الجزء الثاني من مقال : ماهو دور أنيس النقاش في عملية إغتيال رفيق الحريري

 

الجزء الثاني من مقال : ماهو دور أنيس النقاش في عملية إغتيال رفيق الحريري

عبد الله الفقير


كانت الغاية مما طرحناه في الجزء الاول من مقالنا هذا هي التنبيه على امرين غاية في الاهمية ,

الاول هو مدى سطوة ونفوذ انيس النقاش في دوائر صنع القرار الايرانية,

وثانيا اعترافه بانه افشل بعض العمليات التي كانت تستهدف بعض الشخصيات كافشاله:

((محاولة اغتيال السفير الأمريكي لدى لبنان وليام جودلي سنة 1972 حيث بادر النقاش إلى ايصال الخبر إلى القائد الفلسطيني الراحل في حركة فتح خليل الوزير -إبو جهاد- الذي طلب من القائد الراحل علي حسن سلامة -أبو حسن- ابلاغ الأمريكيين.

وقد أفشل كذلك عملية اغتيال الملحق العسكري الفرنسي في بيروت "بوركوني" عندما أعلم زعيم منظمة التحرير الفلسطينية وقائد فتح ياسر عرفات بالأمر فأوصل الخبر إلى الفرنسيين.. فضلا عن أحداث أخرى غير ذلك.)).

والنقطة الثانية تحديدا تتطلب الكثير من البحث الذي ليس هنا مجال بحثه لنعرف كيف افشل النقاش تلك العمليات!, و قبل هذا ان يُسأل : من اخبر النقاش بتدبير مثل تلك المحاولات حتى يفشيها ويفشلها ؟؟,ومن هي تلك الجهات التي حاولت تنفيذ تلك العمليات وافشلها هو؟؟, وما هو رد فعلها تجاهه؟؟,

ولنفرض جدلا ان دوره في اختراق الجماعات الفلسطينية او اللبنانية في ذلك الوقت اهله لذلك (كما عرفنا في المقال السابق فانه كان احد العناصر التي كلفت باختراق الجبهة الشعبية الفلسطينية لصالح حركة فتح !), فكيف يؤتمن امثاله للعمل معهم ؟؟.

يبرر النقاش افشاله تلك العمليات بالقول انها لو تمت لكانت قد أضرت القضية الفسلطينية او اللبنانية اكثر مما تنفع ولانه ((رأى فيها تهديدا لامن الثورة الفلسطينية)), فهل ينطبق رايه ذاك على عملية اغتيال رفيق الحريري؟؟.

لو كان بامكان انيس النقاش ان يتعرف بصورة ما على وجود عملية تدبر من قبل احدى الجهات لاغتيال الحريري,هل كان سيفشلها ويفضحها ويحذر منها الحريري كما فعل مع السفير الامريكي والملحق الفرنسي؟؟,

هذا ما سنعرفه في هذا الجزء من المقال.

(علما انه عندما سئل عن نتائج عملية اغتيال الحريري على حزب الله وعلى اهل السنة في لبنان وعلى السعودية وعلى دول الجوار فاجاب بان تاثير ذلك "سلبي جدا", وعندما سئل عن تاثير ذلك على الوضع في العراق اجاب " هنا يجب أن نتوقف ليس له أي أثر."!!!).

ماذا قال النقاش قبل خمس سنوات ؟!:

اخبرناكم في مقالنا السابق ان "زلة لسان" سقطت من فم انيس النقاش قبل ايام في حوار مع احدى الفضائيات اللبنانية رسمت حول النقاش الشبهات وحرضتنا للبحث عن دوره في ملف اغتيال الحريري,وقبل ان اعرض زلة اللسان تلك سوف نبدا معكم اولا التمحيص في احد اهم التصريحات التي طرحها النقاش قبل خمس سنوات, وتحديدا في (26\2\2005),أي بعد اثنى عشر يوما من اغتيال رفيق الحريري في (14\2\2005).

