لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه..

 

   لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه

 

إن شراسة الحملة الصليبية التي نتعرض لها اليوم لا تتمثل في مناوشة عسكرية في هذا المكان أو ذاك، ولا تقتصر على استباحة أرض وعرض في هذه البقعة الجغرافية أو تلك، بل إن شراسة هذه الحملة الصليبية تتمثل في كونها برنامجاً متكاملاً مستجمعاً للقوى العقدية والمادية الهادفة إلى تقويض الإسلام باعتبار مقوماته العقدية والمادية. وإنه لمن القصور أن يتوهم البعض أنه يستطيع أن ينفرد بوضع خطة جهاد الدفع ضد هذه الحملة الصليبية الشرسة، أو أن يتصور أنه وحده يملك البصيرة النافذة والفهم الثاقب والاجتهاد الموفق لإصابة وجه الحق قولاً واحداً، بحيث يمضي إلى الحد الذي ينفرد فيه بتنفيذ خطة الدفع التي استأثر برسمها وتحديد مقوماتها ضارباً بعرض الحائط اجتهادات باقي الأمة مهما قلّ شأنها في نظره، لا سيما وأن كلاً منا يرى جانباً من برنامج الهجوم الصليبي قد لا يتسنى للآخر رؤيته أو التنبه له.

إننا مهما اجتهدنا في أن تكون تنظيراتنا عامة قابلة للتطبيق بمعزل عن خصوصيات الحدث الزماني والمكاني، فإننا لا نجد مندوحة في بعض الأحوال من تدبر خصوصيات بعض الوقائع لنستعيد من خلالها إدراكنا لأهمية هذه الضوابط والثوابت التي أرستها شريعتنا الغراء، ولسنا بفضل الله ممن يسعى للنعق في كل بوق يُلقم أفواه هذه الأمة، كما أننا لسنا بفضل الله ممن يسعون للنياحة في مآتم القانون الدولي ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان، فلقد أظهرت هذه الغانيات من غيِّها ما اقشعرت له أجسادنا ونفرت منه قلوبنا ونأت عنه أبصارنا بفضل الله تعالى، ولكننا أيضاً لسنا ممن يقدِّس الرجال ويُعظم أحداً أن يتوجه إليه نصح أو عظة حاشا نبينا محمداً عليه الصلاة والسلام، وما أروع ما قال الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه وأرضاه لما خرجت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها في موقعة الجمل حيث قال:"إن عائشة قد سارت إلى البصرة، ووالله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي"(صحيح البخاري)، وما أروع هذا المسلك منه رضي الله عنه حيث اعترف بالفضل لصاحب الفضل وأقر به وأذعن له، وحرر مناط المفارقة وهو مورد الزلل في التصرف ليُعلم أن الأمر يدور مع الحق لا مع الرجال، بل انظر إلى قوله تعالى :"قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء"(الممتحنة 4)، حيث أمرنا الله تعالى بالتأسي بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، ثم استثنى من هذا التأسي ما كان خلاف الحق وهو الاستغفار لأبيه المشرك، وحسبنا هذا في بيان المقصود وهو أن الدوران يكون مع الحق ، وأن الأخذ على يد من زل لا يقدح في فضله إن كان من أصحاب الفضل والسابقة وبالله التوفيق.

إننا أمام هذه الحملة الصليبية الشرسة ذات المحور المادي المتمثل في بطش الآلة العسكرية المدمرة، والمحور العقدي المتمثل في منطلقات تلمودية صهيونية صليبية حقود وفتنٍ في الدين مظلمة تجعل الحليم حيران، لنؤمن إيماناً راسخاً بأن عنوان خطة الدفع الوحيد هو الجهاد في سبيل الله ، ولست أنا أو غيري من يعرِّف الجهاد في سبيل الله، بل الوحي المعصوم هو المعرِّف لذلك حيث قال صلى الله عليه وسلم:"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"(صحيح البخاري)، وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في قول الله تعالى:(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) أي : شرك،  (ويكون الدين لله)، أي: يكون دين الله هو الظاهر العالي على سائر الأديان، انتهى. قلت: إن الشرع قد حدد الغاية من الجهاد إذاً في ظهور هذا الدين على سائر الأديان، وهذا الظهور له مظاهر ومعالم يجدر بنا ألا نغفل عنها أثناء ممارسة شعيرة الجهاد، حتى لا ننحرف عن تحقيق الغاية من هذا الجهاد على الوجه الذي أراد الشرع  أن يكون، وأنا أذكر شيئاً من ذلك بفضل الله تعالى :

