الحمد الله الذي أنعم علينا بنعم كثيرة وأعظمها نعمة الإسلام
الحمد الله الذي جعل ديننا هو الإسلام وكتابنا هو القرآن ونبينا ورسولنا وحبيبنا هو محمد صلى الله عليه وسلًم خاتم الأنبياء والمرسلين تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ؛ فما من أمر من أمور الخير إلا ودلنا عليه ولا أمر من أمور الشر إلا وحذرنا ونهانا عنه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيرا .
إلى الأمهات ، والاخوات في الإسلام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لقد بدأ ينتشر في جسم الأمة المسلمة مرض خطير ويجب عليها أستأصاله من جذوره قبل استفحالة ألا وهـو الاحتفال بأعياد الكفار مثل ( عيد الميلاد ، وعيد الأم ، وغيرها من الأعياد التي ابتلي بها كثير من شباب وفتيات الأمة المسلمة واهتموا بها وتبادلوا التهاني واحتفلوا فيها بالمعاصي والفسق والمجون .
أخواتي الكريمات
أمهات المسلمين الفاضلات
إنّ شهر ذي الحجة يصادف شهر فبراير بالميلادي وفي هذا الشهر وبالتحديد في 14 فبراير يحتفل النصارى بعيد أسموه ( عيد الحب ) وما يعتصر له القـلب حرقة وحزنا أن من أبناء وبنات الأمة المسلمة من يشارك النصارى في هذا العيد فيا عجبا لمن تعلّم في بيته ومسجده ومدرسته ( سورة الفاتحة ) ويقرأ فيها باستمرار ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) ثم نجده يسير في طريقهم مشاركا ومتشبها بهم محتفلا بأعيادهم ومهنأ لهم عجبا لمن يدعوا الله بأن يهديه الطريق المستقيم ثم نجده يختار طريق الضالين طريق الضياع والهلاك والخسران .
يامن تنتمين لأمة محمد صلّى الله عليه وسلّم منذ أن خلق الله الإنس وإلى وقتنا الحاضر و الشياطين وعلى رأسهم قائد هم قائد الشر والرذيلة محارب الخير والفضيلة إبليس يسعون وبكل ما لديهم من قوة وبكافة الوسائل والسبل لنشر الظلم والشر والفساد في بلدنا هذا وسائر البلاد
والمتأمل في واقع الأمة المسلمة اليوم يجد أن هناك من الشباب والفتيات أخذوا في إرضاء النفس والهوى والشيطان وتشبهوا بأعداء الله في ملابسهم وسلوكياتهم وعاداتهم واحتفالاتهم وأعيادهم شتان شتان بين شهر ذي الحجة وبين شهر فبراير شهر المبتدعين شهر المغضوب عليهم والضالين شهرنا فيه ركن من أركان الإسلام الخمسة ..
فيه أيام عظيمة هي أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة وفي شهر ذي الحجة يوم عظيم هـو يوم عرفة ( وأفضل الأيام عند الله يوم النحر ) رواه أبو داوود بإسناد صحيح
في هذا الشهر يتجه المسلمون نحو مكة المكرمة ويقطعون المسافات الطويلة ويتحملون مشاق السفـر و ويهجرون الأهل والأحباب في رحلة مع الله طلبا في رضاه ومغفرته والفوز بالجنة بينما هناك من شباب وفتيات الأمة من يستعد في رحلة لإرضاء الهوى والنفس والشيطان ومشاركة المغضوب عليهم والضالين في احتفالاتهم وأعيادهم أخواتي الكريمات
هؤلاء الذين يحتفلون بعيد الحب هل هو حب في الله ولله وفي رسول الله وفي كتاب الله ؟ !
لا والله هل هو تجديد لحب الوالدين والمساكين ليبلغ الذروة ؟! لا والله هل هــو حب يقود إلى الفضيلة ؟ ! لا والله هل سيحبنا الله إذا تشبهنا بالكفار في أعيادهم وعاداتهم القذرة ؟!
