أنا وإحساس كعب حبيبي

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


بسم الله الرحمن الرحيم :


" لقد تاب الله على النبي و المهاجرين و الأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم * و على الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت و ضاقت عليهم أنفسهم و ظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين *



لو قمتَ يا رضي الله عنك من قبركْ
لقلتَ إني شابهتُ إحساسكْ ...
لو كنت حيا لما غادرت لؤلؤة ً ..
و لكنتَ واسيتني و رحمتني و نصحتني و بكيتَ لي ...
أذنبتُ ذنبا ً فضاقت الدنيا بما رحُـبت ...
و ضاقت النفس و شعرت بشعورك ..
أحسست أن الحزن يقتلني ..و الهمّ يخنقني .. و الغمّ يطعنني..
و هجرتُ بيتي .. و تركت ُ عائلتي ... و خلوتُ في غرفة وحدي و يا أسفي ..
و ظننت أن لا ملجأ ً لأنال مغفرة ً ..إلا الإله ُ و دمعي كيْ يواسيني ..
مرتْ ثلاث ليال ٍ لم أذق طعما للزاد و أضحى الجسم يبكيني ...
و سألت مسألة كتمام مسألتك ..
سألت أغلى الناس:هل تشهدون بحبي لله و لرسولي و لديني ...
هل تشهدون بصدقي فلتجيبوني ...
غاب الجوابُ و غابت لمعتي أبدا ..
و بتّ ُ أحكي مع نفسي و تحكي لي ..
لقد جُـنِـنْـتُ لأنّي كنت صادقة ً .. و كنت جاهلة ً بالحكم ِ لجنوني ..
يا كعبُ يا رضي الله عنك لو تدري ..
فالحرقة الآن و الله تكويني ..
و الدمعة اليومَ لا تكفي لتحويني ..
و الأنّـة الثكلى باتتْ تُـحيّـيني ..
خمسون ليلة ً ..
ختمت بمغفرة ٍ ...
و بشروك بحبّ الربّ و التوب ِ ...
و عانقوك لصدق التوب يا حَـوْبـي ...
فليتني بعد ذنبي الهمّ يقتلني ..
لكن أُبَـشّـرُ بالغفران يحميني ...
ناشدتكم ربي إني مزلزلة ٌ فسامحوني و يحكم بل و داروني ..
فإنني و الله لا أقوى لقنطرة ٍ ...
و ضعفُ نفسي و حزني اليومَ يكفيني ..
أرجوك يا ربّي أرجووووك عافيني ..
أرجوك يا ربّي .. أرجوك فاهديني ..
أنا لستُ أدري ما أصاب يدي ..
كلّـت و كلّـت و خانتها شراييني..
أنا لست أدري ما به قلبي ... أرجو العفُـوّ بأن يَعفُـو و يشفيني ..

ماذا اعتراني و قد كنتُ أحسبُـنِي الجمان الـّرزان ...
ماذا اعتراني و قد كنتُ أحسبُـنِي الجمان الّرزان !



جمانة ( 12 )


الكاتب: أم عبدالله آل الشيخ
التاريخ: 13/12/2007