 

أولاً:عصمة الدماء والأبضاع والأموال بكلمة التوحيد:  إن من معالم ظهور دين الله تعالى على غيره من الأديان ألا يُحقن دمٌ ولا يصان عرض ولا يعصم مال إلا بهذه الكلمة، أعني كلمة الإسلام ولا أقول الإيمان، ففي الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله"(صحيح البخاري)، فمن لم يعصم الدماء والأموال بكلمة التوحيد لم يكن مُظهراً لدين الإسلام على غيره من الأديان أو القوانين التي تعصم بها الدماء والأموال، فمن جعل الوطنية أو الجنسية أو الحزبية أو التنظيم أو الحركة معقداً لحقن الدم وهدره فقد أظهر هذا المعقد على دين الإسلام، وناقض الغاية التي شُرع من أجلها الجهاد ابتداءاً.

 

ثانياً: إن كلمة التوحيد عاصمة للدماء على ظاهرها: فليس لأحد أن يتكلف في الشق عن صدور من نطق بشهادة التوحيد في ميادين الحرب،  قال تعالى:" يأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمنَّ الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيراً"(النساء 94)، قلت: فإذا كانت تحية الإسلام تعصم الدم فما بالك بكلمة التوحيد، ولو قالها من قالها رياءاً أو تقيةً فإننا نقول إن شأن هذه الكلمة عندنا أن نُكبرها في صدورنا وتخشع لها قلوبنا وتذعن لها جوارحنا مهما زينت لنا أنفسنا أن قائلها ليس من أهلها، وتأمل معي حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول:" بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة، فصبَّحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله،  فكفَّ الأنصاري عنه، فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله! قلت: كان متعوذاً. فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم"(صحيح البخاري)، فهذا صريح في أن موجب هذه الشهادة هو حقن دم قائلها دون تكلف التنقيب عما في قلبه، ودون اعتبار لشبهة رياء أو ظن تقية ونحو ذلك. وليس هذا إلا مظهراً من مظاهر إجلالنا لهذه الكلمة وتعظيمنا لهذا الدين وإظهارنا له فوق كل رأي وشبهة ونظر واعتقاد.

 

ثالثاً: سد ذرائع النفور عن دعوة الإسلام: وهذا جلي وواضح، فإذا كانت الغاية من الجهاد منع فتنة الشرك والتخلية بين الناس وبين دين الإسلام ليقبلوا عليه، فإن أي عمل منسوب للجهاد يؤدي إلى نفرة الناس من استماع دعوة الإسلام أو يؤدي بأهل الإسلام إلى النأي عن الالتزام به فلا شك أنه يأتي بنقيض مقصود الجهاد، وهو بهذا لا يمكن أن يكون من الجهاد المعتبر شرعاً في نفس الأمر، وإلا تناقض الشرع وهذا محال ، وبكلام آخر نقول: إن من معالم الرشد في منهج الجهاد القتالي أن يؤدي الجهاد إلى قرب الناس من الإسلام لا العكس، ولعلنا نلاحظ هذا المعنى السامي في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) قال: خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام"(صحيح البخاري)، وفي مقابل هذا نجد الشرع قد نهى عن الفعل المنفر عن الإسلام ولو كان مشروعاً في ذاته، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قائد الأمة ونبيها المعصوم بالوحي لم يقتل أو يقاتل أحداً من المنافقين ممن يخالط المجتمع تحصيلاً لمصالح الدعوة ومنها قطع ذريعة الفتنة والتنفير عن الدين، حيث قال صلى الله عليه وسلم حين بلغه قول عبد الله بن أبي بن سلول :"والله لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجن الأعز منها الأذل"،  فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه"(صحيح الترمذي)، ومعلوم أن نفاق عبد الله بن أُبي كان نفاق كفر، والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم :"لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه"، قلت: فإذا أخذ الناس يتصورون الإسلام وأهله بهذه الصورة حيث يتقاتلون ويتهارجون فأي رجاء في إنصاتهم لدعوة الحق فضلاً عن قبولهم لها؟ إن ظهور دين الإسلام في سياق الجهاد القتالي يستلزم أن يرى الناس كل الناس من وراء الدماء والأشلاء التي تزهق بوجهٍ مشروع أن يروا تلك الصورة المشرقة المضيئة للإسلام التي تدفع كل أحدٍ إلى الوقوف بخشوع وإجلال أمام مشهد هذا الدين العظيم بكل أبعاده عقيدةً وعبادةً وسلوكاً وخلقاً، إن صورة الجهاد المشرقة هي تلك التي لا تلطخ صفحة الإسلام البيضاء بأي شبهة مهما صغرت، في نفس الوقت الذي تتضمخ فيه أجساد أبنائه بدماء الشهادة مهما كثرت...

