اختراق الامن اليمني من قبل المخابرات المصرية وتسليم مطلوبين للأمريكان

 

اختراق الامن اليمني والحصول على اثمن المعلومات عن نظام صالح
المخابرت المصرية توظف شركة مقاولات لإغراء الضابط المسئول عن إعداد المجاهدين بأعمال تجارية

--------

كشفت وثائق استخباراتية أميركية عن اختراق المخابرات المصرية لجهاز الأمن السياسي اليمني، متحدثة عن تفاصيل استدراج عبد السلام الحيلة وتسليمه للاستخبارات الأمريكية.

وقالت وثائق كشف عنها مؤخراً، وصنفتها وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون بـ"غير سرية" وحصل عليها الصحفيان الأميركيان توماس جوسلين، وستيفن إف هايز، أن جهاز المخابرات المصري كان ولا يزال له نشاط رئيسي – غير مباشر - في معظم أهم عمليات الاعتقال والمعلومات ضد مواطنين يمنيين يصنفهم الأمن القومي الأميركي داعمين لوجستيين للإرهاب على المستوى الدولي أو متعاطفين مشتبه بانتمائهم لشبكة أسامة بن لادن داخل اليمن.

وكما جاء في تقرير صحفي نشر بقلم محمد العزكي في صحيفة المصدر الأهلية بعددها الصادر في الأسبوع الماضي فقد تحدثت وثائق البنتاجون لأول مرة عن تعاون الاستخبارات المصرية في اعتقال ضابط المخابرات اليمني عبد السلام الحيلة،

وقالت الوثائق الامريكية إن جهاز المخابرات المصري أغوى "الحيلة" للسفر إلى مصر عام 2002 بذريعة عرض أعمال تجارية (ومقاولات مرتبطة بالاتحاد العالمي للمقاولات ومقره مصر) على السيد الحيلة، وفور وصوله مصر ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض عليه ثم قامت بإرساله عبر إحدى الطائرات التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA إلى معتقل جوانتانامو.

ونقلت الوثائق التي تناولها الصحفيان الأميركيان في ثمان صفحات في إطار تقرير مطول لهما نشرته الأسبوع الماضي "ويكلي ستاندارد" وهي من أهم المجلات الأسبوعية الأميركية المقربة من تيار المحافظين الجدد، نقلت عن مسؤولين مصريين قولهم إنه بناءً على المعلومات الاستخبارية لأحد أذرع جهاز المخابرات المصري في العاصمة اليمنية صنعاء، فإن ضابط المخابرات اليمني عبد السلام الحيلة يعد اليد التنفيذية التي لعبت من داخل جهاز الأمن السياسي اليمني - بأوامر من جهات عليا في نظام الرئيس صالح - في تصدير الإرهاب والمجاهدين دولياً، خاصة أثناء وبعد حرب السوفييت ضد أفغانستان.

ووفقاً لأقوال جهاز المخابرات المصري فإن عبد السلام الحيلة كان يعلم مسبقا بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن.

وتقول المخابرات المصرية إنها استطاعت تسجيل محادثة بين الحيلة وأحد قيادات تنظيم القاعدة في مصر قبل هجمات سبتمبر يتحدثان فيها عن التدريب على الطيران، ويقول فيها أحدهم: "أتمنى أن أحضر لك شبّاكا أو قطعة من طائرة في المرة القادمة التي أراك فيها".

وأشارت الوثائق إلى أن الفضل الرئيسي في تتبع العمليات السرية التي تخص ملف الإرهاب في اليمن يرجع إلى جهاز المخابرات المصرية الذي كان له الدور الكبير في تزويد مسؤولي أجهزة الاستخبارات الأميركية بالمعلومات الميدانية في اليمن نظراً لقدرته على الوصول إلى معلومات سرية من داخل أروقة جهاز الأمن السياسي اليمني عبر قنوات سرية ووسائل تجسسية لم تحددها الوثائق.

وفيما لم تشر الوثائق ما اذا كان جهاز الامن اليمني على صلة باخطاف الحيلة من القاهرة وتسليمه الى امريكا قال الصحفيان في تقريرهما إن جزءاً من وثائق البنتاجون فيما يخص الجانب الأمني اليمني والمصري قد تم الحصول عليه مباشرة من التحقيقات المستمرة التي أخذت من معتقلين يمنيين بسجن جوانتانامو وكان لهم ارتباط مباشر بجهاز الأمن السياسي اليمني، فيما تم الحصول على بقية المعلومات عبر التعاون الأمني الاستخباراتي مع جهاز المخابرات المصري.

وفي حين اتهم التقرير نظام الرئيس صالح بأنه ليس حليفاً صادقا في حرب الإرهاب، نسب لإحدى هذه الوثائق القول إن "اليمن ليست الدولة التي تدعم الحرب العالمية على الإرهاب". فيما تقول وثيقة أخرى إن سياسة صالح غير المعلنة تجاه الإسلاميين ترتكز على: (جاهدوا لكن ليس ضد حكومتي). وتحقيقا لهذه الغاية، فإن الحكومة اليمنية سهلت ضمنيا حركة الجهاديين إلى جميع أنحاء العالم، بحسب تقرير المجلة.

ونقلت "ويكلي ستاندارد" في سياق تقريرها تصريحاً على لسان شخص وصفته بمسئول أميركي كبير قوله "إطلاق سراح الإرهابيين المتشددين وإرجاعهم إلى اليمن -من شبه المؤكد- سيجعلنا إما نقتلهم أو نقبض عليهم جميعا من جديد"، وذلك بسبب وجود مشكلتين واضحتين تتعلقان بالإفراج عن المعتقلين اليمنيين من جوانتنامو"المعتقلون أنفسهم واليمن"، حيث اعتبرت المجلة أن اليمن يعد معقلاً للتطرف الإسلامي ويحتضن شبكة إرهابية راسخة- حسب زعمها.

لكن المجلة نقلت عن أحد المتحدثين باسم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قوله إن مراجعة إدارة أوباما لملفات معتقلي جوانتانامو جارية، ومن السابق لأوانه معرفة الخطوات العملية التي سيوصي بها.


المصدر
المصدر صحيفة المصدر الاهلية العدد 61 الثلاثاء 10/2/2009
http://www.aleshteraki.net/news_details.php?lng=arabic&sid=5385


الكاتب: راشد الراشد
التاريخ: 22/03/2009