النـُّـجـوم الـبيــِّـنـة...قصيدة في علماء الأمة الإسلامية

النـُّـجـوم الـبيــِّـنـة...


قصيدة في علماء الأمة الإسلامية



دارَ فــي رأسـِـيَ هـَـمٌّ أوهـَــنــــَهْ......و طغـَى جـَهـْلٌ بـقلبي فـَـتــَـنــَه


قـَـادهُ حتى ارتـمَى و سـطَ خلافٍ......و حــروبٍ بيــنَ أهــلٍ مُعلــَنـَـه


كــانَ يخـتـالُ أمـَـامَـيْ و يـُبــاهي......بابتسامــاتٍ و يُخفــِي شَجنـَــه


داؤهُ فـي كـُـلِّ قــَـلــبٍ مـَـيــــِّــتٍ......حيثــُما مـُكــِّنَ منـْـهُ استوطـَـنـَـه


يتـبـَعُ الأعــداءَ بحثـَـاً عـن دلـيـلٍ.......و ســطَ أفكـارٍ لهـم مُستهجـَنـَه


و دُمـوعٌ كـَـاذبــاتٌ هـَــامــِــلاتٌ.......فــوقَ أهــدابِ عيونِ الخـَـونـَـه


كـُــلـَّمــا أخـطـأ فـِـيـْـنــَـا عـَالــمٌ.......غـُرِسَـتْ فيـه سِهـَـامُ الألسـِـنـَـه


و إذا أفـتـَى بـِـرأيٍ و اجـْــتــِهــادٍ.......و لأسبـابَ يـَـراهـَـا حـَسـَـنـَـــه


و لـهُ فـيــهــا دليــلٌ مــن كــتـابِ......الله أو ســنــةِ حـــقٍ بــيــِّـنـــَـة


فطنٌ يـُفـــتي لـنــا فـي كـــلِّ أمــرٍ......بـِـأحــاديــث بـِـه مُـقــتـَـرِنــَــة


و مـِـنْ الآيات مَـا أحـْـكـِم مـنهـا........و الـــذي أشكلَ مِنـْهـَا بـَـيـَّـنــَه


عارفٌ بالحال لا يـَغـْـفـلُ عــنهـا.......فـطِنٌ يـَروي دروبَ العَـنـْعـَـنـــَه


و اذا حـــــدَّث في أمــرٍ بـِـعــلــمٍ........كـلٌ ما كانَ ضـَعـيـفــَاً وهــَّـنـَه


يُمسك القولَ على الـناسِ بـِحـلـمٍ.......و لسـَـانٌ جــارحٌ قـد سـَجَـنــَــه


و فــُـؤادٌ خـَافــِقٌ فـِـيـهِ يــُراعــي......حـُرْمـَـة الــديــن لِحـــقٍّ رهـنـَـه


نـَـالـَـهُ القــَـولُ فلا حِـفـْـظٌ لعرضٍ......و جُحـُـودٌ مــن عـقــولٍ نـَتـِنـَـة


و أتـَت تـَطـلـُبـُهُ الغِــلمـَانُ سَعـيـَاً.......قـَطـَّعت جَوراً ظُهور الأحصِـنة


ضـَاقـَتْ الأحلامُ و الأفهـامُ منـهـا.......بَعـد أن ضَاقت عليهـا الأمكِنـَـة


و لـَقــَـد خـَالـَجـَـنِي هـَـمُّ و دارت.......بي أحَـاديـْثُ اسْتـيَـاءٍ مُحـزنـَـة


فِـتـْـنــَة نـُوقـِظـُـهـا فـي كـلِّ يـومٍ.......بَعـْـد أن كانت بليــلٍ كـَـامـِـنــَـة


و نزيـدُ النـَّار مِـن جَهـْـلٍ و قـوداً.......ثــمَّ لا نَحصـِـدُ غـيـر الأدخِـنـَـة


