ملك الإنجليز الذي أسلم وأزال الصليب وصك العملة بلا إله إلا الله .. ا

 

هذا المقال أختاره لكم إخواني الاعزة

ملك الأنجليز الذي أسلم
للشيخ
محمد الغزالي (رحمه الله)
من كتابه (الحق المرّ)

عاب المؤرخ المغربي الدكتور عبد الهادي التازي على ابن خلدون أنه قصر في التعليق على رسالة الملك "جوهان" حنّا الى الخليفة الناصر محمد الموحدي في الأندلس وهي رسالة جاءت مع سفارة مشهورة سجل التاريخ الأنجليزى أعضاءها وفيها يعرض الملك على خليفتنا اعتناق الأسلام ودخوله هو وشعبه الأنجليزى في أمة التوحيد!

وقد غضبت البابوية لذلك أشدّ الغضب وبذلت جهودها للقضاء عليه والانتهاء من هذه البادرة وهي في المهد..

وغضب البابا مفهوم! ولكن الأمر الذي لا يفهم والذي لا ينقضي عجبنا منه، هو سكوت ابن خلدون وسكوت المؤرخين بعده عن ذلك الحدث المثير! فالملك "جون" أو حنّا هو صاحب "الماجنا كارتا" أعظم مواثيق الحرية عند الأنجليز، وتاريخه ومسلكه لا غموض فيهما، واعجاب الرجل بالأسلام لا ريب فيه!

ترى أين كنا؟ وماذا صنعنا؟

وفيما أنا أفكر مشدودا الى هذه القضية وقع بين يدىّ كتاب آخر للمؤرخ المصري مصطفى الكناني يثبت فيه بأدلّة كثيرة أن هذا الملك المعجب بالأسلام كان خلفا لملك آخر أسلم فعلا، هو الملك "أوفاركس" الذي حكم انجلترا تسعا وثلاثين سنة (757-796م) وقد ابتعد هذاالملك ابتعادا كبيرا عن الكنيسة وغيّر العملة، فسكّ دينارا ذهبيا محا منه شارة الصليب، وكتب على أحد وجهىّ الدينار شعار الأسلام "لا اله الا الله".

وقد نشر المؤلف المصري صورة الدينار الجديد في كتابه منقولة عن المتحف البريطاني!

وبدهي أن يهيج البابا لما وقع، وأن يرسل الى انجلترا لمقاومة ما اعتبره ردّة منكرة، بيد أن الملك المسلم ثبت على معتقده الجديد حتى مات..

وقد نجح خصومه بعد موته في النيل منه، فلم يدفن في مقابر الملوك المخصصة لأمثاله بل أودع قبرا معزولا تكثرفيه الفياضانات المدمرة، ثم أهيل التراب على حياته وكفاحه حتى أمسى نسيا منسيا.

ان الكنائس الموحدة أبيدت في أوروبا، والرجال الذين تأثروا بالأسلام ايمانا وحضارة وثقافة قضى عليهم بالحديد والنار مهما كانت مناصبهم ومعارفهم..

انني لا أوجه اللوم الى خصومنا!! انني أوجهها الى أجهزة الدعوة عندنا، فانها لا تكيد عدوا ولا تدعم صديقا، والى مؤرخينا الذين لم يتابعوا مسيرة الأسلام شرقا وغربا ولم يسجلوا ما وقع له

الكاتب: أسامة الكابلي
التاريخ: 01/01/2007