هل سيحبنا الله إذا هنئنا الكفار وواليناهم إعجابا بما لديهم وانسياقاً وراء الشهوات واتباعا لشياطين الإنس ؟ هـل سيفغر لنا الله ذنوبنا إذا تبادلنا الورود الحمراء وسمعنا المعازف ؟ هل سيحبنا الله إذا مشينا وراء البدع والمنكرات ؟ هل الحب في ( عيد الحب ) إذا مارسناه يقودنا إلى الفضيلة ؟! كـــــــــــــــلاّ
يحبنا الله إذا اتبعنا محمد صلّى الله عليه وسلّم قال تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفـر
لكم ذنوبكم والله غفــور رحيم )) آل عمرا ن ( 31)
أخواتي المسلمات
إنّ بعض شباب وفتيات الأمة المسلمة يحتفـلون بعيد الحب ويتبادلون التهاني والورود الحمراء إرضاء لأهوائهم وشهواتهم لأن الهدف من هذه التهاني هو بناء علاقات غير شريفة بل أصبح ( عيد الحب ) عنوانا لتجديد الغرائز البهيمية بين الشباب والفتيات الشاذين والشاذات .
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في ( روضة المحبين ) :
أنه يخاف على من اتبع الهوى أن ينسلخ من الإيمان وهو لا يشعر فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: ( أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى ) إن أصل العداوة والشر والحسد الواقع بين الناس من اتباع الهوى ، وأن الله سبحانه وتعالى جعل منبع الهوى بمنزلة عابد الوثن فقال تعالى ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه )
يقول الفضيل بن عياض : من استحوذ عليه الهوى واتباع الشهوات انقطعت عنه موارد التوفيق .
أخواتي :
يقول الله تعالى ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهواءهم )
إن الذي لا يستجيب لوحي القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى اله عليه وسلّم فقد استجاب لهواه فالوحي يقول إن عيد المسلمين هو عيد الضحى وعيد الفطر والوحي يقول أن من تشبه بقوم فهو منهم والوحي يقول أن من سمع الأغاني فقد استحل الحرام وأعياد الكفار يصاحبها أغاني وفجور وزنا وانحطاط وشذوذ .
أمهات المسلمين :
الله سبحانه وتعالى عندما أمرنا بالتدبر والتأمل في آياته ومخلوقاته جلّ في علاه لأنّ في ذلك بيان لعظمته و إظهار لدين الحق دين وزيادة في الإيمان وكشف لمسالك ومهالك الشيطان فلنقف سوياّ أحبتي في الله متدبرين متأملين في عيدنا متذكرين مافيه من معاني وحكم وكنوز تستحق حمد الله وشكره على نعمته العظيمة نعمة الإسلام .
إن عيدنا يختلف عن كل أعياد الأمم ففيه من الحكم العظيمة والمعاني السامية النبيلة والثمار المسعدة الجميلة مالا يوجد في غيره لأن عيدنا اختيار اختاره الله تعالى لنا اختاره بديع السماوات والأرض الواحد الأحد الفرد الصمد الذي أوجدنا من العدم وجعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف وكرمنا بالتقوى تلك التقوى التي تقودنا لفعل الخيرات لأنفسنا وللآخرين وتنهانا عن فعل المنكرات لترتقي أنفس العالمين ترتقي إلى السمو والرفعة والسعادة الحقيقية سعادة النفس المطمئة التي يبحث عنها الكثير من الأشقياء في أموالهم وحاناتهم وموضاتهم وقصورهم وشهواتهم فلم يجدوها .
إن عيدنا مدرسة تربوية كسائر المدارس العظيمة التي تعلمناها من خير خلق الله محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وسّلّم الذي أرسله الله تبارك وتعالى رحمة للعالمين
إن عيدنا عبادة من العبادات العظيمة روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذا ن اليومان قالوا : كنّا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنّ الله قد أبدلكم بها خيراّ منهما يوم الأضحى ويوم الفطر . رواه أبو داود وأحمد والنسائي وغيرهم نعم إن عيدنا عبادة لأننا أمة لا نعرف من الحب إلا قمته وهو التعبد هذه المحبة التي تشجع الجبان وتصفي الذهن وتحيي القلب وتنور الوجه وتشرح الصدر و تطهر النفوس وتروضها .
