حال محاكمنــــــــــا اليوم ...

 

إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أما بعد ،،

نعيش في زمن غريب ، أصبحت فيه القوانين والتشريعات الوضعية هي السائدة ، هي اللتي يتحاكم بها الناس بين بعضهم البعض ، أحكام وقوانين لاندري من أين أتت ؟ ولا من وضعها ؟ ولا نعلم واضعها من أين أتى بها وعلى أي شي اعتمد في وضعه لهذه القوانين ، هل اعتمد
حين وضع قوانينه ودستوره على القران ؟

أم هل اعتمد على الوضع الاجتماعي ؟ أم اعتمد على محافظته لسياسة الدولة اللتي يقيم بها ؟ أم وضعها حين وضعها يظن انه اعلم بما هو خير للبشريه من قوانين الله عز وجل التي وضعت فالقران الكريم ؟

ألان نرى السارق يسرق مرة ومرتين و ألف ولا تقطع يده ، بماذا يعاقبونه ؟ هل بحكم الله ؟ أم بقوانين بلادهم ؟ و نسوا قوله تعالى : ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ، و يسرق و يسجن و يسرق ثانية و يسجن ،

والله أن السارق لو علم أن يده ستقطع لفكر 100 مرة قبل أن يسرق ، والزاني يزني سرا وعلانية ، و يجاهر بما يفعل ، وهناك أناس يتفاخرون بين أصحابهم و يتسابقون بين أصدقائهم إلى الزنا ، نسال الله السلامة والعافية ، دعنا نتسأل ؟ لما لا يفعلون هذا ؟؟؟؟

وكل الأمور مهيأة أمامهم ، الدول تسمح بهذا ولا يوجد قانون رادع ، بل بعض الدول هي من تسمح بهذا الزنا علانية عن طريق نشر الملاهي الليلة والمقاهي اللتي يعمل بها الغانيات ليلا ، ويقولون ( حرية شخصية ) أي حرية ينادون بها ؟

أي منطق يتحدثون به ؟ فأين الحكام ؟ أين رؤساء الدول ؟ أين القضاة ؟ أين الأحبار ؟ أين واضع الدستور ؟ أين واضع القوانين ؟ ونسوا بذلك قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) ، نعم فلو علم الزاني أن 100 جلدة تنتظره لما زنا ، أو على اقل تقدير لن يجهر بزناه ويشجع الآخرين على فعل ما قد فعل ،

والزانية أيضا لو علمت ما هي عواقب ما هي مقدمة عليه فالدنيا والآخر لارتعدت ، ولكن ألان وفي زماننا هذا يزني الزاني وهو على يقين انه كل ما ينتظره السجن لبضعة اشهر أو على اسواء تقدير لبضع سنين ، لماذا يسجن ولا تشدد عليه العقوبة ؟ يقولون رأفة به وبأهله و يطالبون بحقوق الإنسان ،

لو كان هناك تهاون في فرض من فروض الله لكان الرسول صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتخفيف العقوبة ولك الرسول عليه وعلى اله وصحبه الصلاة والسلام عندما أتته امرأة قد حملت سفاحا وقد تابت ، فطلبت منه أن يقيم عليها الحد ، هل قال دعوها ؟ اعفوا عنها ؟ لا بل قال اذهبي حتى تضعي حملك ، وقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم صدق توبتها عندما جاءت إليه تحمله ، فطلبت أن يقوم عليها الحد ، فقال عليه الصلاة والسلام لها ارجعي حتى يفطم ، أو كما قال عليه الصلاة
والسلام ،

وجاءت و أقيم عليها الحد رجما حتى الموت ، هل تراجع الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا ؟ أين قضاتنا ، أين أصحاب القوانين الوضعية ؟ الذين يقولون أن هذه القوانين تتناسب مع عصرنا ، ونسوا أن القران فيه جميع القوانين والأحكام الشرعية التي تصلح البشرية حتى قيام الساعة ، ويقول الزاني لنفسه زنا..... فمتعه...... فسجن

......والسجن راحة ينام ويأكل ثم ينام و يأكل ، هل هذا هو عقاب الزاني ؟ أين قول الله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ المُؤْمِنِين) .

