رِبـَـاط الشـِّعــْــر....أتـَتـْنِـي مَعَ الأحبابِ منـك الرَّسَائـِـلُ ...

 


بسم الله الرحمن الرحيم..


رِبـَـاط الشـِّعــْــر....
......................................
.....................................


أتـَتـْنِـي مَعَ الأحبابِ منـك الرَّسَائـِـلُ
فـَرقَّ لهـَـا دمـعٌ مـنَ العيـْـنِ هـَامـِـلُ

و كـَانَ لـَهـَـا بيــنَ الليـالـِي تـَصـبـُّـرٌ
يَشُـقُّ على نفسي و نـَفسِي تـُطـَـاولُ

تـُبـَاهِي بكم حَربٌ ركبتـُـم غِمـَارهـَا
و سـِرتـُمْ لـهـَا من كـلِّ فــجٍّ أوائـِــلُ

و فـَـارَ بـِها تـَنـُّـورُ مـَــوتٍ مـؤَجَّـجٍ
لأعْـدائِـنـَـا قـَــدْ أوقـَدتـْه الفـَصَـائـِـلُ

تـَصُولُ بها الفُرسَانُ شَرقاً و مَغربَـا
و مَا تـَعبــَـتْ بـَـذلا و مَا كـَلَّ بــاذلُ

و مـا شـَحَّ من أهـلٍ لها يـوم قحطِهـا
و ما عَـزَّ فـُرسَـانٌ و ما ضلَّ صَائـلُ

و يدعــوا أخو الفرسان أقـلامَ قـَومِـه
لتـَسمـُـوا بـاقــوالٍ لــَهُـنَّ المـَـنـازلُ

و تـَبنـِي صُرُوحاً قلَّ مـا شِيْدَ مثلـُهـَا
و تـَزهــوا مناراتٌ و تـُبنـى معـاقـلُ

و إن حُـروفـي لو أمَـاطـَت لثـَـامَهـَـا
تخـِـرُّ صَنـاديـدٌ و تـُردَى جَـحـَافـِــلُ

أتتكـُمْ و قد أبدَتْ لديـكـُـم خُضُوعـها
و كـَانت على الأعداءِ كِبْراً تـُخَايـِـلُ

فخـَـلِّ حُروف الشِّعـْـر تزهوا فإنـَّهـا
جَوارحُ من حَربٍ لحـَربٍ تـُسـَاجــلُ

أنـا سِـبطُ حسَّـانَ الـذي كـانَ شـاهـداً
و روحيَ في جَنبـَيَّ شـوقـا تـُعـامِــلُ

فـشِعـْـرِي إذا أسْـتـَلــُّـهُ كان قـَاطـِعــَا
و قـَـولـِـي إن أطْـلقـْـتـُـه لا أجـَـامِــلُ

يـَــطـْـوفُ بذكر القوم قـلـبٌ معَـلـَّـقٌ
و يُلقـِي باثــقـالٍ لدى الأهــل راحـلُ

و إنِي عـن الفـُرســان بالحـق دافـِــعٌ
و إنــي عـن الأحبـاب صدقـاً أجـادلُ

و إنـــي لأرجــو الله فــَـوزاً أنــَـالـُـه
شـَهــادة إقـْـبــالٍ عـَليـْهـَــا أبــَـاهـِـلُ

تـَتـُـوقُ لِلـُقـْيـَا المَشْـرَفـِيَّات أضلـُعـي
فتـَصدَحُ في روض اللـِّقـَاء البـَلابـِـلُ

فـَـو الله مــا طـابـت حيــاةٌ حَيِـيْــتـُهـا
و اخوانـُنـا ضَـاقـتْ عليهـِم و سـَائـِـلُ

و مَا مَسَّـني مَـسٌّ و قد مَـسَّ بعضَهُـم
من الوهـْن ما يُدمي و بـَـانَ التـَّخَـاذلُ

كتـبـتُ قصيـداً طـال بالحـَـقِّ بـَـاعـُـه
إذا أشـكـَلـَتْ عند الرِّجَال المـَـسَـائــلُ

و أرعى حدودَ الله شـَرعـَـا و سُــنـَّـةً
إذا غـَـالَ فـيـهــا جاهـلٌ أو مُمـَـاطِــلُ

رأيـت حُمَـاةَ الـدِّيـن قَد ذاعَ صِيتـُهـُـم
و أسْمَـعَ ما لم يـُسمعِ الصـَوتَ قـَائـِـلُ

فمن قـَالـَهَــا أدى إلـيــهـَـا حـُـقـُوقـَهـا
و من جَــاءَها يرجوا وِصَالا يـُواصِلُ

فيحـمــل حـبـَّـات الثـُّـريـَّـا بِكـَـفــِّـــهِ
و يَـنـثـر لألآءاً فـتـَزهـُوا الخَمَائــِــلُ

أبـَـاهِي بكم أهـل البُطـولاتِ كـُلـَّمـَــا
رأيـتُ سـُيـُوفـَا بـأسـُهـُـا لا يُــمـاثــَلُ

و إنـِّي و إن عيـَّت دروبٌ قطـعـتـُهَـا
فإني أخـَـو شـَـدَّادَ في الحَربِ بَاسـِـلُ

و ما نلـتُ مِعشاراً لِمِعشـَارِ بَعضِهِـم
يَجـُـودُونَ بالارواحِ إن شــحَّ بـَــاذلُ