و لـقـَـد حـُكـِّمَـت الغِـلـمَان فـيهـا...... بِعـْـد أن صَــمَّ فـَـقـِيــْهٌ أذنـــَـــه


بعد أن كانت بِبابِ الشـيخِ تـَثـني.......رُكـَـبـَاً للعلـم شــَوقـاً مُذعـِـنــِـة


تـَركـَت مَجلِسَـه جَهلاً و كـِــبـْرا........و اكتـَسـت بـِـزة فـُحشٍ خـَشنـة


لا يكفـون عن الجرح بأهلِ الحق.......أو لــَـمــْـزٍ لـَـهـُــم أو دَنــْـدَنـــَه


إن للـعــَـالــِـمِ رأي فـــي أمــُــورٍ......غـَـيـْـرُهُ قــَـد لا يـَراها مُمكـِـنــَـة


و له فضـلٌ كـبــيــر لا يــُــوارى.......و لــهُ فــي كــلِّ حـَرفٍ حَـسَـنـة


و الذي يـُـفـتـِي بـِمـَا يـُمـليـهِ ربُّ........الدار كـَيْ يَحـيَـا حـَيـَـاةً آمِـنـَه


يـُـسْـقـِـطُ الآيـاتِ فــي الاحــداثِ...... كــَـي يــَحــمــِـلَ منهــا مـُـؤَنـَـه


و إذا سَـاقَ حـَديـثـاً فـيه ضـَعـفٌ....... قـَـال لي شيـخٌ بأمـسٍ حسـَّـنـَه


كــــَـم أمـيــرٍ فاجرٍ أعـرضَ عنه.......و عــَـدوٌ فــي بـِـلادي مَـكــَّـنــه


و شيــوخٌ فــرَّقــُونـَـا فــي دروبٍ......خلفَ أحداثِ الظروفِ الرَّاهِـنـَة


قــيـَّدونــا في دهــالـيــزِ خـــلافٍ......و بأمـــراض القـلـوب المُزمـنـة


و شـيـــوخٌ أرخـَصـُــوا الأرواحَ........فــي حـَـربٍ رَحـَـاهـَا طـَاحـِنـَـة


و شيـوخٌ أرعَدُوا في قلبِ رومـَـا.......و على كلِّ الـرؤوسِ العـَـفـِـنـَـة


و شيـوخٌ في فلسطيـن تــُبـَاري.......جَـبـْهـَـة الشمسِ بنفـسٍ فـَطِـنـَة


و شيــوخٌ كتب التاريـخ عـنهـم........سـِـيـَـراً مثـل النـُّـجـوم الـبيــِّـنة


فـَإذا فارِسـُــهـُــم قـــَال هـَـلمُّـــوا.......أدرك السـَّيـفُ بِصـدرٍ مَوطـِنـَه


و اذا فارســُهـُم ســَارَ لــِحـَـربٍ........و لهـَـا أجـرَى بـِـبـَحـْـرٍ سـُفـُنــَه


و اذا الزرقـــــاءُ أهـْـدَت لـبلادي.......فـَارســـاً خـَـاط بمَجـْـدٍ كـَـفـَنـَــه


يَا أبا مِصعبَ كـَم شوقٌ عَـرَانـِي.......لـِـتــُرابٍ فــِي بــِلادي سَـكــَـنـَـه


أيـن يـَا شـَيـخيَ قـَد نِمـتَ بأرضٍ.......تـحـت خدَّيــكَ أراهــَـا آمـــنـــه


لو رثـَيــْنـَاك فـَمـَا للـشـِعـْـر حولٌ......فـَالقوافي من شَجاهــَا حـَـزِنـــَه


أو بَكـيـنـَـاكَ فلـعــيـنـيـــنِ دمـــعٌ......مـِنْ هوى بغـدادَ أجـرى مـُـزُنــَه


...

و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم..

..

موفق الجبـــــوري

...