طراطير العراق (الحرّ الجديد)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

طراطير العراق (الحرّ الجديد)

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

يقبعون في ثنايا جهلهم وكهوفهم على مشارف المحيط الأطلسيّ الذي يفصل أميركة عن بريطانية.. سفّاحون مجرمون بربطات عنقٍ وساعاتٍ ذهبية.. يجلسون في حضنٍ أميركيٍ دافئ، ويجلس الحضن بمن فيه خلف جهاز (كومبيوتر) عصريٍ حديث.. يفتخرون بـ (العراق الجديد) الذي صنعه لهم رعاة البقر، وطوّروه هم بحقدهم ونذالتهم وسفاهتهم، فالعراق الجديد الذي صنعوه وطوّروه، هو خلطة إجرامية خيانية، مركَّبة من: قتل مئات الآلاف من أبنائه، وتدمير الحجر والشجر، وإهلاك الحرث والنسل، وإبادة الزّرع والضّرع، وذبح إنسانية الإنسان، وسحق النساء والأطفال والعجائز والرضّع، ونثر جثث الأبرياء على قارعة كل طريق، واغتيال الأحرار، والعجز عن تأمين ماءٍ صالحٍ للشرب من نَهرَيْن عظيمَيْن يعبران بلاد الرافدين، والفشل في تأمين الكهرباء والوقود ومشتقات النفط في بلدٍ يملك ثاني احتياطيٍ نفطيٍ في العالَم، وفقدان الدواء والغذاء، وتخلّف التعليم، وتحويل العراق العظيم إلى (حظيرةٍ) خلفيةٍ للتسلّط وفقدان الأمن ومافيات الحسينيات الإجرامية وأوكار الزنا المقَنَّن باسم (نكاح المتعة) الفرديّ والجماعيّ.. العراق الجديد هو عراق (صولاغ) و(شهبور) و(طبطبائي) وأشباههم من أشباه الرجال، الذي جرّدوه من الكرامة والأخلاق والدّين والقِيَم، ونشروا فيه المخدّرات والحشيش والرذيلة والفاحشة والقتل على الهوية والاعتداء على الأعراض، ومَجّدوا فيه اللصوصية والنهب والسرقة، وأجهزوا على كل مظاهر الحياة وثمراتها، وعلى كل معالم الدولة العراقية التي تعيش في القرن الحادي والعشرين!..
أولئك الأراذل الذين يعتبرون الخيانةَ بكل أنواعها شرفاً لهم، والتآمرَ على الوطن والشعب والأمة وساماً من الدرجة الرفيعة، والولاءَ لأبي لؤلؤة المجوسيّ مصدرَ فخرٍ واعتزاز، والعبوديةَ للمحتل المجرم وللصهيونيّ العدوّ دليلَ قوّةٍ ونصر.. هؤلاء الذين يَحلّ العار أينما حَلّوا، وينتشر الخزي أينما انتشروا، الذين تتهاوى بهم القِيَم الإنسانية والأخلاقية في كل مكانٍ يوجَدون فيه، ويترسّخ بهم الفساد شكلاً ومضموناً.. هؤلاء الذين تترفّع كل مخلوقات الله عز وجل عن الهبوط إلى مستواهم (الراقي)، والذين زعموا بأنّ العراق أصبح بهم عراقاً حراً جديداً.. هؤلاء.. أولئك.. يحاضرون عن الطهارة في هذا الزمن الصهيونيّ الأميركيّ الجديد!..
(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون:4).
أولئك المرضى الذين اقترفوا كل الموبقات والمنكرات والذنوب والجرائم والآثام، الذين كفّروا أشرف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرّفوا القرآن الكريم، وقذفوا أمهات المؤمنين، ولعنوا كلَ مَن لم يقف معهم عند سرداب (مَهديّهم الخرافيّ المنتظَر)، وأخرجوا من الإسلام كلَ مَن لم يعبد دجّاليهم من مراجع الشعوذة والطغيان، وكلَ مَن لم يعترف لهم بسرقة الخُمس، وكلَ مَن لم يوافق على مزاعمهم