وشارب الخمر أيضا ، هل يجلد 80 جلدة ؟ لا نقول جميع الدول بل معظمها لا يطبق هذا القرار ، هذا الحكم ، هذا القانون الذي أنزله الخالق عز وجل ، بل الآن دولنا المسلمة !! دولنا العربية !! هي من تساعد على انتشار الخمر بحجة ماذا ؟ هناك كفار في دولنا ، هناك غربيون في فبلادنا ، هناك صليبيون مقيمين لدينا ، وهم بحاجة للخمر ، انظر !!!!!!!

لم يكتفوا بالاعتراف أن الغرب والصليبين يقيمون على ارض المسلمين ويتمتعون بخيرتها لا بل يعترفون بتلبية حاجاتهم من خمر وميسر ومنكر والعياذ بالله ، أين جلد شارب الخمر ، هل أيضا حرية شخصية في بلادنا ؟ لماذا نحن عندما ألبسنا فتياتنا في فرنسا الحجاب لم يعترفوا بالحرية الشخصية ؟ الغريب!!!!! ألان ما نراه في لبنان من منظمة حقوق الإنسان هذه الأيام ؟ يطالبون بمنع قانون الإعدام وانه غير إنساني ، وانه لا يجوز معالجة القتل بالقتل ، وكأنما هذا القوانين دنيوية ،

لا يعلمون أنها أحكام وقوانين ربانية ، وضعاها الخالق العظيم فالقران الكريم ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم ) ، فالقاتل يقتل ، هل ألان كل من قتل يقتل ؟ بل نرى القاتل يخرج من جريمته بمجرد اتصال هاتفي لانه ابن فلان وعمه فلان وخاله فلان ، والبعض يحكم عليه بالقتل ، ولكن بعد الاستئناف يخفف من الإعدام إلى 10 أو 15 عام سجن ،

ولو اطلعنا على ملفاتنا في محاكمنا سنرى مالا يطيقه قلب ولا سمعته أذن ، ولو علم القاتل انه مصيره هو سيكون مصير القتيل لما تهاون في إزهاق روحه ، فلا بد من القصاص فالسارق تقطع يده ، والزاني يجلد ، و شارب الخمر يجلد والقاتل يقتل ، والجروح قصاص . قال الله سبحانه:
( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَن لَمْ يَحْكُم بِمَآ اَنْزَلَ اللّهُ فَاُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)

قرأت منذ أسابيع في إحدى الصحف خبرا مفاده يقول بان قاضيا باكستانيا قد حكم بسكب مادة سائلة حارقة في عين أحدهم لأنه سكب نفس المادة الحارقة على وجه إحدى الفتيات لأنها رفضت الزواج به ، وقد أصيبت بالعمى لان المادة أصابت عينها ، وبالفعل نفذ الحكم أما الناس و أصيب بالعمى ، فالجروح قصاص ، و كما تدين تدان ،

أين قضاتنا من هذا القاضي ، أين ولاة أمورنا ، أين الصحوة الإيمانية الرادعة ، ما لفرق ألان بين قوانيننا وقوانين المشركين ؟ هل هناك فرق ؟ أين من وضعوا القوانين الأحكام والتشريعات البعيدة عن دين الله ، وضعوا ما قد يتناسب مع مصالحهم أو خوفا من رؤسائهم ، ولم يخافوا من الله عز وجل . اللهم اصلح ولاة أمورنا ، اللهم حكم فينا شرعك ، اللهم لا تحكم فينا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا و سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
.
حسن حاتم

الكاتب: حسن حاتــــــم
التاريخ: 01/01/2007