أرسل 40 رسالة استنكار ..وخطبة جاهزة عن نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ..

 




عبر هذه الصفحة يستطيع كل فرد غار على النبي صلى الله عليه وسلم أن يرسل رسالة استنكارية ( 40 ) رسالة بضغطة زر واحدة وذلك لوزارة الخارجية الدانمركية و40 سفارة من سفارتها

وذلك بوضع إيميله وسترسل الرسالة باللغة الدنمركية فلا تبخلوا على أنفسكم بالأجر ودافعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصلوا صوتكم حتى يعلموا أي جرم اقترفوه وأي عمل شنيع قد فعلوا

رابط الصفحة

http://islamselect.com/naby/index.php?pg=send

وإليكم الخطبة

رابط الخطبة مسموعة ومقروءة

http://www.islamav.com/index.php?pg=mat&subjref=1881


نص الخطبة

والتي هي بعنوان ( أنصر نبيك يا مسلم )

بسم الله الرحمن الرحيم



خطبة

أنصر نبيك يا مسلم

20 / 12 / 1426هـ



إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد،،

فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم }، { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً}، قرن أسمه باسمه في الآذان وجعل شأنه عالياً، وتفضل عليه بالوحي والرسالة، واصطفاه من بين خلقه ليكون خاتم النبيين، وكان فضل الله عليك عظيماً، وجعل له لواء الحمد والمقام المحمود، هذا نبينا عليه الصلاة والسلام أفضل الأنبياء، إمامهم يوم القيامة وقائد الغر المحجلين يوم الدين، ويوم يرجع الأنبياء إليه للشفاعة ليقضى بين الخلائق، فيقوموا هؤلاء الكفرة اليوم بشن الغارات على شخص محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، ليبوأ بالإثم في البداية والمسلسل طويل من قبلهم.

صحيفة دنمركية بالرسومات الساخرة التي تستهزئ بأعظم رجل وطئت قدماه الثرى، صورة آثمة وقحة وقاحة الكفر وأهله، ليكون في ذلك الرسم عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأس رجل كأنهم بل صرحوا أنه إرهابي، وهذا من شدة ما أرهبهم، ثم تأتي جريدة أخرى نرويجية لتنكأ الجراح وتشن الغارة من جديد، لتعيد نشر الرسوم الوقحة التي نشرت من قبل، { أتواصوا به بل هم قوم طاغون }، فيا لله ماذا بقي في الحياة من لذة عندما ينال من مقام محمد صلى الله عليه وسلم ثم لا ينتصر له؟، وماذا نقول تجاه هذا العداء السافر والتهكم المكشوف؟، هل نغمض أعيننا؟، أو نصم أذاننا؟، أو نطبق أفواهنا وفي القلب عرق ينبض؟، والذي كرم محمد وأعلى مكانته صلى الله عليه وسلم لبطن الأرض أحب إلينا من ظاهرها إن عجزنا أن ننطق بالحق وندافع عن نبينا صلى الله عليه وسلم، آلا جفت أقلام وشلت سواعد قد امتنعت عن تسطير الأحرف، والنطق بالكلمات للذود عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم .

فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم فداء

وهكذا يا عباد الله، يسفر هؤلاء أعداء الدين من أهل الكتاب وغيرهم عن وجوههم القبيحة مرات كثيرة، بصور مختلفة وتعاد الصورة مرة أخرى والتاريخ يعيده الله عزوجل، { إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وأنحر إن شانئك هو الأبتر }، الشانئ العدو المبغض الساب الشاتم هذا منقطع الذكر، قليل الأثر، هذا هو الذي لا عقب له ولا يبقى له نسل ولا حسن ذكر، أما أنت يا محمد صلى الله عليه وسلم فتبقى ذريتك، وصيتك الحسن بين العباد، وآثار فضلك إلى يوم القيامة، ولك في الآخرة نهر الكوثر والخير الكثير .

عباد الله لما قام قريش يسبونه عليه الصلاة والسلام وقامت تلك المرأة تقول

مذمماً عصينا ودينه أبينا

قال عليه الصلاة والسلام: " ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمماً ويلعنون مذمماً وأنا محمد ". رواه البخاري ومسلم .

وهكذا،، دافع الله عن نبيه عليه الصلاة والسلام وذكره بالمقام العظيم في كتابه، وأنزل هذه الصورة وغيرها من الآيات للدفاع عن محمد عليه الصلاة والسلام، { ن والقلم وما يسطرون* ما أنت بنعمة ربك بمجنون* وإن لك لأجراً غير ممنون* وإنك لعلى خلق عظيم } ، { ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك }، وهكذا رفع ذكره، وخفض شانئه وشأنهم.