كتبــتُ لهـُـم حتى تـَـراءتْ مَحَامــــدٌ
و طابـَـتْ عناقيـدٌ و طـالـَتْ جَـدائــلُ

و كـُنت أرُوْضُ الشِّعـر حتى أخـُطـُّهُ
فـَيَحـْتـَالـُـنـِـي بيـتٌ و بَـيْــتـَـاً أحَـايـِلُ

و يَطـرُقـُني بيتٌ تبـاهــا بِوَصْـفِـكـم
فـتـعـلـُـوا لـكـم بيـن الأنـَامِ الشَّمَائـلُ

مفـَـاخـِـرُ تأتــيـهـا الـرَّزايا أسـِـيـْـرةً
و تنـثـر من مسكٍ عـليـهــا الأنـامـلُ

أمــيـــرٌ و قــد نــادى أحـبـاء عـنـده
فَصُـفـَّـتْ دواويـنٌ و جَـادتْ جَحـَافلُ

و أورقَ عــودٌ بعــد أن كانَ يَـابـِسَـا
و طـَابتْ رياحـينٌ و سَـالتْ جـَـدَاولُ

أخـِـلاء لا عيشٌ لِمـَـنْ عَاشَ بَعـدَكـُم
و لا مَجـــد يَـدنـوا منكـمُ أو يـُطَـاول

ركبتـُم غِمَـارَ الحَربِ سَبعـَاً طويلـَـة
و أعْيَـيْـتـُمُوهـا فاستقـالـَتْ مَحـَامـِـلُ

و كنتـُمْ رُعُـودا أبرقَ المَوتُ عِندَهـَا
فـَدُكـَّت على ضَربـاتـِهِـنَّ السَّـلاسِــل

بـِحربٍ ضَروسٍ جنـَّد الكفـر أهـلــَهُ
و بانت لهم عـنـد التـَّلاقـِي الـرَّذائِـلُ

و أيـَّـدهُ سَقـْطٌ و مـَـن بـَـاع ديـْـنــَــهُ
و سَـانـَدَه في غـَزوِ بـَـغـدادَ سَــافـِـلُ

و إن لأهــل الكـفــر مـكــرٌ و إنــَّــهُ
لـيَـرغـَمُ مَـنْ لـُفـَّتْ عليـهِ الحَـبــَائـِلُ

نَحـُزُّ رقـابَ الكـُفـر حَـتـى نـَـرُدَّهــَا
الى أهـلـها إن عـَالَ بالجـَهـلْ عـَائـِلُ

فـَـوالله لـَـولا أن لـلــْحـَــــقِّ أهــْـلــُهُ
لسَـاقـَت نـِسـَاء المُـسـلـِمـِين الأراذلُ

تـُعــَـيـِّـرُنـَا الأعــداءُ أنـَّـا قـَـلائـِـــلٌ
و مَا عَابــَـنـَـا أنـــا بـُـدورٌ قــَـلائــِـلُ

و لـكــنهـا الفـتـيـان إن جـدَّ جـدُّهــَا
تـُصـَارعُ قـِطـعـَـان الذئـابِ الأيائِــلُ

فأبشِـر فـذي الأيـام قد طالَ سعـيـُهـا
و بـَانت بأرض الرافـديـن المـراجِــلُ

وإخـوانكـم مـن كـل أرض تقاطــروا
و ضاقـت بهـم عــن اللقـاء الـمحافـلُ

فــإن يـَكُ لـي يـومان يـوم لنـصركـُم
و يـَومٌ تـَرانِـي عَـن حـمَاكـُم أقـَـاتـِـلُ

و إن كان لي في رأيكم غير ما ترى
سأعـزُبُ عن رأيي لِمَـا أنـت قـائــلُ

يدورُ على قـلـب الفتـَى بعض هـَـمِّه
و يـَطـرُقـُـه فـي كــلِّ أمـرٍ تـَسـَـاؤلُ

أيحمي حياض الدين من باع نفـسَـه
و يَـركـنُ للـدُنـيـَا أمـيـرٌ و جـَـاهـِــلُ

و يلبـس أثــوابَ المـنـَايـَـا شـَبَـابـُنـا
و تـَمـضِي بهم مـن كـلِّ فـَجٍّ قـَوافـلُ

أقـامـُـوا بهــا من كــلِّ أمــرٍ سَنـَامَـه
و كانت لهُم في كـلِّ فـَرضٍ نـوافـِـلُ

فإن يَـكُ و سعَ البحر صبرٌ فـإنـَّـهــم
يحــدُّونـَـه من كــلِّ حــدٍّ ســواحـــلُ

سـللت نيــاط القلـب حتـى تقطـعــت
و صـُبَّ عليها عنـد رؤيـاك وابــــلُ

فـلا بـُـدَّ أن يَـلـقـَى مـُـــريــدٌ مــرادَهُ
و تــؤوي الى سَـاحاتـِهـِنَّ الأصـايـل

فضربا على الأعناق حتى نـَرُدَّهـُـم
تـُقــَرِّعـُهُم عـنـد السَحـَـور الـزلازل

و جـَهـِّز رِبَـاط الشـِّعـْر إني مـفـاخـر
و ذكـِّر عسى أن يعرف الحَقَّ غافـلُ

...........................................

موفق الجبــــوري....2009
...........................................


الكاتب: موفق الجبوري
التاريخ: 24/01/2010