 

رابعاً: الالتزام بأصول وثوابت الإسلام والتوقف في الرخص عند موجبها: فلا يصح لمن رام بجهاده إعلاء دين الله تعالى أن يسترسل في الاستثناءات الخارجة عن الأصل المفضية إلى نقيض المقصود من الجهاد، ولا أن يُغرق في تعميم الأحوال الخاصة وإخراجها عن خصوصيتها، فبعض المسائل التي أفتى أهل العلم بالرخصة فيها على سبيل الاستثناء كقتل الترس من المسلمين أو الانغماس في العدو لتعيُّن الحاجة أو طلب النكاية فيه، لا سيما فيما يُعرف اليوم بالعمليات الاستشهادية، أقول : هذه الأحوال هي الاستثناء لا الأصل، وهي الرخصة لا العزيمة، وموجب الرخصة فيها تحقق مصلحة راجحة أكبر أو دفع مفسدة محتمة أكبر ، حتى إذا ما اضمحلت هذه المصلحة أو تسرب الشك إلى تحققها كان الالتزام بمنهج الشرع الذي يقضي بأن الشك في الرخص يوجب الرجوع إلى الأصل، والأصل هنا عصمة الدماء المعصومة وعدم التفريط بالمجاهد المسلم لأدنى شبهة مصلحة، ولقد مر زمان قريب كانت للعمليات الاستشهادية فيه وقع عجيب على المسلمين تثبيتاً وإعجاباً وعلى الكافرين رعباً ونكالاً، أما اليوم وقد ركب الناس الصعب والذلول فلم تعد الحال كذلك مع كل عملية من هذا النوع، لا سيما تلك التي تميل إلى الهرج أكثر مما تنزع إلى الإثخان في العدو، ونحن هنا في مقام التنظير لا مقام إثبات نسبة أعمال معينة إلى فصائل جهادية معينة. والحاصل هنا أن إعمال أصول الشرع أقرب إلى إظهار الشرع وإعلاء كلمته من الاسترسال في الرخص والمستثنيات، فليتنبه لهذا فإنه دقيق.

 