ففي ذلك التاريخ,وفي حلقة من برنامج "بلا حدود" الذي تبثه قناة الجزيرة الفضائية,استضاف "احمد منصور" مقدم البرنامج "انيس النقاش" للتحاور حول " مستقبل لبنان السياسي بعد اغتيال الحريري",وبعد اعطاء نبذة تعريفية عنه ,وفي اول سؤال عن اسباب اغتيال الحريري يجيب النقاش:

((الرئيس الحريري لم يُقتل لأنه كان يدفع للفقراء وكان يدعم الطلاب وكان يعمر البلد، البعد الآخر هو سياسي حتما وله علاقة بالمتهم الأساسي وهو على ألسنة الجميع سوريا، يعني نحن لدينا جريمة ولدينا متهم أساسي وعلينا أن نبحث هل هذا الاتهام صحيح أم له أبعاد أخرى، الرئيس الحريري لو سألت اللبنانيون كيف عرفتموه؟ أنا أجيب كما أجاب صديقه طلال سلمان رئيس تحرير السفير أنه التقى به في سوريا عندما كان عضوا في وفد للمملكة العربية السعودية على رأسه بندر بن سلطان، في ذلك الوقت كانت المملكة مهتمة جدا في إعادة ترتيب الوضع اللبناني بعد أن انفجرت الحرب الأهلية وبعد خروج الثورة الفلسطينية وكان المطلوب إعادة ترتيب هذا الوضع لأنه أمنيا بدأ يؤثر على المنطقة وعلى أوروبا وعلى الولايات المتحدة ولم يعد مضبوطا، تكررت اللقاءات ولعب دور الرئيس الحريري في هذا الوضع لضبط الوضع في لبنان، الاجتماعات كانت عديدة ولكن في لقاء معين حصل نقلة نوعية لم يكن لها فقط علاقة في لبنان بل أثّرت على المنطقة ودور الرئيس الحريري في المنطقة.)).

أي ان "النقاش" يؤكد منذ ذلك التاريخ بان اسباب اغتيال الحريري كانت سياسية,

لكن الملفت هو انه ومع انه في الدقائق الاولى للحوار حاول اقحام اسم "السعودية" وكانه كان قد اعد مسبقا النقاط التي سيركز عليها منذ البداية!. (فقط نحب ان نوضح بان شخصية "النقاش" من النوع النرجسي التي تحب الظهور والسماع الى مديح الناس,ومثل هذه الشخصيات تثرثر دائما,ومن خلال هذه الثرثرة تفصح عن الكثير من الاسرار,واعتقد ان قلة ظهوره في السنوات الاخيرة هو بسبب هذه النقطة تحديدا !).

وعندما سأله المقدم عن ذلك اللقاء اجاب:

((عام 1985 عندما تقدمت الجيوش الإيرانية في الجبهة العراقية الإيرانية وأصبح هناك خطر على العراق، ذهب الرئيس الحريري ولأول مرة في لقاء شخصي بينه وبين الرئيس حافظ الأسد يعني لم يكن عضوا في وفد بل كان هو يحمل رسالة من الملك فهد وقال له هل يقبل زعيم عربي في سوريا أن تحتل أراضي العراق؟ وكانت هذه محاولة للاقتراب من سوريا لمعرفة موقفها من تداعيات التحول الاستراتيجي في الجبهة العراقية الإيرانية. الرئيس الأسد قدم دراسة كاملة نظريته عن تحالفه مع إيران بسبب غياب الدور المصري ومجيء إيران كحليف أساسي في التصدي لإسرائيل وقال أنا كدولة عربية وجدت نفسي في هذا الصراع وجدت حليفا أساسيا ولكن أنتم في السعودية تريدون مني أن آخذ هذا الموقف وأنا على خاصرتي في لبنان أوضاع أمنية أيضا ملتهبة لم تساعدوني بها لكي نتقدم معا ونرتب هذه الأوضاع، هذا الحوار أدى إلى نوع من التفاهم.)).