تقوم الرسومات الكاريكاتورية الساخرة اليوم بالاستهزاء بنبينا عليه الصلاة والسلام في رسمها ورمزها ولكن ليس نبينا بالصورة التي رسومها ولا بالخلق الذي وصفوه، فوجهه عليه الصلاة والسلام هو الضياء والطهر والقداسة والبهاء، أعظم استنارةً وضياءاً من القمر ليلة البدر، يفيض سماحة وبشراً وسروراً، طلعته آسرة تأخذ بالألباب، وكل من رآه عرف صدقه في وجهه، ومنهم من ارتعدت فرائسه وهو ينظر إليه، ومنهم من بكى إجلالاً له وإعجاباً، وما كان عليه الصلاة والسلام عابساً ولا مكشراً، إنه صلى الله عليه وسلم كان أشد حياءًا من العذراء في خدرها، إذا سر استنار وجه كأنه قطعة قمر، أهدب الأشفار، أكحل العينين كأنه سبيكة فضة، مليح الوجه، يقول أنس رضي الله عنهما: " ما مسست حريراً ألين من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم "، كان عليه الصلاة والسلام يعرف بريح الطيب إذا أقبل، كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقاً، وأكرمهم، وأتقاهم، كان عليه الصلاة والسلام لا يستكبر أن يمشي مع المساكين، تأخذ الجارية الصغيرة بيده فينطلق لقضاء حاجتها، كان يزور الأمصار ويسلم على صبيانهم، ويأتي ضعفائهم ويزورهم ويعود المرضى، ويشهد الجنائز، كان عليه الصلاة والسلام يجلس على الأرض ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة فيحلبها كان يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويفليه ويحلب شاته، ويخدم نفسه، كان يبيت الليالي طاوياً لا يجد عشاءاً، وكان لا يجد ما يملئ بطنه من الدقل وهو التمر الرديء، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع مرات، يقبل الهدية ولا يأخذ الصدقة، كان أشجع الناس إذا أحمر البأس اتقوا به في القتال، تمر به الهرة فيسقي لها الإناء لتشرب منه، كان عليه الصلاة والسلام عفواً يغفر ويصفح حتى عفا عن ذلك المشرك الذي أخترط سيفه ورفعه عليه صلتاً، قال: من يمنعك مني؟، قال: الله، فشلت يد المشرك وسقط السيف من يديه، كان سخياً كريماً أجود الناس، كان عليه الصلاة والسلام عظيماً في أخلاقه وآدابه وخلقته.

ألم ترى أن الله خلد ذكـره إذ قال في الخمس المؤذن أشهد

وشق له من أسمه ليجـله فذو العرش محمود وهذا محمد

أوفر الناس عقلاً، وأسدهم رأياً، وأصحهم فكرة، وأسخاهم يداً، وأنداهم راحة، وأجودهم نفساً، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، يجود ويقول: " أنفق يا بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالا "، أرحب الناس صدراً، وأوسعهم حلماً، لا يزيده جهل الجاهلين عليه إلا عفواً، أعظم الناس تواضعاً لا يتميز عن أصحابه بمظهر، ألين الناس عريكة، وأسهلهم طبعاً، ما خير بين أمرين إلا أختار أيسرهما، لا يغضب لنفسه فإذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء، ولا يستطيع أن يقف أحد في طريقه، كأنما يفقأ في وجه حب الرمان تعظيماً لحرمات الله وغضباً لها، أشجع الناس قلباً، وأقواهم إرادة، يخوض الغمار قائلاً: " أنا النبي لا كذب أنا أبن عبد المطلب "، أعف الناس لساناً، وأوضحهم بياناً، يسوق الألفاظ مفصلة كالدرر مشرقة، كالنور هو طاهر كالفضيلة، إنه صاحب العفة يقيم الحدود، ويقسم بالعدل بين الناس، هو أسمح الخليقة روحاً، وأعلاها نفساً، وأزكاها وأعرفها بالله، أشد الناس في أمر الله، أخشى الناس لله، يؤتي كل ذي حق حقه، قضى زهرة شبابه مع امرأة من قريش تكبره بخمس عشرة سنة، قد تزوجت من قبل وما تزوج بعدها لاستمتاع مجرد، بل كان في زواجه عليه الصلاة والسلام مصالح عظيمة، أرفق الناس بالضعفاء، وأعظمهم رحمة بالمساكين، شملت رحمته حتى البهيمة، فهو ينهى أن يحد شفرته أي الجزار بحضرة الشاة وهي تلحظ إليه، وأن تذبح شاة في حضرة أخرى وهكذا،، أخبر أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها، إنه أمين الله على وحيه ومصطفاه من خلقه، أختاره الله وبعثه رحمة للعالمين، وحمل هداية رب السماء إلى أهل الأرض، نور النبوة مشكاتها وشعاعها ينطلق من لسانه.

