على هامش اجتياح بيروت على يد حزب الله |
|
على هامش اجتياح بيروت على يد حزب الله
قوة الحق أم حق القوة؟؟!!
أحمد موفق زيدان
عجيب منطق من يكيل بمكيالين ، ثم يتهم الآخرين بالشيء نفسه، عجيب منطق من يُظلم ثم يتسامح مع من يظلم الآخرين، غريب منطق حرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس، أستغرب منطق زملاء وكتاب وأصدقاء يقولون إن حزب الله لديه الحق في سحق الموالاة التي عجزت عن تطبيق قراراتها في إقالة قائد مطار العاصمة وبالتالي يحق لحزب الله أن يفعل ما فعله، ويجتاح بيروت بالطريقة التي لم تذكر البيروتيين سوى باجتياح شارون، لبيروت لكن الفرق الوحيد بينهما هو أن شارون ونيرون بني صهيون لم يحرق مباني مؤسسات إعلامية ويسكتها ويخرسها، وإنما سمح على الأقل لبعضها أو كلها لنقل جرائمه، أما نيرون العمامة السوداء فقد استهدف أول ما استهدف مباني الإعلام بحجة وجود مسلحين في داخلها ...
وأنا هنا لا أدافع عن الموالاة ولست منها ولا يشرفني أن أقف في صفها ولكن حين تنقلب الحقائق وينقلب المنطق لا يقدر المرء إلا أن يقول الحق وينطق بما يؤمن به وإن كان على حساب تصنيفه على صف دون آخر، فنحن في عقلية تصنيفية تأبى إلا أن تصنف البشر، في حين كثير من البشر لا يمكن تصنيفهم بشكل حدي وأنا منهم في هذه الحالة على الأقل ...
يخرج نيرونات العصر وأذنابهم وعملائهم ومطبيليهم ومزميريهم ليقولوا لنا بأن في داخل المؤسسات الإعلامية التابعة للحريري كان هناك مسلحون، فهل أخرجهم من مقراتهم مدنيو حزب الله، لم ندري يوما أن لدى حزب الله فريق ستار أكاديمي يرغم المسلحين على الخروج، إنه لأمر مضحك حقيقة رمتني بدائها وانسلت، هل الذين اقتحموا مباني وسائل الإعلام كانوا يحملون الزهور، وهل جاؤوا من فنادق الخمسة نجوم أم جاؤوا من ثكنات عسكرية ...
وماذا يقول من نصب نفسه " سيد المقاومة" الآن وهو الذي صدّع رؤوسنا بمقولة أن السلاح للخارج وليس للداخل، هل جاء الوقت الذي يريد من زعم نفسه بسيد المقاومة ليحصد ثمرة حرب تموز، الأعجب هو ما ردده ببغاوات مؤيدي جوقة " سيد المقاومة" بأن لديه الحق في ضرب كل من يستهدف المقاومة، عن أية مقاومة تتحدثون وهو الذي سمح بأن تكون القبعات الزرقاء سدا منيعا بينه وبين بني صهيون، وهو الذي سمح ويسمح كل ساعة ويوم بشتم الصحابة في شوارع الضاحية، هل زعمه بتحرير الأقصى وهو أبعد ما يكون عن ذلك الهدف السامي أهم لديكم من شتم الصحابة، وهل تحرير الأقصى يمر عبر بوابة شتم خير القرون، وهل تحرير الأقصى يسمح لكم أن تسكتوا على أبجديات وأسس عقيدتكم ....
غريب منطق الممانعين والمعارضين، فيحق لهم أن يطبعوا مع العدو الصهيوني ويحق لهم أن يرسلوا البقلاوة السورية كما فعل رأس النظام الطائفي في سوريا إلى رأس العدو الصهيوني أولمرت، ويحق لمن يدعم ويساند هذا النظام أن يسكت على جرائم هذا النظام، ولكن لا يحق لأحد أن يتحدث مع الأميركيين غريب ذلك المنطق...
لماذا التعاون الصهيوني ـ الأسدي والحوار بينهما والوساطة بينهما حلال ومسموح به، وحين تقوم الأغلبية اللبنانية بالحديث مع الأميركيين تتهم بالعمالة، ما هي المعايير، وحين تقوم جهات بالالتقاء بزعماء أميركيين يكون ذلك لمصلحة المقاومة وانتصارا لها وفوزا ساحقا، وحين تقوم جهات أخرى تتهم بالخيانة، من الذي منحكم صكوك غفران وصكوك تحرير وبراءة ولم يمنح الآخرين، كفى ضحكا على الذقون، فأنتم لستم الحكم ولستم القاضي وإنما سقطتم في مستنقع المشروع الصفوي الطائفي البغيض الذي بدت جرائمه وضحاياه في عراق الرشيد وانتقلت إلى دمشق الأموية وبيروت أبي عبيدة الجراح، ولا فرق عندنا بين مشروع طائفي صفوي بغيض وبين مشروع صهيوني أميركي، وإن كان الأول أخطر على العقيدة والمذهب وما يجري في عراق الرشيد دليل واضح على صدق ما نقول ..
منقول للفائدة
المصدر: http://ahmedzaidan.maktoobblog.com