يا أخواتي :
الأعياد التي ابتدعها البشر ( عيد الحب ، ورأس السنة.... وغيرها) أعياد ضالة منحرفة تنزل بالإنسان إلى درجة الانحطاط والرذيلة فتجعله أشبه ما يكون بالبهائم وليس كأي بهيمة .. بل كالبهائم القذرة التي تجلب للأسرة والمجتمع الأمراض المعدية الخبيثة ، فعيد الحب مثلا بدايته وردة حمراء ونهايته أعمال عمياء عوجاء بهما .. تبادل ورود وعناق أجساد محرمة بل أنه أصبح مناسبة حتى للشاذين في الغرب والشرق لمخالفة الفطرة الربانية التي أول ما خلقنا خلقنا عليها
أي حب هذا الذي يدعيه أعداء الله – شياطين الإنس - الذين ابتدعـوا عيد الحب ؟
أي حب هذا وهم لا يعبدون الله ولا يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل من الحب يا ( عيد الحب ) أن أحيي لياليه بالعربدة والمجون وسماع أصوات مزامير الشيطان ، وقوارير الخمور المحرمة من الله والتي هي مفتاح كل شر للإنسانية يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع رحم ، ومن مات وهو يشرب الخمر سقاه الله من نهر الغـوطة وهو ماء يجري من فروج المومسات- أي الزانيات يؤذي أهل النار ريح فروجه ) رواه أبو ليلى وابن حبان في صحيحة .
هل من الحب يا ( عيد رأس السنة وعيد الحب وغيرها من الأعياد الضالة ) أن أحيي لياليه بالزنى الذي دمر الكثير من الأسر ونشر الأمراض المهلكة في الشرق والغرب.. الزنا الذي من مارسه أغضب الرب وجمع خصال الشر كلها فلا نجد زانيا ولا زانية معهما ورع ولا وفاء بعهد ولا صدق في حديث ولا محافظة على صديق ولا غيرة على أهل ، يعيش الزاني والزانية دائما في فقر وفي وجههما ظلمه لا يعرفها إلا المؤمن .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم والذي أرسل رحمة للعالمين ( ما من ذنب بعد الشرك بالله أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في فرج لا يحل له ) وورد في كتاب الكبائر للإمام الذهبي أن من زنى بامرأة كان عليه وعليها في القبر نصف عذاب هذه الأمة و.في صحيح البخاري في حديث منام النبي صلّى الله عليه وسلّم الذي رواه سمرة بن جندب وفيه أنه صلّى الله عليه وسلّم جاء جبريل وميكائيل قال : فانطلقنا فأتينا على مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع فيه لغط وأصوات قال : فاطلعنا فيه فاذا فيه رجال ونساء عراة فاذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فاذا أتاهم اللهب صاحوا من شدة حرهفقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الزناة والزواني يعني الرجال والنساء .
فهذا عذابهم إلى يوم القيامة . فكيف يكون عذاب الزاني والزانية يوم القيامة نسأل الله العفو والعافية .
هل من الحب يا ( عيد الأم ) إذا بلغ الابن أو البنت سن الثامنة عشر في المجتمع الغربي يطلق لهم العنان فيستقلا عن بيت أبويهم باختيار مسكن آخر وشق طريق حياتهم بأنفسهم .. هل هذا هو حب الآباء لأبنائهم وحب الأبناء لآبائهم حتى أن الابن أو البنت ربما أمضى السنة والسنتين لا يسأل عن أبويه.. هل من الحب أن أقذف بفلذة كبدي في الشارع لتتلقفه الفرق الضالة والشلل المنحرفة فتأخذه إلى عالم الشر والظلام والضياع ..