خلقت مبرأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء

عباد الله، لقد أنصف بعض الكفار نبينا عليه الصلاة والسلام لما قرءوا سيرته من عظم أخلاقه، ومن عظم هذه الحياة التي تركت وراءه مسطرة، فرضوان الله عن أصحاب ما فوتوا صغيرة ولا كبيرة إلا ونقلوها من شأنه عليه الصلاة والسلام، ولا يوجد رجل في العالم لا في القديم، ولا في الحديث، لا من المسلمين، ولا من الكفار، سيرته منقولة بهذه الدقة، فهل رأيت في العالم من نقيت صفته وسيرته وأحداث حياته كمحمد عليه الصلاة والسلام؟، ولذلك يقول:

· مايكل هارت في الخالدين المائة وقد جعل على رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: لقد أخترت محمداً صلى الله عليه وسلم في أول هذه القائمة، لأنه هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحاً مطلقاً على مستوى الديني والدنيوي، قد دعا إلى الإسلام وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً وبعد ثلاث عشرة سنة من وفاته، فإن أثر محمد عليه السلام ما يزال قوياً متجدداً، وقال: ولما كان محمد صلى الله عليه وسلم قوة جبارة لا يستهان بها، فيمكن أن يقال أيضاً: إنه أعظم زعيم سياسي عرفه التاريخ.

· أما برناردشو الإنكليزي وله مؤلف أسمه محمد قد أحرقته سلطات بلاده يقول فيه: إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد صلى الله عليه وسلم، وإن رجال الدين في القرون الوسطى ونتيجة للجهل أو التعصب، قد رسموا لدين محمد صورة قاتمة، لقد كانوا يعتبرونه عدوا للمسيحية، لكنني أطلعت على أمر هذا الرجل فوجدته أعجوبة خارقة، وتوصلت إلى أنه لم يكن عدوا للمسيحية بل يجب أن يسمى منقذ البشرية، وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم لوفق في حل مشكلاتنا بما يأمن السعادة والسلام التي يرنوا إليها البشر.

· ويقول آن بيزيت: من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم، ويعرف كيف عاش، وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء، هل تقصد أن تخبرني أن رجلاً في عنفوان شبابه لم يتعد الرابعة والعشرين من عمره بعد أن تزوج من امرأة أكبر منه بكثير وظل وفياً لها طيلة ستة وعشرين عاماً، ثم عندما بلغ الخمسين من عمره السن التي تخبوا فيها شهوات الجسد، تزوج لإشباع رغباته وشهواته؟، ليس هكذا يكون الحكم على حياة الأشخاص.

· أما تولستوي ( الأديب العالمي ): فيقول يكفي محمداً فخراً أنه خلص أمة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم، وإن شريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.

· أما شبرك النمساوي فيقول: إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ أنه رغم أميته استطاع قبل بضعت عشر قرناً أن يأتي بتشريع سنكون نحن أوروبيين أسعد ما نكون إذا توصلنا إلى قمته.

· وهكذا يصفه إدوار مونته الفرنسي: عرف محمد صلى الله عليه وسلم بخلوص النية، والملاطفة، وإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق.

· وقال الإنجليزي توماس كارليل الحائز على جائزة نوبل في كتابه الأبطال: لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث في هذا العصر، أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب، وأن محمد خداع مزور، وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدأ، صادق العزم، كريماً براً رءوفاً، تقياً، فاضلاً، حراً، رجلاً شديد الجد، مخلصاً، وهو مع ذلك سهل الجانب، لين العريكة، جم البشر والطلاقة، حميد العشرة، حلو الإيناس، بل ربما مازح وداعب، كان عادلاً، صادق النية، ذكي اللب، شهم الفؤاد كأنما ما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم ممتلئاً نوراً، رجلاً عظيماً بفطرته لم تثقفه مدرسة ولا هذبه معلم، وهو غني عن ذلك.

· أما جوتة الألماني فيقول: إننا أهل أوروبا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد صلى الله عليه وسلم، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان فوجدته في النبي محمد، وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلوا كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد.

وهكذا،، وهكذا تتوالى الشهادات من الأعداء ومن مخالفه عليه الصلاة والسلام في الدين، ومهما كان من الملاحظات على بعضها، لأن الذين أطلقوها من غير المسلمين وبضعهم يجهل حقيقة الوحي، ولا يقر بختم النبوة ولا بأن دين محمد صلى الله عليه وسلم يجب الدخول فيه، فإن هذه الشهادات كافية في أن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام قد أخضعت أقلام أولئك الكتاب، وأنهم لما أطلعوا على شيء من حياته ذلوا ولم يملكوا أنفسهم من تسطير هذه الكلمات، فيأتي هؤلاء اليوم من الكفرة الذين لا يعترفون حتى بما سطره أدبائهم، وبعض كتابهم، ومنصفيهم، لا يرونه شيئاً ليقوموا بالاعتداء على شخص محمد صلى الله عليه وسلم.

عباد الله، إنا نبينا عليه الصلاة والسلام صادق، ولما رآه أحد أكابر ثقيف قال له: لا أقول لك كلمة واحدة، إن كنت صادقاً فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك؟، وإن كنت كاذباً فأنت أحقر من أن أرد عليك؟.

لو لم تكن فيه آيات مبينة كانت بديهته تنبيك بالخبر

كل من رآه عرف من وجه أنه صادق، وما من أحد أدعى النبوة من الكذابين إلا وظهر عليه من الجهل، والكذب، والفجور، واستحواذ الشياطين ما فضحه، وما من أحد أدعى النبوة من الصادقين إلا وقد ظهر عليه من العلم، والصدق، والبر، وأنواع الخيرات ما يميزه، وهكذا قال تعالى: { هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون }، إن خديجة رضي الله عنها وهي زوجته، قالت له لما رجع خائفاً من الغار: كلا، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.

