التديـــــن عندما يكون ألعووووووووووبة

 

تفاجأ في حياتك منذ نموك طفلاً صغيراً .. إلى بلوغك ما وصلت إليه .. وأنت تسمع قصصاً بأن علمائك ربانييون يبيعون الدنيا لصالح الآخرة.
تتوق أرواحهم لأن تسفك في سبيل مجد الأمة.

تتابع ما يقوله العلماء في فترة من فترات حياتهم ثم يذهلك التغير حينما تراهم ينكصون لا لمبرر وجيه .. يُقنع من يحترم عقله.

لم هذا التحول ..؟.

أين أحاديثهم التي تشدقوا بها يوماً عن المبادئ ..؟.
أين أحاديثهم التي تشدقوا بها يوماً عن القيم ..؟.

كل ذلك ينتهي ..

يزول من أجل أن يمتلك أحدهم فيلا على شارعين بشمال الرياض.
تتبخر أحاديثهم عن المبادئ من أجل إمرأة حسناء يمتلك أحدهم جسدها بين يديه وهي في عمر صُغرى بنياته ..!.

يحدثني كثير من الشباب والألم يمتلئ في عيونهم .. وهم يرون ويسمعون اللبراليين يتحدثون عن أوضاع المجتمع بما لايروق لهؤلاء الشباب .. !؟.

أردُّ عليهم الخطاب: أن الذي يؤلمني ليس هؤلاء القوم .. بل أولئك .
أولئك الذين إنسلخوا عن ما آمنوا به يوماً .. ودعوا إليه.
يمتطي أحدهم التدين كما يمتطي الراعي بغلته.
يرتزقون بإسم الدين.

اللبرالي أهون عندي من أحدهم .. لأنَّ أحدهم هذا جعل ديننا مركباً، وسبيلاً دنيئاً للغنى، ولشهوات
وأغراض متعددة.

اللبرالي إمتلك من الشجاعة ما جعله يصرخ في وجه المجتمع بلفظه للدين..وتوجيهاته.

برأيي من يرفض مبدأ بشجاعة .. ( بغض النظر عن هذا المبدأ ) فهو يمتلك رؤية وهدف في حياته.

مصيبتنا من لا هدف له .. ولا قبلة .. ويخرج لنا ناصحاً، بثياب الشيخ التقي ذي الدمعة الرقراقة في العين البهية !!.

أيُّ بهاء شيخنا وأنت ولا مؤاخذة كالبغي: فالبغي تذهب مع من يدفع،ولا تسأل أبداً عن الأنساب أو
مصدر الأموال، ولا تهتم أيضاً بعواطف صديق الليل أو إلى أين سيذهب بعد أن
يتركها، أكثر من ذلك تكون مغفلة إذا لم تحاول إبتزازه حتى آخر لحظة.

في أحيان كثيرة الكلمة تحيي وتميت، وأغلب الناس لا يدركون ذلك.

الجلاوزة من الحكام، والمرتزقة من أهل التدين المزيف عرفوا ثمن الكلمة.

علم مقدارها الحاكم المستبد فجيش جيوشه ليستغلها.

المنتفعين بإسم الدين ركبوا الموجه .. فالمال له لمعة تخطف الأبصار، وربك غفور رحيم !!.

المشائخ هم كالمرضى .. بل هم مصابون بجشع المال .. والفلل الفارهة.

لا يترددون أبداً بالميل للمبالغة .. وإلى إختراع القصص .. ولا يترددون في أن يقسموا أغلظ الأيمان
لتأكيد صحة هذه القصص .. وكأنهم كانوا شهوداً عليها .. ومع ذلك فهم سريعوا الإنكار ونفي أي
علاقة أو معرفة فيما لو يتبين عدم صحة الأخبار التي روجوا لها ! كل ذلك لم ؟.

الجواب مؤلم ..

مخجل خجل عذراء انتهكت بكارتها ..

من أجل مضاعفة أرصدتهم المتعددة في عدة بنوك.
من أجل المباهاة السقيمة في المجالس بكثرة تعددهم للنساء الأبكار وكأنَّ بنات البشر لعبة يتلهى بها هذا الشيخ أو ذاك.

ما أتعس أن يعيش رجل بلا قيمة .. بلا مبدأ .

وأشقى منه رجل يحصل على لقمة أبنائه من الإرتزاق على حساب أقدس مبدأ لديه: دينه !.

ما أقسى الحزن .. وما أمضه حين يخون دينك علماءه.

الخيانة تجعلك تشعر بالإختناق .. تود أن تتبدد.

حينما تشعر بخيانة العلماء تصبح الدنيا صغيرة .. عديمة الجدوى .. شديدة القسوة .

لأنّ الشعور بالقهر يعتصر فؤادك .. ويقض عليك نومك.

العلماء المرتزقة بإسم الدين كجهنم .. لا يعرفون الشبع .. والسلطة لا تعرف التعب .. إلى أن تنتهي ..

إلى أن تصبح هي ذاتها ضحية .. ثم تصبح بعد ذلك قصة تروى.

لا أريد أن أستدر عواطف الشفقة عندكم .. فأنا بمقدار ما أكره العلماء المرتزقة .. أكره الشفقة ..
لأنّ هذه العاطفة ثم الخدر الذي يخدر به الناس من سموم هؤلاء المشائخ .. من الأسباب القوية التي
جعلت العلماء يستمرون حتى الآن.

المشكل الذي لازلنا نعاني منه:
أن العامة لازال مفهوم أن العالم لا يقول إلا ما يريد الله مترسخ فيهم ..!!

مساكين هم .. الوهم خطفهم .. العامة لدينا كالدراويش يصدقون كل شيء بطيبة مذهلة .. أو بالأحرى
يصدقون رغباتهم وأوهامهم .. كما أنهم سريعوا التغير .. فالقناعات التي قضوا الأيام والليالي من
أجل الوصول إليها .. وافترضوا انها صلبة شديدة الرسوخ .. لا تلبث أن تنهار في لحظات .. إذا طرأ
أمر غير متوقع أو لم يكن محسوباً.

التدين الذي نريده هو تدين محمد صلى الله عليه وسلم.
التدين الذي نريده هو تدين أبوبكر الصديق رضي الله عنه.
التدين الذي نريده هو تدين عمر رضي الله عنه.
التدين الذي نريده هو تدين عثمان رضي الله عنه.
التدين الذي نريده هو تدين علي رضي الله عنه.

أمّا هذا التدين الممسوخ ..
أمَّا هذا التدين المشوّه ..
فيجب أن يتوقف فوراً
برجاء من يتصدَّ لهؤلاء الأنذال.

http://www.royaah1.net/detail.php?id=968


الكاتب: أختكم/ مهـــــــــــــا
التاريخ: 12/01/2011