هل من الحب يا (عيد الميلاد ) أن أتذكر ميلادي وأنسى أولادي لا أعلم مع من يمشون ولا ماذا يشربون وأين يذهبون إلى أن تقع الكارثة ويتعدى الخطر الكبار ليصل الأطفال فتقتل البراءة( بإدمان طفل في العاشرة أو الثانية عشرة على الهيروين والكوكائين)...
يا من تنتمون إلى أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم
هكذا هي الأعياد المصنوعة بأيدي البشر الذين وإن وصلوا إلى أعلى درجات التقدم العلمي والتكنولوجي إلا أنهم قد وصلوا إلى أنزل الدركات من الانحطاط والقذارة و الانفلات والتمزق والضياع في الأسر والعلاقات اجتماعية .. وصلوا إلى أنزل الدركات في العيوب ، والقسوة في القلوب .( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ) لماذا في ضلال مبين ؟
لأنهم ساروا على منهجهم وابتعدوا عن المنهج الرباني الذي إن ساروا عليه تحقق فيهم قول الله تعالى (( وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ) ))
أخواتي في الله
عيدنا الإسلامي مدرسة تربوية نتعلم فيها حقوق الله وحقوق الوالدين ، والجار والمساكين والناس أجمعين.. تأملوا في خُلق الرسول صلى الله عليه وسلم خير خلق الله وأطهرهم من أرسله المولى جل جلاله رحمة للعالمين.. تأملوا من حديثه لعائشة رضي الله عنها عندما قال لها أثناء تفريق لحم الأضحية (ابدئي بجارنا اليهودي ) وقال في حديث آخر ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ). ما أعظم عيدنا وأجمله ففيه التفاته إلى الجار و الفقراء والمساكين والناس أجمعين فالغني يرى كل ما حوله إخوانا فيتواضع لهم ويساعدهم ويتصدق على فقرائهم.. عيدنا فيه تتجدد الروابط الاجتماعية المستمرة طوال العام وتبلغ القمة في الصلة بين الأرحام والأقارب والزيارات بين الجيران وتبادل الهدايا ،وتفريح الأطفال بشتى أنواع الألعاب النظيفة..كل ذلك في جو ملؤه الحب والعدل والوفاء والإخلاص..
إن الله سبحانه وتعالى قرن عيدنا بركنين من أركان الإسلام الخمسة وهما صوم رمضان وحج بيت الله لتسمو فيه النفس الإنسانية إلى مكانتها العزيزة الكريمة فتكون كل أعمال الإنسان من ملبس ومأكل وتجمل وتطيب ومرح وفرح عبادة وطاعة وخير وسعادة لكل الناس إذا حسنت
فيها النية وقصد بها رضى الله سبحانه وتعالى....
فهل في عيد الحب أو رأس السنة وغيرها من الأعياد التي ابتدعها البشر شئ من هذا الرقي والسمو والفضيلة..؟!
نحن في عيدنا نتذكر آية من آيات الله سبحانه وتعالى ... يذكرنا برؤية إبراهيم عليه أفضل الصلاة والتسليم والتي قال فيها جل من قائل في سورة الصافات ( فبشّرناه بغلامٍ حليم * فلمـّا بلغ معهُ السّعي قال أنـّـي أرى في المنام أنـّي أذبحُـكَ فانظر ماذا ترى قال يا أبتِ افعـل ما تؤمر ستجـِدُني إن شاءَ اللهُ من الصابرين*فلـمـّا أسلما وتلّهُ للجبين * وناديناهُ أن يا إبراهيم * قد صـدّقتَ الرؤيا إنـّا كذلك نجزي المـُحـسنين )).
