عيد بأية حال عدت يا عيد..بما مضى أمر لأمر فيك تجديد وقد تلقف هذا المعنى كثير ن الشعراء بعده..وإلى يومنا هذا يكتب الكتاب في كل مواسم العيد..عن الصورة القاتمة التي تخيم أكثر ما تخيم عند حلول العيد..
ولكن الله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يجعل العيد فرحة من حيث هو عبادة محضة تارة..ومن حيث إنه سبب لبعث روح الأمل في كيان الأمة..لتجدد نشاطها وتنهض من غفلتها وتستعيد أمجاد ماضيها..
واستمعوا معي إلى التوجيه الرباني الذي يجسد هذه الحقيقة بأروع ما يكون الخطاب\"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون\"
ولئن كانت الأمم الكافرة معذورة حين تخيم عليها روح الكآبة..رغم ما وصلت إليه من تقدم مادي ورفاهية.. فليس مفهوما في عرف المسلم الذي يحمل معاني \"الله أكبر\"التباكي والذلة والخنوع.. والاستفاضة في ذكر مواجع العيد..وأتراحه..حتى إنك لترى المشهد..كصمت القبور.. أو كندامة المقبور الذي أسرف على نفسه..رغم أن الانتفاضة ما تزال تزود قطار النصر بالوقود..يتصدرها سواعد حملت في اليمنى كتاب ربها الهادي وفي الأخرى الحديد الناصر..
ومن فضل الله علينا هذا العام أنه فتح لنا جبهة جديدة في العراق تؤازر أختها في الشام..وحيثما تنزرع بؤرة للجهاد..فأوقد على عود البشارة شعلة أخرى..كي يفوح عَرف النصر من بعدما قنط الناس..وأبشر أن كثيرا من الغافلين..سيرفعون حينها شعار الشاعر الجاهلي \"اليوم خمر وغدا أمر\"..الذي يفتقر إلى نخوة كنخوته فئام فضلا عن الحكام
لعمر الله إنهم يفرحون حين ينجحون في غمنا..فلا بد أن نخيب رجاءهم ..ونعتز بالإسلام العزيز..ونعتزي إلى منهج ربنا تبارك وتعالى..بحيث لا يكون الفرح سذاجة أو غفلة..بل بشارة وعزة..ومشعرا من مشاعر البهجة التي شرعها الله لعباده..ليعلم القاصي والداني..أن
هذه الأمة لا تموت..
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يرى مستبشرا في أحلك الظروف..في الحرب يبتسم..كما يفعل في السلم وكما أن حال المؤمن عجيب..لأن أمره كله له خير..كذلك يجب أن يكون مجموع الأمة..إن
أصابها سراء شكرت فكان خيرا لها...وإن أصابها ضراء صبرت فكان خيرا لها
وختاما أذكر أن هذا العيد يجمع إلى الفرحة الأصلية التي ينبغي أن تكون في عيدي هذه الأمة..معاني جليلة وذكريات جميلة..فهو يأخذنا إلى عهد الخليل أبي الأنبياء عليه السلام
..
وحين يضحي المجاهدون بأنفسهم..ويضحي المؤمنون في عامة الأمصار..يجتمع البذل في أبهى حلة يمثلها قول الله تعالى\"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة\"التوبة
والحمد لله..والله أكبرالكاتب: أبو القاسم المقدسي التاريخ: 01/01/2007