وقفات من أجل سورية (13)

 

119- لن نحاكمك يا بشار!!!
كنا نعدك بمحاكمة علنية ونضمن لك فيها حقك في الدفاع عن نفسك ولكن لن تحلم بها بعد اليوم؛ فلقد أجرمت وأسرفت في القتل حتى أصدرت محكمة الشعب حكمها في حقك وصدّقت مئات المظاهرات بملايين ثوارها الحكم!
ولن تُحرم العدل؛ سنطبقه عليك في معاقبتك ومعاملتك بالمثل؛ سنفعل بك وبمن معك ما فعلته بمعتقلينا وأسرانا! لسنا في عجلة لفصد دمك الأزرق (كما يخيل إليك)! ولسنا في عجلة لسحب روحك الخبيثة من بدنك النجس! سنمر بك على مدننا الثائرة وبلداتنا وقرانا المنتفضة ليقتصوا منك! ولا ندري لمن ستكون القرعة في تخليصك من بقيتك؛ درعا أم حمص أم حماة أم إدلب؟!

120- ثوار حضاريون يرفعون الرأس عاليا؛ لا يركعون إلا لله، لا يتنافسون إلا في التضحية، لا يهابون الموت، لا يأبهون بالجوع والبرد، لا يريدون إلا وجه الله في نصرة حرائرهم وأطفالهم وأهليهم ووطنهم العزيز، يدوسون الفتنة بأقدامهم، يحملون راية الحق بأكفهم، لم يحطموا زجاجا، لم يكسروا بابا، لم ترى منهم إلا ما يسر الصديق ويغيظ العدو؛ رجال ومعهم أخوات رجال بيض الله وجوهكم يا ثوار سورية الشرفاء.

121- قد كتب الله عليكم يا أهل الشام أن تكون بلادكم بلاد الملاحم وأن تكون رجالكم رجال المواقف!
كتب عليكم ثورة لم تصنعوها بأيديكم بل حملكم عليها بتدبير من عنده فأروه منكم تضحية وفداء وإخلاصا وقوة وأمانة!
من بلادكم خرجت جيوش الفاتحين فوصلت إلى مشارف الصين ووسط أوربا حتى غدت دمشق عاصمة أكبر دولة قامت في التاريخ!
في بلادكم انكسرت جيوش المغول والتتار وتحطمت أحلام الصليبيين!
وفي بلادكم ستكون الملحمة الكبرى في غوطتكم وفسطاسها دمشق وسيقتل الدجال في بلادكم بباب لد من أكناف بيت المقدس!
فكونوا على قدر هذه المهمة التي اختصكم الله وبلادكم بحملها من دون الشعوب؛ أروا الله منكم ما يحب؛ ليريكم ما تحبون، ويكون معكم ناصرا ومعينا!

122- يحذرونا من النموذج الليبي! ويعدونا بالنموذج اليمني!! فما هما؟!
في الليبي وبعد تضحيات قدمنا مثلها: نال الطاغية بعض ما يستحق، ومحيت خزعبلات فكره وترهات عقله، واستحق كل مجرم اختار العمل تحت لواءه ما يستحقه من الإهانة والتبكيت وهاهي المحاكم في انتظاره، والجميع بانتظار خطوات تلي تنفس الصعداء ليبني الليبيون بلادهم من الصفر بعد أن جعلها "زعيمهم الفلتة" في الحضيض بل دونه!
وفي اليمني وبعد جهد جاهد وتعب ونصب: خرج كبير المجرمين ليعيش في كنف من ذبح اليمن وأهل اليمن لأجله، وبدلا من العقاب له ولمن حوله من الأعوان السفلة خرج "رافعا رأسه"! واعدا بعود حميد لقيادة بلاده من جديد! وأما بقية عصابته فبقيت على مكتسباتها ومكانتها. وأتى الانتهازيون راكبو ظهور الناس ليجلسوا مكان الفاسد فيكملوا -وهذا شرط الوصول- ما فات سابقهم من الهدم وتحطيم البناء. وبقي أهل الشوارع والساحات فيها ينظر بعضهم إلى بعض؛ هل ثرتم وقمتم ليأتي لص جديد وعصابة جديدة خالية الوفاض لتضحك عليكم وتعبث بمستقبلكم لعقود أخرى؟!

123- ينشر الغرب يوما بعد يوم عقوبات على شخصيات يختارها وينتقيها بعناية لأفراد يعتبر أنهم مجرمو العصابة في سورية ولا يصل عديدهم إلى المئة! لماذا؟
لأنه يريد أن يبقي النظام القمعي كما هو وإنما يخدعنا بتغيير بعض القيادات الظاهرة والمشهورة منها ويبقي القيادات الصغيرة والأفراد -وهم موالون له وعاملين بأمره يبقيهم كما فعل في مصر وتونس- لمستقبلنا لنكون كما قيل: "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت" ولتكون الطغمة جاهزة حتى إذا أوصل إلى الحكم بعض عوانيته الخونة الذين يحاولون الاندساس -سياسيا- في الثورة كان الطاقم موجودا وجاهزا لخدمة الديكتاتور الجديد الذي سيوصله عبر بعض ألاعيب ديمقراطية سيحاول اللعب عبرها علينا!!!
ونقول: سنزيل النظام القمعي بكامل أفراده من حراس الأبواب تحت الحر والقر إلى المساعدين ذوي الكروش الدائرية إلى من يضربون المعتقلين إلى من يصدرون الأوامر إلى كل من أجرم بانتسابه إلى هذا الجهاز القمعي السيء، ولن نستثني منهم أحدا!!

124- الزعامات الكردية!!!
بدل وقوفها مع الشعب السوري في ثورته، في محنته، في تضحياته؛ تصطاد في الماء العكر بل النتن؛ تسعى لتحقيق أهدافها بل أهواءها التي ما أنزل الله بها من سلطان!

125- يا حمقى السياسة المتاجرين بدمائنا المتذاكين علينا بمعسول الكلمات وبقوي الخطابات وبمصنوع الانفعالات! أولا تعلمون أن أغبى الأغبياء من ظن نفسه ذكيا والناس دونه؟! لم يقدم الشعب التضحيات لتجلسوا على مقاعد يطهرها من رجس القرود لتكون لكم مكاسب مأمولة ومغانم موعودة؛ السياسي عندنا خادم للشعب لا متسلط على رقابهم!!!

126- لو أن أحد المتصدرين للمشهد السياسي للثورة -من المتاجرين بها- تزحلق وخدش وجهه واحتاج لخياطة ظاهرة! ولم يمكن أن يغيّب أثر الجرح "المعيب" إلا بعد أسابيع لغاب هذه الأسابيع؛ لأنه سيستحيي وترتفع حرارة حرجه أن يقابل العالم بوجه مجروح! ولو أن ولدا من ولده التهبت حنجرته وارتفعت حرارته لعطل العمل السياسي لذلك ولا يبالي!
ولكن ببرودة أعصاب وبهدوء مريب يدعو إلى "الحل السلمي" فلا حرج عنده أن يعدّ الجرحى والأسرى كل يوم! وكم منهم من شاب اخترق الرصاص جسده أو متظاهر شج وجهه أو ثائر فقد شيئا من أعضاءه، وكم من طفل لم ترتفع حرارته بل ارتقت روحه؛ تبا لهكذا سياسي؛ لهذا ألعن من بشار يفرّط بنا لا بنفسه على أمل وأمنية بكرسي يحلم به! وذاك القرد يقاتل عن كرسي يجلس عليه بالفعل لا بالحلم!


الكاتب: منذر السيد
التاريخ: 23/02/2012