لا اعرف ان كان حافظ الاسد قد برر فعلا تحالفه مع ايران بهذا الشكل ام ان هذا التبرير من عنديات انيس النقاش نفسه ؟!,

فمن المعلوم ان نظام البعث في العراق كان من اوائل من ساند القضية الفلسطينية,بل ومن اوائل من ساند سوريا في حرب تشرين ضد اسرائيل,وصور الجيش العراقي وهو يعبر الى سوريا لمساندتها في حرب تشرين لا تخفى من الذاكرة, فكيف يبرر الاسد تحالفه مع ايران بحجة عدم وجود داعم له بعد غياب مصر؟؟, ثم ايران لم تكن محاذية لاسرائيل فكيف جعلها نظيرا لمصر ؟؟,والثورة الخمينية كانت "دينية" وحافظ الاسد علماني بعثي اشتراكي قومي ؟؟, وكيف اتفق خميني مع نظام البعث السوري وهو الذي كان يسمي البعث العراقي بالبعث "الكافر" ؟؟,هل كان هنالك فرق "عقائدي" بين البعث العراقي والبعث السوري؟؟؟.

ثم ان العراق كان محاذيا لسوريا , وكان عربيا, وكان "بعثيا", وهذا يعني ان نقاط الالتقاء مع العراق "العربي" كانت اكبر بكثير من نقاط الالتقاء مع ايران "الفارسية" التي على اقل تقدير لا تملك حدود الجوار مع سوريا, الا اذا قلنا بان سبب ذلك الالتقاء هو عقيدة "التشيع" التي تربط بين حافظ الاسد والخميني, وعندها يمكن ان نفهم السبب المنطقي الذي جعل نظاما علمانيا قوميا يتحالف مع دولة دينية فارسية في حربها ضد دولة عربية علمانية !!.

ثم يقول النقاش:

((عندما نجح الرئيس الحريري في هذا الدور بإنجاح اتفاق الطائف حصل لقاء مجددا مع الرئيس الأسد وسمعت أنا من الوزير السابق جون عبيد وهو صديق شخصي مقرب من الرئيس الحريري قال إن الرئيس الأسد هنأه على هذا النجاح وطلب منه لماذا لا يكون رئيس وزراء في لبنان ليكمل هذه المهمة في استكمال الأمن والإعمار وإلى آخره، فكان جواب الرئيس الحريري بكل بساطة أنا كل ما أملك وما لدي من المملكة السعودية وأنا وفي لهذه المملكة وأخاف في يوم من الأيام لو اشتبكتم أنتم والمملكة في خلاف أنا لا أستطيع إلا أن أكون مع المملكة، فأجاب الرئيس الأسد يعجبني فيك وفاؤك وهذا ما يعجبنا بك ولكن نحن نُصرّ على أنك تكون وتلعب هذا الدور، فتم الاتفاق على أن يصبح الرئيس الحريري صانع اتفاق الطائف هو منفذ اتفاق الطائف في لبنان ومتابع لهذه السياسة الأمنية والإعمار.)).

وهذه اشارة اراد انيس النقاش من خلالها التركيز على ان الحريري لم يكن سوى "عميل" او "اداة" لتنفيذ المشروع والمصالح السعودية في لبنان والمنطقة,ثم اراد القول بان الحريري اصبح يمثل نقطة التقاء المصالح السورية السعودية في المنطقة.

انيس النقاش وعقدة اياد علاوي التي ستكلفه الكثير!!:

والان ندخل الى صلب الموضوع, يقول انيس النقاش في نفس اللقاء انه التقي قبل شهرين من تاريخ اللقاء باحد مستشاري الحريري, وانه:

((قبل شهرين التقيت به وهو صديق شخصي، قلت له القراءة في المنطقة تختلف تماما عما ترونه، فقال ماذا لدينا شو الموضوع يعني؟ قلت في العراق قراءتكم أن الأميركان انتصروا ويرتبون أوضاع المنطقة والمملكة العربية السعودية تحت الضغوط القاسية جدا، مشيت في هذا البرنامج وقررت أن لا تقف متفرجة أو مسهلة أمور الولايات المتحدة بل عامل فاعل يعني (Positive Element agent) بالمعركة من أجل دعم الجهود الأميركية في السعودية.))(( تحدثت معه عن تقارير الولايات المتحدة الرسمية والخاصة في مراكز الدراسات عن فشلهم لكي أقنعه أن الفشل تام وأن عام 2005 هو عام إخراج الولايات المتحدة من العراق وليس عام استقرارهم، تحدثت معه عن تقرير في نيويورك تايمز..)).