ما أعظم تلك الآيات الكريمات التي تربينا على الفضيلة والصلاح والطهر والفلاح ؛فلقد كـرّم الله سبحانه وتعالى إبراهيم صلى الله عليه وسلّم بغلام حليم اسماه إسماعيل وعندما أصبح إسماعيل عليه السلام قادراً على العمل قال له أبوه(إنّي أرى في المنام أني أذبـحُـك) وهذه الرؤية وأمثالها لا تأتي إلا الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله فهي خاصة بهم دون غيرهم ؛ فبعد أن سمع الابن استشارة أبيه أجاب إجابةَ المؤمن المسلم البار بوالديه المطيع بخشوع وانقياد لله الخالق ( يا أبتِ افعـل ما تؤمر) فلما أسلم إبراهيم وابنه عليهما السلام وانقادا إلى أمر الله يقول مجاهد : قال إسماعيل لأبيه : لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي عسى أن ترحمني فلا تـُجـهـز علي اربط يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي للأرض .. فعندما أوشك إبراهيم عليه الصلات والسلام أن يضحي بابنه من أجل الله وإذا بكبش أملح سمين والهاتف يقول اترك ذاك وخذ هذا فترك إبراهيم
ابنه إسماعيل وكـــانت آية ..
نعم إنها آية لكل إنســـان في عصرنا هذا وسائر الأزمان..
أخواتي الفاضلات
إذا كان هناك إنسا ن لا يعرف حقيقة الإسلام و يسأل: كيف يأمر الله بأن يذبح الابن ابنه وهو الرحمن الرحيم والذي أرسل محمدا رحمة للعالمين؟؟؟!!!
نرد عليه بما يلي :
هل ذبح إبراهيم ابنه؟ هل تحقق الحلم على أرض الواقع؟ الله سبحانه وتعالى عندما أمر إبراهيم بأن يضحي بابنه يعلم بأن هذا لن يتحقق وسوف يرسل له كبشا يضحي به بدلا من ابنه.. كل تلك الأحداث الموجودة في قصة إبراهيم يعلمها الله علام الغيوب قبل حدوثها يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن أول ما خلق الله القلم فقال له : اكتب ، قال يارب : وما اكتب ؟ قال : القدر فجرى تلك الساعة بما كان وما هو كائن إلى الأبد)).
إن الله أمر إبراهيم بذبح ابنه وهو جلّ جلاله ما أراد حدوثه على أرض الوقع وإنما أراد أن يعلم الجن والإنس حقيقة الإسلام وهو الانقياد والخشوع وتقديم حبه على حب أي أحد فنضحي بأموالنا وأنفسنا وكل ما نملك من أجل وجهه الكريم يقول جل من قائل ( فـلمّـا أسلما وتـلـه للجبين ) أي فلما استسلما وانقادا لأمر الله وفوضا أمرهما له..
يريد أن يربينا الله على طاعته وطاعة الوالدين ،وأن المؤمن معرض للابتلاء والامتحان في الدنيا فإذا صبر واحتسب وثبت على حب الله وطاعته كافأه الخالق بالخير الكثير في الدنيا والآخرة . إن إبراهيم عليه السلام عندما تجرد من عاطفة الأبوة وآثر حب الله على حب ابنه أصبح من المحسنين الذين بشرهم الخالق بجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا.
إن آية إبراهيم وغيرها من الآيات الكثيرة الموجودة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تعـلـّمنا أن الشدة سيأتي بعدها الفرج بإذن الواحد الأحد.
وما تمر به الأمة الإسلامية وغيرها من الشعوب المستضعفة من ضعف وهوان وتمزق وذل لن يستمر أبدا أبداً فسيأتي الفرج إذا عرفت دينها وعبدت الله على بصيرة وأحبت خير خلق الله أطهر البشر الذي لا ينطق عن الهوى واقتدت به في كل أمور حياتها .. في صلاتها وزكاتها ومعاملاتها وكرهها وبغضها وفرحها وحزنها ، وصومها وعيدها وكل أمور حياتها ..، وتعلمت وعلمت وعملت وصبرت واحتسبت حتى تكون النتيجة النهائية : سعادة وكرامة وعـزة يقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران الآية ( 68)( إنّ أولى النّاس بإبراهيم للذين اتـّبعوه وهذا النبيُّ والذين آمنوا والله ولىّ المؤمنين ).
فهل في عيد الحب وأمثاله مثل هذا؟؟؟!!!