خامساً: عدم انفكاك دعوة البيان عن مقارعة السنان: فقد قال الله تعالى:" وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً"(النساء 83)، وأولي الأمر هنا يشمل أهل العلم الشرعي وأهل الخبرة والحنكة العسكرية، فالفريق الأول يستنبط الحكم الشرعي المتعلق بوقائع المعركة، والثاني يستنبط القيمة الميدانية للأخبار وما يترتب عليها من عمل عسكري ونحوه، وإن الأمرين مقصودان معاً جميعاً لأن الأمر العسكري إذا انفك عن الأمر الشرعي والمصلحة الشرعية والسياسة الشرعية أصبح قتلاً وسفكاً للدماء مجرداً، وإن الحكم الشرعي إذا انفك عن السيف الذي يقيمه أصبح عديم الشوكة بل عديم الهيبة عند كثير من الناس، وهذا كله يناقض ظهور دين الإسلام على ما سواه، فكان لا بد من اجتماع النظرين الشرعي والحربي لتكون كلمة الله تعالى هي العليا، والله الموفق. ولعل من المهم للفصائل الجهادية التي لا يتسنى لها لأسباب أمنية أن تطل على العالم الإسلامي عبر نافذة إعلامية مأمونة موثوقة ميسورة على الدوام للتعليق على حدث أو بيان حقيقة حادثة ما، أن يبينوا للأمة الإسلامية الخطوط العريضة لمنهجهم الجهادي الخاص بالميدان الذي يقارعون العدو فيه، حتى يفوتوا على فئران العمالة الإعلامية النهش في جسد المجاهدين وتقطيع أواصر الصلة بينهم وبين جسد الأمة الإسلامية من خلال تشويه صورة جهادهم وإساءة الظن بهم. وهنا مسألة مهمة، بل هي دعوة لأهل العلم خارج ميادين الجهاد أن يكف من انشغل منهم بالتمكين لحكومات العمالة والعلمنة بتأويلاتٍ فاسدة وبيعات باطلة، ويوجه جهده واجتهاده نحو المساهمة في التنظير والتكييف الشرعي لمتطلبات الجهاد والمجاهدين، ونحو تجييش الأمة الإسلامية لمناصرة الجهاد والمجاهدين والاستعداد لمرحلة انتشار رقعة الجهاد في شتى أرجاء العالم الإسلامي، وتهيئة الناس وتعبيدهم لله تعالى استعداداً للمرحلة الأخيرة من مراحل الجهاد في سبيل الله ألا وهي إقامة حكم الله تعالى في الأرض.

 

سادساً: تحكيم شرع الله تعالى في الأرض: وهو كما قلنا الحجر الركن الذي لا يتم بناء صرح الإسلام إلا به، غير أننا نريده ثمرةً من ثمار الجهاد بركنيه العلمي والعملي، ونتيجة من نتائج التلاحم والتعاضد والتناصر بين جيوش المجاهدين وثلة العلماء العاملين وجماهير الإسلام العابدين لرب العالمين، فإذا بكيد الصليبية يرتد في نحرها، وإذا بكبرائها قد ارتدوا على أعقابهم خاسئين، وما ذلك على الله ببعيد.

ختاماً أقول إن معركة المجاهدين اليوم إنما هي مع الباطل لا مع الزمن، فلا ينبغي استعجال النتائج، كما لا ينبغي التهاون في الاستهداف، فليس تعذر استهداف العدو الكافر الأصلي المحارب بمبرر لاستهداف من له شبهة تعلق بالكفار، ولننأى بأنفسنا عن المعارك الجانبية، وإن زيف أنظمة العمالة الجاثمة على صدر الأمة أصبح مستقراً في نفوس أبنائها ولا يفتقر إلى إظهار ضعف جهازٍ أمني هنا أو إمكان اختراق جهاز أمني هناك، وما أمس حاجة الأمة إلى خلو بعض ساحاتها من مظاهر الحرب العسكرية وما تجره من إخلالات أمنية، لا تفضيلاً لدم مسلم على آخر وإنما إفساحاً لمجالات الدفع العلمية ضد الهجمة الصليبية التي تقارعنا بالأفكار والشبهات كما تمطرنا بالقنابل والمتفجرات، ولا يخفى أن سواعد المجاهدين ومنابر العلماء الربانيين ودعاء أبناء الإسلام المخلصين تكمل بعضها بعضاً في تشكيل منظومة الدفاع عن هذه الأمة العظيمة، فلتكن صدورنا لبعضنا البعض رحبة، ولتكن قلوبنا لبعضنا البعض مُحِبة، ولتكن كلمة الله تعالى هي العليا في جهادنا قبل أن تكون هي ثمرة جهادنا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

د.وسيم فتح الله


الكاتب: د. وسيم فتح الله
التاريخ: 28/12/2006