ثم يقول انيس النقاش ,وهنا مربط الفرس:

((الجميع يتحدث عن سياسة الخروج من العراق، قلت له استعجلوا في تقرير الواقع في العراق وهذا انعكس على لبنان وانعكس على المنطقة، علاوي ليس هو ورقة رابحة بل هو ورقة فاشلة، انتظروا الانتخابات في العراق وستجدوا أن الأمور تختلف تماما عما كان يريده الأميركان، انتظروا حتى أيار هناك انتخابات لبنانية لا تستعجلوا بأن تسيروا خلف المعارضة في تأييد 1559. وليد جنبلاط يستطيع أن يتحدث وبقوة ولكن يستطيع أيضا عندما يريد أن يكوّع وهذه عادته أن يعود ولكن الرئيس الحريري أرجوك حجمه كبير قدراته كبيرة لو ذهب في طريق خطأ وفي تقديرات خطأ فالمنطقة تتأثر ولبنان أول من يتأثر، عندها دخلنا في تقرير آخر من نيويورك تايمز موجود.. ذهبت مراسلة نيويورك تايمز وجلست في العربية عشرة أيام لكي تبحث تحت عنوان الحرب داخل الغرف الإخبارية للعالم العربي تفصّل تماما كيف دخلت.)).

وهذه كانت اول اشارة الى ارتباط اسم "اياد علاوي" بعملية اغتيال رفيق الحريري!!!.

تخيلوا ان انيس النقاش جاء على ذكر اسم ايادي علاوي في ملف اغتيال الحريري في تلك الفترة التي لم يحدد بعد ان كان التفجير ناتج عن سيارة مفخخة ام بعبوة ناسفة مزروعة تحت الارض!!, وانه جاء على ذكر اسم علاوي قبل ان يدعي البعض ان تنظيم القاعدة او جماعة "الثلاثة عشر" قد اخطأ الهدف وانهم كانوا يطنون ان الموكب لاياد علاوي وليس لرفيق الحريري!!,

وان هذا القول جاء قبل ان يعود البعض فيقول ان تنظيم القاعدة انما كان يخطط لاستهداف الاثنين علاوي والحريري من تلك العملية!!!(بالمناسبة فقد تبين لاحقا ان جميع الاعترافات التي ادلى بها جماعة الثلاثة عشر تبين انها اخذت تحت الاكراه وهذا ما تعرضنا له سابقا).

تفجير العربية واغتيال الحريري!!:

لنكمل باقي التصريح,فقد استند "النقاش" الى امكانية ان تستهدف المقاومة العراقية (وتحديدا القاعدة) رفيق الحريري من خلال ربطه بين قيام تنظيم القاعدة باستهداف مكتب قناة العربية في بغداد وبين اهداف التنظيم في استهداف كل من يساند الاحتلال الامريكي ويدعمه ماديا او اعلاميا !, فيقول النقاش عندما سئل عن تقرير النيويورك تايمز الذي تحدث عنه والذي نشر في (2\1\2005) حسب قوله:

((هذا التقرير يا أخ أحمد جدا مهم وهو من ثلاثة عشر صفحة نشر في (New York Times magazine) الذي يصدر يوم الأحد عادة، في هذا التقرير تقول سامانتا شابيرو إن (قناة) العربية هذه معلومات معروفة ولكن الجمهور لا يعرفها عادة، مملوكة من الشيخ وليد الإبراهيم وهو عديل الملك فهد والذي يملك الـ(MBC1) و(MBC2) وإلى آخره أي مجموعة الإعلام العربي تقريبا. وأنه استقدم عبد الرحمن الراشد من أجل تغيير سياسة المحطة في هذا الاتجاه المساند للعراق، هذا كلامها وقامت في مقابلة خلال عشرة أيام مع مدير المحطة مع المذيعين مع المراسلين وأعطت هذه الصورة وتحدثت بتفاصيل كيف أعطيت التعليمات بأنه مثلا لا يقال إن الشهيد شهيد في فلسطين، الفلسطيني عندما يموت، يموت مثله مثل غيره، إن المقاومة في العراق هم مسلحون ونحن لسنا مع المقاومة وأن يرسل نجوى قاسم المذيعة إلى العراق من أجل أن تقوم في برامج تدعم الحضور الأميركي..)),ثم يقول ((هذا الكلام كله مكتوب وهذا ما تحدث أنا عم بقول من اللحظة اللي بدأت فيها في التقارير هو حديثي مع مستشار الرئيس الحريري، قلت له هذا التوجه مع كل التفاصيل وصلت الأمور إلى ماذا؟ إلى تفجير مبنى العربية والذي كان فيه الإخبارية وكل الإعلام السعودي في العراق وهذا دليل على أن الذين يقاومون في العراق كان يتابعون هذه التطورات وهذه الانحرافات وفي هذا التقرير هي تقول إن التهديدات كانت قد وصلت إلى العربية ووصلت على الإنترنت ووصلت في الرسائل ووصلت في التليفونات ولذلك أهمية هذا التقرير لأنه يحمل كل التهديد للسياسة السعودية وللإعلام السعودي ولكل ما يرتبط بالسعودية في سياساتها في العراق، هذا مكتوب وبعد..)).

ثم يقول النقاش:

((الرسالة نقلتها عن طريق مستشاريه قبل شهرين ولها استكمالات وأنا في هذا الحديث لم أزد شيئا بتاتا عن الذي قلته في هذه الجلسة وكان هناك أخ إيراني شاهد في هذه الجلسة يتحدث العربية بطلاقة وشاركنا في الحديث هذا الموضوع، خطورته ليس أنه يفصّل الإعلام العربي أو الإعلام السعودي ولا اتجاهاته، المشاهد يراها، خطورته أنه يقول أنهم تلقوا تهديدات ولم يتلقوا تهديدات بل قالوا كيف نسفت العربية ونسف المبنى وكيف عندما أصرت نجوى قاسم أن تستمر بالبث من هناك جاءها تهديدات شخصية فاضطر إلى سحبها، أنا عندما قدمت هذا التقرير وتحدثت مع مستشار الرئيس الحريري هو استنتج أن الوضع جدا خطير.)).

اذا من خلال كل ذلك نفهم,

بان انيس النقاش راى في استهداف "الجهاديين" او "تنظيم القاعدة" لقناة العربية اشارة الى ان "تنظيم القاعدة" قد يستهدف الحريري,خصوصا وانه احد ممولي قناة العربية وانه احد اركانها.

لكن,وهنا اهم مفصل غاب عنه الكثيرون وهو:

هل كان تنظيم القاعدة فعلا هو من استهدف قناة العربية في تلك الفترة؟؟.

بالعودة الى الارشيف نجد ان اول استهداف لمقر قناة العربية حدث في الشهر العاشر سنة 2004, الا ان من تبنى العملية ليس تنظيم القاعدة الذي كان يعرف في حينها باسم "تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين", وانما الذي تبنى العملية هو جماعة غير معروفة اطلقت على نفسها اسم "جند الاسلام" وهذا حسبما اورده موقع "ويكبيديا"

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9


وان من هدد بتفجير مقر العربية في دبي لم يكن تنظيم القاعدة,وانما هذه الحركة التي لم يعرفها احد من قبل!!,والتي قامت بعيد تفجير مقر القناة في بغداد بنشر هذا التهديد على صفحات الانترنيت والذي تناقلته بعض الصحف منها صحيفة الوطن السعودية,حيث جاء نص التهديد كما يلي :