يا من تنتمين لخير أمة أخرجت للنـّاس :
نحمد الله بأن فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا وجعل لنا عيدا يختلف عن كل أعياد الشعوب الأخرى لأننا نجتمع فيه أول ما نجتمع في أطهر بقعة من الأرض ( المسجد أو المصلى ) فنسمع الخطبة وفيها من التذكير بأمور الدنيا والدين وطرق الصلاح والفلاح ما يجعلنا خاشعين قانتين اقتداء بالصادق الأمين؛ عن جابر رضي الله عنه قال شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد فبدأ بالصلاة لا أذان ولا إقامة ثم قام متوكئا على بلال رضي الله عنه فأمر بتقوى الله تعالى وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهـن وذكرهنّ وقال يا معشر النساء تصدقن فإنّكنّ أكثر حطب جهنم فقامت امرأة فقالت : لم يا رسول الله فقال : لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير قال : فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين على ثوب بلال من أقراطهن وخواتمهن .
اللهم صلّي وسلّم عليه فبعد أن ذكّر الناس ووعظهم وحثهم على التقوى علم بوحي من الله أن أكثر أهل النار من النساء فتقدم إليهن رحمة بهن وأمرهن بالصدقة التي تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء وتطفئ الذنوب كما تطفئ الماء النار.
إن رسولنا وحبيبنا ومعلمنا وقدوتنا ونور طريقنا محمد صلى الله عليه وسلم رحيم بكل الناس رجالا ونساء شيوخا وأطفالا ففي هذه الخطبة نوّر النساء وبصّرهنّ بطرق السعادة طريق الجنّة وبيّن لنا في مواقف أخرى أن الشهادة والصوم والصلا ة والحج والزكاة ، والصدقة لا تكفي لوحدها للنجاة من النار فهناك أعمال كثيرة يجب أن نقوم بها بيّـنها لنا رسولنا وحبيبنا في كلام الله وسنته قال الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته( أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال : إنّ المُفلس من أمتي من أتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطـُرحت عليه ثمّ طـُرح في النـّـار). حديث صحيح رواه مسلم وغيره.
فهل في عيد الحب أو عيد رأس السنة أو غير ذلك من الأعياد الضالة مثل هذا؟؟؟!!!
يا من تنتمين لأمة محمد صلّة الله عليه وسلّم :
عــيدنا عيد رحمة ، وصدقة ، وبر ، وصلة للأرحام ، وتعاون ..
عــيدنا تظهر فيه أمة الجسد الواحد متوادة متراحمة متعاطفة ؛ فتتجلى هذه المعاني والصفات الدائمة بين الصغير والكبير والفقير والغــني والأبيض والأسود والأحمر لا فرق بينهم إلا بالتقوى..
عــيدنا عـيد فرح وسرور لحجاج بيت الله الحرام الذين من الله عليهم بأداء فرضهم ورجوعهم إلى أهلهم بإذن الله كيوم ولدتهم أمهاتهم على الفطرة الطاهرة النقية من كل ذنب وخطيئة..
عـــيدنا عــــيد مرح معتل كله حــب ورحــمة وفنون مبتعــداً عن كل فسق وفجر ومجون..
في العـيد تتجسد فيه أنبل الصفات الإنسانية وأرقها وأجملها صفة الشعـور بالآخر؛ فعندما نفرح ونبتهج لا ننسى بأن هناك شعوبا تظلم انتهكت أعراضها وسرقـتً أموالها معرضة للإبادة الكاملة ..
نحن عندما نسعد بعيدنا لا ننسى بأن لنا إخوانا في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من البلاد ينحرون في كل يوم أمام مرأى من العالم أجمع بلا ذنب اقترفوه سوى أنهم مسلمون..
نحن عندما نمرح ونستمتع بالأمن والأمان لا ننسى إخواننا الذين نحرت أطفالهم أمام أعينهم ، وهدمت بيوتهم على رؤوسهم وشردوا من أرضهم، لا ننسى السجن الجائر الظالم الذي يعيشه مئات الآلاف من ا لرجال والنساء و الأطفال ، والعجزه والمرضى في فلسطين اليوم ..
