يا خالد .. لو قامت لك سورة المسد !! |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
يا خالد .. لو قامت لك سورة المسد !!
بعيدا عن أرض "المملكة" حضرت مجلسا لإخواننا العرب فإذ هم يتحدثون عن "خنق" حلقات تحفيظ القرآن في أقدس بقعة من حين أن دُحيت الأرض ، وما عسى محبٍ عَلِقٍ بوطنه دار الإيمان والقرآن يحاميها كما يحامي الرِّمشُ عن عينه والطير عن عُشه أن يقول وهو يجيب عيون الناس قبل ألسنتهم ، ندخل مساجد "العجم" فنجد لها دوياً بالقرآن ويؤازرها ويدعمها من ساسة الدول رجال لا يحسن أحدهم تلاوة الفاتحة لكنه "يرجو" بركة القرآن "ويخاف" أن يكون خصماً للقرآن .
ثم يأتي من يلطخ خضرة راية التوحيد بسواد قرارٍ لم يراع فيه حق الله ولا عظمة كلامه ولا حرمة البيت الحرام ولا سمعة الوطن ولا تاريخ ولاته مع القرآن ، فإن نضب دين يمنع فلا أقل من مسكة عقل تردع ؟!
وقد رأينا تعظيم كثير من عامة الكفار والنصارى للقرآن وتحاشيهم أن يتعرضوه بسوء كما أشار القرآن إلى ذلك (ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) ثم يأتي من ناشئة القرآن ومن تربى في بيوت لها دوي بالقرآن ليمنع ثم يَلُجّ ويستكبر .
فأين ذهب عقل الإنسان وقلبه حين وقف خصيما لكتاب ربه ؟ الذي هو كلامه وكلامه سبحانه صفة من صفاته .
لن أناقش القرار ولا حيثياته فالكل يعلم ومنهم صاحب القرار أن "السعودة" هنا إنما هي ورق تغليف شفاف ، ولا أدري كيف يؤذن بمثل هذا ، فإن لم يحترم "السعودة" من ينادي بها ؛ فكيف نطالب الناس أن يحترموها ؟
وإنك لتعجب وأنت ترى المقابلات الصحفية والأجوبة الدبلوماسية وكأن شقشقة لسان المتحدث في الدنيا هي نصيره في الآخرة ، فالله الذي سيأمر بك لتعرض صغيرا خائفاً ذليلا بين يديه فلن ينفعك هناك من فوقك ولا من دونك ولا من صفق لك (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ) ستأتي فردا حافيا عاريا ثم تسأل (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ، ولن ينفع أحداً هناك فصاحة شِعره ولا ذرابة لسانه (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
ولا أقول هنا إلا ما قاله العبد الصالح :
(وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ)
وقد صح عن علي رضي الله عنه أنه قال عن كتاب الله : ومن تركه من جبارٍ قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله .
ستنادى وتقف .. والقرآن هو الخصم (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)
هو ضمير واحد في سورة الحاقة إن عاد إلى واحد منّا ـ عياذا بالله ـ تبرأ منه حتى شَعر جلده (خُذُوهُ) وقد قال قبلها (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) .
دخل طاوس اليماني على الخليفة هشام بن عبد الملك فقال له : أيها الأمير اتق يوم الأذان ؛ قال هشام : وما يوم الأذان ؟ قال : (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) فتغير هشام وخاف ، فقال طاوس : هذا ذل الصفة فكيف بالمعاينة ؟
وفي القرآن وعيد عظيم (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)
وأقول ختاماً .. يا صاح أدرك ما بين جنبيك ، فأي شيء أنت حين تُحضر ويقوم القرآن لك ، أما والله لو قامت لك سورة (المسد) لوحدها بل آية واحدة منها فقط غيبتك ومن أقرّك وكل من توارى خلفك .
فكيف حين يُقال : "قِفُوه" ؟
فتقوم "الفاتحة" و"البقرة" و"آل عمران" والسور العظام غضبى عليك ،
والله ستعض بل تأكل أصابعاً لم تعرف في ساعتها تلك على أي شيء توقع ؟!
إنه القرآن .. الفرقان .. وحي الله لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم رسول الله
أعظم ما انشقت عنه السماء
يا رجل .. خذها من أخيك قابل الله بغير هذا .
.................
د.عصام بن صالح العويد
كازاخستان 28/11/1431