سلسة ربط الثوار بأسمآء الجبار ( المتكبر)

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين

المتكبر: قال ابو سليمان الخطابي:(( المتكبر: المتعالي عن صفات الخلق))
ويقال:هو الذي يتكبر على عتات خلقه اذا نازعوه العظمة فيقصمهم، والتآء في المتكبر تآء التفرد والتخصص بالكبر. انتهى.

ولما كان الله سبحانه هو المتكبر في الحقيقة، لا سواه، ولما كان الله سبحانه عليمًا بالحقائق على وجهها، كان من كمال علمه وتقديره لذاته، حقيقا بأن يكون متكبرا، أي مثبتًا لنفسه أنه هو الكبير، وأنه أكبر من كل كبير، لأن ما سوئ الله تعالى مخلوق له، ومن هنا جآء  في المأثور من أسمآء الله الحسنى المتكبر)


والمتكبر أيضاً هو الذي تكبر عن كل سوء، وتكبر عن ظلم عباده، وتكبر عن قبول الشرك في العبادة، فلا يقبل منها إلا ما كان خالصًا لوجهه، روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم: قال:((قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً اشرك فيه معي غيري تركته وشركهُ)

قال الله تعالى:"هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ" سورة الحشر الآية رقم 23.
  

قال الشاعر:
متفرد بالكبرياء       فليس يشبه أحد
ألو شآء أغلق بابه     عن من أسآء ومن جحد
متوحد متكبر.      سبحانه الفرد الصمد

وله الكمال بغير حد.     والوجود بلا عدد

طوبى لعبد صالح.     لجلال سيده سجد

وثبت عن رسول الله صل الله عليه وسلم انه قال:( يقول الله عز وجل : العز ازاري والكبريآء ردائي فمن نازعني عذبته) رواه مسلم 

فأثار هذا الاسم على العبد المسلم تجعل القلب ممتلأ بخلق التواضع لله تعالى بتوحيده وعبادته، والانقياد للحق الذي جآء في كتابه وعلى لسان رسوله صل الله عليه وسلم. والتواضع لعباد الله وعدم    
التكبر عليهم والبعد عن ظلمهم وهضم حقوقهم . 
قال رسول الله صل الله عليه وسلم ؛ الكبر بطر الحق وغمط الناس.

وبقدر ما في القلب من تعظيم الله تعالى والإيمان بكبريآئه وجلاله يكون التواضع للحق وترك احتقار الناس.

قال صل الله عليه وسلم؛ أن الله أوحي الي ان تواضعوا حتى لا يفخر أحد على احد ولا يبغي احد على احد))


قال رسول الله صل الله عليه وسلم : يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة امثال الذر يطأهم الناس)رواه احمد والبخاري

وهذا يثمر في قلب المؤمن عدم الاغترار
بقوة الكافر وجبروته فإن الله عز وجل فوقهم وقاصمهم اذا أخذ المؤمنون بأسباب النظر وشروطه،
فالأرض ارض الله والسمآء سماءه والكبريآء اختصاصه فكيف يتكبر احد في مملكته 
قال تعالى: " وله الكبريآء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم"
  

فالمؤمن يعيش بين إخوانه متواضعاً هيناً ليناً،
متجنباً للكبر لان الكبر هو أول ذنب عصي به الله عز وجل.

فإبليس لما تكبر عن السجود لآدم أبعد عن رحمته وأخرجه الله ، قال تعالى :" قال اهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فأخرج انك من الصاغرين"

سبحان الله فهذه طريق إبليس وحزبه 
نسأل الله العافية وإلا فعباد الله يعلمون ان من أركان العبادة الذل والخضوع للمتكبر وحده سبحانه.


فإبليس هذا طريقه وطريق من سار على شاكلته يذله الله ويجعله صاغرا 
فهذه اقدار الله ترونها في المتكبرين فمنهم من نجاه الله ببدنه ليكون لمن خلفه آيه " فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آيه"

ما أشبه اليوم بالبارحة فهذا حسني فرعون مصر نجاه الله ببدنه وجعله آية لناس
ينظرون لهوانة  وهو يحاكم.

 وهذا الذي كان يدعي أنه ملك ملوك أفريقيا أذله الله وجعله صاغرا يسحب من أنابيب تصريف المياه ويبصق عليه ويضرب على وجهه ويطأون جبهته التي لطالما تكبر بها على خلق الله وعلى عبادة الله 
لا اله الا الله
الله اكبر 
الله اكبر الله اكبر

إننا والله نرى أثار هذا الاسم في هذه الايام رؤى العين 
ألم تبصروا معي يا عباد الله كيف هم أذلة صاغرين 
ألم تبصروا طاغية اليمن ذليلًا اسود الوجه يراه القاصي والداني

لقد ذلهم الله المتكبر سبحانه، انهم لم يفقهوا هذا الاسم ولم يؤمنوا به فوالله لو صغت اليه قلوبهم وآمنوا به لم يتكبروا طوال هذه السنين على شعوبهم ، لقد نظروا نظرة لا يستحقها الا الله نظروا الى شعوبهم نظرة الملوك الى العبيد 
وأذلهم الله سبحانه 
لم يبصروا الآيات التي رأوها في الربيع العربي وأنهم ستدور عليهم الدوائر ويأتيهم الدور لإنهم تجبروا 
"( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ( 146 ) والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ) 

فأبشركم سترون بإذن الله المتكبر عما قريب أثار هذا الاسم على ماهر وبشار سترون بإذن الله كيف يخرجون من ارض الشام الحبيبة صاغرين .

والحمد لله رب العالمين.
 


الكاتب: ابو هاجر
التاريخ: 22/10/2011