مصر.. هروب القاتل والقبض على القتيل! |
|
مصر.. هروب القاتل والقبض على القتيل!
تاج الدين الهلالي
قاتل الله جميع مشتقات مادة (ساس) من ساس ويسوس وسائس ومسوس وسياسية، فكثيرًا ما سمعنا عن تعريفات ومصطلحات لكمة (سياسة) بمعناها البشري الوضعي.
فمنها : أن السياسة فن تلوين الكذب ليسهل قبوله وتداوله، ولكني كمواطن مصري رأى ما رآه بقية أبناء الشعب المصري أقول: هل بلغ الكذب مداه لهذه الدرجة من ألوان الطيف السبعة؟.
ومنها: أن السياسة هي خفة اليد، مثل الحاوي أو الساحر الذي يلعب (بالثلاث ورقات)، وبعد خلطها في تلبيس بالغ يقول لك الحاوي: أين الولد؟
وأنا أقول أن الولد قد خرج من المطار ومعه (البنت والشايب) ووصل الجميع إلى أمريكا.. والشعب يخسر..
ومنها: أن السياسة هي فن ترويض الشعوب ليسهل ركوبها وقيادتها.
والبعض يقول لابد من المطالبة بمنحة اقتصادية توفر لكل مواطن (بردعة) مناسبة.
ولكني أقول: ما كان للشعب المصري الحر الأبي أن يتحول إلى مزرعة يحتاج فيها المواطن إلى "بردعة".
ومنها: أن السياسة هي إجادة "فن البيع" في الزمان المناسب والمكان المناسب.
وأنا أقول: لقد باع من لا يملك لمن لا يستحق، وما حدث صفقة باطلة والبائع والمشتري لصان مغتصبان، وما ضاع حق وراءه مطالب.
ومنها: أن السياسية هي فن (استحمار) الشعوب ليسهل علفها وإشباعها وتسخيرها، وقد يستعمل أحيانًا سلاح التجويع للتركيع.
وأقول: إن شعبًا قد بلغ رشده من أكثر من سبعة آلاف سنة قبل الميلاد لن يفرط في آدميته أو كرامته بالغة ما بلغت عروض القمح أو الشعير الأمريكي.
ومنها: أن السياسة هي (تحقيق المصلحة) مهما تعددت الوسائل لأن الغاية تبرر الوسيلة.
وأقول:
أصون عرضي بمالي لا أبدده لا بارك الله بعض العرض في المال
"وتموت الحرة ولا تأكل بثدييها"
ولا بارك الله في مصلحة تجرد الأمة من هويتها وتفقدها هيبتها وكرامتها.
يا موت زر إن الحياة مريرة ويا نفس جدي إن دهرك هازل
ما هذا الذي يحدث في مصرنا العزيزة التي خلعت رداء التبعية والإمعية وارتدت في ميدان التحرير رداء العزة والكرامة وثوب الشموخ والإباء، وعقد شعبها العزم على أن يسترد قلب العروبة الناهض صحته وعافيته وأن تسترد مصر الكنانة دورها القيادي الريادي على الصعيدين العربي والإسلامي، وبماذا نفسر ونوضح لشعوب العالم هذه المسرحية المضحكة المبكية المتمثلة في (سفر أو تسفير) أو "خروج أو إخراج" متهمين أمريكيين. لا ندري مدى التهوين أو التهويل بشأن ملابسات قضيتهم وبصرف النظر عن تصنيفها تحت دائرة (الجنح أم الجنايات).
هل نستطيع أن نعلن للعالم أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك البساط السحري أو خاتم سليمان؟
أم أن أوباما الساحر الماكر قد أُوتى معجزة سيدنا سليمان (عليه السلام) وقد عقد اجتماعا استشاريا في البيت الأبيض للوصول إلى حل لإطلاق سراح هؤلاء المتهمين بتسخير التمويل الأمريكي في إفساد الحياة السياسية المصرية.
فقال: عفريت من جن البيت الأبيض: أنا آتيك بهم قبل أن تقوم من مقامك. ولكن أوباما طلب حلا أسرع.
فقالت: هيلاري كلينتون وزيرة خارجيته: أنا آتيك بهم قبل أن يرتد إليك طرفك وقبل زيارة (نتن ياهو) حتى ترفع رأسك أمام إسرائيل والصهيونية.
وقد كان لهم ما خططوا له، وهبطت طائرة عسكرية أمريكية في مطار القاهرة دون علم أو معرفة مسبقة من (المجلس العسكري) وإذا كان الشعب المصري قد خُدر أو نُوم تنويمًا مغناطيسيًا، فهل القادة العسكريون الأشاوس حماة الديار قد أصابهم ما أصابنا؟.
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة أو كنت تدري فالمصيبة أعظم
إنني في حيرة من أمري ولا أملك جوابا لهذه التساؤلات ولكننا نجتهد لإيجاد جواب للمواطن المصري يحفظ به ماء وجهه فيقول: لقد تم إلقاء القبض على القتيل بينما فر القاتل هاربًا أو يردد جواب أحد أبناء عمومتنا: لقد سرقوا الصندوق ولكن مفتاحه في جيبي.
أو أن يقول المسئول عن الصفقة أو الصفعة : لقد خرج المتهمون ولكن كفالتهم في جيبي.
ولكن الحقيقة أن إعادتهم إلى المحاكمة في مصر مرة أخرى لن يكون حتى يلج الجمل في سم الخياط أو حتى يتمكن الشعب المصري أن يتعرف على شخصية (اللهو الخفي)..وحسبنا الله ونعم الوكيل.
*مفتى المسلمين في أستراليا