أكتب على أوراق الزهر فتذبل ..

 

أكتب على أوراق الزهر فتذبل ...

 

 

د. إسلام المازني

 

Doctor_thinker@hotmail.com

 

 

 

 

أكتب على أوراق الزهر فتذبل مما أسطر، كانت الأوراق تحتضر بين يدي ... تموت وأنا أخط نعيا لأحياء! أناس يتنفسون ويتناسلون، لكنهم موتى تأخر دفنهم ... هاموا في المعشوقات بمعلقات، ويبست أيديهم حين جاملوا العراق على استحياء...

لماذا تكبر أخطاؤنا في عين بعض أدباء بني ليبرال، ويتجاهلون وحشا بصورة إنسان! صوّر بناتنا عاريات ...

لن ألومه هو، فالشيء من معدنه لا يستغرب، بل ألوم من تجاهله من أدبائنا ... هذا العلج المتحضر ! أليس في بيان حاله إنصافا لحالنا (ونحن نُسَبّ بدون الأسباب، وبعكس الأسباب)؟

 

 

 

الأدباء زعماء مكلفون ببث الطهر بين البشر، والأديب الذي لا يخرج أدبه عن مدح السلطان وعشق النسوان أديب خوّان، تغتصب أخته فيرقص على جرحها ...

((نشرت صحيفة لوس انجليس تايمز الأمريكية تقريرا يتضمن من وسائل التعذيب الذي تقوم به الشرطة العسكرية ما يلي:

*تصوير السجينات وهن عاريات ( صور ثابتة بالكاميرا، وأفلام بالفيديو أيضاً)

وروى الأمريكي وليام بود، في صحيفة (ويست بومفريت) الأمريكية، في مقال «الاغتصاب الديمقراطي»، جاء فيها: إن بوش ترك لجنوده أن يفعلوا ما يحلو لهم مع ضحايا سجنه الكبير في العراق، وترك المجندين كول وديفيد يغتصبان نساء عراقيات بلغ عددهن (...) فتاة.. ))

 

 

خُدودٌ داسـَهــا الوغْـــدُ

 

وتلـفـازُ الهوى يــشْــدو!

 

فَـهـذا شـاعـرٌ قـــردُ !

 

علامَ المدحُ والحمدُ !

 

فلا سيـف ولا غِمـدُ ...

 

أكـلُّ حِميـرنـا أُسْــدُ ؟

 

أمـــا لِهـوانـنـا حــَـدُّ ؟

 

أفـي تاريخـنـا مـَجـدُ ؟

 

فمـا للذل يمتدُ !

  

 

سأمضـي لا يؤرقـنـي

 

دُخَـان الـلـّوم والبـعـدُ

 

طريـقـي لـــن ألـونَــهُ

 

أجود بـكـل مــا أجـِـد

 

 

أحلق في مَضَائقه...

 

هضاب أصلها وهْـد

 

وقلبـي لــا يراجعـنـي

 

ولا الأشـواك والوردُ

 

 

 

فكفي عن مناصحتي:

 

عليك بفاسق السـردِ!

 

 

فَشوقي قد ملا قلبي

 

لـربـي مـــا لـــه حـــدُّ

 

 

 

نـويـت العـيـش وقـافـا

 

وشعـري للخـنـا ســدُّ

  

 

رؤوس الـفـكـر كـتــابٌ

 

أضاعوا كل مـا يجـدي

 

  

ونـــال الـمـجـد قوادٌ

 

وبــات الـحـر كالـعـبـدِ

 

 

وصــار الشـعـر رقـاصـا

 

ودف عــاهــر الـنــقــدِ

 

 

 

ومع كل هذا لا زلنا نجد أدبا لزجا، يمدح ...لا ... بل يقدس ويحمد ويمجد! خيالات حب وبطولات وهم (للملهمين والمنقذين والرواد والعشاق الصابرين كذلك)، ولا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ... فهل هؤلاء أدباء يؤتمنون على عقول أبناء وبنات الأمة ومشاعرهم؟

 

 

كنت أبث الوعي بخصوص فلسطين، وأفكر فيها على الدوام ، فلما انبثقت الدماء في بغداد

وعيت قول جدنا ...

وقد يشفي بكاء من بكاء* كما يشفي أليم الجرح نصل !

 

 

ولعل المحنة كانت منحة لأهل فلسطين، ووقت أدبهم بوائق الترف ...


الكاتب: .د. إسلام المازني
التاريخ: 28/12/2006