فحيّهلاً بعُمر |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب وصحبه ومن والاه،،،
إهداء للمقتدين به
إهداء للمقتفين أثره
إهداء لكل روحاً عُمريه
إهداء إلى روحي
سأبدأ من النهاية قبر يغطي أطهر جسد ...في أطهر بقاع الأرض بعد مكة
وطهارتها تنبع من إحتوائها للحق ورأسه ..
هو قبر الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه
الذي بنفس المكان أرتفعت روحه وأرتقت مع "اللهم الرفيق الأعلى "
فخلفه الخليفة الصدّيق الصديق الصاحب في الحل والسفر
"ثاني أثنين إذ هما في الغارإذ يقول لصاحبه لاتحزن"
فنال الجوار البرزخي فبجانب قبر صاحبه دُفن.. وكأني بروحه الآن تُنعم في عدن
نعم فهو المُبشر بالجنة الفائز برضوان ربه "ولسوف يرضى "
ثم قبراً أحتوى خليفة خليفة رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه
قبراً ضمّ أمير المؤمنين ...ومعز الإسلام والمسلمين ..والمفرق بين الشك واليقين
وهنا ...سأصقل الحرف ...وأسيل الحبر على الورق ...
وأطرد فلول البغض والحقد والجبن،،
عُمر بن الخطّاب رضي الله عنه ..أسمٌ ..جلجل قلبي إجلالاً له وهيبه...وخفق له محبتاً وتوقيرا
رأيته في رؤيا والحمدلله رأيته شامخاً كما ذكره التاريخ ...عزيزاً بإسلامه
فرضي الله عنك وأرضاك
بعد ذلك
رسمته لوحه مُعلقه بالسماء إطارها النجوم العاليات ..!
كتبته شعراً بوزن السمو وقافية الشجاعة وبحر التقى..!
فأمتزجي ياحروف الهجاء لا لتتراقصي ...فهذا عُمر رضي الله عنه
بل أمتزجي بصمت وترنمي بترديد اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين
فأعز الله الإسلام بعُمر رضي الله عنه
رجل ضمضم ..ولقول الحق مُلهم جهبذ
كم أرتعد أعدائه عند ذكر أسمه ..!
وكم "جعل الله الحق على لسانه وقلبه"
يقول ابن الجوزي" وأعلم أن عمر رضي الله عنه ممن سبقت له الحسنى"
رجل نحرير ..رجل زاهد..رجل شجاع ..رجل غيور
صاحب علم وفضيلة
فهاهي الأحاديث والأخبار ...حفظت وروت لنا عن هذا الرجل
سطوراً شاهده
"بينما أنا نائم شربت –لبن-حتى أنظر الرّي يجري في أظفاري ثم ناولته عُمر "قالوا فما أولته ؟قال :العلم " توقيع: محمد صلوات ربي وسلامه عليه
إذا ذُكر العلم والشرف ..فحيّهلاً بعُمر
وهاهو خيط نور آخر
يقول حبيبي صلى الله عليه وسلم"بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا أمرأة تتوضأ على جانب قصر قلت لمن هذا القصر؟ قالوا ...لعمر ،فتذكرت غيرتك فوليت مدبرا"فبكى عمر وقال أعليك أغار يارسول الله؟
لله درك ياعُمر ..حفظت حدود الله ..فحفظ الله حدودك
ورفعت شأن الإسلام ..فرفع الله شأنك
وخشيت الله حق الخشيه ..فأنزل الله على قلوب الخلق من جن وأنس هيبتك
فهاهو الشيطان هارب فار منك "مالقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك"
إذا ذُكرت الهيبة ..فهو لها ملك..فحيّهلاً بعُمر
عُمر رضي الله عنه شديد الإتباع والنصره
"أرأف أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عُمر"
فياقارئ السطور ..لاتلم الدموع إن جرت ،ولا تُحاسب نبضات القلب إن زادت
فهذا عُمر رضي الله عنه
رحم الله من قال
يامن رأى عُمراً تكسوه بردته ..والزيت أدم له والكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقاً..من بأسه وملوك الروم تخشاه
وإذا سُئل من الحبيب ؟! ...فحيّهلاً بعُمر
مفاوز ومفارق
في عام الرمادة أكل الزيت حتى قرقر بطنه فقال قرقر أولا تقرقر فوالله لاتذوق السمن حتى يشبع أطفال المسلمين ..!
فكيف لو رأيت اليوم أطفال المسلمين؟!
