مستقبل الثورة في سورية، من الذي سيرسمه؟!

 

نحن هنا لكي لا يتبرع أصحاب الحق بحقهم ولكي لا تسرق الثورة لا من المتخاذلين "السوريين" ولا من الإخوان المسلمين ولا من اللعابين العلمانيين، نحن لهم بالمرصاد،

ونقسم بالله لن ندع الثورة تنام إن وصل نذل حقير بلباس "وطني للعظم" إلى الحكم؛

بيع الوطنيات مضى وفات!

ولن نسمح لمخادع باعتلاء منبر!
ولن نسمح لدعي أو منافق أو كذاب أن يفيق وينام بهناء!
نطهر البلاد وننقي العباد من الحثالات؛
أبعد حافظ وبشار النذلين وبعد حزبهم وطائفتهم الحقيرين وبعد خمسة عقود من الذل والهوان ومن استشهد ومن أصيب ومن فقد بيته وماله ومن فقد أهله وولده وزوجه يأتي أفاك مأفون ليصف خطابا مملوءا بالدجل المعسول! والوطنية المبطنة بالخيانة! والحماقة المموهة بالشهادات والقلب الكبير الذي يتسع لكل شياطين الأرض ولا يتسع لمسجد ومصل وتشريع إسلامي! فيبيعنا ويشتري فينا؛

لا والله لا والله لا والله

فقدنا الغالي والرخيص وهانت علينا أنفسنا وهانت علينا دماؤنا فليس لدينا شيئا نخسره، بل نحن الأقوى؛ كتائب جيشنا الحر غيرت الباطل بأيديها وقصمت ظهور الأنذال في الداخل والخارج بوعيها وحربها وصبرها؛

هل هم مغفلون ليقدموا مفتاح دمشق لعدو لديننا غليوني أو لصهيوني قضماني أو لعاهر قسيسي أو لأحمق وفاشل -في السياسة- شقفي أو بيانوني أو سالمي أو لابن طائفة ستقف مع الأقوى صبراوي أو فليحاني أو لحمار روسي مناعي أو عيطوي أو كيلوي أم لصفوي منافق رمضاني أم لسكير طلاسي، لا؛

بل سيكون في الصدارة من دافع عن الشعب، وعمل للشعب ودينه وكرامته وحريته وتناغم مع مبادئه وثقافته، وهو طرف معروف؛

إنه الجيش السوري الحر ليس الذي في تركيا، بل الذي هو داخل سورية!

وليس لقائل أن يقول: لا نريد حاكما عسكريا -إذ أردنا أن يكون من الجيش الحر- فليس هذا سر لنخفيه؛ إن القوة الضاربة والمتعاظمة للثورة والثوار والمشكّلة لأكثر من في الجيش الحر -والمعني كتائبه- هم مدنيون سوريون شرفاء دخلوا المعركة كمقاتلين -وهم في القانون: قوات احتياط- يوم تقاعس الجيش وخان! وهم الذين سيقودون العمل السياسي ولا يدعون الأغوال والعقارب والثعابين يركبون ثورتنا ويعبثون بمصيرنا،

وإن حصل ودعم أعداؤنا في الخارج هؤلاء الوحوش، فأسلحة الثوار ستبقى في أيديهم؛ غضة طرية جاهزة لتلبية النداء، ليست ببعيدة عن أياديهم، بل ستكون تحت المخدات، وفي مستودعات البيوت، وستبقى كذلك معهم -وبقانون نشرعه- ليبقوا حراسا على ثورتهم، وأوفياء لشهداءهم ومصابيهم، وليؤدبوا كل عتل جواظ مستكبر، يريد أن يجعل سوريتنا مزرعة له ولولده ولحثالة يأتي بها من حوله!

هذا مستقبلنا سنصنعه -بإذن الله بأيدينا- وسنحرسه فلا تتشاءم أيها السوري، بل أبشر بما يسرك ويرضيك، ولا تكل، ولا تمل، ولا تركن إلا الدعة والراحة؛ ففي العمل السرور والراحة والكرامة معا!

لن يحفظ لك مكتسبات ثورتك إلاك! وكما قلعت شوكك بيدك الطاهرة فاحفظها من السراق بها،
اعتبر نفسك على ثغر وحاملا للمسؤولية على الدوام؛
لا تقل فلان أو فلان يعمل، بل اعمل بنفسك، وضم عملك إلى عمله، وعلم ولدك ومن حولك ذلك، ولتكن ثقافة تورثها ولدك قبل أن تورثه مالك وعقارك! لأنك إن ضيعتها ضيعت كرامته وحريته؛ فانتزعوا منه دينه وشرفه ونهبوا منه ما ورثته إياه!

بدل أن تتشاءم وتقعد وتندب حظك! تفاءل وقم واعمل وأبشر -بعد التوكل على الله- بنصر تكون مسؤولا أمام الله على حفظه ورعايته أن يذهب أو يضيع.


الكاتب: منذر السيد محمود
التاريخ: 08/08/2012