنا الإسلام..قائلا:هذا نصرني يا الله؟

لقد كفانا الله مؤونة..التقصي الدقيق..فأخبرنا بجملة من القواعد العامة العريضة..تنتظم أصول أهدافهم ومخططاتهم..ومن ذلك قوله سبحانه\"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم\"

ولست أبالغ حين أدعي أنهم يخططون لخمسمئة سنة قادمة..

في الوقت الذي يغط كثير منا في نوم عميق..لا يخلو من شخير المتخمين بالفشل..

إن برنامجا أسبوعيا لا يتجاوز ستين دقيقة..يقدمه الأستاذ عمرو خالد مثلا..يشحذ فيه همة الشباب..يقض مضاجع القوم..

ويدخل ضمن دراساتهم..الاستراتيجية.. فهلا نهضنا من سباتنا..؟

لقد آن الأوان أن يخرس الليبراليون..والعلمانيون..فهم أبواق أولئك.. وإن جرمهم لا يتوقف عند إقامة علاقة الغرام والعشق مع أسيادهم الصهاينة..

بل يتعداه ليكون داخلا في قول الله تعالى \"ولا يزالون يقاتلونكم ليردوكم عن دينكم إن استطاعوا\"

ويبقى السؤال ماثلا:

إذا كنا عاجزين عن صناعة التاريخ الذي تعلو فيه كلمة الله ..أفلا نقرأ التاريخ؟

الكاتب: أبو القاسم المقدسي
التاريخ: 01/01/2007