(( تـهـديـد إلى قنـاة الـعربـية وكافة القنوات العميلة لليهود والنصاري فى بلاد المسلمين))

إننا فى جماعة جند الإسلام الجهادية نرسل هذا التهديد إلى(( قناة العربية)) وكافة القنوات العربية التى تساعد فى تشويه سمعة الجهاد والمجاهدين فى مشارق الأرض ومغاربها ،والتى تقوم هذه الفضائيات بنشر الأكاذيب والأظاليل والسموم عبر إعلامها الخبيث وتشويه سمعة الجهاد والمجاهدين فى فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان ووصفه بالإرهاب ،وماتقوم به من التطاول على العمليات الإستشهادية ووصفها(( بالإنتحارية))فى الوقت التى تتعرض الأمة الإسلامية للحروب الصلبية ،وسيطرة الإعلامي الصليبى والعربي الخبيث على الساحة الإعلامية العالمية.

وكما تعلمون ان حربنا الآن مع الطاغوت الامريكي و العملاء لا تقتصر على الحرب العسكرية وانم تتعدى ذلك الى الحرب الإعلامية التى يشنها إخواننا المجاهدين فى بلاد الرافدين والتى أثبت نجاحها فى هذه الأوقات التى يجتمع فيها اليهود والنصارى والطواغيث العرب للتخلص من الجهاد والمجاهدين وذالك عبر إغلاق المواقع الجهادية التى تفضح اليهود والنصاري بنشرها لما يجري من أحداث وغزوات جهادية على مدار العالم على شبكة الإنترنت ،والتى قدر الله لنا إستغلالها فى هذا الجهاد المبارك لنعيد لأمتنا كرامتها وبطولات أبنائها فى العراق وفلسطين والشيشان وأفغانستان وكشمير وكافة الميادين.

لهذا إننا نرسل هذا التهديد الأخير(( لقناة العربية خاصة ))والقنوات العربية الأخرى التى تساند اليهود والنصارى فى حربهم على الجهاد والمجاهدين .

ونذكر قناة العربية لما حدث لمكتبهم فى بغداد من تفجير على أيدى المجاهدين فى العراق "إن أيدينا طويلة وتستطيع الوصول لكل الخونة والعملاء فى هذه الأمة فإننا أخذنا على عاتقنا محاربة كل من يحارب الجهاد والمجاهدين ،وإننا ربما نكون قليلي الكلام لكننا نترك للدم أن يقول مقالته".

"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"

جماعة جند الإسلام الجهادية

وحدة مكافحة الإرهاب الإعلامي

الإثنين غرة شعبان 1426-05 سبتمبر2005)).

وتجدون نص البيان على هذا الرابط:

http://www.q825.com/vb/t27487.html


ملاحظات على هذا البيان الكاذب:

من مطالعتنا لنص البيان واسلوب الكتابة والاخطاء الاملائية التي احتواها ,فاني اجزم قاطعا بان هذا البيان ليس من تاليف جماعات جهادية سنية لا تنظيم القاعدة ولا أي تنظيم جهادي سني اخر,

والدليل ما يلي:

اولا\ يقول البيان في بدايته " نرسل هذا التهديد إلى(( قناة العربية)) وكافة القنوات العربية التى تساعد فى تشويه سمعة الجهاد", ولا اعرف لماذا يهدد تنظيم القاعدة الذي لا يعترف بالقومية وانما يؤمن بالاممية,لا اعرف لماذا يخص القنوات "العربية" فقط ولا يشمل بتهديده كل القنوات الاخرى الغير عربية كقناة العالم الايرانية التي لم يكن شرها اقل من شر قناة العربية والتي بدات بثها مع بداية الاحتلال كما فعلت العربية ,خصوصا وان العالم كانت تروج للعملاء اكثر عشرات المرات مما تروج لهم العربية ؟؟؟.