لما عرف ورقة ابن نوفل ماذا حصل لنبينا في الغار، وسمع أول ما نزل عليه، قال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، لقد عرفه بحير الراهب بصفته وهو صغير،، وهكذا أعترف له عبد الله بن سالم بما في التوراة، وهكذا عرفته الجن لما سمعوا كلامه، أرسل الله إليه نفر من الجن يستمعون القرآن، فلما حضروه قالوا أنصتوا، فلما قضي ولو إلى قومهم منذرين، قالوا: يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى،، وهكذا عرفه ملك الروم هرقل لما سأل أبا سفيان أسئلة فأجابه عنها، ثم قال له هرقل: " سألتك عن نسبه، فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا، فقلت: لو كان أحد قالها هذا القول قبله، لقلت: رجل يأتسي بقول قيل قبله، وسألتك هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا، فقلت: فلو كان من آبائه من ملك، قلت: رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك أشراف الناس أتبعه أم ضعفائهم؟ فذكرت أن ضعفائهم أتبعوه، وهم أتباع الرسل، وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟، فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك الأمر الإيمان حتى يتم، وسألتك أيرتد أحد سخطتاً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك بما يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبد الله ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، ( هرقل كان عنده علم من الكتاب ) ، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقائه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه ". ولكن منع حب الرئاسة بعد ذلك هرقل من الدخول في الدين، وكان يجب عليه أن يترك ملكه وبلده ويأتي مهاجراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويعلن الدخول في دينه كما فعل النجاشي، وأمره النبي عليه الصلاة والسلام بالبقاء في بلده للمصالح العظيمة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( ولهذا أخبرت الأنبياء المتقدمون أن المتنبأ الكذاب لا يدوم إلا مدة يسيرة وهذه من بعض حجج ملوك النصارى الذين يقال إنهم من ولد قيصر هذا أو من غيرهم، حيث رأى رجلاً يسب النبي صلى الله عليه وسلم من رؤوس النصارى ويرميه بالكذب، فجمع علماء النصارى وسألهم عن المتنبأ الكذاب، كم تبقى نبوته؟ فأخبروه بما عندهم من النقل عن الأنبياء أن الكذاب المفتري لا يبقى إلا كذا وكذا سنة، لا يبقى إلا شيئاً يسيراً ثم يضمحل، ذكره لمدة قريبة من ثلاثين سنة ونحو ذلك، فقال لهم: هذا دين محمد له أكثر من خمسمائة أو ست مائة سنة في ذلك الوقت الذي حدثت فيه القصة، وهو ظاهر مقبول متبوع فكيف يكون هذا كذاباً؟ ثم ضرب عنق النصراني من أصحابه ورعيته ).

عباد الله، كل من نظر في دين هذا النبي الكريم، كل من نظر في الوحي الذي جاء به هذا الرسول العظيم، يعرف صدقه، { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم }، إي والله يعرفون محمد صلى الله عليه وسلم بوصفه كما يعرفون أبناءهم، { يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون* الحق من ربك فلا تكنن من الممترين }، وهكذا لما سمع النجاشي صدر سورة مريم سمع بعض ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من جعفر بن أبي طالب وغيره من الصحابة، قال: إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة.

أيها المسلمون، نبينا عندنا في مقام عظيم، وفي نفوسنا له منزلة كبيرة، ونحن نعلم أن من سبه عليه الصلاة والسلام إن كان مسلماً فإنه يصحب مرتداً بهذا السب، ولا تمنع توبته من قتله على القول الراجح، لأن حق الله يسقط بالتوبة، أما حق محمد بن عبد الله فكيف يتم التنازل عنه؟، وصاحب الحق قد مات، ولذلك يبقى الأمر في إقامة الحد عليه بالموت، وإذا صدق في التوبة تنفع عند الله هذا قول عدد من أهل العلم، كما نصر ذلك شيخ الإسلام وبينه في كتابه العظيم الصارم المسلول على شاتم الرسول، وأما من الكفار فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد جرد كتائب لقتل هؤلاء، كما فعل ببعض اليهود الذين وقعوا فيه وسبوه وشتموه في شعرهم، وجعلوا بعض الغينات المغنيات عندهم يغنيين بشتمه عليه الصلاة والسلام، فأرسل إليهم من اغتالهم على فرشهم وفي عقر دارهم، ولما فتح مكة أهدر دم عبد الله بن خطل المشرك الذي كان يسبه ولما قبض عليه متعلقاً بأستار الكعبة، وجعل يتوسل يقول: يا محمد من للصبية؟ فقال: النار، وقتل عنق ذلك المشرك عند الكعبة، تلك حرمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فقد آن لنفوس المؤمنين أن تنطلق بنصرة نبيها، وأن تدفع أولئك الشانئين.

