وقفات من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم

 


*لا تكفيه وقفاتي، وتقصر عن حقه كلماتي، ولكني أردت أن أقول: إن الكلام عنه صلى الله عليه وسلم هو: صلب ثورتنا، ومدار نهضتنا؛ فبمنار دعوته اهتدينا، وللدفاع عن دينه قمنا، ولاقتفاء أثره ثرنا، وللذب عنه نقدم أرواحنا وأنفسنا وكل ما نملك.

*ما ألأم بعض المعاصرين الذين غرهم نابليون ومن بعده من الفرنجة والإنجليز؛ أوصى صلى الله عليه وسلم بهم خيرا فقال: "إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما"، قال ابن القيم في تحفة المولود: (فإن سريتي الخليلين الكريمين إبراهيم ومحمد صلوات الله عليهما وسلامه كانتا منهم؛ وهما هاجر ومارية، فأما هاجر فهي أم إسماعيل أبي العرب فهذا الرحم، وأما الذمة فما حصل من تسري النبي صلى الله عليه وسلم بمارية وإيلادها إبراهيم وذلك ذمام يجب على المسلمين رعايته ما لم تضيعه القبط والله أعلم). فأوصى بهم خيرا وما كان من سفهائهم إلا أن تعدوا عليه! ووالله لو لم يوصي بأسلافهم خيرا لما بقيت لهم بقية؛ فماذا ينقمون منه؟ وقد كانوا في رعاية المسلمين وأمانهم وفي بؤبؤ عيونهم! حتى جاء الصليبيون الجدد فاجتالوهم واختطفوهم وقد كان عند أجدادهم من الفهم والخيرية ما منعهم من الوقوف إلى جانب الصليبيين السابقين؛ فعجيب هذا الحقد على من أوصى بهم خيرا! وعجيب هذا اللؤم بحق من ذكر رحمهم ومصاهرتهم!

* لماذا كانت الاحتجاجات في دول "الربيع العربي" على أشدها؟! ألأنهم أشد حبا؟! أم لأنهم أشد غيرة؟! لا بل لأنه لم يقف في طريق التعبير عن مشاعرهم ومكنون فطرهم حكام مستبدون؛ فقد ابتلعهم التاريخ وصاروا من أخباره!

*الإعلام يلعب لعبته؛
بالدخان توفي يعض المحتجين، وبالدخان قتل السفير الأمريكي!
الجزيرة: رفع المحتجون أعلاما كتب عليه: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، العربية: المحتجون حملوا علم القاعدة!

*كفى كيلا بمكيالين؛ تحملون المسلمين جميعا مسؤولية ما حصل في مانهاتن يوم 9/11، ولا تحملون الأمريكيين جميعا تطاول فئة منهم على نبينا صلى الله عليه وسلم ودينه وفعلهم هو من مقتضى قوانينكم ومبادئكم بدعوى "حرية التعبير والشتم والإساءة"!!!

*الجبناء؛ فليذكروا الحقائق، وليذكروا ديننا كما هو فليس لدينا شيء نخفيه أو نستحي منه؛ بل عندنا كل ما نفخر به اليوم وغدا كما الأمس. ولو فعلوا لعرف الناس ديننا ودخلوا فيه أفواجا كما سبق في التاريخ! ولأنهم يعلمون ذلك ولحسدهم لم يجدوا إلا الافتراء والكذب كما تعودا أن يقدموا دينهم! ولكن يكذبون على دينهم ليحسنوه وينصعوا صورته، زعموا! ويكذبون على ديننا ليقبحوه ويشوهوا صورته، زعموا وخابوا وخسروا! وكما اعتدنا فسينقلب السحر على الساحر وسيعود الأمر في صالحنا! ولكن ولو كان الأمر في صالحنا فلا نقبل مع ذلك بأن يحاول مس مقام نبينا صلى الله عليه وسلم بحال.

*يتناقضون؛ فطورا يقولون وعملاءهم الخائبون: هذا بتخطيط من بعض الجماعات. وتارة يقولون:لم تدري المخابرات الأمريكية -التي يرونها تعلم الغيب والعلن- عن الهجوم على السفارة قبل وقوعه. بما يعني أنها غضبة شعبية لا مخطط لها فلم تتوقع!

*البعض يتساءل لماذا انتفض الناس اليوم كما لم يحدث من قبل؟! وعندي الجواب: لأنه بلغ السيل الزبى؛ فقد سكت الناس وسكتوا وانتظروا فعلا ممن ظنوا أنه سيفعل شيئا يوما لنبيهم العظيم صلى الله عليه وسلم كما يفعل كل يوم لذاته الحقيرة! ووجدت الشعوب أن الأمر لا ينتهي عند حد؛ فانتفضت.
ووالله وهذا قسم عظيم: لقد قاموا على سمعة الفلم ولو رأوه وما فيه من سفالة وحقارة ودناءة تليق بالغرب الصليبي وثقافته العفنة لكان رد فعلهم شيئا آخر!!!

*لن يشغلنا هم أصغر عن هم أكبر! ولن ينسينا الأكبر الأصغر؛ خرجت جموع الثوار في أنحاء سورية وبيمينها الدفاع عن نبيها وقائدها وفي شمالها الدفاع عن أعراضها وشرفها، وما هذا إلا من ذاك.

*أعداءنا الرافضة الأنجاس أخرجوا العشرات من أجل ذر الرماد في العيون، وليعطوا كل متفيهق مريب طرفا من القول في دفاعهم عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ووالله إن ما في كتبهم الظاهرة -وما خفي أعظم- لهو من مثل ما جاء به الفلم بل هو أخس من التعرض لعرض نبينا صلى الله عليه وسلم لعنهم الله وجعل نهاية دينهم الباطل على يدينا عما قريب بإذن الواحد الأحد.

*يتفلسفون و"يعلكون" وكأن الشعوب عمياء لا تبصر أو مجنونة لا تعقل؛ يسنكرون وبشدة رد الفعل ويرون أنه لا يتناسب مع الحدث بل هو أشد!!! قبحهم الله، أهؤلاء مؤمنون؟! أهؤلاء قد دخل الإيمان قلوبهم وملأت محبة حبيبنا قلوبهم؟! لا والله، كاذبون وإن ادعوا ومنافقون وإن مثلوا!

*ما أردنا أن يموت السفير في هذه الأحداث للأحكام الشرعية المتعلقة بأمثاله، ولكن: هل كان الأمريكان سيتحركون لكف كلابهم، وتعديل قوانينهم لولا ما حصل وما تمنينا أن يحصل؟! لا نظن ذلك أبدا؛ فقد مرت أشياء مشابهة وكانت ردت فعلهم أبرد من ألاسكا! ولكنهم لما علموا أن الشعوب قد شبت عن الطوق وخرجت عن ربقة عبيدها ووكلاءها الحكام الذين نصبتهم عليهم؛ كان ثمة حساب آخر سوى الأول!


الكاتب: منذر السيد محمود
التاريخ: 16/09/2012