ثانيا\ الجهاديون يمتازون بفصاحة اللغة واتقان كتابتها,لذلك فمن المستحيل ان تجدهم يكتبون جملة كهذه " بنشر الأكاذيب والأظاليل", وهم الذين يعرفون جيدا الفرق بين "الضلال" و"الظلال"وخصوصا وان كتاب "في ظلال القران" لسيد قطب يعتبر في ادبياتهم اشهر من نار على علم!!.

ثالثا\ تاكيد البيان على " التى يجتمع فيها اليهود والنصارى والطواغيث العرب", متناسيا الدور الايراني في تمرير ذلك الاحتلال,خصوصا ونحن هنا نتحدث عن سنة 2004,أي تلك السنة التي كان الجميع يلقي بتبعة الاحتلال على ايران وعلى عملاءها كالحكيم والجعفري والسيستاني الذين لولاهم لما كان ذلك الاحتلال ان يكون.بل وان اغلب بيانات المجاهدين في تلك الفترة كانت تقدم الخطر الايراني "الشيعي" حتى على الخطر الامريكي والاسرائيلي لما راوه من تطابق في الاهداف والمصالح(مع ملاحظة انهم كتبوا كلمة "طواغيث" وليس "طواغيت"!!).

رابعا\ اسلوب كتابة التهديد تفتقر الى كثير من الاجادة في البلاغة وحسن الانشاء,خصوصا وانه يحتوي الكثير من العبارات المكررة ,كما ان ختامه بـ" ربما نكون قليلي الكلام لكننا نترك للدم أن يقول مقالته ",لا توحي باي نوع من الصدقية لان البيان لم يكن بليغا او مختصرا باي شكل من الاشكال,ولو كان الجهاديون هم من كتب هذه الجملة الاخيرة لكتبوها كما يلي " وإننا ربما نكون قليلي الكلام لكننا نترك السيف أن يقول مقالته", فالجهاديون لا يستخدمون في مثل هذه العبارة اسم "الدم" وانما يستخدمون اسم "السيف" وهو ابلغ ,وكلمة الدم هي من الكلمات التي اعتاد الشيعة على استخدامها في الغالب !!.

خامسا\ انتهى البيان بالاية الكريمة "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون", وهذه الاية يستخدمها الشيعة غالبا , خصوصا وانهم يستشهدون بها على "مظلومية" اهل البيت,بل ان بعضهم من الغلاة قالوا بان هذه الاية محرفة وان الاصل انها نزلت كالتالي: ((وسيعلم الذين ظلموا "آل محمد" أي منقلب ينقلبون))!!!.

سادسا\ يؤرخ البيان كالتالي: الإثنين غرة شعبان 1426-05 سبتمبر2005.

ومعلوم ان العراقيين لا يؤرخون اسماء الاشهر باسماء "سبتمبر واكتوبر وديسمبر ... "وانما يستخدمون اسماء"ايلول وتشرين وكانون الاول ....",وهذا يعني اولا ان من ارسل البيان ليس عراقيا, وثانيا فان الجهاديون وتحديدا القاعدة لا تؤرخ بالتقويم الميلادي, فكل بياناتهم تؤرخ بالتاريخ الهجري فقط ويهملون التاريخ الميلادي,وبامكانكم مراجعة ذلك للتاكد !!!.

سابعا\من خلال البحث في الانترنيت,لم نعثر لتلك الجماعة على أي عملية او هجوم او نشاط يتعدى هذا التهديد وتهديد اخر صدر بعد مقتل الحريري, فقد عثرت على بيان "تهديدي" اخر في نفس الفترة تقريبا ,وتحديدا بتاريخ( 15\3\2005), وكان موجها الى الحكومة التونسية بمناسبة عزم المجرم شارون على زيارة تونس, حيث ورد في الاخبار ((هددت مجموعة اسلامية الاحد، في بيان على شبكة الانترنت "بسيارات مفخخة" في حال قام رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بزيارة تونس في تشرين الثاني/أكتوبر المقبل. وقالت المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "جماعة جند الاسلام الجهادية لواء عقبة بن نافع" في بيانها "اننا سنترك الرد لطوابير السيارات المفخخة وسنحول السفارات الاجنبية الى برك من الدماء".)), وقد اضافت لاسمها اسم "لواء عقبة بن نافع" للدلالة على المغرب العربي!!.

