عبدالله السنوسى صاغرا ذليلا

 

في اقتياد عبد الله السنوسي صاغرا ذليلا، مكبلا في الأغلال إلى زنزانته في صلاح الدين عِبرة لمن يعتبر، اقتِيد مكبَّلا مغلولا، مَنْ كانت يده طليقة بلا حد، وأمواله طائلة بلا عد، وأمره فيما هو من شأن البشر نافذ لا يُرد، كل شيء في البلد له مستباح، لم ينفعه مال ولا ولد، ولا جاه ولا سلطان، بل في آخر المطاف بمطار نواكشوط_، لم ينفعه عويل ولا صراخ، كانت يده طليقة داخل ليبيا وخارجها، في أموالها وممتلكاتها، في قراراتها وموَاقِفِها، في رجالها ونسائها وأطفالها وعلمائها وعامَّتها، الكل عبيد في مملكة السنوسي، مسخرون لراحته؛ لأن راحته من راحة السيد، وراحة السيد لا تقطع دونها الأرزاق، بل تقطع دونها الأعناق.

كان السنوسي نسخة مكررة من سيده، طاغية عصره القذافي، كان يدَه الباطشة، ووجهه الكالح، ولسانه الكاذب، وأنيابه الكاسرة، وأظافره المتوحشة، مال ليبيا ماله، ورعاياها عبيده، ووزراؤها وأمناؤها وممثلوها بالمحافل الدولية والأممية مواليه وخدَّامه، إن كانوا يريدون الرضا والبقاء فليتمسحوا بالأحذية، وليرضَوا بالصغار والمذلة، وليكن التزلف غايتهم، والملق شهوتهم، والنفاق يقظتهم ومضجعهم، وليتفانَوا في تزوير الوثائق وقلب الحقائق.

يريد السيد/ "مثلا" سويسرا_ اليوم دولة صليبية كافرة فاجرة، وغدا صديقة مسلمة محايدة، على المتمرِّسين في تمثيل الأدوار، وتزوير الكلام أن يتولوا المُهمة بأريحية سخية، وبتلوين الكلام وشطارة الشطار تُصبح سويسرا كافرة وتمسي مؤمنة، وتمسي كافرة وتصبح مؤمنة .

من خالف السيد في الرأي جاءه النذير، ومن تصاغر وأشاد بالقائد في التعليم والريادة والتدبير جاءته الكرامة، وسعت إليه الوفادة، وجاءته الخلافة والرئاسة، وُجُددت له بالخارج الإقامة، وتأهَّل لأن يكون من أكابر سراق المال العام، بالملايين إن شاء .

كان عبد الله السنوسي وموسى كوسا ممن يهندسون سياسة الدولة، ومن كانوا وراء كل مكيدة وعظيمة، ورزية ومصيبة، أصابت بشاعتها الليبيين في الداخل وفي الخارج، نهبوا الأموال، وسفكوا الدماء، وانتهكوا الأعراض، ورملوا النساء، ويتموا الأطفال، واغتالوا براءة الصغار في مهلكة جماعية بمستشفى بنغازي فحقنوهم بالوباء القاتل، واغتالوا الكبار في مذبحة جماعية في (أبو سليم).

فجَّروا الطائرات والمنتديات، لاحقوا مُعارضيهم من كل اتجاه وفكر، وأصابهم منهم شديد الضرر لاحقوا الصالحين والعلماء والعامة، سموا معارضيهم كلابا ضالة، ورجعيين وخونة، داسوهم بالأقدام، ونصبوا لهم أعواد المشانق، في الجامعات والميادين والساحات، اغتالوهم بدم بارد في كل عواصم الدنيا، تتبعوهم في بيوتهم ودكاكينهم، وأمام المساجد وفي الطرقات العامة.

لم يكتفوا بنهب المال العام، سلبوا أموال التجار، وسلطوا عليهم الأشرار من اللجان والقوافل الثورية والفجار، فداهمت المحلات، وصادرت الأملاك، وألغت التراخيص، وحرقت المستندات، ثم اعتقلت الملاّك، وسألوهم لماذا ملكتم العقارات؟ وتوسعتم في التجارات ؟! أنتم بهذا ضُبطتم متلبسين، ولكم نية سيئة مبيَّتة من سنين، لتكونوا في مستقبل الأيام (برجوازيين) وبذلك تستحقون الموت!!.

تقلب السنوسي في سلطانه وأمواله كما يريد، ولكن مشيئة الله في الظالمين لم تستثنه، فجاءه كما سيجيء غيره من المفسدين ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون.

أُذَكِّر بهذا من يتنافسون اليوم على الكراسي ويتخاصمون على السلطان في مؤسسات الدولة القائمة ومراكزها الأمنية والإدارية، ومن سيتولى في الحكومة القادمة.

أمَّا أعضاء المؤتمر الوطني العام، فمسؤوليتهم جسيمه، والتبعات على أعناقهم كبيرة، هم الذين سيختارون الحكومة، والنَّاس قد ائتمنوهم على ذلك، وسلموا أنفسهم إليهم، فيا أعضاء المؤتمر الوطني، الله الله في الأمانة، احذروا أن تأخذكم في الحق لومة لائم، أو تستهويكم وعود ومناصب، ويا من تريدون الترشيح للرئاسة، إنها أمانة، وستكون خزيا وندامة، إلا لمن أدَّاها بحقها، وليس الخبر كالعيان، فعبد الله السنوسي عبره ومثال .


الصادق بن عبدالرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا


الكاتب: ابوطلال من ليبيا
التاريخ: 15/09/2012