اللهم أنصر سنة محمد بن عبد الله في العالمين، اللهم زد ذكره رفعة وأعلي، وزد في دينه علوا، اللهم إنا نسألك أن تكبت عدوه، وأن تنشر سنته في العالمين، وأن تعلي دينه فوق سائر أهل الأرض يا أرحم الراحمين، اللهم أرنا فيمن سبه مصيراً أسود، اللهم أنتقم لنبيك، اللهم أنتقم لنبيك، اللهم أنتقم لنبيك، إنك عزيز ذو انتقام.



أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فأستغفره،، إنه هو الغفور الرحيم.



الحمد لله رب العالمين، الحمد لله قيوم السماوات والأرضين، الحمد لله رافع السماء بلا عمد، الحمد لله استغنى عن والدة والولد، الحمد لله لم يكن له كفواً أحد، الحمد لله الذي ليس له صاحبة ولم يتخذ ولداً وخلق كل شيء، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، البشير والنذير، والسراج المنير، وحامل لواء الحمد، والشافع المشفع يوم الدين، أول الناس قياماً من القبور، وأول الناس يسير إلى ساحة البعث والعرض والنشور، وأول الناس وروداً على حوضه، وأول الناس عبوراً للصراط، وأول الناس دخولاً الجنة، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، اللهم أعلي شأنه اللهم أرفع درجته، اللهم أجعلنا من أهل شفاعته، أشهد أنه رسول الله حقاً، والداعي إلى سبيله صدقاً، بلغ الرسالة، تركنا على البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، بلغ الأمانة، وأدى الرسالة، ونصح الأمة، علمنا فأحسن تعليمنا، وأدبنا فأحسن تأديبنا عليه الصلاة والسلام، اللهم أرضي عن أصحابه وعن آله وذريته الطيبين الطاهرين، وعن خلفائه الميامين، وعن من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله، لعله جس نبض، ويريد هؤلاء اليهود والنصارى أن يعلموا، ماذا في الأمة من حس؟، وماذا بقي فيها من غيرة؟، وكذلك فإن عداوتهم لأهل الإسلام ولنبيه باقية إلى قيام الساعة حتى ينزل عيسى عليه السلام فيقضي عليهم، ولاشك أن من عداوتهم أن يسبوا نبينا ونحن نتوقع هذا منهم، وأن يهاجموه في وسائل إعلامهم، وأن يسيروا سيرة كفار قريش الذين كانوا يشوهون سمعة نبينا في محافل الحجاج ولكن الله لهم بالمرصاد، فنصر الله نبيه عليهم وهكذا ينصر الله نبيه في هذا الزمان وفي كل زمان، وكل من تعرض لذاته الكريمة ووقع فيه كما وقع هؤلاء بعض الدنمركيين والنرويجيين ومن لف لفهم، وتعرضوا لنبينا الكريم بالبذاءة والسخرية والاستهزاء، ويرفضون الاعتذار، ويقولون: ( حرية الرأي حرية الكفر ) فإذا سبت ملكتهم، وسب نظامهم ودولتهم، فماذا عساهم يقولون؟، يسنون القوانين في عقوبة من سب نظامهم ودولتهم وملكتهم، ولكن عندما تأتي القضية إلى نبينا الذي يجب على ملكتهم ورؤسائهم الإيمان به، تصبح المسألة تصبح القضية حرية رأي، حرية الكفر، حرية الهجوم على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

عباد الله، هكذا إذن فعل هؤلاء وقبلهم من النصارى في أمريكا وغيرها،، كما قال جري فالويل: أنا أعتقد أن محمداً كان إرهابياً، وفي اعتقاد المسيح وضع مثال الحب كما فعل موسى، وأنا أعتقد أن محمداً وضع مثالاً عكسياً، ويتهمه وحاش عليه الصلاة والسلام بأنه كان لصاً وقاطع طريق.

أما بات روبت سون الحاقد الآخر في الولايات المتحدة يقول عن نبينا عليه الصلاة والسلام: كان مجرد متطرف ذو عيون متوحشة تتحرك عبثاً من الجنون.

وصاحبه جري فاينز يقول: عن النبي عليه الصلاة والسلام إنه يتملكه الشيطان.

وجمس واركد يتهمه بالشذوذ هكذا،، أيها الأخوة المسلسل معروف من هؤلاء اليهود والنصارى بأقلام ورسومات في وسائل إعلامهم، لقد أغاظهم محمد عليه الصلاة والسلام، لقد أغاظهم انتشار دينه، لقد أغاظتهم شريعة الجهاد التي جاء بها عليه الصلاة والسلام، لقد أغاظتهم قوة الإسلام، لقد أغاظتهم هذه الشريعة التي ليس عندهم مثلها، أغاظهم سرعة انتشار الإسلام، أغاظهم أن الإسلام أول دين في العالم في سرعة الانتشار، لقد أغاظهم هذا التوقير والاحترام الذي يحظى نبينا عليه الصلاة والسلام بيننا مع تقصير كثير من المسلمين.

