ربط المجاهدين بأسماء رب العالمين

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام أشرف خلق الله وآله وصحبه أما بعد... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
 أخي المجاهد ... سأذكر لك اليوم اسم من أسماء الله عجيب في المعنى متفرد به ذو الجلال والاكرام ربنا ألا وهو .... الرب... هو المربي لجميع عباده بالتدبير وأصناف النعم ... وأخص من ذالك تربيته لأوليائه باصلاح قلوبهم وأرواحهم .
 وأصل التربية : هي انشاء الشيء حالا بعد حال إلى حد التمام. فسر أخي المجاهد متعبدا لله بهذا الاسم مستشعرا به وبم يقتضيه,فربك هو الذي يدبر الامور كلها,وهو الذي يعز ويذل ويمنع ويعطي كل يوم هو في شأن , وحده بيده الخير وهو على كل شيء قدير ,كما قال ابن القيم : وربوبيته للعالم تتضمن بصره فيه , وتدبيره له, ونفاذ أمره كل وقت فيه,وكونه معه كل ساعة هو في شأن,يخلق ويرزق,ويميت ويحي,ويخفض ويرفع, ويعطي ويمنع , ويعز ويذل, ويصرف الامور بمشيئته , وإرادته ,وانكار ذلك انكار لربوبيته وأللوهيته وملكه (الصواعق المرسلة4:1223)
ولا تنسى أخي المجاهد أن تتضرع إلى الله بهذا الاسم أن يربي الثلة القليلة المجاهدة الثابتة على أمره وعلى ما كان عليه الصدر الاول من الصحابة وينشأها شيئا فشيئا إلى حد التمام , من طائفة قليلة إلى أن يتمكنوا بإذن الله من انشاء دولة يحتمي بها المسلمون لتنفيذ أمره وإقامة شرعه على أرضه سبحانه ,
وهذا الاسم كثر به دعاء أنبياء الله وأصفيائه ومن هم أعلم الناس بالله ... فقف وتأمل لماذا هذا الاسم أكثر من غيره ...؟
هذا الامام الامة القانتة لله خليل الرحمن الموحد إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان يدعوا الله به وهو يرفع البيت ونبي الامة وخاتم المرسلين دعا به وأيوب وزكريا ونوح وموسى وكل أنبيائه وأصفيائهعليهم الصلاة والسلام ...تعال بنا أخي لنتدبر تلك الدعوات في كتاب رب السموات ربي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين (لأيوب عليه السلام ),ربي لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين , ((لزكريا عليه السلام), ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربي وتقبل دعاء(لإبراهيم عليه السلام), ربي إني مغلوب فانتصر (لنوح عليه السلام ), ربي إني لما أنزلت إلي من خير فقير (لموسى عليه السلام ), ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (لمحمد صلى الله عليه وسلم ) انظر أخي بعد هذه الدعوات كيف جاء التمكين والنصر والتأيد لنوح وكيف جاء الولد الصالح الذي لم يجعل الله له من قبل سميا لزكرياعليه السلام, وكيف فتح الله الرزق الحلال الطيب لموسى عليه السلام وأيده ونصره وأعزه ,وكيف جعل أولاد خليله أنبياء وكان أبو الانبياء بدعوته ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي وتقبل دعاء , وكان خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم دعوة أبينا ابراهيم عليه السلام ,
إذاً أخي المجاهد الكريم لتلبس ثوب الذلة بين يدي الله ولتتوسل إليه بهذا الاسم العظيم بأن يربي نفسك التي بين جنبيك تربية خاصة كما ربى أوليائه وأصفيائه وأنبيائه فتجد نفسك طيبة بفضل الله عليك ثابتة ولو زلت الاقدام من حولها , مقدامه في الحرب ولو ولى أحب الناس إليك في الزحف ,
فهدفك الله وحده لا شريك له ورؤيته ولقائه , فأسأل الله ربنا أن يرفع هذا الدين فوق كل الباطل الموجود على الارض والحمد لله رب العالمين ..والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين

الكاتب: أبو هاجر
التاريخ: 24/12/2010