لماذا يكرهون الإسلام بقلم المهندس سعد الحسيني .. |
|
في باكورة كتاب المقالات بنافذة مصر ... وعلى الرغم من مشاغله ... تم الاتفاق مع المهندس الشاب / سعد الحسيني نائب الإخوان بالمحلة الكبرى ونائب المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين على أن يكتب للنافذة مقالاً دورياً ..
وموعدنا اليوم مع أول مقالاته بعنوان " لماذا يكرهون الإسلام ؟ " فإلى المقال :
"يا حسرتا … ومن يحلب لنا منائحنا ؟ !!!
كلمات انطلقت من أفواه بنات الحي الذي يسكن فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه في أعالي المدينة إبان علمهن باختيار أبى بكر خليفة للمسلمين …
كلمات انطلقت بعفوية شديدة وحملتها لنا كتب التاريخ لنقف على عظمة هذا الرجل الإنسان الذي وقف نفسه لخدمة دينه وأهله وأمته .
أبو بكر الصديق يحلب لنساء الحي إبلهن ، ويخشين أن تشغله الخلافة عن ذلك فيأتي حديث الطمأنينة من الصديق إليهن بأنه سيظل في خدمتهن …
- ولنا أن نتساءل .. أي عظمة تلك ؟! إنها عظمة وجلال وبهاء المنهج الذي آمن به أبو بكر ، إنها عظمة الإسلام ، عظمة القرآن ، عظمة التربية الصادقة على منهج قويم مستقيم ، يستشعر فيه الحاكم دوره ووظفته
" أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم " . " لست بخيركم .. إن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني ، الضعيف فيكم قوى عندي حتى آخذ له الحق ، والقوى ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه " …
كما أنها عظمة المربى – رسول الله صلى الله عليه وسلم – والذي قال فيه الله تعالى : " هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " .
نذكر هذه المفاخر في هذه الأيام التي تحمل أحداثاً جسام ، أخطر ما فيها تلك الهجمة الشرسة على منهج الإسلام ونظامه ، على دين الله الخالد الذي ارتضاه الله لهذه الأمة وشرفها به .
" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " .
نقول ذلك وقد وضعت الانتخابات أوزارها ، وبدأ يعود للناس بعض صوابهم ، ووقفت حملات التشهير والتجريح التي قصدت رجال الإسلام والدعاة إليه ، في محاولة مرزولة للحيلولة دون وصول من يحمل الفكرة الإسلامية إلى البرلمان والمنتديات الرسمية ، ملصقة كل نقيصة بدعاة الإسلام.
والأشد والأنكى أن يتطاول المتطاولون على الإسلام وقواعده وثوابته وقيمه ، وأن يصدر هذا التطاول ممن ينتسبون لهذا الدين من أمثال : عبد الله وأحمد ومكرم ….. فهو الأنكى والأشد .
ونتساءل : لماذا يخاف هؤلاء من الإسلام ؟ !!
أم لماذا يجهلون الإسلام مع أنهم من المنتسبين إليه ؟ !!
بل يمكن القول : لماذا يكرهون الإسلام ؟ !!!
والرد على هؤلاء وأمثالهم سهل ميسور وله دوره في مقالات قادمة إن شاء الله .
ولكننا سنقف اليوم لنوضح كيف أثمرت الحركة الغربية ثمارها الخبيثة في بلادنا .. وكيف تمكن الغزو الاستعماري من زرع الشوك في بلادنا .. وكيف انحاز إليه أناس من جلدتنا أصبحوا آلة مطيعة في يد الأعداء حرباً على دينهم وأمتهم وتاريخهم وأصبحوا طابوراً خامساً يحقق أهداف الغرب وأذنابه في بلادنا .
لقد تمكن الغرب المجرم من تفكيك مكونات المركب الحضاري الإسلامي والتي تتمثل في :
1. الأصول الحضارية : " العقيدة – التشريع – الأخلاق " .
2. الأركان الحضارية : " اللغة العربية – العلماء – الوحدة – الشورى – التاريخ – العدل – التراث – التجديد – الأستاذية – الحرية – العادات – التقاليد – الأعراف " .
3. المرتكزات الحضارية : " الموقع الجغرافي الجيو- سياسى ، المرتكز الاقتصادي ، المرتكز الإنساني " .
ولم يقم الغزو الغربي بذلك مرة واحدة بل اتبع المرحلية والتدرج فهو لم يواجه الأصول والأركان في البداية ولم يتعامل بطريقة مباشرة ، بل اهتم أولاً بالمرتكزات التي تقوم عليها حضارتنا على اعتبار أنها القاعدة التي تقوم عليها الحضارة كلها .
فاهتم الأعداء – بداية – بالوضع الجغرافي حيث المساحة والثروة والمنافذ المفتوحة والبشر ، وعمدوا إلى إيقاف معطيات القوة الاستراتيجية لهذا المرتكز الجغرافي حيث تم تقسيم الوطن الإسلامي إلى دويلات وحدود ونزاعات وزعامات ، وتم تطويق كل قطر وعزله عن الباقين .
ومنه بدأت مرحلة ضرب الأركان الحضارية والطعن في قيم الدين وإنشاء طابور خامس يمهد لهم ويدعو إليهم ، مما سهل الاحتلال المباشر .
وبدأت مرحلة التغيير النكد ووضع الآليات لتفكيك أصول وأركان الحضارة الإسلامية بالضرب المباشر في الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً ، وكذلك أصول حضارتنا من حيث : " اللغة والحرية والعادات والأعراف " في ظل غفلة سادت أبناء أمتنا ، واقتتال بين النخب ، وسعى العلماء لامتلاك دنيا زائلة وإطاعة هوى متبع .
وظهر في أمتنا جيل يعمل للغرب تحت شعار : " الحداثة " التي تمثل فكرة مذهبية تعنى الرفض للماضي بكل مضامينه الفكرية والثقافية والنبوية لتكون ردة حضارية واندماج مع الآخر الوافد المستغل لبلادنا.
هذا فصل من قصة أليمة .. قصة فصل الإسلام عن حياة المسلمين حتى أصبحوا فى ذيل الأمم … لتصبح الأمة تائهة عاجزة ، والإسلام حائر بين جهل أبنائه وعجز علمائه .
وهكذا زاحمت الحلول الغربية الحل الإسلامي .
ولكن هل سيظل الأمر كذلك ؟ !