عباد الله، من سخر بالنبي عليه الصلاة والسلام ما حكمه؟، { قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم }.

روى أبو داوود عن علي رضي الله عنه أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها.

قال شيخ الإسلام: ( وهذا الحديث جيد وله شاهد من حديث ابن عباس وفي قصة الأعمى المعروفة المشهورة الذي كانت له أم ولد ترعاه له منها أبنان كاللؤلؤتين فوضع ذلك الرمح القصير في بطنها وأتكأ عليها حتى ماتت لأنها كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه )، ولما أغلظ رجل لأبي بكر الصديق، قال أبو برز الأسلمي للصديق: أقتله؟ فانتهرني، يقول أبو برزه، وقال: ليس هذا لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أيها المسلمون، يا عباد الله، إن سب النبي عليه الصلاة والسلام من أعظم المحرمات، وكفر وردة عن الإسلام، بإجماع العلماء سواء فعل ذلك القائل جاداً أم هازلاً، وفاعله يقتل ولو تاب، كما تقدم مسلماً كان أو كافراً، وإن عقوبة من سب النبي عليه الصلاة والسلام في الدنيا أن الله يذيقه من العذاب المهين، فالله يدافع عن الذين آمنوا، والنبي عليه الصلاة والسلام رأس المؤمنين، وقال: { والله يعصمك من الناس }، وقال: { إن كفيناك المستهزءين }، وقال: { فسيكفيكهم الله }، وقال: { أليس الله بكاف عبده }، قال الشيخ السعدي - رحمه الله - : ( وقد فعل تعالى فما تظاهر أحد يعني أعلم بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتله ).

أيها المسلمون، لقد جاءت الروايات مبينة لهذا،، فأخرج الطبراني في الأوسط، والبيهقي، وأبو النعيم في الدلائل، وابن المردويه بسند حسن، عن ابن عباس في قوله إن كفيناك المستهزئين، قال: ( المستهزئون الوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، والحارث بن عبطة السهمي، والعاصم بن وائل، فآتاه جبريل فشكاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أريني إياهم فأراه كل واحد منهم، وجبريل يشير إلى كل واحد منهم في موضع من جسده ويقول: كفيتك هو، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما صنعت شيئاً، فأما الوليد فمر برجل بن خزاعة وهو يريش نبلاً فأصاب أكحله فقطعها، أنقطع عرق فأدى إلى هلاكه، وأما الأسود ابن المطلب فنزل تحت سمرة فجعل يقول: يا بني ألا تدفعون عني؟ قد هلكت وطعنت بالشوك في عيني، فجعلوا يقولون: ما نرى شيئاً، فلم يزل كذلك حتى عتمت عيناه، وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح فمات منها، وأما الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منه، وأما العاص فركب إلى الطائف فربط على شبرقة فدخل من أخمص قدميه شوكة فقتلته ".

وهكذا،، بعض أعداء النبي عليه الصلاة والسلام كان مع أبيه في سفر، فنزلوا منزلاً وهم على الشرك، فقال أبوه: إني أخاف من أصحاب محمد على ولدي، إني أخاف من السباع، أجعلوا حوله الأمتعة وناموا حوله، فجاء أسد وهم نيام فشمهم حتى وصل إليه فافترسه.

عباد الله، قد روى أنس رضي الله عنه أن رجلاً نصرانياً أسلم، وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي عليه الصلاة والسلام يعني يكتب الوحي، فعاد نصرانياً أرتد، وكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، أدعى أن هذا القرآن منه، فآماته الله فدفنوه، أي: ( النصارى الذين عندهم بالشام الذين لجأ إليهم )، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقال: هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا فأصبح وقد لفظته الأرض لليوم الثاني، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس، يعني: هذا الاستخراج من الأرض، ليس فعل بشر فألقوه ). الحديث رواه البخاري ومسلم.

عندما تكون الأمة في عافية والدين في قوة في نفوس المسلمين، ترى النموذج العظيم من ذلك الفتيين الصغيرين بينهما عبد الرحمن بن عوف، كل منهما يسأل عن أبي جهل أين هو؟، أين هو؟، ما هذا الحماس؟، ولماذا السؤال؟، إني أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لأن رأيته لا يفارق سوادي سواده، حتى يموت الأعجل منا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وإن الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبه، ومظهر لدينه ولكذب الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد مثل هؤلاء الكفرة اليوم في بلادهم في حراسة، فيقول المسلمون: لا نستطيع الوصول إليهم وليسوا تحت سلطاننا لإقامة الحد عليهم، قال شيخ الإسلام: وإن الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبه، إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد )، ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة، عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون، والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر، يعني: الروم النصارى في زماننا، قالوا: كنا نحن نحصر الحصن الشهر، أو أكثر من الشهر، وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله والوقيعة في عرضه تعجلنا فتحه وتيسر، ولم يكد يتأخر إلا يوم أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة ويكون فيه ملحمة عظيمة.

قال قادة الفتح المسلمين: القادة العسكريون لأهل الإسلام شهادات من أرض المعركة، ومن الجبهات حتى إنا كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوه فيه.