عندما تفرح الأسر المسلمة في العيد فتسعـد وتسعـد أطفالها تتذكر بأن هناك يتامى يبحثون عن حنان الأب ، وأياما فقـدن ابتسامة الزوج ، ومعاقين ومساكين يحتاجون إلى المساعدة...
نتذكر في عيدنا كل هؤلاء وأمثالهم فلا نسرف ولا نظلم ولا نفجر ولا نفسق ونلجأ إلى الله بالذكر والعبادة والدعاء لهم ، ومساعدتهم بكل ما يمكن أن يقدم لهم...
فهل في عيد الحب وأمثاله مثل هذا؟؟؟!!!
يا خير أمة أخرجت للناس :
التشبه بالكفار في أعيادهم وتهنئتهم بها حرمه رب البرية لأنّ ذلك بدعة ابتدعها النصارى وليست من الإسلام في شئ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه .. ويقول : بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول : أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة )) رواه مسلم
الاحتفال بعيد الحب وعيد الميلاد وغيرها من الأعياد المبتدعة لا يجوز لأنه تشبه بالكفار يقول الرسول صلّى الله عليه وسلم : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) رواه أحمد وأبو داود
فالحذر الحذر من مزالق الشيطان
الحذر الحذر من تلبيس إبليس
فلنتقي الله في أنفسنا وفي أولادنا
أمهات المسلمين يا من تنتمين إلى محمد صلّى الله عليه وسلّم
إن فلذات أكبادكن من بنييين وبنات أمانة في أعناقكن ستسألن عنها يوم القيامة فلا تهملن في تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة كما أن الأبناء والبنات إذا كانوا صالحين فهم يحتاجون إلى التذكير الدائم لأن الله سبحانه وتعالى قال ( ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) فالذكرى تنفع
من ؟ تنفع المؤمنين الصالحين ..
ذكروهم وحذروهم من السير مع قرناء السوء فالرسول صلى الله عليه وسلم قال ( المرء على دين خليله )
فليكن خليل ابنك مؤمن صالح ولتكن خليلة ابنتك مؤمنة تقـية صالحة لأن ذلك سيكون من أسباب السعادة والخير والأمن والأمان الذي سينعكس
على الأسرة في الدنيا والآخرة بمشيئة الله تعالى
يا فتيات الإسلام يا حفيدات عائشة وفاطمة وخديجة ..
الحذر الحذر من أن تتخذن أعداء الله أخلاء لأنهم يصدون عن الله
ويحاربون الله ورسوله ويحاربون القرآن وهذه الحرب لا تخفى على أحد
فالكثير قد شاهدها وسمع عنها من خلال وسائل الإعلام .
يا فتاة الإسلام إن أي محبة هدفها معصية الله تعالى فستنقلب إلى عداوة يوم القيامة يقول الله تعالى (( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) الزخرف ( 67)
أختي الكريمة ابتعدي من السير وراء عادات وبدع الضالين والمغضوب عليهم
ابتعدي عن طرقهم طرق الذل والهوان والحسرة والندامة يقول الله تعالى في سورة الفرقان (( يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ( 27)ا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلاناً خليلا ( 28) لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا )
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ حيث سئل عن الاحتفال بما يسمى (عيد الحب) والمشاركة فيه، فأجاب رحمه الله:
الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:
الأول: انه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة.
الثاني: انه يدعو إلى العشق والغرام.
الثالث: انه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم.
فلا يحل أن يُحْدَث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد، سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك.
وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه، وان لا يكون إمعة يتبع كل ناعق.
أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، وان يتولانا بتوليه وتوفيقه. انتهى كلام الشيخ
أيتها الأخوات الكريمات
قال تعالى ( إنّ الدين عند الله الإسلام ) .
وقال تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ) .
فالاحتفال بأعياد الكفار وما يصاحبها من فشق ومجون وانحلال ليس من الإسلام فاتقوا الله في أنفسكم وأبنائكم وربوهم في مدرسة محمد صلىّ الله عليه وسلّم قال تعالى ( لـقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخــر وذكــر الله كثيرا ) سورة الأحزاب الآية (21)