سلسلة ربط الثوار بأسمآء الجبار ( الكافي) |
|
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الكافي/ ورد اسمه سبحانه الكافي في القرآن مرة واحدة وذلك بقوله سبحانه: " أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد"
وورد بصفة الفعل في قوله:"وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً"
وفي قوله:"فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم"
وفي قوله عز وجل:"إنا كفيناك المستهزئين"
قال الزجاجي رحمه الله تعالى؛ فالله-عز وجل-كافي عباده لانه ورازقهم وحافظهم ومصلح شؤونهم فقد كفاهم) قال تعالى:"أليس الله بكافً عبده"
وقال الخطابي رحمه الله تعالى؛ وأما الكافي فهو الذي يكفي عباده المهم ويدفع عنهم الملم وهو الذي يكفي بمعونته عن غيره ويستغنى به عن من سواه.
واسم الله الكافي له معنيان:
الأول: كفايته سبحانه لجميع عباده في رزقهم وتدبير أمورهم واصلاح شؤونهم.
الثاني: كفايته لأوليآئه المؤمنين برعايتهم وتوفيقهم ونصرهم واللطف بهم.
بعد هذه المقدمة للتعريف بهذا الأسم العظيم والفهم السليم لهؤلاء العلمآء الأجلاء لهذا الاسم نستطيع أن نجعل هذا الأسم له أثر بحياتنا
وربطه بواقع أمتنا فأقول وبالله التوفيق إن كفاية الله لنا بحسب قربنا من منهج الله الذي شرعه وأرسل الرسل إلينا من أجل تطبيقه فكلما سددنا وقاربنا من منهج النبي محمد صل الله عليه وسلم كفانا الله بحسب اتباعنا له فالكفاية بحسب الاتباع
بحسب ما نفعل ونقول بوفق الضوابط الشرعية تكون كفاية الله لنا من أعدائنا
الذين يحيكون المؤامرات لاجهاظ هذه الثورات المباركة، فمن أراد الخير بصدق أن يعلي منهج الله عالياً لا ليعلي حزبه وجماعته
فيجب أن يفقه سياسة هذه المرحلة وفق السياسة الشرعية بضوابط العلمآء الربانيون، فإني ادعوا إخواني في كل بلد
الذين من الله عليهم بإسقاط هؤلاء الطغاة أن يضعوا لهم علمآء ثقات يتشاورون فيما بينهم ليضعوا لهم سياسة مرحليا وفق كتاب الله وسنة رسول الله
فيلتزم رؤسآء الاحزاب بهذه الأفعال والأقوال
فوالله هذه هي السياسة التي لا تقدم بين يدي الله ورسوله
فكفاية الله لك بقدر قربك من منهجه سبحانه فلا تغتر بعقلك وحزبك
فالخير بالاتباع لا الابتداع
أخي القارئ ارجو أن تتدبر معي هذه الآيات بتمعن لكي تنير لك
هذا العالم الذي يتأجج بالاقوال المتضاربة ، ولكي تعرف أن المشكلة في عدم ضبط الأمور بقواعد القرآن والسنة وتفرد بعضهم بأرآئهم الفاسدة وترك حكم الله ورسوله
قال تعالى:"مَن يُطِعِ الرَّسولَ فَقَد أَطاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلّىٰ فَما أَرسَلنٰكَ عَلَيهِم حَفيظًا
وَيَقولونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزوا مِن عِندِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنهُم غَيرَ الَّذى تَقولُ ۖ وَاللَّهُ يَكتُبُ ما يُبَيِّتونَ ۖ فَأَعرِض عَنهُم وَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفىٰ بِاللَّهِ وَكيلً
أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ ۚ وَلَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلٰفًا كَثيرًا
وَإِذا جاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذاعوا بِهِ ۖ وَلَو رَدّوهُ إِلَى الرَّسولِ وَإِلىٰ أُولِى الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَستَنبِطونَهُ مِنهُم ۗ وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لَاتَّبَعتُمُ الشَّيطٰنَ إِلّا قَليلً"
نعم لكي لانتبع الشيطان وهوى العقول ولكي نجمع الأمة على استنباط سياسة هذه المرحلة من كتاب الله وسنة رسوله،فلوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافآ كثيرا،فاعتصوا بحبل الله المتين فالعصمة فيه لكي لا نضل ولانزل
إنشاء صفحة
قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
(تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي)
{ إِنَّ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أقوم}.
يقول صاحب الظلال :يهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض:أفرادآ وأزواجآ،وحكومات وشعوبآ،ودولآ وأجناسآ،ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لاتتأثر بالرأي والهوى،ولاتميل مع المودة والشنآن،ولاتصرفها المصالح والأغراض.الأسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه،وهو أعلم بمن خلق،وأعرف بمايصلح لهم في كل أرض وجيل، فيهديهم للتي هي أقوم في نظام الحكم ونظام المال ونظام الإجتماع ونظام التعامل الدولي اللائق بعالم الإنسان..
فأما الذين لايهتدون بهدي القرآن،فهم متروكون لهوى الإنسان.الإنسان العجول الجاهل بماينفعه ومايضره.
وأقول لمن يجعل الفضل لبعض الثورات للغرب وينسى ان الله مدبر الأمور وله الفضل كله دقه وجله، فالله سبحانه هو الكافي لعباده
ولا تظن أنك اذا احتجت الى طعام وشراب، وأرض وسمآء، وشمس وغير ذلك،فقد احتجت الى غيره،ولم يكن هو حسبك، فإنه هو الذي كفاك بخلق الطعام والشراب، والارض والسمآء فهو حسبك.
ولا تظن أن الطفل الذي يحتاج إلى أمه،
ترضعه وتتعهده فلبس الله حسيبه وكافيه، بل الله كفاه إذ خلق أمه، وخلق اللبن في ثديها، وخلق له الهداية إلى إلتقامه، وخلق الشفقة والمودة في قلب الأم حتى مكنته من الالتقام، ودعته إليه وحملته عليه.
فالكفاية إنما حصلت بهذه الأسباب والله وحده المتفرد بخلقها ... فهو وحده حسب كل أحد، وليس في الوجود شيئ وحده هو حسب شيئ سواه، بل الاشيآء يتعلق بعضها ببعض، وكلها تتعلق بقدرة الله تعالى.
فإكفنا يارب شر من أراد بأمتنا سوء واجعل كيده في نحره.