الكفرية بعصمة البشر.. أولئك الذين يقتلون عمراً لأن اسمه عمر، ويذبحون عائشة لأنّ اسمها عائشة، ويستبيحون الناس ودماءهم وأعراضهم وأموالهم لأنهم لا يُقِرّون لهم بخرافاتهم وخزعبلاتهم وتخلّفهم ونذالاتهم.. أولئك المجرمون المنحرفون المحترفون.. يصفوننا بأننا تكفيريّون وإرهابيّون، لمجرّد أننا –بالكلمة- نفضحهم ونفضح سادتهم ومخططاتهم وعمالتهم وجرائمهم وساديّتهم وأحقادهم وأمراضهم المتعدّدة ولصوصيّتهم وخياناتهم ونهجهم التكفيريّ الإرهابيّ!..
خسئتم أيها الأنذال.. يا أبناء الخِسَّة والمتعة.. أقزام أنتم، وأقزاماً ستبقون.. وَضِيعون أنتم، ووَضِيعين ستبقون.. مجرمون إرهابيون أنتم، ومجرمين إرهابيين ستبقون.. طائفيين كنتم، وما تزالون، وستبقون.. فنحن لا نتدخّل بشؤون العراق، نحن أهله وذووه وأبناؤه، والعراق دمنا وروحنا ونبْض حياتنا، بينما أنتم الأغراب الأعداء الجواسيس الخونة العبيد المركوبون الخاسئون، الذين ستفرّون قريباً من عراقنا ونعالُ شعبنا العراقيّ فوق أعناقكم!..
خسئتم وخبتم أيها الجبناء، ومهما جمعتم حولكم من حلفاء وحثالاتٍ طائفيةٍ أسديةٍ مريضة، فلن تستطيعوا أن (تُغَبِّروا) على نعالنا.. وستبقى أقلامنا أمضى من صواريخ غدركم، وسيبقى مِدادنا يتدفّق حياةً وإباءً وشموخاً، وستبقى كلماتنا تتفجّر لعناتٍ في وجوهكم المجلَّلَة بالعار والسواد والشنار، وسنبقى لكم بالمرصاد في كل مناسبةٍ ومحفلٍ وموقعٍ ومكان، وسنبقى نجاهدكم في سبيل الله وحده، حتى نكونَ أول مَن يزفّ البشرى للعرب والمسلمين وأهل الأرض جميعاً.. بنهايتكم القريبة، ونهاية باطلكم وفسادكم!..
نشعر بالعزة عندما تتألّمون غيظاً من شموخنا، فنسمع فحيح صراخكم في مواقع الخزي والعار التي تديرونها باسم (العراق الحر الجديد).. ونُحسّ بالفخر والنصر المبين، عندما نتأكّد –يقيناً- أننا أوجعناكم وما نملك إلا القلمَ الشريفَ والكلمةَ الحرّةَ التي تفضحكم، فموتوا بغيظكم، وموتوا بحقدكم.. موتوا على ما مات عليه أبو جهلٍ وأبو رغالٍ وابن العلقميّ، وعلى ما سيموت عليه كل خائنٍ غادرٍ خسيسٍ منكم ومن أنسالكم!..
أيها الموتورون: لو أنّ العراق قد أصبح حراً جديداً كما تزعمون، فلماذا ما تزالون تقبعون في كهوفكم، ومواخيركم؟!.. لماذا لا تعودون –أيها الكذّابون المنافقون- إلى عراقكم الحر الجديد، لتنعموا بحريته المزعومة وديمقراطيته الكاذبة وتَقَدّمه الموهوم وعمرانه الخرافيّ.. ونظام حكمه الدخيل الخائن العميل؟!.. لماذا لا تعودون إلى عراقكم الحر الجديد؟!..
أيها الطائفيون : الحق لا يضيع بافتراءاتكم المخزية، أو باتهام الشرفاء بما أنتم فيه وعليه من الخزي والعار.. فشعبنا العراقيّ الشامخ المجاهد البطل، سيعرف كيف تُطَهَّر أرض الرافدين وكل أرضٍ تنوء بكم وبأشباهكم.. من أدرانها، فانتظروا إنا معكم منتظرون.. وتربّصوا، فالفئران لا مجد لها ولا تاريخ ولا قيمة ولا شرف!..
(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (البقرة:171)
9 من نيسان 2007م
* * *


الكاتب: أختارها أحد الزوار ..للدكتور محمد بسام يوسف
التاريخ: 09/04/2007