وهكذا يقول شيخ الإسلام: حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب، يعني: المغرب، حالهم مع النصارى كذلك.

عباد الله، لقد وضع هرقل الكتاب الذي جاءه في قصبة من ذهب تعظيماً له، ولم يزل أولاده يتوارثون حتى كان عند ملك الفرنج الذي تغلب على طليطلة، ثم كان عند سبطه، يقول بعض مؤرخي الإسلام السهلي: حدثني بعض أصحابنا أن عبد الملك بن سعد، أحد قواد المسلمين أجتمع بذلك الملك فأخرج له الكتاب فلما رآه، المسلم أستعبر، دمعت عيناه وبكى، وسأله أن يمكنه من تقبيله، فأمتنع الملك الكافر أن يمكنه من تقبيل الخطاب، وذكر أبن حجر عن سيف الدين فليح المنصوري، أن ملك الفرنج أطلعه على صندوق مصفح بذهب، فأخرج منه مقلمة من ذهب، فأخرج منها كتاباً قد زالت أكثر حروفه، وقد التصقت عليه خرقة حرير، قال: هذا كتاب نبيكم إلى جدي قيصر، ما زلنا نتوارثه إلى الآن، وأوصانا آباؤنا أنه ما دام هذا الكتاب عندنا لا يزال الملك فينا، فنحن نحفظه غاية الحفظ، ونعظمه، ونكتمه عن النصارى، ليدوم الملك فينا.

أيها المسلمون، في التاريخ عبر وآيات في الحاضر والماضي، ذكر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله المصري عن والده محمد شاكر، وكيل الأزهر سابقاً، وكان هنالك خطيباً مفوه متكلم، فصيح، يمدح أحد الأمراء، عندما أكرم طاه حسين، فقال ذلك الخطيب في خطبته لما جاء طاه حسين أعمى البصر والبصيرة، الذي قال: يجب القبول الحضارة الغربية بحلوها، ومرها، وإتباع سنن الكفرة في كل شيء، الذي طعن في القرآن وفي العربية، لما جاء طاه حسين إلى ذلك الكبير من الكبراء قام الخطيب يمدح ذلك الكبير فقال:

جاءه الأعمى فمــا عبس بوجه وما تولى

وماذا يعني هذا الكلام، غمز، إساءة للنبي عليه الصلاة والسلام، لأن الله قال عن قصته عليه الصلاة والسلام مع أبن أم مكتوم: { عبس وتولى أن جاءه الأعمى }، وعاتب نبينا عليه الصلاة والسلام مع أن موقفه ذلك كان بسبب أن أم مكتوم قد أشغله عن دعوة كبراء قريش، وأراد الله أن يعلم نبيه الاهتمام بابن أم مكتوم حتى ولو على حساب كبراء قريش.

عباد الله، هذه اللمزة، في هذه الكلمة، خطيرة جداً، فلما صلى الخطيب هذا بالناس قام الشيخ محمد شاكر رحمه الله، وقال للناس: الصلاة خلفه باطلة، وأمرهم أن يعيدوا الصلاة، لأن الخطيب كفر بتلك الكلمة التي تعتبر تجريحاً وتعريضاً بالنبي عليه الصلاة والسلام، وما عاقبة هذا المجرم؟، قال الشيخ أحمد شاكر: ولم يدع الله لهذا المجرم جرمه في الدنيا قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى، فأقسم بالله: لقد رأيته بعيني رأسي بعد بعض سنين، وبعد أن كان عالياً منتفخاً مستعزاً بمن لاذا بهم، رأيته مهيناً ذليلاً خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين ليحفظها في ذلة وصغار، حتى لقد خجلت أن يراني وأنا أعرفه وهو يعرفني، لا شفقة عليه فما كان موضعاً للشفقة ولا شماتة فيه ولكن لما رأيت من العبرة والعظة.

ذهب أحدهم لنيل شهادة من شهادات العليا خارج البلاد، فلما أتم دراسته وهي تتعلق بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام، طلب منه أستاذه من النصارى أن يسجل في رسالته ما فيه انتقاص من النبي عليه الصلاة والسلام وتعريض، فتردد الرجل بين القبول والرفض وأختار الدنيا في النهاية على الآخرة، وأجابهم إلى ما أراده طمعاً في الشهادة الملوثة، فلما عاد إلى بلده فوجئ بهلاك جميع أولاده وأهله في حادث مفاجئ، ولعذاب الآخرة أشد وأنكى.

يا عباد الله، الله عزوجل قال لنا: { فالذين أمنوا به وعزروه }، أي: قاموا في نصرته عليه الصلاة والسلام، { ونصروه وأتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون }، فوجب القيام بنصرة نبي الإسلام بجميع الوسائل الممكنة في هذا الزمان، ومن ذلك الاحتجاج بكافة الوسائل من الساسة والعامة، والكبار والصغار، بجميع الوسائل والاحتجاج على مستوى الهيئات الشرعية، ودور الفتية والجامعات الإسلامية، وكذلك المنظمات الإسلامية، وإعلان الإسنتكار من الشخصيات العلمية، والقدوات الثقافية، والقيادات الشرعية، وإعلان هذا النكير على المنابر وغيرها.