الخلاصة:

اهم ما يمكن استخلاصه من هذا البيان هو ان هذا البيان ليس صادرا عن تنظيم جهادي سني لا تنظيم القاعدة ولا أي تنظيم جهادي سني اخر ,وثانيا فاغلب الظن ان الجهة التي اصدرته هي جهة شيعية لبنانية وذلك واضح من اسلوب كتابة التاريخ اولا,ومن اسلوب الصياغة وطريقة التعبير التي لا تصل باي حال من الاحوال الى الاسلوب البليغ الذي تغلب عليه بيانات التنظيمات الجهادية السنية وطريقة استشهادهم بالايات والاحاديث النبوية ,وثالثا من تحديد العداء لوسائل الاعلام العربية دون الجهات الاخرى وخاصة الايرانية . واذا ما ثبت فعلا بان تفجير مقر العربية لم يكن من فعل تنظيم القاعدة كما وضحنا وسنوضح لاحقا ,فان ذلك سيعري الكثير من خفايا انيس النقاش وما كان يريد ان يداريه!!!.

نكتفي اليوم بهذا القدر,وسوف نحاول معكم في مقال قادم باذن الله معرفة المزيد من هذه الاسرار وخصوصا بعد ان نعرض بيان الجهة التي تبنت العملية من داخل العراق والتابعة لنفس الجهة اعلاه, والذي يؤكد بصورة اكبر ان الجهة التي استهدفت قناة العربية لم يكن تنظيم القاعدة وانما جهة شيعية !.وانا على يقين بان انيس النقاش ومن هم فوقه عندما سيطلعون على ما نقول وسنقول فانهم سوف يرددون المثل الشعبي القائل "الحجارة اللي ما تعجبك تفشخك" لكن باللهجة اللبنانية او باللغة الايرانية ربما !!.

والسلام عليكم


الهامش:

* لا اعلم حقيقة ان كان انيس النقاش يقصد بعملية الاغتيال تلك هي عملية لاغتيال السفير الامريكي" وليام جودلي" سنة (1972) والنتي لم اعثر على أي معلومات عنها, ام محاولة الاغتيال التي تعرض لها السفير الامريكي " جون غونثر دين " سنة 1980 ؟؟.لانه وحسب النقل اعلاه فهو يقول ان محاولة اغتيال "وليم جودلي",ولم اعثر على أي معلومات بخصوص هذه العملية,اما محاولة اغتال "دين" فقصة تلك المحاولة معروفة وقد اتهم "دين" اسرائيل بتدبير اغتياله والقصة منشورة على هذا الرابط :

http://israel-inside.blogspot.com/2009/04/1980.html


رغم اننا نسال:

هل كانت اسرائيل عاجزة عن الطلب من الادارة الامريكية باقالة او تغيير ذلك السفير بدلا من ان تجازف كل هذه المجازفة الخطيرة فتدبر عملية اغتيال السفير الامريكي بما يجره ذلك من ويلات على اسرائيل وعلى علاقتها وشعبيتها في امريكا؟؟.الم يكن من الايسر على اسرائيل ان تطلب من الادارة الامريكية تغيير ذلك السفير بدلا من ان تحاول اغتياله؟؟.

*هذا رابط لحلقة " بلا حدود" التي استضيف فيها انيس النقاش:

http://www.aljazeera.net/channel/archive/archive?ArchiveId=116318


رابط الجزء الاول من هذا المقال المعنون" ما هو دور أنيس النقاش في عملية إغتيال رفيق الحريري؟؟ الجزء الأول:"

http://www.iwffo.org/index.php?option=com_content&view=article&id=21303:2010-08
-25-01-20-36&catid=4:2009-05-11-20-54-04&Itemid=5


الكاتب: ابومحمد العراقي
التاريخ: 27/08/2010