وهاهي الدّرة تشتاق لك ...وتحن لعدلك وقوتك في الحق
فتأدبي يانفوس البشر ...وربي دّرة عُمر لم تفنى وستعود إن شاء الله
وهاهي صلاة التراويح ...تشهد وتذكر من أحياها ..فجزاك الله عنا ياعُمر خير الجزاء
كلمة باقية ...وسطوراً شامخة ...
فأين من تغشى بثوبه ..!
وأين من وضع أصبعه على أذنه؟!
"إذا ذُكر الصالحون... فحيّهلاً بعُمر "توقيع: علي بن إبي طالب رضي الله عنه
فأخرسي يا ألسن مبغضيه ..وأحترقي يا أفئدة حاقديه
فهذا ابن الخطّاب ...عُمر رضي الله عنه
وإذا ذُكر الإسلام ...فحيّهلاً بعُمر
حنين وأمجاد
لعمري كم أشتاقت الأمة لأمثالك
فكأني أسمع الصيحات والتكبير ...وصهيل الخيول والسيوف ..وأرى رهج السنابك في عيني تضئ،،
فعراق العروبة وشام النُصرة ...قد نُحتت بها عزة من عزتك
فالقادسية ودجلة والبصرة ...ونهاوند وجرجان وأذريبجان... وغيرها كثير كثير
تخضبت أرضها بدماء رجالك ...وجبالها بأصدائها تقول مر من هنا عُمر..!
فإن ذُكرت العزة ..فحيّهلاً بعُمر
دموع خشيه وخوف ...شاهد ودليل لك ياعُمر!
كان في وجهه خطان أسودان من البكاء
فهل بكى على دنيا ؟!
لاوربي كان يمر بالآيه في ورده بالليل فيبكي حتى يسقط ويبقى في البيت حتى يُعاد للمرض
وكان يقرأ في صلاة الفجر "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله "فيُسمع نشيجه وبكاءه
فإن سقطت دمعة الخشوع ..فحيّهلاً بعُمر
جبل أحُد ...وحكاية لاتُنسى
رجف رجفه فكيف لا يرجف وفوقه ثلاثه من أفضل الخلق
فهُدأ ب"أثبت أحُد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان "
ردد كثيراً "اللهم أسألك شهادة في سبيلك وموتاً في بلد رسولك "
ونال الشهادة في بلد الرسول صلوات ربي وسلامه عليه
فطعنته يد النجاسة والنحس...
طعن عُمر وهو قائم يصلي ..طُعن بثلاث ضربات على ...
يد الحقير "أبي لؤلؤة المجوسي"
طُعن ..وسال دم لطالما أحترق لأجل الدين
طُعن ..وتألم جسد لطالما تعب من أجل الدين
طُعن عُمر فلعنة الله على طاعنه وفي جهنم أحرقه وأرداه...
تساقطت الدموع مع هذه الشهادة ..كيف لا نبكي وقد فقدت الأمة عُمر ..!
وأقول كما قال سعيد بن زيد عندما بكى قيل له مايبكيك؟ فقال على الإسلام أبكي ..إنه بموت عُمر ثُلم الإسلام ثلمة لاترتق إلى يوم القيامة "
فجبر الله مصابنا ومصاب الأمة الإسلامية بفقد هذا الجبل الأشم
همسة ..أمة محمد لم تعقم أرحامها أبداً ولن تعقم ستنجب رجلاً كعمر ..
وهذا لن يكون إلا إذا تكونت معاني الإيمان الصادق والعزة السامية في النفس والإنتصار الحقيقي للدين لا لحظاً ونصيباً للنفس فيه ،،
فأنتظري أمتي أنتظري
فعقود اللجين بقلبي رتبتها وعلقتها ..وسيوف الحق من الغمد أخرجتها وصقلتها
والتكبيرات بدمي قد رددتها وروضتها ..فإن مات عُمر فلكِ مني عُمر أمنية بنيتها
فأسأل الله الذي أعز الإسلام ونصره بعُمر رضي الله عنه أن يعز الإسلام بنا وينصرنا به وينصره بنا،،
ويجعلنا ممن يربي للأمة رجلاً كعُمر هذا ويرزقنا الصدق بالقول والعمل
وأشهد الله أننا نحب عُمر ولو لم نعمل بعمله فيارب لاتفرق بيننا وبينه في الجنة ورضي الله عنك وأرضاك ،،،،
وإذا ذُكرت الجنة والرضوان ..فحيّهلاً بعُمر
حُرر بحبر هِمة عُمريه...وشكيمة فاروقيه ...في زمن الحنين إلى عُمر رضي الله عنه
أمجاد أمتي ...قد نذرت..وأفناها الله إن بدلت..!
فجر الجمعة 12-2-1433هـ