ورابعاً المواجهة على مستوى المراكز الإسلامية الموجودة في الغرب والشرق، في الرد على هذه الحملة واستنكارها.

وخامساً المواجهة على المستوى الفردي بإرسال الرسائل الإلكترونية المتضمنة للاحتجاج، والرد والاستنكار إلى المنظمات والجامعات والأفراد المؤثرين في الغرب، ولو نفر من المسلمين فرقة احتسبت بإرسال هذه الرسائل الكثيرة جداً إلى تلك المنظمات والجهات والأفراد سيكون لها أثر لافت.

وسادسا استأجر ساعات البرامج في المحطات الإذاعية والتلفزيونية للذب عن نبي الإسلام، وأن يتكلم القاصي والداني من المسلمين ممن يستطيع في اتصالاتهم على البرامج الفضائية المباشرة، لبيان غيرة المسلمين على نبيهم وقيامهم بذلك.

وسابعاً كتابة المقالات القوية الرصينة التي تنشر في المجلات والصحف، وأن تترجم بلغات مختلفة وترسل إلى تلك الوسائل السيارة، وكذلك إنتاج الكتب وغيرها، بل الأفلام التي تبين عظمة دين الإسلام وليس فيها محاذير شرعية، كما فعله بعضهم من تمثيل شخصية النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه، كلا بل إنتاج الأفلام المؤثرة التي تبين نور الإسلام وعظمة هذا الدين، الذي جاء به نبي الإسلام.

وتاسعاً عقد اللقاءات وإلقاء الكلمات في المنتديات والملتقيات العامة.

وعاشراً إصدار البيانات الاستنكارية من الجهات المختلفة، وغشيان المنتديات الإلكترونية، والغرف الإلكترونية، وبث هذا الاستنكار.

والحادي عشر إقامة المعارض الدولية المتنقلة، والثابتة في الأماكن المختلفة، لبيان شأن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، وسيرة هذا النبي الكريم وكذلك تبادل الحوارات، وفتح الحوارات مع كل من يمكن الوصل إليه، وحشد الجهود وإعداد البرامج للتعريف، وإصدار المجلات والمطالبة بصياغة نموذج رسالة استنكار باللغات المختلفة جاهزة للإرسال، ومراسلة السفارات المعنية بها، وكذلك الكتابة للجريدة التي نشرت هذه الرسوم ومطالبة هذه الجريدة وغيرها ممن نشر بالاعتذار للعالم الإسلامي جميعاً عما نشره من الإساءات.

عباد الله، ينبغي أن تتكون في المسلمين مجموعات، وقواعد بيانات، ومواقع، ينبغي أن تكون هنالك مجاميع تنشر، وتدافع، وتذب عن محمد صلى الله عليه وسلم.



محمد المبعوث للنــاس رحمـةً

يشيِّد ما أوهى الضلال ويصلـح

لئن سبَّحت صُمُّ الجبـال مجيبـةً

لـداود أو لان الحديـد المصفـح

فإن الصخور الصـمَّ لانت بكفـه

وإن الحصــا في كـفه ليُسَبِّـح

وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا

فمن كفه قد أصبح المـاء يَطـفح

وإن كانت الريح الرُّخاءُ مطيعـةً

سليمان لا تألـو تروح وتسـرح

فإن الصبـا كانت لنصـر نبينـا

ورعبُ على شهر به الخصم يكلح

وإن أوتي الملكَ العظـيم وسخِّرت

لـه الجن تسعى في رضاه وتكدح

فإن مفاتيح الكنــوز بأسـرهـا

أتته فرَدَّ الـــزاهد المترجِّـح

وخص بالحوض الرَّواء وباللِّـوا

ويشفع للعـاصين والـنار تَلْفـح

وبالمقعد الأعلى المقـرَّب نــاله

عطـــاءً لعينيه أَقـرُّ وأفـرح

وبالرتبة العليـا الوسيـلة دونهـا

مراتب أرباب المـواهب تَلمــح

ولَهْوَ إلى الجـنات أولُ داخــلٍ

لــه بـابها قبـل الخلائق يُفْتَتح





عباد الله، تبادل العناوين والتعريف بكيفية الكتابة والاستنكار أقل ما نقوم به وتعريف الكفار الذين يعيشون بيننا بنبينا عليه الصلاة والسلام، وسيرته فهو الذي جاء الوحي عن طريقه.

اللهم أعز دينه، وأعلي شأنه، وأعلي ذكره، اللهم أجعلنا من أتباعه حقاً، ومن أهل سنته صدقاً، اللهم أرزقنا شفاعته يوم الدين، اللهم أجعلنا القائمين بحق نبينا يا عظيم، اللهم إنا نسألك وأنت العظيم القوي الجبار أن تهلك هؤلاء الذين وقعوا


الكاتب: ادارة الموقع
التاريخ: 28/12/2006